جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   معرفة المكي والمدني (http://jamharah.net/showthread.php?t=11397)

عبد العزيز بن داخل المطيري 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م 06:00 AM

معرفة المكي والمدني
 
معرفة المكي والمدني

عناصر الموضوع:
أنواع مسائل المكي والمدني
مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ومكْثه بالمدينة
فوائد معرفة المكي والمدني
المؤلفات في المكي والمدني
تعريف المكي والمدني
... - قول يحيى بن سلام البصري في حدّ المكي والمدني
أقسام السور باعتبار نزولها
قاعدة البحث في مسائل المكي والمدني
هل نصّ النبي صلى الله عليه وسلم على بيان المكي والمدني؟
أيهما أكثر المكي أم المدني؟
الأحاديث والآثار الواردة في المكي والمدني
... - أثر ابن عباس رضي الله عنهما
... - أثر مجاهد بن جبر
... - أثر علي بن أبي طلحة الوالبي
... - أثر عكرمة والحسن
... - أثر قتادة بن دعامة السدوسي
... - أثر عطاء بن يسار الهلالي
... - أثر ابن شهاب الزهري.
... - أثر عطاء بن أبي مسلم الخراساني
أقوال العلماء في تعداد السور المكية والسور المدنية
تَضمُّن بعض السور المكية آيات مدنية
تَضمُّن بعض السور المدنية آيات مكية
ما تُعتبر به السورة مكية أو مدنية
تفصيل ما اختلف فيه من المكي والمدني
... - عدد السور المختلف فيها
ما اعتمده أبو عمرو الداني في المكّي والمدني
نظم ابن الحصار للمكي والمدني
طرق التمييز بين المكي والمدني
...- أثر عبد الله بن مسعود
...- أثر علقمة بن قيس النخعي
...- أثر ميمون بن مهران
...- أثر عروة بن الزبير
...- أثر عكرمة مولى ابن عباس
...- أثر الضحاك بن مزاحم
...- قول يحيى بن سلام البصري في التفريق بين المكي والمدني
...- قول الجعبري في طرق التمييز بين المكي والمدني
...- سرد أقوال العلماء في التفريق بين المكي والمدني
...- لطائف في التفريق بين المكي والمدني
سمات ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة
ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني
ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي
ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية
ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية
ما نزل في غير مكة والمدينة
...- الكلام على حديث: (أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة..)
...- ما نزل بالجحفة
...- ما نزل ببيت المقدس
...- ما نزل بالطائف
...- ما نزل بالحديبية
المحمول من السور والآيات
... - ما حمل من مكة إلى المدينة.
... - ما حمل من المدينة إلى مكة.
... - ما حمل من مكة إلى الحبشة.
... - ما حمل من المدينة إلى الحبشة
... - ما حمل من المدينة إلى الشام
ما ورد في بعض السور
لطائف وفوائد
شبهات وردود

عبد العزيز بن داخل المطيري 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م 06:00 AM

أنواع مسائل المكي والمدني

قال محمد عبد العظيم الزُّرقاني (ت:1367هـ):
(
ليس من غرضنا في هذا المبحث أن نستقصي بالتفصيل والتدليل آيات القرآن الكريم وسوره. وأن نحقق ما كان منها مكيا وما كان مدنيا فتلك محاولة كبيرة جديرة أن تفرد بالتأليف وقد أفردها فعلا بالتأليف جماعة منهم مكي والعز الديريني.
ولكن حسبنا هنا أن نتكلم على الاصطلاحات في معنى المكي والمدني وعلى فائدة العلم بالمكي والمدني وعلى الطريق الموصلة إليه وعلى الضوابط التي يعرف بها وعلى السور المكية والمدنية والمختلف فيها وعلى أنواع السور المكية والمدنية وعلى أوجه تتعلق بالمكي والمدني وعلى فروق أخرى بين المكي والمدني صيغت من بعضها مطاعن في القرآن وعلى دفع تلك المطاعن ونقضها). [مناهل العرفان:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 9 شوال 1433هـ/26-08-2012م 09:45 PM

مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وبالمدينة


قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين). [صحيح البخاري:؟؟]
قال محمد بن أيوب بن الضريس البجلي (ت: 294هـ):
(
أخبرنا عباس بن الوليد النرسي، حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال:(كان يقال: أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم في ثمان سنين بمكة وعشرا بعد ما هاجر)
وكان قتادة يقول: (عشر بمكة وعشر بالمدينة).
[فضائل القرآن:3/74]
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أنا محمد بن رافع قال ثنا حسين بن محمد قال ثنا شيبان عن يحيى قال: (أخبرني أبو سلمة عن عائشة وابن عباس أن رسول الله لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا) ). [فضائل القرآن:؟؟]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ): (قال البخاري رحمه الله: (... حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمه قال: (أخبرتني عائشة، وابن عباس قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا).
- قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ):
(
وأما الحديث الذي أسنده البخاري: أنه عليه السلام أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا، فهو مما انفرد به البخاري دون مسلم، وإنما رواه النسائي من حديث شيبان وهو ابن عبد الرحمن، عن يحيى وهو ابن كثير، عن أبي سلمة عنهما.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ثنا يزيد، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (أنزل القران جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة)، ثم قرأ {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} الآية [الإسراء: 106] هذا إسناد صحيح .
أما إقامته بالمدينة عشرا فهذا مما لا خلاف فيه، وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة؛ لأنه عليه السلام أوحى إليه وهو ابن أربعين سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح.
ويحتمل أنه حذف ما زاد على العشر اختصارا في الكلام؛ لأن العرب كثيرا ما يحذفون الكسور في كلامهم، أو أنهما اعتبرا قرن جبريل عليه السلام فإنه قد روى الإمام أحمد: أنه قُرن به ميكائيل عليه السلام في ابتداء الأمر يلقى إليه الكلمة والشيء، ثم قرن به جبريل.
ووجه مناسبة هذا الحديث بـ فضائل القرآن:
أنه ابتدئ بنزوله في مكان شريف وهو البلد الحرام، كما أنه في زمن شريف وهو شهر رمضان؛ فاجتمع له شرف الزمان والمكان.
ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن في شهر رمضان؛ لأنه ابتدئ بنزوله، ولهذا كان جبريل يعارض به رسول الله في كل سنة في شهر رمضان، فلما كانت السنة التي توفي فيها عارضه مرتين تأكيدا وتثبيتا). [فضائل القرآن:؟؟]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين). [صحيح البخاري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله‏:‏ ‏(‏عن شيبان‏)‏ هو ابن عبد الرحمن، ويحيى هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين‏)‏ كذا للكشميهني، ولغيره ‏"‏ وبالمدينة عشرا ‏"‏ بإبهام المعدود، وهذا ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم عاش ستين سنة إذا انضم إلى المشهور أنه بعث على رأس الأربعين، لكن يمكن أن يكون الراوي ألغى الكسر كما تقدم بيانه في الوفاة النبوية، فإن كل من روي عنه أنه عاش ستين أو أكثر من ثلاث وستين جاء عنه أنه عاش ثلاثا وستين، فالمعتمد أنه عاش ثلاثا وستين، وما يخالف ذلك إما أن يحمل على إلغاء الكسر في السنين، وإما على جبر الكسر في الشهور.
وأما حديث الباب فيمكن أن يجمع بينه وبين المشهور بوجه آخر، وهو أنه بعث على رأس الأربعين، فكانت مدة وحي المنام ستة أشهر إلى أن نزل عليه الملك في شهر رمضان من غير فترة، ثم فتر الوحي، ثم تواتر وتتابع، فكانت مدة تواتره وتتابعه بمكة عشر سنين من غير فترة، أو أنه على رأس الأربعين قرن به ميكائيل أو إسرافيل فكان يلقي إليه الكلمة أو الشيء مدة ثلاث سنين كما جاء من وجه مرسل، ثم قرن به جبريل فكان ينزل عليه بالقرآن مدة عشر سنين بمكة‏).‏
[فتح الباري:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:19 AM

فوائد معرفة المكي والمدني

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع الأول والثاني: المكي والمدني: هذان النوعان مهمان ،عظيما الفائدة في الأحكام، إذ يعرف بذلك تأخير الناسخ عن منسوخه، وقد وضع العلماء في ذلك مصنفات، وكتب التفسير مشحونة في أوائل السور بذكر ذلك، وكذلك المصاحف). [مواقع العلوم:30]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(النوع التاسع: معرفة المكي والمدني، وما نزل بمكة والمدينة وترتيب ذلك، ومن فوائده معرفة الناسخ والمنسوخ). [البرهان في علوم القرآن:1/187]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الأول والثاني: المكي والمدني،وهما نوعان مهمان إذ يعرف بذلك تأخير الناسخ عن المنسوخ). [التحبير في علم التفسير: 42]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الأول معرفة المكي والمدني، أفرده بالتصنيف جماعة منهم مكي والعز الديريني ومن فوائد معرفة ذلك العلم بالمتأخر فيكون ناسخا أو مخصصا على رأي من يرى تأخير المخصص). [الإتقان في علوم القرآن: 1/43]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (فائدة العلم بالمكي والمدني: من فوائد العلم بالمكي والمدني تمييز الناسخ من المنسوخ فيما إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضوع واحد وكان الحكم في إحدى هاتين الآيتين أو الآيات مخالفا للحكم في غيرها ثم عرف أن بعضها مكي وبعضها مدني فإننا نحكم بأن المدني منها ناسخ للمكي نظرا إلى تأخر المدني عن المكي.
ومن فوائده أيضا: معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام وذلك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد. وسيستقبلك في هذا المبحث فروق بين المكي والمدني تلاحظ فيها جلال هذه الحكمة.
ومن فوائده أيضا: الثقة بهذا القرآن وبوصوله إلينا سالما من التغيير والتحريف.
ويدل على ذلك اهتمام المسلمين به كل هذا الاهتمام حتى ليعرفون ويتناقلون ما نزل منه قبل الهجرة وما نزل بعدها وما نزل بالحضر وما نزل بالسفر وما نزل بالنهار وما نزل بالليل وما نزل بالشتاء وما نزل بالصيف وما نزل بالأرض وما نزل بالسماء إلى غير ذلك. فلا يعقل بعد هذا أن يسكتوا ويتركوا أحدا يمسه ويعبث به وهم المتحمسون لحراسته وحمايته والإحاطة بكل ما يتصل به أو يحتف بنزوله إلى هذا الحد).
[مناهل العرفان:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:20 AM

المؤلفات في المكي والمدني


قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (المكي والمدني: هذان النوعان مهمان عظيما الفائدة في الأحكام، إذ يعرف بذلك تأخير الناسخ عن منسوخه، وقد وضع العلماء في ذلك مصنفات، وكتب التفسير مشحونة في أوائل السور بذكر ذلك، وكذلك المصاحف). [مواقع العلوم:30] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (المكي والمدني أفرده بالتصنيف جماعة منهم مكي والعز الديريني ومن فوائد معرفة ذلك العلم بالمتأخر فيكون ناسخا أو مخصصا على رأي من يرى تأخير المخصص). [الإتقان في علوم القرآن: 1/43] (م)
قلت: (الكتب المطبوعة في المكي والمدني للمتقدمين:
1: تنزيل القرآن: يُنسب للإمام الزهري، وهو جزء صغير طبع ملحقاً بكتاب الناسخ والمنسوخ المنسوب للزهري أيضاً، بتحقيق: حاتم بن صالح الضامن، مؤسسة الرسالة؛ والكتابان لا تصحّ نسبتهما للإمام الزهري: أما التنزيل فهو من رواية الوليد بن محمد الموقّري، وهو متروك الحديث، وأمّا الناسخ والمنسوخ ففي إسناد رواته انقطاع ظاهر، ومصنفه غير معروف يروي عن شعبة ومسدد وموسى بن إسماعيل وطبقتهم، وفيه آثار عن غير الزهري، وفيه أثر طويل يروى عن الزهري في الناسخ والمنسوخ ولأجل ذلك نسب الكتاب للزهري.
2: فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة، لأبي عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي(ت:294هـ)، وقد طبع بتحقيق: غزوة بدير، دار الفكر، دمشق.
3: عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفة وتلخيص مكيه من مدنيه لأبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي (ت:ق5هـ) تحقيق: د.خالد حسن أبو الجود، مكتبة الإمام البخاري.
هذا غير الأبواب المفردة في كتب الحديث وعلوم القرآن عن المكي والمدني، وهي كثيرة.
وأما الكتب المخطوطة والمفقودة والتي يُشكّ في نسبتها فكثيرة، وقد ذكر د.محمد شفاعت رباني طائفة منها في كتابه (المكي والمدني) وهو كتاب جيّد في هذا الباب، وسندرج ما ذكره من الكتب المخطوطة والمفقودة لاحقاً بإذن الله تعالى.
وأمّا نظم المكي والمدني ففيه نظم ابن الحصار ونظم الجعبري ونظم الديريني ونظم التاذفي ونظم الخمسي الخزاني، والذي وجدته منها نظم ابن الحصار نقله عنه السيوطي في التحبير وفي الإتقان، ونظم الجعبري وهو في ترتيب السور وقد ميّز فيه المكّي من المدني).



عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:21 AM

تعريف المكي والمدني

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (اعلم أن السور المكية هي التي نزلت بمكة ويعدّ منها كل ما نزل قبل الهجرة وإن نزل بغير مكة، كما أن المدنية هي السورة التي نزلت بالمدينة ويعدّ منها كل ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بغير المدينة). [التسهيل:7]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ): (من القرآن مكي ومنه مدني:
فالمكي: ما نزل قبل الهجرة.
والمدني: ما نزل بعد الهجرة سواء كان بالمدينة أو بغيرها من أي البلاد كان حتى ولو كان بمكة أو عرفة).[فضائل القرآن:؟؟]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(النوع التاسع: معرفة المكي والمدني
...
اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات:
أحدها: أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة
والثاني: وهو المشهور أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة
والثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وعليه يحمل قول ابن مسعود الآتي لأن الغالب على أهل مكة الكفر فخوطبوا {يأيها الناس} وإن كان غيرهم داخلا فيها وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا {يأيها الذين آمنوا} وإن كان غيرهم داخلا فيهم.
وذكر الماوردي أن البقرة مدنية في قول الجميع إلا آية وهي: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} فإنها نزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى انتهى.
ونزولها هناك لا يخرجها عن المدني بالاصطلاح الثاني أن ما نزل بعد الهجرة مدني سواء كان بالمدينة أو بغيرها.
وقال الماوردي في سورة النساء هي مدنية إلا آية واحدة نزلت في مكة في عثمان ابن طلحة حين أراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأخذ منه مفاتيح الكعبة ويسلمها إلى العباس فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} والكلام فيه كما تقدم).
[البرهان في علوم القرآن:1/187-188]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع الأول والثاني: المكي والمدني...
واختلف الناس في الاصطلاح في ذلك، والمشهور أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني، سواء نزل بمكة أو بالمدينة أو في سفر من أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من جعل المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة.
والأول هو الذي عليه الجمهور.
ويؤيد الأول إجماعهم على أن المائدة مدنية، وفيها نزل في حجة الوداع يوم الجمعة بعرفات، وهو قوله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم}، على ما في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما، فقوي بذلك أن كل ما نزل بعد الهجرة مدني سواء نزل بالمدينة أو في السفر أو في مكة. وإنما يوسم بالمكي ما نزل قبل الهجرة).
[مواقع العلوم:30]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (الاصطلاح أن كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني، سواء نزل في البلد حال الإقامة أو في غيرها حال السفر). [فتح الباري:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الأول والثاني: المكي والمدني،
وهما نوعان مهمان إذ يعرف بذلك تأخير الناسخ عن المنسوخ، واختلف الناس في الاصطلاح فيهما، فالمشهور أن ما نزل قبل الهجرة مكي وما بعدها مدني، سواء نزل بمكة أو المدينة أو غيرهما من الأسفار، وقيل: المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني: ما نزل بالمدينة.
قلت: وعلى هذا القول ثبتت الواسطة. قال البلقيني: ويؤيد الأول إجماعهم على أن المائدة مدنية مع أن فيها ما نزل بعرفات.
قلت: العجب منه أنه ادعى هنا الإجماع ثم في آخر النوع استثنى منها النازل بعرفات، وقال إنه على الاصطلاح الثاني فأين الإجماع؟!). [التحبير في علم التفسير: 42]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة:
أشهرها: أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار.
أخرج عثمان ابن سعد الرازي بسنده إلى يحيى بن سلام قال: ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدني وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحا.
الثاني: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة وعلى هذا تثبت الواسطة فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني.
وقد أخرج الطبراني في الكبير من طريق الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة: مكة والمدينة والشام)) قال الوليد يعني بيت المقدس.
قال الشيخ عماد الدين بن كثير بل تفسيره بتبوك أحسن
قلت: ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل بمنى وعرفات والحديبية وفي المدينة ضواحيها كالمنزل ببدر وأحد وسلع.
الثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وحمل على هذا قول ابن مسعود الآتي). [الإتقان في علوم القرآن: 1/44-47]
قال محمد عبد العظيم الزُّرقاني (ت:1367هـ): (للعلماء في معنى المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات:
الأول: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة. ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وعرفات والحديبية. ويدخل في المدينة ضواحيها أيضا كالمنزل عليه في بدر وأحد. وهذا التقسيم لوحظ فيه مكان النزول كما ترى.
لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما كقوله سبحانه في سورة التوبة: {لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ} الخ فإنها نزلت بتبوك وقوله سبحانه في سورة الزخرف: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} الخ فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء. ولا ريب أن عدم الضبط في التقسيم يترك واسطة لا تدخل فيما يذكر من الأقسام وذلك عيب يخل بالمقصود الأول من التقسيم وهو الضبط والحصر.

الاصطلاح الثاني: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة. وعليه يحمل قول من قال: إن ما صدر في القرآن بلفظ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فهو مكي وما صدر فيه بلفظ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو مدني لأن الكفر كان غالبا على أهل مكة فخوطبوا بيا أيها الناس وإن كان غيرهم داخلا فيهم. ولأن الإيمان كان غالبا على أهل المدينة فخوطبوا بيا أيها الذين آمنوا وإن كان غيرهم داخلا فيهم أيضا. وألحق بعضهم صيغة يا بني آدم بصيغة يأيها الناس. أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن يأيها الناس أو يا بني آدم فإنه مكي وما كان يأيها الذين آمنوا فإنه مدني.
وهذا التقسيم لوحظ فيه المخاطبون كما ترى لكن يرد عليه أمران:
أحدهما: ما ورد على سابقة من أنه غير ضابط ولا حاصر فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما نحو قوله سبحانه في فاتحة سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} الخ ونحو قوله سبحانه في فاتحة سورة المنافقون: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} الخ.

ثانيهما: أن هذا التقسيم غير مطرد في جميع موارد الصيغتين المذكورتين بل إن هناك آيات مدنية صدرت بصيغة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وهناك آيات مكية صدرت بصيغة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} .
مثال الأولى: سورة النساء فإنها مدنية وأولها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} وكذلك سورة البقرة مدنية وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}.
ومثال الثانية: سورة الحج فإنها مكية مع أن في أواخرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} الخ.

قال بعضهم: هذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} إلى آخر ما ذكرناه أمامك. غير أنه قال أخيرا ما نصه: فإن أريد أن الغالب كذلك فصحيح.
أقول: ولكن صحة الكلام في ذاته لا تسوغ صحة التقسيم فإن من شأن التقسيم السليم أن يكون ضابطا حاصرا وأن يكون مطردا. وقيد الغالبية المراد لا يحقق الضبط والحصر وإن حقق الاطراد فيبقى التقسيم معيبا. على أنهم قالوا: المراد لا يدفع الإيراد.
الاصطلاح الثالث: وهو المشهور أن المكي ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وإن كان نزوله بغير مكة والمدني ما نزل بعد هذه الهجرة وإن كان نزوله بمكة.
وهذا التقسيم كما ترى لوحظ فيه زمن النزول وهو تقسيم صحيح سليم لأنه ضابط حاصر ومطرد لا يختلف بخلاف سابقيه ولذلك اعتمده العلماء واشتهر بينهم. وعليه فآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} مدنية مع أنها نزلت يوم الجمعة بعرفة في حجة الوداع.
وكذلك آية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فإنها مدنية مع أنها نزلت بمكة في جوف الكعبة عام الفتح الأعظم. وقل مثل ذلك فيما نزل بأسفاره عليه الصلاة والسلام كفاتحة سورة الأنفال وقد نزلت ببدر فإنها مدنية لا مكية على هذا الاصطلاح المشهور).
[مناهل العرفان:؟؟]


قول يحيى بن سلّام في المكي والمدني
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (أخرج عثمان ابن سعد الرازي بسنده إلى يحيى بن سلام قال: ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدني وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحا).

[الإتقان في علوم القرآن:1/45]


عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:21 AM

أقسام السور باعتبار نزولها

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وتنقسم السور ثلاثة أقسام:
قسم مدنية باتفاق، وهي اثنان وعشرون سورة: وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والنور والأحزاب والقتال والفتح والحجرات والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن
والطلاق والتحريم وإذا جاء نصر الله.
وقسم فيها خلاف هل هي مكية أو مدنية، وهي ثلاثة عشر سورة: أم القرآن والرعد والنحل والحج والإنسان والمطففون والقدر ولم يكن وإذا زلزلت و{أرأيت} والإخلاص والمعوذتين.
وقسم مكية باتفاق، وهي سائر السور).
[التسهيل:8]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره المنزل من القرآن على أربعة أقسام: (مكي ومدني وما بعضه مكي وبعضه مدني وما ليس بمكي ولا مدني). [الإتقان في علوم القرآن: 1/45]






عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:23 AM

قاعدة البحث في مسائل المكي والمدني

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (قال القاضي أبو بكر في الانتصار: إنما يرجع في معرفة المكي والمدني إلى حفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول انتهى). [الإتقان في علوم القرآن: 1/47]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (الطريق الموصلة إلى معرفة المكي والمدني
لا سبيل إلى معرفة المكي والمدني إلا بما ورد عن الصحابة والتابعين في ذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بيان للمكي والمدني. وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان كيف وهم يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا. وليس بعد العيان بيان.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت؟ ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
وقال أيوب: سأل رجل عكرمة عن آية من القرآن فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سلع ا هـ.
ولعل هذا التوجيه الذي ذكرته أولى مما ذكره القاضي أبو بكر في الانتصار إذ يقول ما نصه: ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول لأنه لم يأمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول)ا.هـ).
[مناهل العرفان:؟؟]




عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:24 AM

هل نصّ النبي صلى الله عليه وسلم على بيان المكي والمدني؟

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(
فصل :
ويقع السؤال أنه هل نص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بيان ذلك؟
قال القاضي أبو بكر: في الانتصار إنما هذا يرجع لحفظ الصحابة وتابعيهم كما أنه لا بد في العادة من معرفة معظمي العالم والخطيب وأهل الحرص على حفظ كلامه ومعرفة كتبه ومصنفاته من أن يعرفوا ما صنفه أولا وآخرا وحال القرآن في ذلك أمثل والحرص عليه أشد غير أنه لم يكن من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك قول ولا ورد عنه أنه قال اعلموا أن قدر ما نزل بمكة كذا وبالمدينة كذا وفصله لهم ولو كان ذلك منه لظهر وانتشر وإنما لم يفعله أنه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ ليعرف الحكم الذي تضمنهما فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول بعينه وقوله هذا هو الأول المكي وهذا هو الآخر المدني وكذلك الصحابة والتابعون من بعدهم لما لم يعتبروا أن من فرائض الدين تفصيل جميع المكي والمدني مما لا يسوغ الجهل به لم تتوفر الدواعي على إخبارهم به ومواصلة ذكره على أسماعهم وأخذهم بمعرفته وإذا كان كذلك ساغ أن يختلف في بعض القرآن هل هو مكي أو مدني وأن يعلموا في القول بذلك ضربا من الرأي والاجتهاد وحينئذ فلم يلزم النقل عنهم ذكر المكي والمدني ولم يجب على من دخل في الإسلام بعد الهجرة أن يعرف كل آية أنزلت قبل إسلامه مكية أو مدنية فيجوز أن يقف في ذلك أو يغلب على ظنه أحد الأمرين وإذا كان كذلك بطل ما توهموه من وجوب نقل هذا أو شهرته في الناس ولزوم العلم به لهم ووجوب ارتفاع الخلاف فيه).
[البرهان في علوم القرآن:؟؟]



عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:25 AM


أيهما أكثر المكي أم المدني؟
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (والمكي أكثر من المدني). [البرهان في علوم القرآن:1/187]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(فجميع ما نزل بمكة خمس وثمانون سورة وجميع ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة على اختلاف الروايات). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:25 AM

.....................

عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:26 AM

الأحاديث والآثار الواردة في المكي والمدني

الآثار المروية عن ابن عباس
رضي الله عنهما

قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (باب ذكر السور التي نزلت بمكة والتي نزلت بالمدينة
- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، قال: حدثنا يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: (أنزل الله من القرآن بمكة: اقرأ باسم ربك الذي خلق، ون والقلم، والمزمل، والمدثر، وتبت يدا أبي لهب، وإذا الشمس كورت، وسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، والفجر، والضحى، والانشراح -ألم نشرح- ، والعصر، والعاديات، والكوثر، وألهاكم، وأرأيت، وقل يا أيها الكافرون، وأصحاب الفيل، والفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقل هو الله أحد، والنجم، وعبس وتولى، وإنا أنزلناه، والشمس وضحاها، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، ولإيلاف قريش، والقارعة، ولا أقسم بيوم القيامة، والهمزة، والمرسلات، وق والقرآن المجيد، ولا أقسم بهذا البلد، والسماء والطارق، واقتربت الساعة، وص والقرآن، والجن، ويس، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، وطسم، وطس، وطسم، وبني إسرائيل، والتاسعة، وهود، ويوسف، وأصحاب الحجر، والأنعام، والصافات، ولقمان، وسبأ، والزمر، وحم المؤمن، وحم الدخان، وحم السجدة، وحم عسق، وحم الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، والم السجدة، والطور، وتبارك الذي بيده الملك، والحاقة، وسأل سائل، وعم يتساءلون، والنازعات، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت، والروم، والعنكبوت.
وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبي لم تحرم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة).
قال أبو بكر: والتاسعة يريد سورة يونس.
قلت: وقد سقط من هذه الرواية ذكر فاتحة الكتاب، والأعراف، وكهيعص فيما نزل بمكة.
وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال : (إن أول ما أنزل الله على نبيه عليه السلام من القرآن: اقرأ بسم ربك . . » فذكر معنى هذا الحديث، وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة، ولهذا الحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره من أهل التفسير، مع المرسل الصحيح الذي تقدم ذكره وفي بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة ، فألحقت بها ، وقد ذكرناها في غير هذا الموضع). [دلائل النبوة:؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
وقد ورد عن ابن عباس وغيره عد المكي والمدني وأنا أسوق ما وقع لي من ذلك ثم أعقبه بتحرير ما اختلف فيه.

قال ابن سعد في الطبقات: أنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة).
[الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
وقد روينا من طرق عن الصحابة والتابعين عد المكي والمدني فقال البيهقي في دلائل النبوة: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل،
أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، أخبرنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه، حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن، قالا: مما أنزل الله من القرآن بمكة: {اقرأ باسم ربك}، و{نون}، والمزمل، والمدثر، و{تبت يدا أبي لهب}، و{إذا الشمس كورت}، و{سبح اسم ربك الأعلى}، {والليل إذا يغشى}، {والفجر}، {والضحى}، و{ألم نشرح}، {والعصر}، {والعاديات}، و(الكوثر)، و{ألهاكم}، و{أرأيت الذي}، و{قل يا أيها الكافرون}، وأصحاب الفيل، والفلق، و{قل أعوذ برب الناس}، و{قل هو الله أحد}، والنجم، وعبس، و{إنا أنزلناه}، و{الشمس وضحاها}، والبروج، والتين، و{لإيلاف قريش}، والقارعة، و{لا أقسم بيوم القيامة}، والهمزة، و{ق}، و{لا أقسم بهذا البلد}، والطارق، و{اقتربت الساعة}، و{ص}، والجن، و{يس}، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، و{طسم}، {طس}، و{طسم} وبني إسرائيل، والسابعة، ويوسف، وهود، وأصحاب الحجر، والأنعام، والصافات، ولقمان، وسبأ، والزمر، وحم المؤمن، وحم الدخان، وحم السجدة، و{حم عسق}، و{حم }الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، وآلم السجدة، والطور، وتبارك، والحاقة، وسأل، وعم يتساءلون، والنازعات، و{إذا السماء انشقت}، و{إذا السماء انفطرت}، والروم، والعنكبوت، وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبي لم تحرم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة، قال البيهقي: والسابعة يريد بها سورة يونس، قال: وقد سقط من هذه الرواية: ألهاكم، والأعراف، وكهيعص مما نزل بمكة.

قال: وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، أنبأنا خصيف عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن: اقرأ باسم ربك، فذكر معنى هذا الحديث وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة قال: وللحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم، قلت: وسيأتي مثله في أول ما نزل). [التحبير في علم التفسير:45-46]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال ابن الضريس في فضائل القرآن: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي حدثنا عمر بن هارون حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن ابن عباس قال: كانت إذا أنزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما يشاء وكان أول ما أنزل من القرآن {اقرأ باسم ربك} ثم ن ثم {يا أيها المزمل} ثم {يا أيها المدثر} ثم {تبت يدا أبي لهب} ثم {إذا الشمس كورت} ثم {سبح اسم ربك الأعلى} ثم {والليل إذا يغشى} ثم {والفجر} ثم {والضحى} ثم {ألم نشرح} ثم و{العصر} ثم العاديات ثم {إنا أعطيناك} ثم {ألهاكم التكاثر} ثم {أرأيت الذي يكذب} ثم {قل يا أيها الكافرون} ثم {ألم تر كيف فعل ربك} ثم {قل أعوذ برب الفلق} ثم {قل أعوذ برب الناس} ثم {قل هو الله أحد} ثم والنجم ثم عبس ثم {إنا أنزلناه في ليلة القدر} ثم {والشمس وضحاها} ثم {والسماء ذات البروج} ثم {والتين} ثم {لإيلاف قريش} ثم القارعة ثم {لا أقسم بيوم القيامة} ثم {ويل لكل همزة} ثم والمرسلات ثم ق ثم {لا أقسم بهذا البلد} ثم {والسماء والطارق} ثم {اقتربت الساعة} ثم ص ثم الأعراف ثم {قل أوحي} ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم {كهيعص} ثم طه ثم الواقعة ثم {طسم} الشعراء ثم {طس} ثم القصص ثم بني إسرائيل ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم {حم} المؤمن ثم {حم} السجدة ثم {حم عسق} ثم {حم} الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية ثم الأحقاف ثم الذاريات ثم الغاشية ثم الكهف ثم النحل ثم {إنا أرسلنا نوحا} ثم سورة إبراهيم ثم الأنبياء ثم المؤمنين ثم تنزيل السجدة ثم الطور ثم {تبارك} الملك ثم الحاقة ثم {سأل} ثم {عم يتساءلون} ثم النازعات ثم {إذا السماء انفطرت} ثم {إذا السماء انشقت} ثم الروم ثم العنكبوت ثم {ويل للمطففين} فهذا ما أنزل الله بمكة.
ثم أنزل بالمدينة: سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النساء ثم {إذا زلزلت} ثم الحديد ثم القتال ثم الرعد ثم الرحمن ثم الإنسان ثم الطلاق ثم {لم يكن} ثم الحشر ثم {إذا جاء نصر الله} ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم الصف ثم الفتح ثم المائدة ثم براءة). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
وقال أبو جعفر النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ: حدثني يموت بن المزرع ثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى ثنا يونس بن حبيب سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدا عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي فقال: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: (سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة {قل تعالوا أتل} إلى تمام الآيات الثلاث وما تقدم من السور مدنيات ونزلت بمكة سورة الأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرفه من أحد وسورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج سوى ثلاث آيات {هذان خصمان} إلى تمام الآيات الثلاث فإنهن نزلن بالمدينة وسورة المؤمنين والفرقان وسورة الشعراء سوى خمس آيات من أخراها نزلن بالمدينة {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخرها وسورة النمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمانسوى ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} إلى تمام الآيات وسورة السجدة سوى ثلاث آيات{أفمن كان مؤمنا} إلى تمام الآيات الثلاث وسورة سبأ وفاطر ويس والصافات وص والزمر سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة {قل يا عبادي الذين أسرفوا} إلى تمام الثلاث آيات والحواميم السبع وق والذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والصف والتغابن إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة والملك ون والحاقة وسأل وسورة نوح والجن والمزمل إلا آيتين {إن ربك يعلم أنك تقوم} والمدثر إلى آخر القرآن إلا {إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله} و{قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} فإنهن مدنيات.

ونزل بالمدينة سورة الأنفال وبراءة والنور والأحزاب وسورة محمد والفتح والحجرات والحديد وما بعدها إلى التحريم).
هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:26 AM

أثر مجاهد بن جبر


..................



عبد العزيز بن داخل المطيري 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م 09:26 AM


أثر علي بن أبي طلحة الوالبي
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، و{الذين كفروا}، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون , يريد : الصف والتغابن، و{يا أيها النبي إذا طلقتم}، و{يا أيها النبي لم تحرم}، والفجر، والليل، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، و{لم يكن}، و{إذا زلزلت}، و{إذا جاء نصر الله} وسائر ذلك بمكة). [فضائل القرآن : ]
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا خلف بن إبراهيم، قال: أنا أحمد بن محمد المكي، قال: أنا علي بن عبد العزيز، قال: أنا القاسم بن سلام قال: أنا عبد الله بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، قال: (نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والحج والنور والأحزاب و{الذين كفروا} والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريون والتغابن و{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} و{يا أيها النبي لم تحرم} والفجر والليل إذا يغشى و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} و {لم يكن} و{إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله} وسائر ذلك بمكة.
ولم يذكر علي بن أبي طلحة في المدني والحجرات والجمعة والمنافقين وهن ثلاثتهن مدنيات بإجماع). [البيان:134-135]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ): (وقال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة: سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون، والتغابن، و{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}، و{يا أيها النبي لم تحرم}،و{الفجر}،و{الليل إذا يغشى}، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، و{لم يكن}، و{إذا زلزلت}، و{إذا جاء نصر الله والفتح} وسائر ذلك بمكة.
هذا إسناد صحيح عن ابن أبي طلحة مشهور، وهو أحد أصحاب ابن عباس الذين رووا عنه التفسير، وقد ذكر في المدني سورا في كونها مدنية نظر، وما به الحجرات المعوذات). [فضائل القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا عبد الله بن صالح بن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف، والتغابن، و{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}، و{يا أيها النبي لم تحرم} والليل، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، و{لم يكن}، و{إذا زلزلت}، و{إذا جاء نصر الله} وسائر ذلك بمكة). [التحبير في علم التفسير:47]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال أبو عبيد في فضائل القرآن حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والحج والنور والأحزاب و{الذين كفروا} والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريين يريد الصف والتغابن و{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} و{يا أيها النبي لم تحرم} والفجر والليل و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} و{لم يكن} و{إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله} وسائر ذلك بمكة). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:39 AM

أثر عكرمة والحسن البصري
قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (باب ذكر السور التي نزلت بمكة والتي نزلت بالمدينة
- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، قال: حدثنا يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: (أنزل الله من القرآن بمكة: اقرأ باسم ربك الذي خلق، ون والقلم، والمزمل، والمدثر، وتبت يدا أبي لهب، وإذا الشمس كورت، وسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، والفجر، والضحى، والانشراح -ألم نشرح- ، والعصر، والعاديات، والكوثر، وألهاكم، وأرأيت، وقل يا أيها الكافرون، وأصحاب الفيل، والفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقل هو الله أحد، والنجم، وعبس وتولى، وإنا أنزلناه، والشمس وضحاها، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، ولإيلاف قريش، والقارعة، ولا أقسم بيوم القيامة، والهمزة، والمرسلات، وق والقرآن المجيد، ولا أقسم بهذا البلد، والسماء والطارق، واقتربت الساعة، وص والقرآن، والجن، ويس، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، وطسم، وطس، وطسم، وبني إسرائيل، والتاسعة، وهود، ويوسف، وأصحاب الحجر، والأنعام، والصافات، ولقمان، وسبأ، والزمر، وحم المؤمن، وحم الدخان، وحم السجدة، وحم عسق، وحم الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، والم السجدة، والطور، وتبارك الذي بيده الملك، والحاقة، وسأل سائل، وعم يتساءلون، والنازعات، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت، والروم، والعنكبوت.
وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبي لم تحرم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة).
قال أبو بكر: والتاسعة يريد سورة يونس.
قلت: وقد سقط من هذه الرواية ذكر فاتحة الكتاب، والأعراف، وكهيعص فيما نزل بمكة.
وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال : (إن أول ما أنزل الله على نبيه عليه السلام من القرآن: اقرأ بسم ربك . . » فذكر معنى هذا الحديث، وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة، ولهذا الحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره من أهل التفسير، مع المرسل الصحيح الذي تقدم ذكره وفي بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة ، فألحقت بها ، وقد ذكرناها في غير هذا الموضع). [دلائل النبوة:؟؟] (م)

قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ):
(وقال الحسين بن واقد: حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: نزل من القرآن بالمدينة: ويل للمطففين والبقرة وآل عمران والأنفال والأحزاب والمائدة والممتحنة والنساء وإذا زلزلت والحديد ومحمد والرعد والرحمن وهل أتى والطلاق ولم يكن والحشر وإذا جاء نصر الله والنور والحج والمنافقون والمجادلة والحجرات والتحريم والصف والجمعة والتغابن والفتح وبراءة قالا: ونزل بمكة فذكرا ما بقي من سور القرآن). [تاريخ الإسلام للذهبي:1/412]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد روينا من طرق عن الصحابة والتابعين عد المكي والمدني فقال البيهقي في دلائل النبوة: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل، أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، أخبرنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه، حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسين بن أبي الحسين، قالا: مما أنزل الله من القرآن بمكة: {اقرأ باسم ربك}، و{نون}، والمزمل، والمدثر، و{تبت يدا أبي لهب}، و{إذا الشمس كورت}، و{سبح اسم ربك الأعلى}، {والليل إذا يغشى}، {والفجر}، {والضحى}، و{ألم نشرح}، {والعصر}، {والعاديات}، و(الكوثر)، و{ألهاكم}، و{أرأيت الذي}، و{قل يا أيها الكافرون}، وأصحاب الفيل، والفلق، و{قل أعوذ برب الناس}، و{قل هو الله أحد}، والنجم، وعبس، و{إنا أنزلناه}، و{الشمس وضحاها}، والبروج، والتين، و{لإيلاف قريش}، والقارعة، و{لا أقسم بيوم القيامة}، والهمزة، و{ق}، و{لا أقسم بهذا البلد}، والطارق، و{اقتربت الساعة}، و{ص}، والجن، و{يس}، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، و{طسم}، {طس}، و{طسم} وبني إسرائيل، والسابعة، ويوسف، وهود، وأصحاب الحجر، والأنعام، والصافات، ولقمان، وسبأ، والزمر، وحم المؤمن، وحم الدخان، وحم السجدة، و{حم عسق}، و{حم }الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، وآلم السجدة، والطور، وتبارك، والحاقة، وسأل، وعم يتساءلون، والنازعات، و{إذا السماء انشقت}، و{إذا السماء انفطرت}، والروم، والعنكبوت، وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبي لم تحرم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة، قال البيهقي: والسابعة يريد بها سورة يونس، قال: وقد سقط من هذه الرواية: ألهاكم، والأعراف، وكهيعص مما نزل بمكة.
قال: وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، أنبأنا خصيف عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن: اقرأ باسم ربك، فذكر معنى هذا الحديث وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة قال: وللحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم، قلت: وسيأتي مثله في أول ما نزل). [التحبير في علم التفسير:45-46] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال البيهقي في دلائل النبوة أبنا أبو عبد الله الحافظ أبنا أبو محمد بن زياد العدل ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي ثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: ما أنزل الله من القرآن بمكة: {اقرأ باسم ربك}ون والمزمل والمدثر و{تبت يدا أبي لهب}و{إذا الشمس كورت} و{سبح اسم ربك الأعلى} و{الليل إذا يغشى} والفجر والضحى و{ألم نشرح} والعصر والعاديات والكوثر و{ألهاكم التكاثر} و{أرأيت} و{قل يا أيها الكافرون} وأصحاب الفيل والفلق و{قل أعوذ برب الناس} و{قل هو الله أحد} والنجم وعبس و{إنا أنزلناه} و{الشمس وضحاها} و{السماء ذات البروج} و{والتين والزيتون} و{لإيلاف قريش} والقارعة و{لا أقسم بيوم القيامة} والهمزة والمرسلات وق و{لا أقسم بهذا البلد} و{السماء والطارق} و{اقتربت الساعة} وص والجن ويس والفرقان والملائكة وطه والواقعة و{طسم} و{طس} و{طسم} وبني إسرائيل والسابعة وهود ويوسف وأصحاب الحجر والأنعام والصافات ولقمان وسبأ والزمر و{حم} المؤمن و{حم} الدخان و{حم} السجدة و{حم عسق} و{حم} الزخرف والجاثية والأحقاف والذاريات والغاشية وأصحاب الكهف والنحل ونوح وإبراهيم والأنبياء والمؤمنون و{الم} السجدة والطور وتبارك والحاقة وسأل و{عم يتساءلون} والنازعات و{إذا السماء انشقت} و{إذا السماء انفطرت} والروم والعنكبوت.
وما نزل بالمدينة ويل للمطففين والبقرة وآل عمران والأنفال والأحزاب والمائدة والممتحنة والنساء و{إذا زلزلت} والحديد ومحمد والرعد والرحمن و{هل أتى على الإنسان} والطلاق و{لم يكن} والحشر و{إذا جاء نصر الله} والنور والحج والمنافقون والمجادلة والحجرات و{يا أيها النبي لم تحرم} والصف والجمعة والتغابن والفتح وبراءة.
قال البيهقي: والسابعة يريد بها سورة يونس قال: وقد سقط من هذه الرواية الفاتحة والأعراف وكهيعص فيما نزل بمكة قال وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد بن الفضل ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي ثنا خصيف عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن {اقرأ باسم ربك} فذكر معنى هذا الحديث وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة قال: وللحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:39 AM

أثر قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله
قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ)
: (
حدثنا همَّام عن قتادة قال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والرعد والنحل والحجر والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد إلى {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} عشر متواليات و{إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله والفتح} قال: هذا مدني وسائر القرآن مكي). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:52]

قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (
أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد ابن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا إبراهيم بن موسى قال أنا يزيد ابن زريع قال أنا سعيد عن قتادة قال: المدني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والرعد والحج والنور والأحزاب و{الذين كفروا} و{إنا فتحنا لك فتحا مبينا} و{يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} والمسبحات من سورة الحديد إلى {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} و{يا أيها النبي لم تحرم} و {لم يكن الذين كفروا} و{إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله} مدني وما بقي مكي.
- وذكر أن من أول النحل إلى ذكر الهجرة مكي وسائر ذلك مدني.
- وذكر أن أول {ألم أحسب الناس} إلى قوله: {وليعلمن المنافقين} مدني، وسائرها مكي.
- وذكر الآيتين اللتين في إبراهيم {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا..} إلى قوله: {وبئس القرار} مدني، وسائرها مكي، {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال..} إلى هذه الآية {حتى يأتي وعد الله} مدني وسائرها مكي.
- وذكر في الأعراف هذه الآية {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر..} مدنية.
- وفي الحج {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته..} إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} ).
[البيان:133-134]
قالَ عبدُ الحَقِّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ الإشْبِيليُّ (ت: 581هـ): (عبدُ بنُ حُميدٍ: أخبَرَنا عبدُ الرزاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن قَتادَةَ قالَ: أُنْزِلَ من القرآنِ بالمدينةِ البَقَرَةُ، وآلُ عِمْرانَ، والنِّساءُ، والمائدةُ، والأنعامُ، والأنفالُ، وبراءةٌ، والرَّعْدُ، والنحلُ، والحجُّ، والنورُ، وسورةُ محمدٍ، والفتحُ، والحُجَراتُ، والحديدُ، والمُجادَلةُ، والحشرُ، والمُمْتَحِنةُ، والحَواريُّونَ، والجمعةُ، والمنافقونَ، والتَّغابُنُ، والنساءُ الصُّغرى، والتحريمُ، ولم يَكُنْ، وإذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ويُشَكُّ في: أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، ونزَلَ سَائِرُ القُرْآنِ بمَكَّةَ). [الأحكام الشرعية الكبرى: 4/251]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن حجاج بن منهال، حدثنا همام، عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم، إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر السور نزل بمكة). [تفسير القرآن العظيم:1/147]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال أبو بكر الأنباري: حدثنا بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشام عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، و{يا أيها النبي لم تحرم} إلى رأس العشر من الآي، و{إذا زلزلت}، و{إذا جاء نصر الله}، وسائر القرآن نزل بمكة). [التحبير في علم التفسير:47]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال أبو بكر بن الأنباري حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج ابن منهال ثنا همام عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والحديد والرحمن والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق و{يا أيها النبي لم تحرم} إلى رأس العشر و{إذا زلزلت} و{إذا جاء نصر الله} وسائر القرآن نزل بمكة). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:40 AM

أثر عطاء بن يسار الهلالي رحمه الله
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: أنا أحمد بن إسماعيل، قال أخبرنا أحمد بن محمد الرازي، قال: أنا الفضل بن شاذان قال: قال عطاء بن يسار: (الحمد مدنية، والقدر مدنية، والفلق مدنية، والناس مدنية).
قال: وقال: (الرعد والحج والرحمن والصف والتغابن وإذا زلزلت مكيات).
قال: وقال: (نزلت الأنعام جملة واحدة بمكة وهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم..} إلى قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه..} ).
[البيان:135]



عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:41 AM

أثر ابن شهاب الزهري رحمه الله
قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (ت:182هـ): (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: هذا كتاب تنزيل القرآن وما شاء الله تعالى أن يعلم الناس ما أنزل بمكة وما أنزل منه بالمدينة: فأول ما أنزل الله بمكة:
1- اقرأ باسم ربك الذي خلق، 2- ثم سورة نون، 3- ثم يا أيها المزمل، 4- ثم يا أيها المدثر، 5- ثم سورة تبت يدا أبي لهب، 6- ثم إذا الشمس كورت، 7- ثم سورة سبح اسم ربك، 8- ثم سورة والليل إذا يغشى، 9- ثم سورة والفجر، 10- ثم سورة والضحى، 11- ثم سورة ألم نشرح، 12- ثم سورة والعاديات، 13- ثم سورة والعصر، 14- ثم سورة إنا أعطيناك الكوثر، 15- ثم سورة ألهاكم التكاثر، 16- ثم سورة أرأيت، 17- ثم سورة قل يا أيها الكافرون، 18- ثم سورة الفيل، 19- ثم سورة الفلق، 20- ثم سورة الناس، 21- ثم سورة الإخلاص، 22- ثم سورة والنجم، 23- ثم سورة عبس، 24- ثم سورة إنا أنزلناه، 25- ثم سورة والشمس وضحاها، 26- ثم سورة البروج، 27- ثم سورة والتين والزيتون، 28- ثم سورة الإيلاف، 29- ثم سورة القارعة، 30- ثم سورة لا أقسم بيوم القيامة، 31- ثم سورة والمرسلات، 32- ثم سورة قاف والقرآن المجيد، 33- ثم سورة الهمزة، 34- ثم سورة اقتربت الساعة، 35- ثم سورة لا أقسم بهذا البلد، 36- ثم سورة الطارق، 37- ثم سورة صاد، 38- ثم سورة المص، 39- ثم سورة الجن، 40- ثم سورة يس، 41- ثم سورة الفرقان، 42- ثم سورة فاطر، 43- ثم سورة كهيعص، 44- ثم سورة طه، 45- ثم سورة الواقعة، 46- ثم سورة الشعراء، 47- ثم سورة النمل، 48- ثم سورة القصص، 49- ثم سورة بني اسرائيل، 50- ثم سورة يونس، 51- ثم سورة هود، 52- ثم سورة يوسف، 53- ثم سورة الحجر، 54- ثم سورة الأنعام، 55- ثم سورة والصافات، 56- ثم سورة لقمان، 57- ثم سورة سبأ، 58- ثم سورة الزمر، 59- ثم سورة حم المؤمن، 60- ثم حم السجدة،
61- ثم حم عسق، 62- ثم حم الزخرف، 63- ثم حم الدخان، 64- ثم حم الجاثية، 65- ثم حم الاحقاف، 66- ثم والذاريات، 67- ثم الغاشية، 68- ثم سورة الكهف، 69- ثم النحل، 70- ثم سورة نوح، 71- ثم سورة إبراهيم، 72- ثم سورة الأنبياء، 73- ثم سورة المؤمنون، 74- ثم سورة تنزيل السجدة، 75- ثم سورة الطور، 76- ثم سورة الملك، 77- ثم سورة الحاقة
78- ثم سورة سأل سائل، 79- ثم سورة عم يتساءلون، 80- ثم سورة النازعات، 81- ثم سورة الانفطار، 82- ثم سورة الانشقاق، 83- ثم سورة الروم، 84- ثم سورة العنكبوت، 85- ثم سورة المطففين.
ثم يأتي ما أنزل بالمدينة؛ فعدد ما أنزل بمكة خمس وثمانون سورة وعدد ما أنزل بالمدينة تسع وعشرون سورة وهي هذه
1- فأول ما أنزل بالمدينة الفاتحة، 2- ثم سورة البقرة، 3- ثم سورة الأنفال، 4- ثم سورة آل عمران،5- ثم سورة الأحزاب، 6- ثم سورة الممتحنة، 7- ثم سورة النساء، 8- ثم سورة إذا زلزلت، 9- ثم سورة الحديد، 10- ثم سورة محمد صلى الله عليه وسلم، 11- ثم سورة الرعد، 12- ثم سورة الرحمن، 13- ثم سورة هل أتى على الإنسان، 14- ثم سورة الطلاق، 15- ثم سورة لم يكن، 16- ثم سورة الحشر، 17- ثم سورة النصر، 18- ثم سورة النور، 19- ثم سورة الحج، 20- ثم سورة إذا جاءك المنافقون، 21- ثم سورة المجادلة، 22- ثم سورة الحجرات، 23- ثم سورة التحريم، 24- ثم سورة الجمعة، 25- ثم سورة التغابن، 26- ثم سورة الصف، 27- ثم سورة الفتح، 28- ثم سورة المائدة، 29- ثم سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن.
وكان إذا نزلت سورة بمكة كتبت بمكة). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 37-42]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:41 AM

أثر عطاء بن أبي مسلم الخراساني رحمه الله
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (قال عطاء: ثم كان أول ما أنزل الله عز وجل بالمدينة سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الامتحان، ثم النساء، ثم {إذا زلزلت الأرض زلزالها} ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال غير عطاء: هي مكية، وهي بالمدني أشبه، ثم الرعد، ثم الرحمن عز وجل، ثم {هل أتى} ثم الطلاق، ثم {لم يكن} ثم الحشر، ثم {إذا جاء نصر الله} ثم النور، ثم الحج.
قال عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية، وقال بعضهم: فيها مدني ومكي وسفري.
قال عطاء بن أبي مسلم: ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف.
ثم الفتح، قال عطاء بن أبي مسلم وغيره إنها مدنية، وروي عن البراء بن عازب أنها نزلت بالحديبية.

وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا)) وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} مرجعه من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} مرجعه من الحديبية.
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن. فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} )). والحديثان صحيحان.
ومعنى نزرت رسول الله: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه. وقال المسور بن مخرمة: نزلت بين مكة والمدينة، قال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة، ثم سورة التوبة
وعن ابن عباس رحمه الله: أول شيء نزل من سورة التوبة {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض.
ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
وقال أبو هريرة، ومجاهد، والزهري، وعطاء بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، والأكثر على خلاف ذلك.
قال أبو العالية: لقد أنزلت: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وما أنزل من الطول شيء. يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة.
وقال أبو ميسرة: أول ما أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب إلى آخرها. وقال ابن عباس: نزلت بمكة بعد: {يا أيها المدثر} ثم نزلت {تبت يدا أبي لهب}.
وزعم مقاتل بن سليمان أن الأعراف، نزل منها بالمدينة قوله عز وجل: {واسألهم عن القرية} إلى قوله سبحانه: {من ظهورهم ذرياتهم} قال وباقيها مكي.
وكذلك قال في الأنفال: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} نزلت بمكة، وباقيها مدني.

وقال: "يونس" مكية إلا آيتين: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} والتي تليها، نزلتا بالمدينة.
وقال الكلبي: {ومنهم من يؤمن به} نزلت بالمدينة في قوم من اليهود، وباقيها مكي. وقيل: نزل من أولها إلى أربعين آية بمكة، وباقيها نزل بالمدينة. وقال ابن عباس وعبد الله بن الزبير: نزلت بمكة.
وقال مقاتل: في سورة هود ثلاث آيات نزلت بالمدينة وباقيها مكي: الأولى {فلعلك تارك} والثانية {أولئك يؤمنون به} نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، وقوله: {إن الحسنات يُذهبن السيئات} نزلت في نبهان التمار.
وقال في إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} هذه الآية مدنية.
وقال الكلبي: النحل مكية غير أربع آيات: {ثم إن ربك للذين هاجروا} والثانية {وإن عاقبتم} وما يليها إلى آخر السورة، ووافقه مقاتل وزاد خامسة {وضرب الله مثلا قرية}.
وقال الكلبي: في سورة {سبحان}آيات مدنيات: قوله عز وجل: {وإن كادوا ليستفزونك} نزلت حين جاءه وفد ثقيف، وحين قالت اليهود: ليست هذه بأرض الأنبياء. وقوله: {وقل رب أدخلني مدخل صدق} وزاد مقاتل {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} و{قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله}.
وقال بعضهم: في الكهف، مدني، قوله عز وجل: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} إلى قوله: {ولا لآبائهم} وقوله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}. وقال ابن عباس: نزلت الكهف بمكة بين {هل أتاك حديث الغاشية} والنحل، وكذلك قال الحسن وعكرمة.
وقيل في مريم هي مكية غير آية السجدة.
وقال مقاتل: نزل من سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد} نزل في غزوة بني المصطلق ليلا، قال: ونزل بالمدينة منها أيضا {من كان يظن} الآية، و{سواء العاكف فيه والباد} نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل. و{أذن للذين يقاتلون}، {ولولا دفع الله}، {وليعلم الذين أوتوا العلم} نزلت في أهل التوراة، {والذين هاجروا في سبيل} والتي بعدها. وعن ابن عباس: كلها مكية إلا السجدتين، و{أذن للذين يقاتلون} والتي بعدها.
وقال ابن عباس وقتادة: الفرقان مكية إلا قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى آخر الثلث.
وقيل في الشعراء: هي مكية إلا قوله عز وجل: {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخرها، قال مقاتل: وإلا قوله: {أو لم يكن لهم آية} الآية. وقال مقاتل في القصص {الذين آتيناهم الكتاب من قبله} إلى قوله عز وجل {لا نبتغي الجاهلين} مدني. وقوله {إن الذي فرض عليك القرآن} نزلت بالجحفة قبل الهجرة.
وقال قتادة: من أول العنكبوت إلى قوله عز وجل {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} مدني، وباقيها مكي.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أتاه اليهود فقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((عنيت الجميع)). فقالوا: يا محمد، أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وخلفها موسى فينا، وفي التوراة أنباء كل شيء؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله تعالى)). فأنزل الله عز وجل: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} إلى آخر الآيات الثلاث، وباقيها مكي.
وفي السجدة ثلاث آيات نزلن بالمدينة، لما قال الوليد بن عقبة لعلي رضي الله عنه: أنا أذرب منك لسانا – يعني أحد لسانا – وأحد سنانا، وأرد للكتيبة. فقال له علي عليه السلام: اسكت، فإنك فاسق. فأنزل الله عز وجل: {أفمن كان مؤمنا} الآيات. وقال آخرون: إلا خمس آيات، من قوله عز وجل: {تتجافى جنوبهم} إلى قوله: {الذي كنتم به تكذبون}. وقال مقاتل: قوله عز وجل في سبأ: {ويرى الذين أوتوا العلم} هذه الآية منها مدنية.
وفي الزمر أربع آيات نزلت فيما قيل بالمدينة: الأولى: {قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم} والثلاث الباقية نزلت في وحشي فيما ذكروا {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} إلى قوله: {وأنتم لا تشعرون}.
وقال ابن عباس وقتادة في المؤمن: هي مكية، غير آيتين نزلنا بالمدينة {إن الذين يجادلون في آيات الله} والتي تليها.
وكذلك قالا: في الشورى آيات غير مكية.
قال ابن عباس: لما نزل{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال رجل من الأنصار: والله ما أنزل الله هذا في القرآن قط. فأنزل الله عز وجل: {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك} قال، ثم إن الأنصاري تاب وندم. فأنزل الله تعالى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} إلى قوله {لهم عذاب شديد}. فهذه الآيات على قوله مدنيات.
وقال قتادة في الجاثية، في قوله عز وجل {قل للذين آمنوا يغفروا} هذه الآية وحدها مدنية.
وفي الأحقاف {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به} الآية، نزلت في عبد الله بن سلام. وقوله عز وجل {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وباقيها مكي. وسورة القتال مدنية، وقد سبق القول فيها. وقيل هي مدنية إلا قوله عز وجل {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، لما توجه مهاجرا إلى المدينة، وقف ونظر إلى مكة وبكى، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس وقتادة: قوله عز وجل في سورة ق {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مَسَّنا من لُغُوب} نزلت هذه الآية بالمدينة، وباقي السورة بمكة. وقالا في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكي.

واختلف في تنزيل سورة الرحمن عز وجل، فقالت عائشة رضي الله عنها والحسن وعكرمة وعطاء بن يسار وسفيان بن عيينة ومقاتل: هي مكية، وقال ابن عباس وقتادة: هي مكية إلا آية واحدة {يسأله من في السموات} فإنها نزلت بالمدينة. وقال عطاء بن أبي مسلم عن ابن عباس ونافع بن أبي نعيم وكريب: هي مدنية.

وقال ابن عباس والكلبي وقتادة: الواقعة مكية إلا آية واحدة {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وقيل في سورة المجادلة: هي مدنية إلا قوله {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية. وقيل في الصف والجمعة: هما مدنيتان، وقيل مكيتان، وكذلك التغابن. وقال ابن عباس وقتادة في سورة (ن): من أولها إلى قوله {على الخرطوم} مكي، ثم إلى قوله: {أكبر لو كانوا يعلمون} مدني، ثم إلى قوله:
{فَهُمْ يَكْتُبُونَ} مكي ثم إلى قوله: {من الصالحين} مدني ثم إلى آخرها مكي.
والمرسلات مكية كلها، وقد روي عن ابن مسعود أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، قال: ونحن بحراء. ويقال إن فيها من المدني{وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}.
واختلف في المطففين، فقيل هي أول ما نزل بالمدينة، وعن ابن عباس أنها مكية. وسورة القدر مدنية، وقيل مكية نزلت بين عبس والشمس.
وقال قتادة وكريب: وجدنا في كتاب ابن عباس: {لم يكن} مكية، وكذا روي عن مجاهد، وقال ابن الزبير وعطاء بن يسار: هي مدنية. وقال مجاهد :وكذلك القول في {إذا زلزلت} هي مكية، وغيره يقول مدنية. وكذلك القول في {العاديات} و{أرأيت} مكية، وقال جويبر عن الضحاك مدنية، وقال قوم: هي مكية إلا قوله عز وجل: {فويل للمصلين} نزلت في المنافقين.
واختلف في سورة الإخلاص، وقد سبق قول عطاء بن أبي مسلم إنها مكية، وهو يروي جميع ما ذكره عن ابن عباس، وكذلك قال كريب ونافع بن أبي نعيم، وقال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو العالية، والربيع وغيرهم: إنها مدنية، وهو الصحيح إن شاء الله. والفلق والناس من المدني، وقيل من المكي.
فهذا جميع المختلف في تنزيله ذكرته، وما لم أذكره من السور فلا خلاف فيه، وهو على ما ذكره عطاء الخراساني في المكي والمدني).
[جمال القراء:1/ 8-20]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:41 AM

أقوال العلماء في تعداد السور المكية والسور المدنية

قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب بيان السور المكية من المدنية
قد وقع في ذلك خلاف كثير، وقد ذكرته في كتب التفسير، ولم أر التطويل به هنا لئلا يتكرر في التصانيف.
وقد قال
ابن شيطا: «جملة ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة، في
النصف الأول خمس سور متواليات: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، ثم الأنفال والتوبة، ثم الرعد.

وإحدى وعشرون سورة في النصف الثاني: وهي الحج، والنور، والأحزاب، ثم القتال، والفتح، والحجرات، ثم من الحديد إلى خاتمة التحريم، عشر سور، ثم الإنسان.

وباقي سور القرآن الخمس والثمانون مكية،

على خلاف في خمس هي: سورة القمر، وسورة الرحمن عز وجل، والإخلاص والمعوذتان، والله أعلم). [فنون الأفنان:335-338]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ذكر ما نزل من القرآن بمكة ثم ترتيبه:
أول ما نزل من القرآن بمكة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثم {نْ وَالْقَلَمِ} ثم {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ثم {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ثم {تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ثم {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ثم {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثم {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ثم {وَالْفَجْرِ} ثم {وَالضُّحَى} ثم {أَلَمْ نَشْرَحْ} ثم {وَالْعَصْرِ} ثم {وَالْعَادِيَاتِ} ثم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ثم {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ثم {أَرَأَيْتَ الَّذِي} ثم {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثم سورة الفيل ثم الْفَلقِ ثم النَّاسِ ثم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} ثم {عَبَسَ وَتَوَلَّى} ثم {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} ثم {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ثم {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ثم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} ثم {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} ثم {الْقَارِعَةُ} ثم {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ثم الهمزة ثم المرسلات ثم {ق وَالْقُرْآنِ} ثم {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ثم الطارق ثم {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ثم {ص وَالْقُرْآنِ} ثم الأعراف ثم الجن ثم {يس} ثم الفرقان ثم الملائكة ثم مريم ثم طه ثم الواقعة ثم الشعراء ثم النمل ثم القصص ثم بني إسرائيل ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حم عسق ثم حم الزخرف ثم حم الدخان ثم حم الجاثية ثم حم الأحقاف ثم والذاريات ثم الغاشية ثم الكهف ثم النحل ثم نوح ثم إبراهيم ثم الأنبياء ثم المؤمنون ثم {الم تَنْزِيل} ثم {وَالطُّورِ} ثم الملك ثم {الْحَاقَّةُ} ثم {سَأَلَ سَائِلٌ} ثم {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثم {وَالنَّازِعَاتِ} ثم {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} ثم {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ثم الروم ،واختلفوا في آخر ما نزل بمكة فقال ابن عباس: العنكبوت. وقال الضحاك وعطاء: المؤمنون. وقال مجاهد: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}؛ فهذا ترتيب ما نزل من القرآن بمكة وعليه استقرت الرواية من الثقات .
وهي:خمس وثمانون سورة.
ذكر ترتيب ما نزل بالمدينة: وهو تسع وعشرون سورة.
فأول ما نزل فيها سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النساء ثم {إِذَا زُلْزِلَتِ} ثم الحديد ثم محمد ثم الرعد ثم الرحمن ثم {هَلْ أَتَى} ثم الطلاق ثم {لَمْ يَكُنِ} ثم الحشر ثم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} ثم الصف ثم الجمعة ثم التغابن ثم الفتح ثم التوبة ثم المائدة
ومنهم من يقدم المائدة على التوبة، وقرأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المائدة في خطبة حجة الوداع وقال: ((يأيها الناس إن آخر القرآن نزولا سورة المائدة فأحلوا حلالها وحرموا حرامها))
فهذا ترتيب ما نزل بالمدينة).
[البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وقيل: المدني خمس وعشرون سورة: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والرعد والحج والنور والأحزاب والقتال والحجرات والحديد إلى تمام عشر سور بعدها آخرهن التحريم، والقيامة والزلزلة والنصر، ومن عدّ هذا لم يذكر الفتح، وهي نازلة في السفر في عمرة الحديبية على ما في الصحيح عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه: ((نزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس))، ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.
فكأن من عد ذلك مشى على أن المدني ما نزل بالمدينة).
[مواقع العلوم:31]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ثم قال[البقيني]: وقيل المدني خمس وعشرون سورة: البقرة وثلاث تليها والأنفال وبراءة والرعد والحج والنور والأحزاب والقتال والفتح والحجرات والحديد والتحريم وما بينهما والقيامة والزلزلة والنصر، ومن عدها لم يذكر الفتح وهي سفرية، والمشهور أن القدر والمعوذتين مدنيات، وأن الرحمن والإنسان والإخلاص مكيات، وقيل: الحج والحديد والصف والتغابن والقيامة والزلزلة مكيات.
وذهب قوم إلى أن الفاتحة مدنية، وقال آخرون: نزلت مرتين، وقال بعضهم: نزل نصفها بمكة، ونصفها بالمدينة). [التحبير في علم التفسير: 42]



عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:42 AM

تضمن بعض السور المكية آيات مدنية

قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرضي قال أنا علي بن محمد بن زيد، قال: أنا القاسم بن محمد الدلال، قال: أنا أسد بن زيد حدثني أنس يعني ابن أبي القاسم، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مجاهد قال: فاتحة الكتاب مدنية، ومما دخل من المدني في المكي في الأعراف قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر..} الآية كلها).[البيان:132-133]
- قلت: (وقوله: (ومما دخل من المدني في المكّي..) إلخ يشبه أن يكون من قول أبي عمرو الداني؛ فلم أجده مسنداً عن مجاهد، ويشكل على هذا أنه أورد بعده أثراً لمجاهد أيضاً ثم أثراً لقتادة ثم ساق الآثار في المكّي والمدني).

ينظر كلام السخاوي هنا
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وقد وقعت آيات مدنية في سور مكية وكما وقعت آيات مكية في سور مدنية وذلك قليل مختلف في أكثره). [التسهيل:8]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ): (ومنهم من يستثنى من المكي آيات يدعى أنها من المدني: كما في سورة الحج وغيرها، والحق في ذلك ما دل عليه الدليل الصحيح فالله أعلم).[فضائل القرآن:؟؟]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(الآيات المدنيات في السور المكية:
منها سورة الأنعام وهي كلها مكية خلا ست آيات واستقرت بذلك الروايات
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} نزلت هذه في مالك بن الصيف إلى آخر الآية والثانية والثالثة
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} نزلت في عبد الله بن أبي سرح أخي عثمان من الرضاعة حين قال: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وذلك أنه كان يكتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله جل ذكره: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} فأملاها عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما بلغ قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكتب: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ} إلخ الآية فقال إن كنت نبيا فأنا نبي لأنه خطر ببالي ما أمليت علي فلحق كافرا
وأما قوله: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} فإنه نزل في مسيلمة الكذاب حين زعم أن الله سبحانه أوحى إليه وثلاث آيات من آخرها: {قُلْ تَعَالَوْا} إلى قوله: {تَتَّقُونَ}.
سورة الأعراف مكية إلا ثلاث آيات: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ} إلى قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} .
سورة إبراهيم مكية غير آيتين نزلتا في قتلى بدر: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً} إلخ الآيتين .
سورة النحل مكية إلى قوله: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} والباقي مدني .
سورة بني إسرائيل مكية غير قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يعني ثقيفا وله قصة .
سورة الكهف مكية غير قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} نزلت في سلمان الفارسي وله قصة .
سورة القصص مكية غير آية: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} يعني الإنجيل: {مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} يعني الفرقان نزلت في أربعين رجلا من مؤمني أهل الكتاب .
قدموا من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب فأسلموا ولهم قصة .
سورة الزمر مكية غير قوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية .
الحواميم كلها مكيات غير آية في الأحقاف نزلت في عبد الله بن سلام: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ}).
[البرهان في علوم القرآن:1/201-202]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما الآيات المدنية التى فى سوره المكية:
- فسورة الأنعام: مكية، سوى ست آيات {وما قدروا الله حق قدره} الآيتين {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} نزلت فى عبد الله بن سعد، وفى مسيلمة الكذاب، و {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم} إلى آخر الثلاث الآيات نزلت بالمدينة أيضا.
- وسورة الأعراف مكية، سوى ثلاث آيات {وسئلهم عن القرية} إلى آخر الثلاث الآيات.
- وسورة إبراهيم مكية، سوى قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله} إلى آخر الآيتين.
- وسورة النحل مكية إلى قوله {والذين هاجروا في الله} وباقي السورة مدنى.
- وسورة بنى إسرائيل مكية، وسوى {وإن كادوا ليفتنونك}.
- وسورة الكهف مكية سوى قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم}.
- وسورة القصص مكية سوى قوله: {الذين آتيناهم الكتاب} نزلت فى أربعين رجلا من مؤمنى أهل الكتاب، قدموا من الحبشة وأسلموا مع جعفر.
- وسورة الزمر مكية سوى قوله: {ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}.
- والحواميم كلها مكية، سوى هذه الآية فى الأحقاف: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به} نزلت فى عبد الله بن سلام).
[بصائر ذوي التمييز:؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فرع: قال البيهقي: في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها، وكذا قال ابن الحصار: كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة، قال: إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل. انتهى.
وها أنا أذكر منه أمثلة حرَّرْتُـهَا بعد الفحص الشديد:
الأول: قال: البلقيني: استثني من البقرة آيتان: {فاعفوا واصفحوا} {ليس عليك هداهم}.
وعلى الاصطلاح الثاني آخر: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} {آمن الرسول} الآيتين فإنهما سفريتان.
قلت: فإن عملنا بما تقدم عن ابن مسعود استثنى قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} وكذا ما بعدها إلى قوله: {خالدون}، لأنها مشتبكة بها في المعنى الثاني، قال أيضاً: استثنى من النساء على الاصطلاح الثاني: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وآية الكلالة.
الثالث: من المائدة: {اليوم أكملت لكم دينكم} عليه أيضاً.
الرابع: قال ابن الحصار: استثنى بعضهم من الأنعام تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً أنه ورد أنها نزلت جملة واحدة، والآيات المذكورة: {قل تعالوا} الآيات الثلاث – {وما قدروا الله} الآيات الثلاث.
الخامس: قال البلقيني: استثني من الأنفال أولها و{يا أيها النبي حسبك الله} وهما على الاصطلاح الثاني.
قلت: فيه نظر من وجوه:
أحدها: أن أولها كما أنه لم ينزل بالمدينة لم ينزل بمكة بل ببدر فهو ليس بمكي.
ثانيها: نزل ببدر أيضاً غير أولها كما سيأتي في السفري.
ثالثها: الآية الثانية على الاصطلاح الأول فقد روى البزار من طريق النضر عن عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر رضي الله عنه .
السادس: من هود {وأقم الصلاة} الآية، وقيل: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك}.
السابع: من الرعد {ولو أن قرآناً}، {ويقول الذين كفروا} فمدنيتان، وقيل لا، والمدني منها: {ولا يزال الذين كفروا} وقيل: بل قوله: {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً} إلى قوله: {شديد المحال} فإنها نزلت في عامر بن الطفيل وأربد بن قيس لما قدما المدينة في وفد بني عامر كما رواه الطبراني في الأوسط.
الثامن: ينبغي أن يستثنى من الحجر: {ولقد علمنا المستقدمين} الآية، ففي الترمذي من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حيناً فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لأن لا يراها، ويتأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله هذه الآية.
التاسع: من النحل: {وإن عاقبتم..} إلى آخر السورة فهو نازل بعد الهجرة وسيأتي مكان نزوله، وقال ابن الحصار: الصحيح عندي أنها كلها مكية، وأن آخرها نزل مرة ثانية في أحد والفتح تذكيراً من الله لعباده، واستثنى قتادة: {ثم إن ربك للذين هاجروا} إلى آخر السورة. وقال بعضهم: بل أربعون آية منها مكي والباقي مدني وسيأتي في أول ما نزل.
العاشر: استثنى بعضهم من الإسراء: {وإن كادوا ليفتنونك} الآيات الثمان، وبعضهم: {ويسألونك عن الروح}.
لما روى البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه، فقالوا: حدثنا عن الروح فقام النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي، ثم قال: ((الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً))، قال ابن كثير: وقد تكون نزلت عليه هذه الآية مرة ثانية بعد نزولها بمكة فإن السورة كلها مكية – واستثنى بعضهم أيضاً: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية.
فقد روى ابن إسحاق عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنها نزلت في نفر من اليهود قالوا لرسول صلى الله عليه وسلم إنا نأتيك بمثل ما جئتنا به.
الحادي عشر: من الحج على قول إنها مكية: الآيات السفرية وسيأتي، وعلى قول إنها مدنية: {وما أرسلنا من قبلك} إلى {عقيم}. فهو مكي.
الثاني عشر: من الشعراء {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخر السورة فهو مدني قاله مكي.
الثالث عشر: الروم أولها فقد نزل ببدر كما رواه الترمذي عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزل: {الم * غلبت الروم..} إلى قوله: {بنصر الله}.
لكن روي أيضاً عن نِيار بن مكرم الأسلمي قال: لما نزلت: {الم * غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} خرج أبو بكر الصديق يصيح بها في نواحي مكة. الحديث. وقال: حسن صحيح، قال ابن الحصار: وهو أصح من الأول.
وقد يتكرر نزول الآية تذكاراً وموعظة. انتهى.
الرابع عشر: من السجدة: {أفمن كان مؤمناً} الآيات الثلاث.
الخامس عشر: من سورة سبأ الآيات التي فيها ذكر سبأ، فقد روى الترمذي عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث، وفيه وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ إلى آخره. قال ابن الحصار: ومهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع قال: ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل.
السادس عشر: من يس: {إنا نحن نحيي الموتى} الآية.
فقد روى الترمذي والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري قال: كانت بنو سلمة في نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فأنزل الله: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم..} فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنه يكتب آثاركم)) وقرأ عليهم الآية فتركوا، والحديث في الصحيح عن أنس بدون ذكر الآية.
السابع عشر: من الزمر: {قل يا عبادي الذين أسرفوا} الآيات الثلاث، ففي الصحيح من حديث نافع عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنه – قال: كنا نقول: ما لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئاً، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} والآيات التي بعدها، واستثنى أيضاً: {وما قدروا الله حق قدره} الآيات، روى الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: ((يا يهودي حدثنا)) فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره} وقال: حسن صحيح لكنه في الصحيحين بلفظ: "فتلا" الآية، ولم يقل: فأنزل.
الثامن عشر: من الحديد على ما اخترته من أنها مكية {يا أيها آمنوا اتقوا الله..} إلى آخر السورة فهو مدني نزل بعد أحد في أربعين من الحبشة كما رواه الطبراني في الأوسط.
التاسع عشر: من التغابن على قول إنها مكية ما رواه الحاكم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: نزلت هذه الآية: {إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم} في قوم من أهل مكة أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فأتوا المدينة فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا فهمُّوا أن يعاقبهم فأنزل الله: {وإن تعفوا وتصفحوا} فهذه أمثلة حررتها نقلاً ودليلاً وما أحب أن لي بتحريرها الدنيا وما فيها). [التحبير في علم التفسير: 42-61]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (قال البيهقي في الدلائل: في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها وكذا قال ابن الحصار: كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة قال إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل
وقال ابن حجر في شرح البخاري قد اعتنى بعض الأئمة ببيان ما نزل من الآيات بالمدينة في السور المكية قال وأما عكس ذلك وهو نزول شيء من سورة بمكة تأخر نزول تلك السورة إلى المدينة فلم أره إلا نادرا.
قلت وها أنا أذكر ما وقفت على استثنائه من النوعين مستوعبا ما رأيته من ذلك على الاصطلاح الأول دون الثاني وأشير إلى أدلة الاستثناء لأجل قول ابن الحصار السابق ولا أذكر الأدلة بلفظها اختصارا وإحالة على كتابنا أسباب النزول.
الفاتحة تقدم قول أن نصفها نزل بالمدينة والظاهر أنه النصف الثاني ولا دليل لهذا القول.
البقرة استثني منها آيتان {فاعفوا واصفحوا}، {ليس عليك هداهم}.
الأنعام قال ابن الحصار استثني منها تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصا قد ورد أنها نزلت جملة.
قلت قد صح النقل عن ابن عباس استثناء {قل تعالوا} الآيات الثلاث كما تقدم والبواقي {وما قدروا الله حق قدره} لما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في مالك بن الضيف وقوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} الآيتين نزلتا في مسيلمة وقوله: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} وقوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}.
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال: نزلت الأنعام كلها بمكة إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء}.
وقال الفريابي حدثنا سفيان عن ليث عن شهر قال: الأنعام مكية إلا {قل تعالوا أتل} والآية التي بعدها.
الأعراف أخرج أبو الشيخ بن حيان عن قتادة قال: الأعراف مكية إلا آية: {واسألهم عن القرية} وقال غيره: من هنا إلى {وإذ أخذ ربك} مدني.
الأنفال استثني منها {وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية قال مقاتل: نزلت بمكة.
قلت يرده ما صح عن ابن عباس أن هذه الآية بعينها نزلت بالمدينة كما أخرجناه في أسباب النزول واستثنى بعضهم قوله: {يا أيها النبي حسبك الله} الآية وصححه ابن العربي وغيره.
قلت: يؤيده ما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر.
براءة قال ابن الفرس مدنية إلا آيتين {لقد جاءكم رسول} إلى آخرها
قلت غريب كيف وقد ورد أنها آخر ما نزل واستثنى بعضهم {ما كان للنبي} الآية لما ورد أنها نزلت في قوله: صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)).
يونس استثني منها {فإن كنت في شك} الآيتين وقوله: {ومنهم من يؤمن به} الآية قيل نزلت في اليهود وقيل من أولها إلى رأس أربعين مكي والباقي مدني حكاه ابن الفرس والسخاوي في جمال القراء.
هود استثني منها ثلاث آيات{فلعلك تارك} {أفمن كان على بينة من ربه} {وأقم الصلاة طرفي النهار}.
قلت دليل الثالثة ما صح من عدة طرق أنها نزلت بالمدينة في حق أبي اليسر
يوسف استثني منها ثلاث آيات من أولها حكاه أبو حيان وهو واه جدا لا يلتفت إليه.
الرعد أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال سورة الرعد مدنية إلا آية ،قوله: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} وعلى القول بأنها مكية يستثنى قوله: {الله يعلم} إلى قوله: {شديد المحال} كما تقدم والآية آخرها فقد أخرج ابن مردويه عن جندب قال: جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد قال: أنشدكم بالله أي قوم أتعلمون أني الذي أنزلت فيه {ومن عنده علم الكتاب} قالوا: اللهم نعم
إبراهيم أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال سورة إبراهيم مكية غير آيتين مدنيتين {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} إلى {وبئس القرار}.
الحجر استثنى بعضهم منها {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} الآية.
قلت وينبغي استثناء قوله {ولقد علمنا المستقدمين} الآية
لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة.
النحل تقدم عن ابن عباس أنه استثنى آخرها وسيأتي في السفري ما يؤيده وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي قال: نزلت النحل كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات {وإن عاقبتم} إلى آخرها.
وأخرج عن قتادة قال سورة النحل من {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} إلى آخرها مدني وما قبلها إلى أول السورة مكي وسيأتي في أول ما نزل عن جابر بن زيد أن النحل نزل منها بمكة أربعون وبقيتها بالمدينة ويرد ذلك ما أخرجه أحمد عن عثمان بن أبي العاص في نزول {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وسيأتي في نوع الترتيب.
الإسراء استثني منها {ويسألونك عن الروح} الآية لما أخرج البخاري عن ابن مسعود أنها نزلت بالمدينة في جواب سؤال اليهود عن الروح واستثني منها أيضا {وإن كادوا ليفتنونك} إلى قوله: {إن الباطل كان زهوقا} وقوله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية وقوله: {وما جعلنا الرؤيا} الآية و{إن الذين أوتوا العلم من قبله} لما أخرجناه في أسباب النزول.
الكهف استثني من أولها إلى {جرزا} وقوله: {واصبر نفسك} الآية و{إن الذين آمنوا} إلى آخر السورة.
مريم استثني منها آية السجدة وقوله: {وإن منكم إلا واردها}
طه استثني منها {فاصبر على ما يقولون} الآية
قلت ينبغي أن يستثنى آية أخرى فقد أخرج البزار وأبو يعلى عن أبي رافع قال: أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقا إلى هلال رجب فقال: لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ((أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض)) فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}.
الأنبياء استثني منها {أفلا يرون أنا نأتي الأرض} الآية
الحج تقدم ما يستثنى منها
المؤمنين استثني منها {حتى إذا أخذنا مترفيهم} إلى قوله: {مبلسون}.
الفرقان استثني منها {والذين لا يدعون} إلى {رحيما}.
الشعراء استثنى ابن عباس منها {والشعراء} إلى آخرها كما تقدم زاد غيره قوله: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} حكاه ابن الفرس.
القصص استثني منها {الذين آتيناهم الكتاب} إلى قوله {الجاهلين} فقد أخرج الطبراني عن ابن عباس أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب النجاشي الذين قدموا وشهدوا وقعة أحد وقوله {إن الذي فرض} الآية لما سيأتي
العنكبوت استثني من أولها إلى {وليعلمن المنافقين} لما أخرجه ابن جرير في سبب نزولها.
قلت ويضم إليه {وكأين من دابة} الآية لما أخرجه ابن أبي حاتم في سبب نزولها.
لقمان استثنى منها ابن عباس {ولو أن ما في الأرض} الآيات الثلاث كما تقدم.
السجدة استثنى منها ابن عباس {أفمن كان مؤمنا} الآيات الثلاث كما تقدم وزاد غيره {تتجافى جنوبهم} ويدل له ما أخرجه البزار عن بلال قال: كنا نجلس في المسجد وناس من الصحابة يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت.
سبأ استثني منها {ويرى الذين أوتوا العلم} الآية وروى الترمذي عن فروة بن نسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث وفيه ((وأنزل في سبأ ما أنزل)) فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ؟ الحديث
قال ابن الحصار هذا يدل على أن هذه القصة مدنية لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع.
قال ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته.
يس استثني منها {إنا نحن نحيي الموتى} الآية لما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن آثاركم تكتب)) فلم ينتقلوا واستثنى بعضهم {وإذا قيل لهم أنفقوا} الآية قيل نزلت في المنافقين.
الزمر استثني منها {قل يا عبادي} الآيات الثلاث كما تقدم عن ابن عباس.
وأخرج الطبراني من وجه آخر عنه أنها نزلت في وحشي قاتل حمزة وزاد بعضهم {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} الآية ذكره السخاوي في جمال القراء وزاد غيره {الله نزل أحسن الحديث} الآية وحكاه ابن الجزري.
غافر استثني منها {إن الذين يجادلون} إلى قوله: {لا يعلمون} فقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية وغيره أنها نزلت في اليهود لما ذكروا الدجال وأوضحته في أسباب النزول.
شورى استثني منها {أم يقولون افترى} إلى قوله {بصير}.
قلت بدلالة ما أخرجه الطبراني والحاكم في سبب نزولها فإنها نزلت في الأنصار وقوله: {ولو بسط} الآية نزلت في أصحاب الصفة واستثنى بعضهم {والذين إذا أصابهم البغي} إلى قوله {من سبيل} حكاه ابن الفرس.
الزخرف استثني منها {واسأل من أرسلنا} الآية قيل نزلت بالمدينة وقيل في السماء.
الجاثية استثني منها {قل للذين آمنوا} الآية حكاه في جمال القراء عن قتادة
الأحقاف استثني منها {قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي أنها نزلت بالمدينة في قصة إسلام عبد الله بن سلام وله طرق أخرى لكن أخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: أنزلت هذه الآية بمكة إنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة وإنما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عن الشعبي قال ليس بعبد الله بن سلام وهذه الآية مكية واستثنى بعضهم {ووصينا الإنسان} الآيات الأربع وقوله: {فاصبر كما صبر أولوا العزم} الآية حكاه في جمال القراء.
ق استثني منها {ولقد خلقنا السماوات} إلى {لغوب} فقد أخرج الحاكم وغيره أنها نزلت في اليهود.
النجم استثني منها {الذين يجتنبون} إلى {اتقى} وقيل {أفرأيت الذي تولى} الآيات التسع
القمر استثني منها {سيهزم الجمع} الآية وهو مردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر وقيل {إن المتقين} الآيتين.
الرحمن استثني منها {يسأله} الآية حكاه في جمال القراء
الواقعة استثني منها {ثلة من الأولين} {وثلة من الآخرين} وقوله {فلا أقسم بمواقع النجوم} إلى {تكذبون} لما أخرجه مسلم في سبب نزولها.
الحديد يستثنى منها -على القول بأنها مكية- آخرها
المجادلة استثني منها {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية حكاه ابن الفرس وغيره.
التغابن يستثنى منها -على أنها مكية- آخرها لما أخرجه الترمذي والحاكم في سبب نزولها
التحريم تقدم عن قتادة أن المدني منها إلى رأس العشر والباقي مكي
تبارك أخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال أنزلت تبارك الملك في أهل مكة إلا ثلاث آيات.
ن استثني منها {إنا بلوناهم} إلى {يعلمون} ومن {فاصبر} إلى {الصالحين} فإنه مدني حكاه السخاوي في جمال القراء.
المزمل استثني منها {واصبر على ما يقولون} الآيتين حكاه الأصبهاني وقوله {إن ربك يعلم} إلى آخر السورة حكاه ابن الفرس ويرده ما أخرجه الحاكم عن عائشة أنه نزل بعد نزول صدر السورة بسنة وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس.
الإنسان استثني منها {فاصبر لحكم ربك}
المرسلات استثني منها {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} حكاه ابن الفرس وغيره
المطففين قيل مكية إلا ست آيات من أولها
البلد قيل مدنية إلا أربع آيات من أولها
الليل قيل مكية إلا أولها
أرأيت نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقي بالمدينة). [الإتقان في علوم القرآن: 1/84-105]
قال محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (ت: 1367هـ): (قد تكون السورة كلها مكية، وقد تكون كلها مدنية، وقد تكون السورة مكية ما عدا آيات منها، وقد تكون مدنية ما عدا آيات منها، فتلك أربعة أنواع:
مثال النوع الأول: سورة المدثر فإنها كلها مكية.
ومثال الثاني: سورة آل عمران فإنها كلها مدنية.
ومثال الثالث: سورة الأعراف فإنها مكية ما عدا آية {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} قاله قتادة. واستثنى غيره هذه الآية المذكورة وما بعدها من الآيات إلى قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} وقال: إن تلك الآيات مدنية.
ومثال النوع الرابع: سورة الحج فإنها مدنية ما عدا أربع آيات منها تبتدئ بقوله سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} إلى قوله {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} ).
[مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:42 AM

تضمّن بعض السور المدنية آيات مكية

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(الآيات المكية في السور المدنية:
- منها قوله تعالى في الأنفال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية يعني أهل مكة حتى يخرجك من بين أظهرهم استقرت به الرواية.
- سورة التوبة مدنية غير آيتين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} إلخ السورة .
- سورة الرعد مدنية غير قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} إلى قوله: {جَمِيعاً}.
- سورة الحج مدنية وفيها أربع آيات مكيات قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى} إلى قوله: {عَقِيمٍ} وله قصة.
- سورة: {أَرَأَيْتَ} مكية إلا قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} إلى آخرها فإنها مدنية كذا قال مقاتل بن سليمان). [البرهان في علوم القرآن: 1/202]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما الآيات المكية فى السور المدنية:
- ففى سورة الأنفال {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} يعنى أهل مكة.
- وسورة التوبة مدنية سوى آيتين من آخرها {لقد جاءكم رسول} إلى آخر السورة.
- وسورة الرعد مدنية غير قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض}.
- وسورة الحج مدنية سوى أربع آيات {ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} إلى آخر الأربع الآيات.
- وسورة الماعون مكية إلى قوله {فويل للمصلين} ومنها إلى آخر السورة مدنية).
[بصائر ذوي التمييز:؟؟]

قلت: (يُنظر كلام السيوطي في المسألة السابقة؛ فإنه ضمّنه ما يتعلق بهذه المسألة، وكذلك كلام السخاوي هنا)

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:43 AM

ما تعتبر به السورة مكية أو مدنية

قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ(ت:
182هـ): (
حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (
وكان إذا نزلت سورة بمكة كتبت بمكة)). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ):
( ثم قال عطاء بن أبي مسلم: وكانوا إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت مكية، ويزيد الله عز وجل فيها ما شاء بالمدينة).
[جمال القراء:1/8]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء وكان أول ما نزل من القرآن ({اقرأ باسم ربك} الآية [العلق: 1] ثم (المزمل) ثم (المدثر)) ). [الدر المنثور: 14/615]
قال محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (ت: 1367هـ): (واعلم أن وصف السورة بأنها مكية أو مدنية يكون تبعا لما يغلب فيها أو تبعا لفاتحتها فقد ورد أنه إذا نزلت فاتحة سورة بمكة مثلا كتبت مكية ثم يزيد الله فيها ما يشاء.
ولعل الأنسب بالاصطلاح المشهور في معنى المكي والمدني أن يقال: إذا نزلت فاتحة سورة قبل الهجرة كتبت مكية وإذا نزلت فاتحة سورة بعد الهجرة كتبت مدنية ثم يذكر المستثنى من تلك السور إن كان هناك استثناء فيقال: سورة كذا مكية إلا آية كذا فإنها مدنية أو سورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية أو نحو ذلك كما تراه في كثير من المصاحف عنوانا للسورة).

[مناهل العرفان:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:43 AM


ما اختلف فيه من المكي والمدني

فاتحة الكتاب: (ينظر أيضاً: نزول سورة الفاتحة)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). [فضائل القرآن : ]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وقال أبو هريرة، ومجاهد، والزهري، وعطاء بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، والأكثر على خلاف ذلك.
قال أبو العالية: لقد أنزلت: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وما أنزل من الطول شيء. يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة).
[جمال القراء:؟؟]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وأما ما اختلفوا فيه ففاتحة الكتاب قال ابن عباس والضحاك ومقاتل وعطاء: إنها مكية وقال مجاهد: مدنية). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واختلف في سورة الفاتحة:
- فقيل: مكية.
- وقيل: مدنية.
- وقيل: نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
). [مواقع العلوم: 32]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وذهب قوم إلى أن الفاتحة مدنية، وقال آخرون: نزلت مرتين، وقال بعضهم: نزل نصفها بمكة، ونصفها بالمدينة). [التحبير في علم التفسير: 42]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأما الفاتحة؛ فالمختار فيها قول الجمهور، ولكن روى الطبراني في الأوسط قال: حدثنا عبيد بن غنام أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة أن إبليس رنَّ حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة، هذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وقد كان خطر لي في القدح فيه أن الجملة الأخيرة منه مدرجة في الحديث وليست منه، ثم رأيت أبا عبد الله أخرجها من قول مجاهد فقال: حدثنا عبد الرحمن بن شعبان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، وأخرجها أيضاً عنه الفريابي في تفسيره، وأخرج مقاتل في تفسيره الجملة الأولى عنه أيضاً فصار علة للحديث المرفوع). [التحبير في علم التفسير:51-52]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فصل في تحرير السور المختلف فيها:
سورة الفاتحة الأكثرون على أنها مكية بل ورد أنها أول ما نزل كما سيأتي في النوع الثامن واستدل لذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وقد فسرها صلى الله عليه وسلم بالفاتحة كما في الصحيح وسورة الحجر مكية باتفاق وقد امتن على رسوله فيها بها فدل على تقدم نزول الفاتحة عليها إذ يبعد أن يمتن عليه بما لم ينزل بعد وبأنه لا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة ولم يحفظ أنه كان في الإسلام صلاة بغير الفاتحة ذكره ابن عطية وغيره.
وقد روى الواحدي والثعلبي من طريق العلاء بن المسيب عن الفضل بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش
واشتهر عن مجاهد القول بأنها مدنية أخرجه الفريابي في تفسيره وأبو عبيد في الفضائل بسند صحيح عنه قال الحسين بن الفضل: هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله وقد نقل ابن عطية القول بذلك عن الزهري وعطاء وسوادة بن زياد وعبد الله بن عبيد بن عمير وورد عن أبي هريرة بإسناد جيد قال الطبراني في الأوسط: حدثنا عبيد ابن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة ويحتمل أن الجملة الأخيرة مدرجة من قول مجاهد.
وذهب بعضهم إلى أنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة مبالغة في تشريفها.
وفيها قول رابع: أنها نزلت نصفين نصفها بمكة ونصفها بالمدينة حكاه أبو الليث السمرقندي).
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/60-62]


البقرة
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وفي بعض ما ذكر خلاف:
ففي البقرة، قيل: إنها مدنية إلا خمس آيات.
منها: قوله – تعالى –: {ليس عليك هداهم}.
وقوله: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فإنها نزلت بمكة.
وقوله: {آمن الرسول بما أنزل} نزلت بمنى، وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها نيفا وثمانين يوما، وقيل: تسعة أيام.
وهي آخر آية نزلت في قول ابن عباس رضي الله عنهما.
وقوله: {آمن الرسول بما أنزل} إلى آخرها، نزلت يوم فتح مكة، وهذا الاستثناء على الاصطلاح الثاني، وعلى الاصطلاح الأول لا يستثنى إلا الآيتان الأولتان
). [مواقع العلوم:32]


النساء
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وأما النساء:
- فقيل: هي مكية.
- وقال الجمهور: مدنية، إلا آية واحدة نزلت بمكة عام الفتح في شأن عثمان بن طلحة، وهي قوله – تعالى -: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وهذا الاستثناء على الاصطلاح الثاني.
- وقيل: نزلت عند هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
وصح عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: ما نزلت سورة النساء إلا وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – تعني أنه بنى بها -.
ومنهم من استثنى: {ويستفتونك في النساء} فإنها نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري بمكة، وهذا الاستثناء – أيضا – على الاصطلاح الثاني
). [مواقع العلوم: 33]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة النساء زعم النحاس أنها مكية مستندا إلى أن قوله: {إن الله يأمركم} الآية نزلت بمكة اتفاقا في شأن مفتاح الكعبة وذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية خصوصا أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه ومما يرد عليه أيضا ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقا وقيل نزلت عند الهجرة). [الإتقان في علوم القرآن: 1/63]


المائدة

[/color]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وقد قيل: إن المائدة مدنية إلا الآية النازلة بعرفات، وهذا – أيضا – على الاصطلاح الثاني). [مواقع العلوم: 33]

الأنعام

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وتُكُلِّمَ على سورة الأنعام:
- روي أنها مكية كلها، وشيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتحميد، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتبوها في ليلتهم.
- وقيل: إلا آيات نزلت بالمدينة هي قوله: {وما قدروا الله حق قدره} إلى آخر ثلاث آيات وقوله تعالى: {قل تعالوا أتل} إلى قوله: {لعلكم تتقون}. فهذه الست آيات مدنيات
). [مواقع العلوم: 33]

الأنفال
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واستثنى من الأنفال آيتان، إحداهما: قوله – تعالى -: {يسألونك عن الأنفال} نزلت ببدر.
والثانية: {يا أيها النبي حسبك الله} نزلت بمكة، وهذا – أيضا – على الاصطلاح الثاني
). [مواقع العلوم: 34]

يونس
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة يونس المشهور أنها مكية وعن ابن عباس روايتان فتقدم في الآثار السابقة عنه أنها مكية وأخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عنه ومن طريق ابن جريج عن عطاء عنه ومن طريق خصيف عن مجاهد عن ابن الزبير.
وأخرج من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس أنها مدنية ويؤيد المشهور ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك (أو من أنكر ذلك منهم) فقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله:{أكان للناس عجبا} الآية
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/64]

الرعد

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وأما الرعد:
- فقيل: مكية إلا آيتان، إحداهما قوله – تعالى -: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}.
والثانية: قوله – تعالى -: {ويقول الذين كفروا لست مرسلا} فإنهما نزلتا بالمدينة.
- وقيل: مدنية إلا آية واحدة وهي قوله – تعالى -:{ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم}
). [مواقع العلوم: 34]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الرعد تقدم من طريق مجاهد عن ابن عباس وعن علي بن أبي طلحة أنها مكية وفي بقية الآثار أنها مدنية.
وأخرج ابن مردويه الثاني من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طريق ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس ومن طريق مجاهد عن ابن الزبير.
وأخرج أبو الشيخ مثله عن قتادة وأخرج الأول عن سعيد بن جبير.
وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} أهو عبد الله بن سلام فقال: كيف وهذه السورة مكية؟
ويؤيد القول بأنها مدنية ما أخرجه الطبراني وغيره عن أنس أن قوله: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} إلى قوله:{وهو شديد المحال} نزل في قصة أربد بن قيس وعامر بن الطفيل حين قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يجمع به بين الاختلاف أنها مكية إلا آيات منها
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/65-66]


الحج

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وأما الحج:
- فقيل: مكية إلا ثلاث آيات من قوله – تعالى -: {هذان خصمان} إلى قوله: {صراط الحميد}.
- وقيل: مدنية إلا أربع آيات من قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول} إلى قوله: {عقيم}.
- وقيل: كلها مكية. وقيل: كلها مدنية.
- وقيل: إنها من عجيب القرآن فيها مكي ومدني، وحضري وسفري، وحربي وسلمي، وليلي ونهاري، وناسخ ومنسوخ
). [مواقع العلوم: 34]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الحج تقدم من طريق مجاهد عن ابن عباس أنها مكية إلا الآيات التي استثناها وفي الآثار الباقية أنها مدنية.
وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طريق ابن جريج وعثمان عن عطاء عن ابن عباس ومن طريق مجاهد عن ابن الزبير أنها مدنية قال ابن الفرس في أحكام القرآن: قيل إنها مكية إلا {هذان خصمان} الآيات وقيل إلا عشر آيات وقيل مدنية إلا أربع آيات {وما أرسلنا من قبلك من رسول} إلى {عقيم} قاله قتادة وغيره وقيل كلها مدنية قاله الضحاك وغيره وقيل هي مختلطة فيها مدني ومكي وهو قول الجمهور انتهى. ويؤيد ما نسبه إلى الجمهور أنه ورد في آيات كثيرة منها أنه نزل بالمدينة كما حررناه في أسباب النزول
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/67]

الفرقان

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الفرقان قال ابن الفرس: الجمهور على أنها مكية وقال الضحاك مدنية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/68]

يس

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة يس حكى أبو سليمان الدمشقي له قولا أنها مدنية قال وليس بالمشهور). [الإتقان في علوم القرآن: 1/68]

ص

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة ص حكى الجعبري قولا أنها مدنية خلاف حكاية جماعة الإجماع على أنها مكية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/68]


محمد
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة محمد حكى النسفي قولا غريبا أنها مكية
[/color]). [الإتقان في علوم القرآن: 1/69]


الحجرات
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الحجرات حكي قول شاذ أنها مكية
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/69]

الرحمن
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واختلف في سورة الرحمن، المشهور أنها مكية، وقيل مدنية). [مواقع العلوم: 35]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الرحمن الجمهور على أنها مكية وهو الصواب ويدل له ما رواه الترمذي والحاكم عن جابر قال: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه سورة الرحمن حتى فرغ قال: ((ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم من مرة {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد)) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وقصة الجن كانت بمكة.
وأصرح منه في الدلالة ما أخرجه أحمد في مسنده بسند جيد عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون {فبأي آلاء ربكما تكذبان}وفي هذا دليل على تقدم نزولها على سورة الحجر
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/70-71]

الحديد

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وأما الحديد فاختلف فيها، فالمشهور: مدنية، وقيل: مكية). [مواقع العلوم: 35]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد ظهر لي بالنظر في الأدلة النقلية ما يُرجح بعض الأقوال في السور المختلف فيها:
فمن ذلك: الحديد؛ فالمختار أنها مكية، ففي مسند البزار وغيره عن عمر قال: كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في إسلام أخته ومجيئه لها مغضباً وجلوسه في بيتها على السرير قال: فإذا عليه صحيفة فقلت: ما هذه الصحيفة؟ فقالت: دع هذا فإنه لا يمسه إلا المطهرون، وأنت لا تطهر من الجنابة، قال: فما زلت بها حتى ناولتني الصحيفة فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } حتى بلغ: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} الحديث.
وإسلام عمر قديماً قبل الهجرة بدهر مديد .
وروى الحاكم عن ابن مسعود قال: ما كان إسلامهم وبين نزول هذه الآية يعاتبهم الله إلا أربع سنين {ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}.
فظاهره أنه قبل الهجرة بست سنين أو أكثر على الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة). [التحبير في علم التفسير: 49-51]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الحديد قال ابن الفرس الجمهور على أنها مدنية وقال قوم: إنها مكية ولا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا لكن يشبه صدرها أن يكون مكيا.
قلت الأمر كما قال ففي مسند البزار وغيره عن عمر أنه دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد فقرأها وكان سبب إسلامه.
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: لم يكن شيء بين إسلامه وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين {ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد} الآية
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/72]

المجادلة
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واستثني من المجادلة آية واحدة، وهي قوله تعالى: {ألم تر أن الله..} الآية فإنها نزلت بالحديبية). [مواقع العلوم: 35]

الصف

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واختلف في الصف، فالمشهور أنها مدنية، وقيل: مكية). [مواقع العلوم: 35]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومن ذلك: الصف؛ والمختار أنها مدنية أيضاً لحديث عبد الله بن سلام في نزولها الآتي أيضاً وهو أنها كانت بالمدينة). [التحبير في علم التفسير:51]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الصف المختار أنها مدنية ونسبه ابن الفرس إلى الجمهور ورجحه ويدل له ما أخرجه الحاكم وغيره عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم (1) يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} حتى ختمها قال عبد الله فقرأها علينا رسول الله حتى ختمها). [الإتقان في علوم القرآن: 1/73]

الجمعة

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الجمعة الصحيح أنها مدنية لما روى البخاري عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قلت: من هم يا رسول الله؟ الحديث ومعلوم أن إسلام أبي هريرة بعد الهجرة بمدة وقوله: {قل يا أيها الذين هادوا} خطاب لليهود وكانوا بالمدينة وآخر السورة نزل في انفضاضهم حال الخطبة لما قدمت العير كما في الأحاديث الصحيحة فثبت أنها مدنية كلها). [الإتقان في علوم القرآن: 1/73]

التغابن

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وكذلك في التغابن، فالمشهور مدنية، وقيل: مكية إلا ثلاث آيات من آخرها). [مواقع العلوم: 35]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة التغابن قيل مدنية وقيل مكية إلا آخرها). [الإتقان في علوم القرآن: 1/74]

الملك

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الملك فيها قول غريب أنها مدنية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/74]

الإنسان

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واختلف في سورة الإنسان، فالمشهور مكية، وقيل: مدنية). [مواقع العلوم: 36]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الإنسان قيل مدنية وقيل مكية إلا آية واحدة {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}). [الإتقان في علوم القرآن: 1/74]

المطففين

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة المطففين قال ابن الفرس: قيل إنها مكية لذكر الأساطير فيها.
وقيل مدنية لأن أهل المدينة كانوا أشد الناس فسادا في الكيل وقيل نزلت بمكة إلا قصة التطفيف وقال قوم نزلت بين مكة والمدينة انتهى.
قلت أخرج النسائي وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال :لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله {ويل للمطففين} فأحسنوا الكيل). [الإتقان في علوم القرآن: 1/75]


الأعلى

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الأعلى الجمهور على أنها مكية قال ابن الفرس: وقيل إنها مدنية لذكر صلاة العيد وزكاة الفطر فيها
قلت ويرده ما أخرجه البخاري عن البراء بن عازب قال :أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به فما جاء حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/75]


الفجر
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الفجر فيها قولان حكاهما ابن الفرس قال أبو حيان والجمهور على أنها مكية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/76]

البلد
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة البلد حكى ابن الفرس فيها أيضا قولين وقوله {بهذا البلد} يرد القول بأنها مدنية). ). [الإتقان في علوم القرآن: 1/76]

الليل
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الليل الأشهر أنها مكية وقيل مدنية لما ورد في سبب نزولها من قصة النخلة كما أخرجناه في أسباب النزول وقيل فيها مكي ومدني). [الإتقان في علوم القرآن: 1/76]


القدر
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (واختلفوا، - أيضا – في سورة القدر، فالمشهور مدنية، وقيل مكية). [مواقع العلوم: 36]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة القدر فيها قولان والأكثر على أنها مكية ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه الترمذي والحاكم عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت {إنا أعطيناك الكوثر} ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر} الحديث قال المزي: هو حديث منكر). [الإتقان في علوم القرآن: 1/77]

البيّنة

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة لم يكن قال ابن الفرس الأشهر أنها مكية.
قلت: ويدل لمقابله ما أخرجه أحمد عن أبي حبة البدري قال: لما نزلت {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها قال جبريل: يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا الحديث وقد جزم ابن كثير بأنها مدنية واستدل به).
[الإتقان في علوم القرآن: 1/78]

الزلزلة

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الزلزلة فيها قولان ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} الآية قلت: يا رسول الله إني لراء عملي؟ الحديث وأبو سعيد لم يكن إلا بالمدينة ولم يبلغ إلا بعد أحد
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/79]

العاديات

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة العاديات فيها قولان: ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه الحاكم وغيره عن ابن عباس قال: بعث رسول الله خيلا فلبثت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت: {والعاديات} الحديث). [الإتقان في علوم القرآن: 1/80]

التكاثر

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة {ألهاكم }الأشهر أنها مكية ويدل لكونها مدنية وهو المختار ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن بريدة أنها نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار تفاخروا الحديث
وأخرج عن قتادة أنها نزلت في اليهود
وأخرج البخاري عن أبي بن كعب قال: كنا نرى هذا من القرآن يعني «لو كان لابن آدم واد من ذهب» حتى نزلت {ألهاكم التكاثر}
وأخرج الترمذي عن علي قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت وعذاب القبر لم يذكر إلا بالمدينة كما في الصحيح في قصة اليهودية
). [الإتقان في علوم القرآن: 1/81]

الماعون
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة {أرأيت} فيها قولان حكاهما ابن الفرس). [الإتقان في علوم القرآن:1/82]


الكوثر
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومن ذلك: الكوثر؛ والمختار أنها مدنية لحديث أنس في نزولها الآتي في النومي، وأنس لم يكن بمكة وإنما كان بالمدينة). [التحبير في علم التفسير:51]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الكوثر الصواب أنها مدنية ورجحه النووي في شرح مسلم لما أخرجه مسلم عن أنس قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال: ((أنزلت علي آنفا سورة)) فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم . إنا أعطيناك الكوثر} حتى ختمها..) الحديث). [الإتقان في علوم القرآن:1/82]


الإخلاص
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (والإخلاص مكية على المشهور، وقيل: مدنية). [مواقع العلوم: 36]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (سورة الإخلاص فيها قولان لحديثين في سبب نزولها متعارضين وجمع بعضهم بينهما بتكرر نزولها ثم ظهر لي ترجيح أنها مدنية كما بينته في أسباب النزول).[الإتقان في علوم القرآن:1/83]

المعوذتان (الفلق) (الناس)
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (والمعوذتان مدنيتان على المشهور، وقيل: مكيتان). [مواقع العلوم:36]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومن ذلك: المعوذتان، والمختار أنهما مدنيتان). [التحبير في علم التفسير:51]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (المعوذتان المختار أنهما مدنيتان لأنهما نزلتا في قصة سحر لبيد بن الأعصم كما أخرجه البيهقي في الدلائل). [الإتقان في علوم القرآن:1/83]


عدد السور المختلف فيها
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (السور المكية والمدنية والمختلف فيها
نقل السيوطي في الإتقان أقوالا كثيرة في تعيين السور المكية والمدنية من أوفقها ما ذكره أبو الحسن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ إذ يقول: (المدني باتفاق: عشرون سورة والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق)
ثم نظم في ذلك أبياتا رقيقة جامعة وهو يريد بالسور العشرين المدنية بالاتفاق: سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والجمعة والمنافقون والطلاق والتحريم والنصر.

ويريد بالسور الاثنتي عشرة المختلف فيها: سورة الفاتحة، والرعد، والرحمن، والصف، والتغابن، والتطفيف، والقدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، والإخلاص، والمعوذتين.
ويريد بالسور المكية باتفاق: ما عدا ذلك وهي اثنتان وثمانون سورة. وإلى هذا القسم المكي يشير في منظومته بقوله:
وما ســـــــوى ذاك مــــــــكــــــيٌّ تنـــــــــزلـــــــــــه.......فلا تكن من خلاف النــــــــــــــــــاس في حــصــــــر
فــــــلــــيس كل خــلاف جاء مــــــــــــعـتــــبرا
.......إلا خـــــــــــــــــــــــلاف لـــــه حـــــظ مـــــــن النــــــــــــظـــــر
وقد جرى هذا البيت مجرى الأمثال عند أهل العلم). [مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:47 AM

ما اعتمده أبو عمرو الداني في المكّي والمدني
قَالَ أَبو عَمروٍ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وكل ما أذكر في كتابي هذا من مكي السور ومدنيها وعدد حروفها وكلمها فهو ما حدثني به فارس بن أحمد المقرئ، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد ابن عثمان، قال: أنا أبو العباس المقرئ، قال: أنا محمد بن حميد، قال: أنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار المدني ح وحدثنا بالمكي والمدني سورةً سورةً محمد بن عبد الله المري، قال: أنا أبي، قال: أنا علي بن الحسن، قال: أنا أحمد بن موسى، قال: أنا يحيى بن سلام البصري عن أئمته). [البيان: 138]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:48 AM

نظم ابن الحصار للمكي والمدني

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
وقال أبو الحسن بن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ: المدني عشرون سورة. ونظَمها مع السور المختلف فيها في أبيات فقال شعراً:

يا سائلي عن كتاب الله مجتهداً = وعن ترتيب ما يتلى من السور
وكيف جاء بها المختار من مضر = صلى الإله على المختار من مضر
وما تقدم منها قبل هجرته = وما تأخر في بدو وفي حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد = يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النقل في أم الكتاب وقد = تؤولت الحجر تنبيهاً لمعتبر
أم القرآن وفي أم القرى نزلت = ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
لو كان ذاك لكان النسخ أولها = ولم يقل بصريح النسخ من بشر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت = عشرون من سور القرآن في عشر
فأربع من طوال السبع أولها = وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
وتوبة الله إن عددت سادسة = وسورة النور والأحزاب ذي الذكر
وسورة لنبي الله محكمة = والفتح والحجرات الغر في غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة = والحشر ثم امتحان الله للبشر
وسورة فضح الله النفاق بها = وسورة الجمع تذكار لمدكر
وللطلاق وللتحريم حكمهما = والنصر والفتح تنبيهاً على العمر
هذا الذي اتفقت فيه الرواة له = وقد تعارضت الأخبار في أخر
فالرعد مختلف فيها متى نزلت = وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمر
ومثلها سورة الرحمن شاهدها = مما تضمن قول الجن في الخبر
وسورة للحواريين قد علمت = ثم التغابن والتطفيف ذو النذر
وليلة القدر قد خصت بملتنا = وعوذتان ترد البأس بالقدر
وذا الذي اختلفت فيه الرواة له = وربما استثنيت آي من السور
وما سوى ذاك مكي تنزله = فلا تكن من خلاف الناس في حصر
فليس كل خلاف جاء معتبراً = إلا خلافاً له حظ من النظر). [التحبير في علم التفسير: 42-45]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال أبو الحسن بن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ:المدني باتفاق عشرون سورة والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق ثم نظم في ذلك أبياتا فقال:
يا سائلي عن كتاب الله مجتهدا = وعن ترتب ما يتلى من السور
وكيف جاء بها المختار من مضر = صلى الإله على المختار من مضر
وما تقدم منها قبل هجرته = وما تأخر في بدو وفي حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد = يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النقل في أم الكتاب وقد = تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر
أم القرآن وفي أم القرى نزلت = ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت = عشرون من سور القرآن في عشر
فأربع من طوال السبع أولها = وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
وتوبة الله -إن عدت- سادسه = وسورة النور والأحزاب ذي الذكر
وسورة لنبي الله محكمة = والفتح والحجرات الغر في غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة = والحشر ثم امتحان الله للبشر
وسورة فضح الله النفاق بها = وسورة الجمع تذكار لمدكر
وللطلاق وللتحريم حكمهما = والنصر والفتح تنبيها على العمر
هذا الذي اتفقت فيه الرواة له = وقد تعارضت الأخبار في أخر
فالرعد مختلف فيها متى نزلت = وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمر
ومثلها سورة الرحمن شاهدها = مما تضمن قول الجن في الخبر
وسورة للحواريين قد علمت = ثم التغابن والتطفيف ذو النذر
وليلة القدر قد خصت بملتنا = ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر
وقل هو الله من أوصاف خالقنا = وعوذتان ترد البأس بالقدر
وذا الذي اختلفت فيه الرواة له = وربما استثنيت آي من السور
وما سوى ذاك مكي تنزله = فلا تكن من خلاف الناس في حصر
فليس كل خلاف جاء معتبرا = إلا خلاف له حظ من النظر). [الإتقان في علوم القرآن: 1/57-59]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:48 AM

طرق التمييز بين المكي والمدني

أثر عبد الله بن مسعود
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: قرأنا المفصّل حججًا ونحن بمكّة ليس فيها {يا أيّها الّذين آمنوا} ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/522]
ما روي عن علقمة وابن مسعود مقطوعاً وموقوفاً
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ)
: (حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا من سمع الأعمش، يحدث عن إبراهيم، عن علقمة، قال:كل شيء من القرآن: {يا أيها الذين آمنوا} فإنه أنزل بالمدينة، وما كان: {يا أيها الناس} فإنه أنزل بمكة). [فضائل القرآن : ]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كلّ شيءٍ في القرآن {يا أيّها الّذين آمنوا} أنزل بالمدينة، وكلّ شيءٍ في القرآن {يا أيّها النّاس} أنزل بمكّة).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/522]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، عن أصحابه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: (كل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} أنزل بالمدينة، و{يا أيها الناس} أنزل بمكة). [فضائل القرآن:1/38]
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا سلمون بن داود القروي، قال: أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: أنا محمد بن بشر بن مطر، قال: أنا ابن بلال، قال أنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: (كل شيء في القرآن {يا أيها الناس} أنزل بمكة، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} أنزل بالمدينة). [البيان:132]
قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بالويه قال: حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: (ما كان {يا أيها الذين آمنوا..} نزل بالمدينة ، وما كان {يا أيها الناس} فبمكة) ). [دلائل النبوة:؟؟]
قالَ عبدُ الحَقِّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ الإشْبِيليُّ (ت: 581هـ): (البَزَّارُ: حدَّثَنا مُحمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ الوَاسِطِيُّ، ثنا طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا قيسٌ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ، عن عبدِ اللَّهِ قالَ: كلُّ شيءٍ نزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فهو بمَكَّةَ، وكلُّ شيءٍ نزَلَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو بالمدينةِ.
وهذا الحديثُ يَرويهِ غيرُ قيسٍ مُرْسَلاً، ولا نَعلَمُ أحَدًا أسندَه إلا قَيْسٌ). [الأحكام الشرعية الكبرى: 4/251]

تخريج الزركشي وتعقيبه على أثر ابن مسعود
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(وذكر ابن أبي شيبة في مصنفة في كتاب فضائل القرآن حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كل شيء نزل فيه{يأيها الناس}فهو بمكة وكل شيء نزل فيه {يأيها الذين آمنوا} فهو بالمدينة ،وهذا مرسل قد أسند عن عبد الله بن مسعود ورواه الحاكم في مستدركه في آخر كتاب الهجرة عن يحيى بن معين قال: حدثنا وكيع عن أبيه عن الأعمش وعن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود به.
ورواه البيهقي في أواخر دلائل النبوة وكذا رواه البزار في مسنده ثم قال وهذا يرويه غير قيس عن علقمة مرسلا ولا نعلم أحدا أسنده إلا قيس انتهى .
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الحج عن علقمة عن أبيه وذكر في آخر الكتاب عن عروة بن الزبير نحوه وقد نص على هذا القول جماعة من الأئمة منهم أحمد بن حنبل وغيره وبه قال كثير من المفسرين ونقله عن ابن عباس.
وهذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً} وسورة النساء مدنية وفيها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} وفيها: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ} وسورة الحج مكية وفيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك فهو صحيح ولذا قال مكي: هذا إنما هو في الأكثر وليس بعام وفي كثير من السور المكية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} انتهى .
والأقرب تنزيل قول من قال مكي ومدني على أنه خطاب المقصود به أو جل المقصود به أهل مكة {يأيها الذين آمنوا} كذلك بالنسبة إلى أهل المدينة .
وفي تفسير الرازي عن علقمة والحسن أن ما في القرآن {يأيها الناس} مكي وما كان {يأيها الذين آمنوا} فبالمدينة وأن القاضي قال إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلَّم، وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف؛ إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم واسمهم وجنسهم ويؤمر غير المؤمنين بالعبادة كما يؤمر المؤمنون بالاستمرار عليها والازدياد منها انتهى).
[البرهان في علوم القرآن:؟؟]

أثر ميمون بن مهران
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا علي بن معبد، عن أبي المليح، عن ميمون بن مهران، قال: ما كان في القرآن : يا {أيها الناس} و {يا بني آدم} فإنه مكي، وما كان: {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني). [فضائل القرآن : ]

أثر عروة بن الزبير
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: (ما كان من حد أو فريضة، فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة). [فضائل القرآن :؟؟]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن هشامٍ، عن أبيه، قال: (ما كان من حجٍّ، أو فريضةٍ فإنّه نزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والقرون والعذاب فإنّه أنزل بمكّة) ).
[مصنف ابن أبي شيبة: 10/522]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن هشامٍ، عن أبيه، قال: (إنّي لأعلم ما نزل من القرآن بمكّة، وما أنزل بالمدينة، فأمّا ما نزل بمكّة فضرب الأمثال وذكر القرون، وأمّا ما نزل بالمدينة فالفرائض والحدود والجهاد).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): خبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي بن عبد العزيز قال: أنا القاسم بن سلام، قال: أنا أبو معاوية، عن خلف بن هاشم، عن أبيه، قال: (ما كان من حد أو فريضة فإنه أنزل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة) ).[البيان:132]
قلت: (قوله: (عن خلف بن هاشم عن أبيه..) تحريف، وصوابه: عن هشام بن عروة عن أبيه).
قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة أنه قال: (كل شيء نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون وما يثبت به الرسول فإنما نزل بمكة، وما كان من الفرائض والسنن نزل بالمدينة) ). [دلائل النبوة:؟؟]

أثر آخر عن عروة بن الزبير
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أحمد، عن مسعر، عن النّضر بن قيسٍ، عن عروة: ما كان {يا أيّها النّاس} بمكّة، وما كان {يا أيّها الّذين آمنوا} بالمدينة).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]

أثر عكرمة مولى ابن عباس
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أيّوب، عن عكرمة، قال: كلّ سورةٍ فيها {يا أيّها الّذين آمنوا} فهي مدنيّةٌ).
[مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]

أثر الضحاك بن مزاحم
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سلمة، عن الضّحّاك: ( {يا أيّها الّذين آمنوا} في المدينة) ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/522]

قول يحيى بن سلام البصري
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا محمد بن عبد الله المقرئ قال أنا أبي قال أنا علي بن الحسن قال أنا أحمد بن موسى قال أنا يحيى بن سلام قال: ما نزل بمكة وما نزل بطريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي، وما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدني، وما كان من القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني، وما كان {يا أيها الناس} فمنه مكي ومدني، وأكثره مكي). [البيان:132]


قول الجعبري في التفريق بين المكي والمدني
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):قال الجعبري: لمعرفة المكي والمدني طريقان سماعي وقياسي:

فالسماعي: ما وصل إلينا نزوله بأحدهما.
والقياسي: قال علقمة عن عبد الله :
(كل سورة فيها
{يأيها الناس} فقط أو كلا أو أولها حروف تهجٍّ سوى الزهراوين والرعد في وجه أو فيها قصة آدم وإبليس سوى الطولى فهي مكية وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية) انتهى). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال الجعبري: لمعرفة المكي والمدني طريقان سماعي وقياسي:

فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما.
والقياسي: كل سورة فيها
{يا أيها الناس} فقط أو كلا أو أولها حرف تهج سوى الزهراوين والرعد أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]

أقوال العلماء في طرق التمييز بين المكي والمدني
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (واعلم أن السور المكية نزل أكثرها في إثبات العقائد والرد على المشركين وفي قصص الأنبياء، وأن السور المدنية نزل أكثرها في الأحكام الشرعية وفي الرد على اليهود والنصارى وذكر المنافقين والفتوى في مسائل وذكر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وحيث ما ورد {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني وأما {يا أيها الناس} فقد وقع في المكي والمدني). [التسهيل:8]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ):(وقد أجمعوا على سور أنها من المكي، وأخر أنها من المدني، واختلفوا في أخر وأراد بعضهم ضبط ذلك بضوابط في تقييدها عسر ونظر، ولكن قال بعضهم: كل سورة في أولها شيء من الحروف المقطعة فهي مكية إلا البقرة وآل عمران.
كما أن كل سورة فيها {يا أيها الذين آمنوا} فهي مدنية.
وما فيه {يا أيها الناس} فيحتمل أن تكون من هذا ومن هذا والغالب أنه مكي وقد يكون مدنيا كما في البقرة: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} الآية [البقرة: 21]، {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} الآية [اليقرة: 168].
قال أبو عبيد: ثنا أبو معاوية، ثنا من سمع الأعمش يحدث عن إبراهيم، عن علقمة: كل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فانه أنزل بالمدينة، وما كان منها {يا أيها الناس} فانه أنزل بمكة.
ثم قال: ثنا على بن معبد، عن أبي المليح، عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن: {يا أيها الناس} و{يا بني آدم} فإنه مكي، وما كان {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني.
ومنهم من يقول: إن بعض السور نزل مرتين: مرة بالمدينة ومرة بمكة والله أعلم).
[فضائل القرآن:؟؟]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(
ومن جملة علاماته أن كل سورة فيها {يأيها الناس} وليس فيها {يأيها الذين آمنوا} فهي مكية وفي الحج اختلاف وكل سورة فيها كلا فهي مكية وكل سورة فيها حروف المعجم فهي مكية إلا البقرة وآل عمران وفي الرعد خلاف وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة وكل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية سوى العنكبوت.

وقال هشام عن أبيه كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنية وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكية
وذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد الدارمي بإسناده إلى يحيى بن سلام قال: (ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدني وما كان من القرآن {يأيها الذين آمنوا} فهو مدني وما كان {يأيها الناس} فهو مكي).
وذكر أيضا بإسناده إلى عروة بن الزبير قال: (ما كان من حد أو فريضة فإنه أنزل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]

- قلت: (قوله: (وذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد الدارمي) صوابه: الداني، وهو المقرئ المعروف، غير الإمام الدارمي فذلك متقدم توفي سنة 290هـ وكنيته أبو سعيد).

قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وقال عروة بن الزبير: كل سورة فيها ضرب المثال، وذكر القرون الماضية فهى مكية، وكل سورة تتضمن الفرائض، والأحكام، والحدود، فهى مدنية، وكل عبارة فى القرآن بمعنى التوحيد، و{يا أيها الناس} خطاب لأهل مكة، و{يا أيها الذين آمنوا} خطاب لأهل المدينة. و {قل} خطاب النبى صلى الله عليه وسلم.
هذه جملة ملا بد من معرفته قبل الشروع فى التفسير. وحسبنا الله ونعم الوكيل). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ضابط: روى البيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ما كان: {يا أيها الذين آمنوا}: أنزل بالمدينة، وما كان: {يا أيها الناس} فبمكة، قال ابن عطية: هو في: {يا أيها الذين آمنوا} صحيح، وأما: {يا أيها الناس} فقد يأتي في المدني، وقال ابن الحصار: قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه، وقد اتفق الناس على أن النساء مدنية وأولها: {يا أيها الناس} وعلى أن الحج مكية وفيها: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} الآية.
وقد روى أبو عبيد هذا عن علقمة مرسلاً، وروى عن علي بن معين عن أبي المليح عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن: {يا أيها الناس} أو {يا بني آدم}، فإنه مكي، وما كان: {يا أيها الذين آمنوا}، فإنه مدني.
وروى البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة، وما كان من الفرائض والسنن فإنما نزل بالمدينة، وسيأتي عن عائشة ونحوه). [التحبير في علم التفسير: 51-52]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ضوابط:
أخرج الحاكم في مستدركه والبيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال ما كان {يا أيها الذين آمنوا} أنزل بالمدينة وما كان {يا أيها الناس} فبمكة
وأخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسلا
وأخرج عن ميمون بن مهران قال: (ما كان في القرآن {يا أيها الناس} أو {يا بني آدم} فإنه مكي وما كان {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني).
قال ابن عطية وابن الفرس وغيرهما هو في {يا أيها الذين آمنوا} صحيح وأما {يا أيها الناس} فقد يأتي في المدني.
وقال ابن الحصار: (قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه وقد اتفق الناس على أن النساء مدنية وأولها {يا أيها الناس} وعلى أن الحج مكية وفيها {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا}.
وقال غيره: هذا القول إن أخذ على إطلاقه فيه نظر؛ فإن سورة البقرة مدنية وفيها {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض} وسورة النساء مدنية وأولها {يا أيها الناس}
وقال مكي: هذا إنما هو في الأكثر وليس بعام وفي كثير من السور المكية {يا أيها الذين آمنوا}
وقال غيره: الأقرب حمله على أنه خطاب المقصود به أو جل المقصود به أهل مكة أو المدينة.
وقال القاضي: إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلَّم وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف؛ إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم وباسمهم وجنسهم ويؤمر غير المؤمنين بالعبادة كما يؤمر المؤمنون بالاستمرار عليها والازدياد منها نقله الإمام فخر الدين في تفسيره
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: (كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة وما كان من الفرائض والسنن فإنما نزل بالمدينة) ). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني
قد عرفنا فيما مضى أن مرد العلم بالمكي والمدني هو السماع عن طريق الصحابة والتابعين بيد أن هناك علامات وضوابط يعرف بها المكي والمدني.
وهاك
ضوابط المكي:

1- كل سورة فيها لفظ {كلا} فهي مكية وقد ذكر هذا اللفظ في القرآن ثلاثا
وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة كلها في النصف الأخير من القرآن. قال الدريني رحمه الله:
وما نزلت كلا بيثرب فاعلمن ..... ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى
قال العماني: (وحكمة ذلك أن نصف القرآن الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول. وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلتهم وضعفهم)ا.هـ.
2- كل سورة فيها سجدة فهي مكية لا مدنية.
3- كل سورة في أولها حروف التهجي فهي مكية سوى سورة البقرة وآل عمران فإنهما مدنيتان بالإجماع
وفي الرعد خلاف.
4- كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي مكية سوى البقرة.
5- كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة أيضا.
6- كل سورة فيها {يا أيها الناس} وليس فيها {يا أيها الذين آمنوا} فهي مكية ولكنه ورد على هذا ما تقدم بين يديك من سورة الحج.
7- كل سورة من المفصل فهي مكية.
أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: نزل المفصل بمكة فمكثنا حججا نقرؤه ولا ينزل غيره لكن يرد على هذا أن بعض سور المفصل مدني نزل بعد الهجرة اتفاقا كسورة النصر فإنها كانت من أواخر ما نزل بعد الهجرة بل قيل إنها آخر ما نزل كما سبق في مبحث أول ما نزل وآخر ما نزل. فالأولى أن يحمل كلام ابن مسعود هذا على الكثرة الغالبة من سور المفصل لا على جميع سور المفصل والمفصل على وزان معظم: هو السورة الأخيرة من القرآن الكريم مبتدأة من

سورة الحجرات على الأصح وسميت بذلك لكثرة الفصل فيها بين السور بعضها وبعض من أجل قصرها.
وقيل: سميت بذلك لقلة المنسوخ فيها فقولها قول فصل: لا نسخ فيه ولا نقض.
أما ضوابط المدني: فكما يأتي:
1- كل سورة فيها الحدود والفرائض فهي مدنية.
2- كل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان لأحكام الجهاد فهي مدنية.
3- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت.
والتحقيق أن سورة العنكبوت مكية ما عدا الآيات الإحدى عشرة الأولى منها فإنها مدنية. وهي التي ذكر فيها المنافقون).

[مناهل العرفان:؟؟]

لطائف في التفريق بين المكي والمدني:
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال مكي: كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية وزاد غيره سوى العنكبوت). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وفي كامل الهذلي كل سورة فيها سجدة فهي مكية). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقال الديريني:
وما نزلت كَلاَّ بيثرب فاعلمن ..... ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى
وحكمة ذلك: أن النصف الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلتهم وضعفهم ذكره العماني). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:48 AM

سمات ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة

قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (فروق أخرى بين المكي والمدني
توجد فروق أخرى بين المكي والمدني غير ما قدمناه في ضوابطهما وهذه الفروق فيها دقة عن تلك لتعلقها في مجموعها بأمور معنوية وبلاغية. ثم إن أعداء الإسلام قد صاغوا عن طريق بعضها شبهات سددوا سهامها إلى القرآن الكريم لذلك أفردناها بعنوان توطئة لنقض تلك الشبهات وقبل الرمي يراش السهم.
ونذكر من خواص القسم المكي أنه قد كثر فيه ما يأتي:
أولا: أنه حمل حملة شعواء على الشرك والوثنية وعلى الشبهات التي تذرع بها أهل مكة للإصرار على الشرك والوثنية ودخل عليهم من كل باب وأتاهم بكل دليل وحاكمهم إلى الحس وضرب لهم أبلغ الأمثال حتى انتهى بهم إلى أن تلك الآلهة المزيفة لا تقدر أن تخلق مجتمعة أقل نوع من الذباب بل لا تستطيع أن تدفع عن نفسها شر عادية الذباب وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} .
ولما عاندوا واحتجوا بما كان عليه آباؤهم نعى عليهم أن يمتهنوا كرامة الإنسان إلى هذا الحضيض من الذلة للأحجار والأصنام وسفه أحلامهم وأحلام آبائهم الذين أهملوا النظر في أنفسهم وفي آيات الله في الآفاق وقبح إليهم الجمود على هذا التقليد الأعمى للآباد والأجداد {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} . وناقشهم كذلك في عقائدهم الضالة التي نجمت عن تلك الوثنية من جحود الإلهيات والنبوات وإنكار البعث والمسؤولية والجزاء.
ثانيا: أنه فتح عيونهم على ما في أنفسهم من شواهد الحق وعلى ما في الكون من أعلام الرشد ونوع لهم في الأدلة وتفنن في الأساليب وقاضاهم إلى الأوليات والمشاهدات ثم قادهم من وراء ذلك قيادة راشدة حكيمة إلى الاعتراف بتوحيد الله في ألوهيته وربوبيته والإيمان بالبعث ومسؤوليته والجزاء العادل ودقته ثم التسليم بالوحي وبكل ما جاء به الوحي من هدي الله في الإلهيات والنبوات والسمعيات في العقائد على سواء.
ثالثا: أنه تحدث عن عاداتهم القبيحة كالقتل وسفك الدماء ووأد البنات واستباحة الأعراض وأكل مال الأيتام. فلفت أنظارهم إلى ما في ذلك من أخطار وما زال بهم حتى طهرهم منها ونجح في إبعادهم عنها.
رابعا: أنه شرح لهم أصول الأخلاق وحقوق الاجتماع شرحا عجيبا كره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وفوضى الجهل وجفاء الطبع وقذارة القلب وخشونة اللفظ وحبب إليهم الإيمان والطاعة والنظام والعلم والمحبة والرحمة والإخلاص واحترام الغير وبر الوالدين وإكرام الجار وطهارة القلوب ونظافة الألسنة إلى غير ذلك.
خامسا: أنه قص عليهم من أنباء الرسل وأممهم السابقة ما فيه أبلغ المواعظ وأنفع العبر من تقرير سننه تعالى الكونية في إهلاك أهل الكفر والطغيان وانتصار أهل الإيمان والإحسان مهما طالت الأيام وامتد الزمان ما داموا قائمين بنصرة الحق وتأييد الإيمان.
سادسا: أنه سلك مع أهل مكة سبيل الإيجاز في خطابه حتى جاءت السور المكية قصيرة الآيات صغيرة السور. لأنهم كانوا أهل فصاحة ولسن صناعتهم الكلام وهمتهم البيان فيناسبهم الإيجاز والإقلال دون الإسهاب والإطناب.
كما أن قانون الحكمة العالية قضى بأن يسلك سبيل التدرج والارتقاء في تربية الأفراد وأن يقدم الأهم على المهم. ولا ريب أن العقائد والأخلاق والعادات،
أهم من ضروب العبادات ودقائق المعاملات لأن الأولى كالأصول بالنسبة للثانية لذلك كثر في القسم المكي التحدث عنها والعناية بها كما علمت في الخواص الماضية جريا على سنة التدرج من ناحية وتقديما للأهم على المهم من ناحية أخرى.
أما خواص القسم المدني فنذكر منها أنه قد كثر فيه ما يأتي:
أولا: التحدث عن دقائق التشريع وتفاصيل الأحكام وأنواع القوانين المدنية والجنائية والحربية والاجتماعية والدولية والحقوق الشخصية وسائر ضروب العبادات والمعاملات. انظر إن شئت في سورة البقرة والنساء والمائدة والأنفال والقتال والفتح والحجرات ونحوها.
ثانيا: دعوة أهل الكتاب من يهود ونصارى إلى الإسلام ومناقشتهم في عقائدهم الباطلة وبيان جناياتهم على الحق وتحريفهم لكتب الله ومحاكمتهم إلى العقل والتاريخ. اقرأ إن شئت سورة البقرة وآل عمران والمائدة والفتح ونحوها.
ثالثا: سلوك الإطناب والتطويل في آياته وسوره. وذلك لأن أهل المدينة لم يكونوا يضاهئون أهل مكة في الذكاء والألمعية وطول الباع في باحات الفصاحة والبيان فيناسبهم الشرح والإيضاح وذلك يستتبع كثيرا من البسط والإسهاب لأن دستور البلاغة لا يقوم إلا على رعاية مقتضيات الأحوال وخطاب الأغبياء بغير ما يخاطب به الأذكياء. {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ).
[مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:49 AM

ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني:
منها قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} الآية ولها قصة يطول بذكرها الكتاب ونزولها بمكة يوم فتحها وهيمدنية لأنها نزلت بعد الهجرة .
ومنها قوله في المائدة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إلى قوله {الْخَاسِرِينَ} نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات فبركت ناقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هيبة القرآن وهي مدنية لنزولها بعد الهجرة وهي عدة آيات يطول ذكرها). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (أما التى نزلت بمكة وحكمها مدنى ففى سورة الحجرات {ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} نزلت يوم فتح مكة، لكن حكمها مدنى؛ لأنها فى سورة مدنية وفى سورة المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم} نزلت يوم عرفة. نزلت فى حال الوقفة والنبى صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء، فسقطت العضباء على ركبتيها، من هيبة الوحى بها، وسورة المائدة مدنية). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (تنبيه:قد تبين بما ذكرناه من الأوجه التي ذكرها ابن حبيب المكي والمدني وما اختلف فيه وترتيب نزول ذلك والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية وبقي أوجه تتعلق بهذا النوع ذكر هو أمثلتها فنذكره.
مثال ما نزل بمكة وحكمه مدني {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} الآية نزل بمكة يوم الفتح وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة وقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} كذلك.
قلت وكذا قوله {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} في آيات أخر). [الإتقان في علوم القرآن: 1/111]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:49 AM

ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي:
منه الممتحنة إلى آخرها وهي قصة حاطب بن أبي بلتعة وسارة والكتاب الذي دفعة إليها وقصتها مشهورة فخاطب بها أهل مكة
ومنها قوله تعالى في سورة النحل: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} إلى آخر السورة مدنيات يخاطب بها أهل مكة
ومنها سورة الرعد يخاطب أهل مكة وهي مدنية .
ومن أول براءة إلى قوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} خطاب لمشركي مكة وهي مدنية .
فهذا من جملة ما نزل بمكة في أهل المدينة وحكمه مدني وما أنزل في أهل مكة وحكمه مكي). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى نزلت بالمدينة وحكمها مكى فـ {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء} نزلت فى حق حاطب، خطابا لأهل مكة. وسورة الرعد مدنية والخطاب مع أهل مكة، وأول سورة براءة إلى قوله {إنما المشركون نجس} خطاب لمشركى مكة والسورة مدنية). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومثال ما نزل بالمدينة وحكمه مكي سورة الممتحنة فإنها نزلت بالمدينة مخاطبة لأهل مكة وقوله في النحل {والذين هاجروا في الله} إلى آخرها نزل بالمدينة مخاطبا به أهل مكة وصدر براءة نزل بالمدينة خطابا لمشركي أهل مكة). [الإتقان في علوم القرآن: 1/111]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:49 AM

ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية :
من ذلك قوله تعالى في النجم {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ} يعني كل ذنب عاقبته النار {وَالْفَوَاحِشَ} يعني كل ذنب فيه حد {إِلاَّ اللَّمَمَ} وهو بين الحدين من الذنوب نزلت في نبهان والمرأة التي راودها عن نفسها فأبت والقصة مشهورة واستقرت الرواية بما قلنا والدليل على صحته أنه لم يكن بمكة حد ولا غزو.
ومنها قوله تعالى في هود {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الآية نزلت في أبي مقبل الحسين بن عمر بن قيس والمرأة التي اشترت منه التمر فراودها). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومثال ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية قوله في النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحدين من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه). [الإتقان في علوم القرآن: 1/112]

قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (وجوه تتعلق بالمكي والمدني
نبه السيوطي عند كلامه في هذا المبحث إلى أن هناك وجوها في المكي والمدني. منها ما تستطيع أن تفهمه مما قصصناه عليك آنفا.
ومنها ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية في قوله تعالى في سورة النجم: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}.
قال السيوطي في توجيهه ما نصه: فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحدين من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه ا هـ لكن فيه نظر من وجهين: أحدهما أن تفسير الفواحش بما ذكر غير متفق عليه.

بل فسرها غيره بأنها الكبائر مطلقا. وفسرها آخر بما يكبر عقابه دون تخصيص بحد.
وفسرها السيوطي نفسه في سورة الأنعام بأنها الكبائر. والثاني أن بعضهم يستثني هذه الآية من سورة النجم المكية وينص على أنها مدنية).
[مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:50 AM

ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية :
من ذلك قوله تعالى في الأنبياء: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} نزلت في نصارى نجران ومنهم السيد والعاقب ومنها سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} في رواية الحسين بن واقد وقصتها مشهورة ومنها قوله تعالى في الأنفال {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ} الآية). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ومثال ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية قوله {والعاديات ضبحا} وقوله في الأنفال {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق} الآية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/112]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (ومنها : ما يشبه تنزيل المكي في السور المدنية نحو سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} وكقوله سبحانه في سورة الأنفال المدنية: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الخ. وفي هذا نظر أيضا فإن المعروف أن سورة والعاديات من السور المكية كما سبق وأن آية {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ} الخ منصوص على أنها نزلت بمكة كما نقل السيوطي نفسه عن مقاتل وقال: إنها مستثناة من سورة الأنفال المدنية. بل نص بعضهم على أن هذه الآية مع آيتين قبلها وأربع بعدها كلها مكيات مستثنيات من سورة الأنفال المدنية).[مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:50 AM

ما نزل في غير مكة والمدينة

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: (لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين) ). [صحيح البخاري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ويستفاد من حديث الباب أن القرآن نزل كله بمكة والمدينة خاصة، وهو كذلك، لكن نزل كثير منه في غير الحرمين حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر حج أو عمرة أو غزاة، ولكن الاصطلاح أن كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني، سواء نزل في البلد حال الإقامة أو في غيرها حال السفر، وسيأتي مزيد لذلك في ‏"‏ باب تأليف القرآن‏"‏‏).
[فتح الباري:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأما ما نزل بالجحفة والطائف وبيت المقدس والحديبية فسيأتي في النوع الذي يلي هذا ويضم إليه ما نزل بمنى وعرفات وعسفان وتبوك وبدر وأحد وحراء وحمراء الأسد). [الإتقان في علوم القرآن: 1/113]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (وأنت خبير بأن الاصطلاح المشهور في المكي والمدني ينتظم كل ما نزل سواء أكان بمكة والمدينة أم بغيرهما كالجحفة والطائف وبيت المقدس والحديبية ومنى وعرفات وعسفان وتبوك وبدر وأحد وحراء وحمراء الأسد. وتفصيل ذلك يخرج بنا إلى حد الإطالة فناهيك ما ذكرنا. واللبيب تكفيه الإشارة). [مناهل العرفان:؟؟]

الكلام على حديث: (أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة..)
قال سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني (ت:360هـ): (حدثنا إبراهيم بن دحيم، ثنا أبي ( ح ) وحدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة بمكة والمدينة والشام )) ). [المعجم الكبير:8/201]
- قال علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي(ت:807هـ): (رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف). [مجمع الزوائد:7/327]
- قال محمد ناصر الدين الألباني: (1420هـ): ( [أنزلت النبوة -وفي لفظ- أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة: بمكة، وبالمدينة، وبالشام]
ضعيف جداً، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير" ( 8/ 1 0 2/ 7717 )، والخطيب في " الموضح " ( 2/ 225 )، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1/165 ) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً، واللفظ الأول للخطيب؛ رواه من طريق يعقوب بن سفيان صاحب " المعرفة "، وعزاه إليه وإلى ابن عساكر ؛ دون الطبراني والخطيب.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عفير بن معدان: قال الذهبي في المغني: (مشهور، ضعفوه. وقال أبو حاتم: لا يشتغل بحديثه).
[السلسلة الضعيفة:14/900]

قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي(ت:774هـ): (قال البيهقي: عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي، عن يونس بن بُكيْر، عن عبد الحميد بن بَهْرَام، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن غَنْم؛ أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقًا أنك نبي، فالحق بالشام؛ فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء. فصدَّق ما قالوا؛ فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام؛ فلما بلغ تبوك أنزل الله عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} إلى قوله: {تَحْوِيلا} فأمره الله بالرجوع إلى المدينة، وقال: [فيها محياك ومماتك ومنها تبعث].
وفي هذا الإسناد نظر، والأظهر أن هذا ليس بصحيح؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود، إنما غزاها امتثالا لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ } ، وقوله تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }.
وغزاها ليقتصَّ وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه، والله أعلم.
ولو صح هذا لحُمِلَ عليه الحديث الذي رواه الوليد بن مسلم، عن عُفَير بن معدان، عن سُلَيم بن عامر، عن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة: مكة، والمدينة، والشام))
قال الوليد: (يعني بيت المقدس). وتفسير الشام بتبوك أحسن مما قال الوليد: إنه بيت المقدس والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم:؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(خاتمة: روى الطبراني في الكبير من طريق الوليد بن المغيرة بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة: مكة والمدينة والشام)).
قال الوليد: يعني بيت المقدس.
قال ابن كثير: بل تفسيره بتبوك أحسن).[التحبير في علم التفسير: 62]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد أخرج الطبراني في الكبير من طريق الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة: مكة والمدينة والشام)) قال الوليد يعني بيت المقدس
قال الشيخ عماد الدين بن كثير بل تفسيره بتبوك أحسن
قلت: ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل بمنى وعرفات والحديبية وفي المدينة ضواحيها كالمنزل ببدر وأحد وسلع). [الإتقان في علوم القرآن:1/45]

ما نزل بالجُحْفة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(
ما نزل بالجحفة :
قوله عز وجل في سورة القصص: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} نزلت بالجحفة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجر). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى نزلت بالجحفة فقوله تعالى {إن الذي فرض عليك القرآن} فى سورة طس القصص). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]

ما نزل ببيت المقدس
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(ما نزل ببيت المقدس:
قوله تعالى في الزخرف: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} نزلت عليه ليلة أسري به). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى نزلت ببيت المقدس ففي سورة الزخرف {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنآ} نزلت ليلة المعراج،لما اقتدى به الأنبياء فى الصلاة فى المسجد الأقصى، وفرغ من الصلاة، نزل جبريل بهذه الآية). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]

ما نزل بالطائف
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(
ما نزل بالطائف
قوله تعالى في الفرقان: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} الآية ولذلك قصة عجيبة
وقوله في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} يعني كفار مكة).
[البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى نزلت بالطائف ففى سورة الفرقان {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل}، وفى سورة الانشقاق {بل الذين كفروا يكذبون * والله أعلم بما يوعون} يعنى كفار مكة). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]


ما نزل بالحديبية
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما نزل بالحديبية :
قوله تعالى في الرعد:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} نزلت بالحديبية حين صالح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل مكة فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: (( اكتب{بسم الله الرحمن الرحيم}فقال سهيل بن عمرو: ما نعرف الرحمن الرحيم ولو نعلم أنك رسول الله لتابعناك فأنزل الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}إلى قوله {مَتَابِ}). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى نزلت بالحديبية ففى سورة الرعد {وهم يكفرون بالرحمان} لما أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يكتب فى أول كتاب الصلح: بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فنزل قوله تعالى {وهم يكفرون بالرحمان}). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]


عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:51 AM

المحمول من السور والآيات

ما حمل من مكة إلى المدينة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما حمل من مكة إلى المدينة:
أول سورة حملت من مكة إلى المدينة سورة يوسف انطلق بها عوف بن عفراء في الثمانية الذين قدموا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وهم أول من أسلم من الأنصار قرأها على أهل المدينة في بني زريق فأسلم يومئذ بيوت من الأنصار روى ذلك يزيد بن رومان عن عطاء عن ابن يسار عن ابن عباس ثم حمل بعدها: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها ثم حمل بعدها الآية التي في الأعراف{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} إلى قوله: {تَهْتَدُونَ} فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة وله قصة).[البرهان في علوم القرآن:1/203]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما الذى حمل من مكة إلى المدينة فسورة يوسف أول سورة حملت من مكة، ثم سورة {قل هو الله أحد}، ثم من سورة الأعراف هذه الآية {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} إلى قوله {يعدلون}).[بصائر ذوي التمييز:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(ومثال ما حمل من مكة إلى المدينة سورة يوسف والإخلاص.
قلت: وسبح كما تقدم في حديث البخاري.
قلت: صح حملها إلى الروم). [الإتقان في علوم القرآن: 1/113]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (ومنها : ما حمل من مكة إلى المدينة نحو سورة يوسف وسورة الإخلاص وسورة سبح). [مناهل العرفان:؟؟]

ما حمل من المدينة إلى مكة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما حمل من المدينة إلى مكة :
من ذلك الأنفال التي في البقرة: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} الآية وذلك حين أورد عبد الله بن جحش كتاب مسلمي مكة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن المشركين عيرونا قتل ابن الحضرمي وأخذ الأموال والأسارى في الشهر الحرام فكتب بذلك عبد الله بن جحش إلى مسلمي مكة: إن عيروكم فعيروهم بما صنعوا بكم.
ثم حملت آية الربا من المدينة إلى مكة في حضور ثقيف وبني المغيرة إلى عتاب بن أسيد عامل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مكة فقرأ عتاب عليهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا} فأقروا بتحريمه وتابوا وأخذوا رءوس الأموال.
ثم حملت مع الآيات من أول سورة براءة من المدينة إلى مكة قرأهن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر على الناس وفي ترتيبها قصة.
ثم حملت من المدينة إلى مكة الآية التي في النساء: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} إلى قوله: {عَفُوّاً غَفُوراً} فلا تعاقبهم على تخلفهم عن الهجرة فلما بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها إلى مسلمي مكة قال جندع بن ضمرة الليثي ثم الجندعي لبنيه وكان شيخا كبيرا: ألست من المستضعفين وأني لا أهتدي إلى الطريق فحمله بنوه على سريره متوجها إلى المدينة فمات بالتنعيم فبلغ أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موته فقالوا: لو لحق بنا لكان أكمل لأجره فأنزل الله تعالى{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى قوله{غَفُوراً رَحِيماً}).[البرهان في علوم القرآن:1/203-204]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما الذى حمل من المدينة إلى مكة فمن سورة البقرة {يسئلونك عن الشهر الحرام}، ثم آية الربا فى شأن ثقيف، ثم تسع آيات من سورة براءة، أرسل بها إلى مكة صحبة على رضى الله عنه، فى رد عهد الكفار عليهم فى الموسم. ومن سورة النساء {إلا المستضعفين من الرجال والنساء} إلى قوله {غفورا رحيما} فى عذر تخلف المستضعفين عن الهجرة). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(ومثال ما حمل من المدينة إلى مكة {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} وآية الربا وصدر براءة وقوله {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآيات). [الإتقان في علوم القرآن: 1/112]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (ومنها : ما حمل من المدينة إلى مكة نحو آية الربا في سورة البقرة المدنية وصدر سورة التوبة المدنية). [مناهل العرفان:؟؟]

ما حمل من مكة إلى الحبشة
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وينبغي أن يمثل لما حمل إلى الحبشة بسورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي أخرجه أحمد في مسنده). [الإتقان في علوم القرآن: 1/113]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (ومنها : ما حمل إلى الحبشة نحو سورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي). [مناهل العرفان:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(ومثال ما حمل إلى الحبشة {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} الآيات).[مناهل العرفان:؟؟]

ما حمل من المدينة إلى الحبشة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (ما حمل من المدينة إلى الحبشة:
هي ست آيات بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى جعفر بن أبي طالب في خصومة الرهبان والقسيسين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} فقرأها جعفر بن أبي طالب عليهم عند النجاشي فلما بلغ قوله {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً} قال النجاشي: صدقوا ما كانت اليهودية والنصرانية إلا من بعده ثم قرأ جعفر {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} الآية قال النجاشي: اللهم إني ولي لأولياء إبراهيم وقال: صدقوا والمسيح ثم أسلم النجاشي وأسلموا). [البرهان في علوم القرآن:1/205]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما التى حملت من المدينة إلى الحبشة فهى ست آيات من سورة آل عمران، أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جعفر، ليقرأها على أهل الكتاب {قل ياأهل الكتاب تعالوا} إلى آخر الآيات الست. فكان سبب إسلام النجاشى). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]

ما حمل من المدينة إلى الشام
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (ومنها : ما حمل إلى الروم كقوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية).[مناهل العرفان:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:51 AM

ما ورد في بعض السور

الفاتحة
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (ما نزل من القرآن بمكّة والمدينة:
- حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرة، قال: أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/522]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: {الحمد للّه ربّ العالمين} أنزلت بالمدينة). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الواحدي في "أسباب النزول" والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش)). [الدر المنثور: 1/6]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه والطبراني في "الأوسط" من طريق مجاهد عن أبي هريرة، (أن إبليس رن حين أنزلن فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة)). [الدر المنثور: 1/7]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج وكيع والفريابي في تفسيريهما وأبو عبيد في فضائل القرآن، وَابن أبي شيبة في "المصنف"، وعَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر في تفسيره وأبو بكر بن الأنباري في "كتاب المصاحف" وأبو الشيخ في "العظمة" وأبو نعيم في "الحلية" من طرق عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). [الدر المنثور: 1/7-8]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). [الدر المنثور: 1/8]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة). [الدر المنثور: 1/8]

سورة البقرة
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده). [التحبير في علم التفسير:47]

سورة الأنعام
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال:نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح). [فضائل القرآن:؟؟]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا قبيصة، عن سفيان، عن ليثٍ، عن شهرٍ، قال: الأنعام مكّيّةٌ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]

سورة يونس
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد توافقت الأقوال التي حكيناها على أن سورة يونس مكية، وفيها أيضاً قولان، فروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من طريق خصيف عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير أنها مكية، وروى مثله من طريق عطاء وغيره عن ابن عباس، ثم روى من طريق عطاء عنه أنها أنزلت بالمدينة والله تعالى أعلم). [التحبير في علم التفسير: 48]


سور الإسراء والكهف ومريم
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن المسعودي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: إن بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه من تلادي , ومن العتيق الأول.
قال أبو عبيد: قوله: (من تلادي) يقول من أول ما أخذت من القرآن شبهه بتلاد المال القديم، ومعناه أن ذلك كان بمكة).[فضائل القرآن:؟؟ ]

سورة الأحقاف
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن ابن عونٍ، قال: ذكروا عند الشّعبيّ قوله: {وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله} فقيل: عبد الله بن سلامٍ، فقال: كيف يكون ابن سلامٍ وهذه السّورة مكّيّةٌ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/523]

سورة الفتح
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (ثم الفتح، قال عطاء بن أبي مسلم وغيره إنها مدنية، وروي عن البراء بن عازب أنها نزلت بالحديبية.
وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا)) وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} مرجعه من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} مرجعه من الحديبية.
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن. فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا})). والحديثان صحيحان.
ومعنى نزرت رسول الله: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه. وقال المسور بن مخرمة: نزلت بين مكة والمدينة). [جمال القراء:؟؟]

المفصل
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا سعيد قال: نا حديج بن معاوية , قال نا أبو إسحاق عن عبد الله بن حبيب عن ابن مسعود قال:أنزل المفصل بمكة , فمكثنا حججا نقرؤه لا ينزل غيره). [سنن سعيد بن منصور: 392]
قالَ عبدُ الحَقِّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ الإشْبِيليُّ (ت: 581هـ): (الطَّحَاوِيُّ: حدَّثَنا أبو أُمَيَّةَ، ثنا مُحمدُ بنُ القاسمِ الحَرَّانِيُّ - يعني: سُحَيمًا - ثنا زُهَيرٌ، ثنا أبو إسحاقَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ حَبِيبٍ أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ، سَمِعتُ ابنَ مسعودٍ يقولُ: (أنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المُفَصَّلَ بمَكَّةَ) ). [الأحكام الشرعية الكبرى: 4/251]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة:أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: نزل المفصل بمكة فمكثنا حججا نقرؤه لا ينزل غيره). [الإتقان في علوم القرآن: 1/110]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:52 AM

لطائف وفوائد


قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): ( باب كيف نزل القرآن
أخبرنا يوسف بن سعيد قال: ثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: (إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي فقال: أي أم المؤمنين أرني مصحفك، قالت: لم؟ قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف، قالت: ويحك وما يضرك أيته قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع شرب الخمر ولو نزل أول شيء لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا وإنه أنزلت والساعة أدهى وأمر بمكة وإني جارية ألعب على محمد وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرجت إليه المصحف فأملت عليه آي السور) ). [فضائل القرآن:؟؟]

عبد العزيز بن داخل المطيري 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م 07:52 AM

شبهات وردود

قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ):
(
نقض الشبهات التي أثيرت حول هذا الموضوع

قلنا ونقول: إن أعداء الإسلام كثيرون وإنهم يتربصون به الدوائر وينتهزون كل فرصة ليسددوا إليه سهام المطاعن. وإن من واجبنا أن نحمي العرين ونقوم بواجب الدفاع في هذا المعمعان ولن يتسنى ذلك إلا إذا تسلحنا بجميع الأسلحة وفي مقدمتها دراسة تلك الشبهات التي يحرقون بخورها في مصر وغير مصر حتى لشبابنا المتعلم في بعض الدروس والكتب التي يزعمون أنها أدبية. وقد شهدت مصر وقتا ما معركة حامية الوطيس دارت رحاها حول أمثال هذه الشبهات التي نسوقها إليك فاقتحمها عنوة وخذها بقوة. ولا حول ولا قوة إلا بالله وما أجمل أن نردد قول الشاعر:
أنا لا ألوم المستبد ... د إذا تعنت أو تعدى
فسبيله أن يستبد ... د وشأننا أن نستعدا

الشبهة الأولى
...
الشبهة الأولى: وفي طيها شبهات
يقولون: إن الباحث الناقد يلاحظ أن في القرآن أسلوبين متعارضين لا تربط الأول بالثاني صلة ولا علاقة مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذا الكتاب قد خضع لظروف مختلفة وتأثر ببيئات متباينة فنرى أن القسم المكي منه يمتاز بكل مميزات الأوساط المنحطة كما نشاهد القسم المدني منه تلوح عليه أمارات الثقافة والاستنارة. فالقسم المكي يتفرد بالعنف والشدة والقسوة والحدة والغضب والسباب والوعيد والتهديد مثل سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وسورة {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} وسورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ومثل {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} .
والجواب: أن هذه الشبهة تتألف من شبهات أربع وإن شئت فقل: تتألف من مقدمات ثلاث كواذب تتأدى أو يريد صاحبها أن يتأدى بها إلى نتيجة هي الأخرى كاذبة.
فأما المقدمات الثلاث الكواذب فهي أن القسم المكي تفرد بالعنف والشدة وأن فيه سبابا وإقذاعا وأنه يمتاز بكل مميزات الأوساط المنحطة.
وأما النتيجة أو الهدف الذي يرمي إليه فهو أن القرآن مفكك الأجزاء غير متصل الحلقات وأنه خاضع للظروف متأثر بالبيئة.

وغرضهم من هذا معروف طبعا وهو أن القرآن ليس كلام الله وليس معجزا إنما هو كلام محمد الذي تأثر أولا بأهل مكة فكان كلامه خشنا بعيدا عن المعارف العالية التي اكتسبها من أهل الكتاب في المدينة.
ذلك كله ما يجب أن نحمل عليه انتقاد أولئك المضللين فإن قرينة عداوتهم للحق
وخصومتهم للإسلام ونقدهم للقرآن تبعد كلامهم عن كل تأويل حسن وتحمله على أسوأ فروضه.
ولنأت لك على بنيان هذه الشبهة من القواعد لتعلم إغراقها في البطلان وإغراق ذويها في الكذب والإسفاف.
1- فأما قولهم: إن القسم المكي قد تفرد بالعنف والشدة فينقضه أن في القسم المدني شدة وعنفا فدعوى تفرد القسم المكي بذلك باطلة قال تعالى في سورة البقرة وهي مدنية: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وقال فيها أيضا {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} وقال فيها أيضا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} .
وقال سبحانه في سورة آل عمران وهي مدنية كتلك {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ، قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} .
وإنما اشتمل القرآن الكريم بقسميه المكي والمدني على الشدة والعنف لأن ضرورة التربية الرشيدة في إصلاح الأفراد والشعوب وسياسة الأمم والدول تقضي أن يمزج المصلح في قانون هدايته بين الترغيب والترهيب والوعد والوعيد والشدة واللين.
ثم إن دعواهم انفراد المكي بالعنف والشدة يفهم منه دعوى انفراد المدني
باللين والصفح ودعوى خلو المكي من ذلك اللين والصفح. وهذا المفهوم باطل كمنطوقه أيضا. ودليل ذلك أن بين السور المكية آيات كريمة تفيض لينا وصفحا وتقطر سماحة وعفوا بل تنادي أن تقابل السيئة بالحسنة كما في قوله سبحانه في سورة فصلت المكية: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} .
وكما في قوله سبحانه في سورة الشورى المكية: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ. وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} .
وكذلك قوله سبحانه في سورة الحجر المكية: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ. لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} إلى آخر السورة.
ومثله قول الله جلت قدرته في سورة الزمر المكية: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} .

2- وأما زعمهم أن في القسم المكي سبابا ويريدون من السباب معناه المعروف عندهم من القحة والبذاءة والخروج عن حدود الأدب واللياقة فقد {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} . ونحن نتحداهم أن يأتوا بمثال واحد في القرآن كله مكيه ومدنيه يكون من هذا اللون القذر الرخيص. وهل يعقل أن القرآن الذي جاء يعلم الناس أصول الآداب يخرج هو عن أصول الآداب إلى السباب؟ كيف وقد حرم على أتباعه المسلمين أن يسبوا أعداءه المشركين؟ فقال في سورة الأنعام: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
نعم إن في القرآن كله لا في القسم المكي وحده تسفيها لأحلام المتنطعين الذين يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن الحق ويهملون الحجج والبراهين وهو في ذلك شديد عنيف بيد أنه في شدته وعنفه لم يخرج عن جادة الأدب ولم يعدل عن سنن الحق ولم يصدف عن سبيل الحكمة. بل الحكمة تتقاضاه أن يشتد مع هؤلاء لأنهم يستحقون الشدة ومن مصلحتهم هم ومن الرحمة بهم والخير لهم أن يشتد عليهم ليرعووا عن باطلهم ويصيخوا إلى صوت الحق والرشد ويسيروا على هدى الدليل والحجة على حد قول القائل:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازما ... فليقس أحيانا على من يرحم
أضف إلى ذلك أن هذا التفريع الحكيم تجده في السور المدنية كما تجده في السور المكية. وإن كان في المكي أكثر من المدني لأن أهل مكة كانوا أشداء العارضة صعاب المراس مسرفين في العناد والإباء لم يتركوا بابا من الشر إلا دخلوه على الرسول وأصحابه ولم يكفهم أن يخرج من بلده وأهله بليل بل وجهوا إليه الأذى في مهاجره.
والشاهد على أن في السور المدنية تنويعا عنيفا أيضا عند المناسبات قوله سبحانه من سورة البقرة المدنية في شأن المشركين: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وقوله من سورة البقرة أيضا في شأن المنافقين: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} إلى تمام ثلاث عشرة آية مليئة بالتوبيخ والتعنيف لتلك الحشرات الآدمية الذين ينفثون سمومهم ويفسدون المجتمع بسلاح خطير ذي حدين هو سلاح النفاق والذبذبة. وكذلك تقرأ في هذه السورة المدنية نفسها في شأن اليهود آيات كثيرة من هذا الطراز تنقدهم وتنعي جرائمهم وتحمل عليهم حملة شعواء تقبيحا لجناياتهم وجنايات آبائهم من قبلهم. مثل قوله سبحانه: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} ومثل قوله: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} .
ومثل قوله تعالى في شأن النصارى من سورة آل عمران: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} الخ. وقوله فيهم أيضا من هذه السورة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} الخ.

أما السور والآيات التي اعتمدت عليها الشبهة فلا تدل على ذلك السباب الذي زعموه ووصموا به القرآن الكريم لأن سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} غاية ما اشتملت عليه أنها إنذار ووعيد لأبي لهب وامرأته جزاء ما أساءا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه كما يدل على ذلك سبب نزولها: أخرج الإمام أحمد والشيخان والترمذي عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: ((يا بني فهر يا بني عدي)) لبطون قريش حتى اجتمعوا. فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش فقال صلى الله عليه وسلم: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي" قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) . فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا؟ فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن زيد أن امرأة أبي لهب كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.
وروي عن مجاهد أنها كانت تمشي بالنميمة.
فهذه الأسباب مجتمعة تفيد أن السورة نزلت لمقابلة أبي لهب بما يستحق من إنذاره بالهلاك والقطيعة وأن ماله لا ينفعه ولا كسبه وأنه خاسر هو وامرأته وأن مصيرهما إلى النار وبئس القرار.
ولا ريب أن في هذا الوعيد العنيف ردعا له ولأمثاله وتسلية لمن أصيب بأذاهم من الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وذلك هو اللائق بالعدالة الإلهية والتربية الحكيمة الربانية.
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
وأما سورة والعصر فليس فيها سباب ولا ما يشبه السباب. وكل ما عرضت له
أنها جعلت الناس قسمين:
قسما غريقا في الخسران.
وقسما فاز ونجا من هذا الخسران وهم الذين جمعوا عناصر السعادة الأربعة.
اقرأ قوله سبحانه: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فهل ترى فيها ظلا للسباب والإقذاع؟ ولكن القوم لا يستحون.

وأما سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} : فمبلغ ما تشير إليه أن المخاطبين شغلتهم الدنيا عن الدين وألهتهم الأموال عن رب الأموال حتى انتهت أعمارهم وهم على هذه الحال. وغدا يسألون عن هذا النعيم ويعاقبون على إهمال شكره بعذاب الجحيم.
وأما قوله سبحانه: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} فهي حكاية لما حل بالأمم السابقة كثمود وعاد حين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ليكون من هذا القصص والخبر عبرة لأولئك الكفار ومزدجر فلا يقعوا فميا وقع فهي أسلافهم لأن سنة الله واحدة في الأمم وميزان عدالته قائم في كل جيل وقبيل. {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} .
الخلاصة
والخلاصة: أن القرآن كله قام على رعاية حال المخاطبين فتارة يشتد وتارة يلين تبعا لما يقتضيه حالهم سواء منهم مكيهم ومدنيهم بدليل أنك تجد بين ثنايا السور المكية والمدنية ما هو وعد ووعيد وتسامح وتشديد وأخذ ورد وجذب وشد كما سبق لك في الأمثلة والشواهد الكثيرة. وإذا لوحظ أن أهل مكة كثر خطابهم بالشدة والعنف فذلك لما مردوا عليه من أذى الرسول وأصحابه والكيد لهم حتى أخرجوهم من أوطانهم. ولم يكتفوا بذلك بل أرسلوا إليهم الأذى في مهاجرهم.
وكان القرآن في حملته عليهم وعلى أمثالهم بالقول بعيدا عن كل معاني السباب والإقذاع متذرعا بالحكمة والأدب الكامل في الإرشاد والإقناع حاثا على الصبر والعفو والإحسان حتى ليخاطب الله رسوله في سورة الأنعام المكية بقوله: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}.

ظاهرة مسكتة
على أننا نلاحظ في آفاق الآيات والسور المكية ظاهرة باهرة تسكت كل معاند وتفحم كل مكابر في هذا الموضوع. وهي أن القسم المكي خلا خلوا تاما من تشريع القتال والجهاد والمخاشنة كما خلت أيامه في مكة على طولها من مقاتلة القوم بمثل ما يأتون من التنكيل والمصاولة فلم يسمع للمسلمين فيها صلصلة لسيف ولا قعقعة لسلاح ولا زحف على عدو. إنما هو الصبر والعفو والمجاملة والمحاسنة بالرغم من إيغال الأعداء في أذاهم ولجاجهم في عتوهم وأساهم سبا وطعنا وقتلا ونهبا ومقاطعة ومهاترة ومصاولة ومكابرة.
3- وأما زعمهم أن القسم المكي يمتاز بكل مميزات الأوساط المنحطة فهو مردود عليهم باطل من كل باب دخلوه وعلى أي وجه أرادوه لأنهم إن أرادوا بذلك ما توهموه من انفراده بالشدة والعنف أو السباب والإقذاع فقد علمت مبلغ
ما فيه من كذب وافتراء وجهالة بما جاء في القرآن من ترغيب وترهيب في شطريه المكي والمدني على السواء.
وإن أرادوا بانحطاطه الإشارة إلى قصر آياته أو إلى خلوه من التشريعات التفصيلية العملية فهذا لا يدل على الانحطاط بل قصر الآيات والخلو من تفاصيل التشريع لهما وجه آخر يظهر عند الكلام عليهما في الشبهات الآتية:
وإن أرادوا بما ذكروا أن أهل مكة كانوا منحطين في الفصاحة والبيان والذكاء والألمعية فتلك ثالثة الأثافي لأن التاريخ شاهد عدل بأن قريشا كانت في مركز الزعامة من جميع قبائل العرب يصدرون عن رأيها ويرجعون إلى حكمها ويأخذون عنها ويركبون ظهور الإبل إليها وينزلون على قولها فيما يعلو وينزل من منظوم ومنثور ويذعنون لها بالسبق في مضمار الفصاحة والبلاغة والذكاء والألمعية والشرف والنبل. وكان لها هذا الامتياز من قبل الإسلام. ثم دام لها وزاد عليها في الإسلام. واعترف لها به أهل المدينة وغيرهم من عرب وأعجام.
ثم إن وصف القسم المكي بميزات الأوساط المنحطة تهمة جريئة وطعنة طائشة وأكذوبة مكشوفة ما رضيها لأنفسهم أعداء الإسلام في فجر دعوته من مشركين وأهل كتاب وعرب وعجم وأميين ومثقفين على حين أن أولئك العرب كانوا على أميتهم أعرف الناس بانحطاط الكلام ورقيه وعلوه ونزوله.
كما كانوا أحرص الناس على إحراج محمد ودحض حجته ونقض دينه والقضاء على الإسلام في مهده. ولكن سجيتهم لم تسمح بهذا الهراء الذي يهرف به الملاحدة في القسم المكي من القرآن. بل نعلم بجانب هذا أن القرآن كان له سلطان على نفوسهم إلى حد خارق مدهش يقودهم بقوته إلى الإسلام ويدفع المعاند منهم إذا استمع إليه أن يسجد لبلاغته ويهتز لفصاحته وأن يأخذ نفسه بالتشاغل عنه مخافة أن يؤمن عن طريق تأثره بسماعه.

وأما زعمهم انقطاع الصلة بين القسم المكي والمدني والتعارض بين أسلوبيهما: فهو زعم ساقط مبني على الاعتبارات الخاطئة الماضية التي أثبتنا بطلانها. ثم هو دعوى ماجنة يكذبها الواقع ويفندها الذوق البلاغي المنصف. وأدل دليل على ذلك أن أساطين البلاغة من أعداء الإسلام في مكة نفسها أيام نزول القرآن لم يستطيعوا أن يتهموا أساليب التنزيل بمثل هذا الاتهام ولا كذبا لأنهم كانوا أعقل من ملاحدة اليوم يرون أن هذا الاتهام يكون كذبا مكشوفا وافتراء مفضوحا. بل هذا وحيدهم الوليد بن المغيرة يقول للملأ من قريش: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى.
ولما قالت قريش عندئذ: صبأ والله الوليد واحتالوا عليه أن يطعن في القرآن لم يجد حيلة إلا أن يقول: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} . ولم يستطع أن يرمي القرآن بالتهافت والتخاذل وانقطاع الصلة بين أجزائه وانحطاط شيء من أساليبه على نحو ما يرجف أولئك الخراصون. والله أعلم بما يبيتون.
4- وإذا بطل هذا وما سبقه بطل ما زعموه من تأثر القرآن بالوسط والبيئة وما رتبوه عليه من أنه كلام محمد لا كلام رب العزة. ثم إنها اتهامات سخيفة لا تستحق الرد ما دام إعجاز القرآن قائما يتحدى كل جيل وقبيل ويفحم كل معارض ومكابر. ولمبحث إعجاز القرآن مجال آخر عسى أن يكون قريبا.
ولولا أن الشبيبة الحاضرة من أنصاف المتعلمين وأشباههم ينخدعون بمثل هذه الترهات ما أتعبنا أنفسنا في علاجها ولا أتعبناك فاصبر معنا على دفع هذا المصاب والله يتولى هدانا وهداك.

الشبهة الثانية
...
الشبهة الثانية
يقولون: إن قصر السور والآيات المكية مع طول السور والآيات المدنية يدل على انقطاع الصلة بين القسم المكي والقسم المدني ويدل على أن القسم المكي يمتاز بمميزات الأوساط المنحطة ويدل على أن القرآن في نمطه هذا نتيجة لتأثر محمد بالوسط والبيئة فلما كان في مكة أميا بين الأميين جاءت سور المكي وآياته قصيرة ولما وجد في المدينة بين مثقفين مستنيرين جاءت سور المدني وآياته طويلة وغرضهم من إلقاء هذه الشبهة التشكيك في أن القرآن من عند الله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .
وننقض شبهتهم هذه بما يأتي:
أولا- أن في القسم المكي سورا طويلة مثل سورة الأنعام وفي القسم المدني سورا قصيرة مثل سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فكلاهما لا يسلم على عمومه.
ثانيا - إذا أرادوا الكثرة الغالبة لا الكلية الشاملة فهذا نسلمه لهم بيد أنه لا يدل على ما افتروه ورتبوه عليه لأن قصر معظم السور المكية وآياتها وطول معظم السور المدنية وآياتها لا يقطع الصلة بين قسمي القرآن: مكية ومدنية ولا بين سور القرآن وآياته جميعا. بل الصلة كما يحسها كل صاحب ذوق في البلاغة محكمة وشائعة بين كافة أجزاء التنزيل. وقد تفنن العلماء وأشبعوا الحديث عن هذه المناسبات في غضون تفسيرهم لكتاب الله. وتقدم تقرير هذا التناسب البارع في صفحة 81.
على أنك تلاحظ آيات مكية منبثة بين آيات سور مدنية وتلاحظ آيات مدنية منبئة بين آيات سور مكية. وبرغم ذلك لا يكاد أحد يحس التفاوت أو التفكك
والانقطاع بل يروعك ما بين الجميع من جلال الوحدة وكمال الاتصال وجمال التناسق والانسجام مما يجعل القرآن كله على طوله سلسلة واحدة محكمة متصلة الحلقات أو عقدا رائعا أخاذا منتظم الحبات أو قانونا رصينا مترابط المبادئ والغايات.
ثالثا - أن قصر السور والآيات المكية لا يدل على ما زعموه من امتياز القسم المكي بمميزات الأوساط المنحطة بل القصر مظهر الإيجاز والإيجاز مظهر رقي المخاطب وآية فهمه وذكائه بحيث يكفيه من الكلام موجزه ومن الخطاب أقصره. أما من كان دونه ذكاء وفهما فلا سبيل إلى إفادته إلا بالإسهاب والبسط إن لم يكن بالمساواة والتوسط.
ولهذا المعنى جاء قسم القرآن المكي قصيرا موجزا في معظمه وجاء قسم المدني طويلا مسهبا في أكثره. ويرجع ذلك إلى ما أشرنا إليه قبلا من أن القرشيين في مكة كانوا في الذؤابة من قبائل العرب ذكاء وألميعة وفصاحة وبلاغة وشرفا وشجاعة فلا بدع أن يخاطبهم القرآن بالقصير من سوره وآياته رعاية لحق قانون البلاغة والبيان في خطاب الذكي النابه بغير ما يخاطب به من كان دونه. ولا يقدح في مزايا المكيين هذه أنهم كانوا أميين لم يستنيروا بثقافة المدنيين فللثقافة والاستنارة ميدان وللذكاء والتمهر في البيان ميدان وأهل المدينة لم يكونوا على استنارتهم ليبلغوا شأن قريش في تلك الخصائص والمزايا وكان منهم أهل كتاب درجوا على ألا يستفيدوا إلا بالتطويل ولا يقنعوا إلا ببسط الكلام.
ومن هنا تعرف مبلغ ما في هذه الشبهة من زيف وكذب فيما رتبوه على هذا من أن القرآن كان نتيجة لتأثر محمد بانحطاط أهل مكة في القسم المكي وباستنارة أهل المدينة في القسم المدني حتى جاء قرآنه قصيرا في الأول طويلا في الثاني.
رابعا - أن القرآن قد تحدى الناس جميعا مكيهم ومدنيهم وعربيهم وعجميهم أن يأتوا ولو بمثل أقصر سورة من تلك السور القصيرة فعجزوا أجمعين وأسلم المنصفون منهم لله رب العالمين. فلو كان القصر أثرا للانحطاط كما يقول أولئك المرجفون لكان في مقدور الممتاز غير المنحط أن يأتي بمثل ذلك المنحط بل بأرقى منه {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} .
وإذا أراد أولئك المتقولون أن يعللوا القصر والطول بأن المكي لم يتعرض لتفاصيل التشريع بخلاف المدني فإليك هذه الشبهة وتمحيصها فيما يليك.

الشبهة الثالثة
...
الشبهة الثالثة
يقولون: إن القسم المكي خلا من التشريع والأحكام بينما القسم المدني مشحون بتفاصيل التشريع والأحكام
وذلك يدل على أن القرآن من وضع محمد وتأليفه تبعا لتأثره بالوسط الذي يعيش فيه فهو حين كان بمكة بين الأميين جاء قرآنه المكي خاليا من العلوم والمعارف العالية ولما حل بالمدينة بين أهل الكتاب المثقفين جاء قرآنه المدني مليئا بتلك العلوم والمعارف العالية.
وننقض هذه الشبهة:
أولا - بأن القسم المكي لم يخل جملة من التشريع والأحكام بل عرض لها وجاء عليها ولكن بطريقة إجمالية فإن مقاصد الدين خمسة:
1- الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2 - وحفظ النفس.
3 - وحفظ العقل.
4 - وحفظ النسل.
5 - وحفظ المال. وقد تحدث القسم المكي عنها إجمالا. اقرأ إن شئت قوله تعالى من سورة الأنعام المكية: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى تمام ثلاث آيات بعدها جمعت الوصايا العشر لهذه المقاصد الخمسة. ولا يخفى عليك أن آيات العقائد في القسم المكي ظاهرة واضحة وكثيرة شائعة،

ليست من موضوع الاشتباه ولا يختلف اثنان في أنها أكثر من مثيلاتها في السور المدنية بأضعاف الأضعاف.
ثانيا - أن كثرة التفاصيل في تشريع الأحكام بالمدينة ليس نتيجة لما زعموه. إنما هو أمر لا بد منه في سياسة الأمم وتربية الشعوب وهداية الخلق. ذلك أن الطفرة حليفة الخيبة والفشل والتدرج حليف التوفيق والنجاح وتقديم الأهم على المهم واجب في نظر الحكمة. لهذا بدأ الله عباده في مكة بما هو أهم: بدأهم بإصلاح القلوب وتطهيرها من الشرك والوثنية وتقويمها بعقائد الإيمان الصحيح والتوحيد الواضح حتى إذا استقاموا على هذا المبدأ القويم وشعروا بمسؤولية البعث والجزاء وتقررت فيهم هذه العقائد الراشدة فطمهم عن أقبح العادات وأرذل الأخلاق وقادهم إلى أصول الآداب وفضائل العادات ثم كلفهم ما لا بد منه من أمهات العبادات. وهذا ما كان في مكة. ولما مرنوا على ذلك وتهيأت نفوسهم للترقي والكمال بتطاول الأيام والسنين وكانوا وقتئذ قد هاجروا إلى المدينة جاءهم بتفاصيل التشريع والأحكام وأتم عليهم نعمته ببيان دقائق الدين وقوانين الإسلام.
ونظير ذلك ما تواضع عليه الناس قديما وحديثا في سياسة التعليم من أنهم يلقنون البادئين في مراحل التعليم الأولى أخف المسائل وأوجزها فيما يشبه قصار السور ومختصر القصص حتى إذا تقدمت بهم السن وعظم الاستعداد تلاطم بحر التعليم وزاد على حد قولهم: الإمداد على قدر الاستعداد.
أما ما زعموه من أن ذلك كان نتيجة لاختلاط محمد بأهل المدينة المستنيرين فينقضه أن القرآن جاء يصلح عقائد أهل الكتاب وأخطاءهم في التشريع وفي التحليل والتحريم وفي الأخبار والتواريخ فكيف يأخذ المصيب من المخطئ؟ وهل
يستمد الحي حياته من ميت اقرأ إن شئت قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الخ. وقوله جل ذكره: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} ؟ الخ وقوله عز اسمه: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} الخ وهذه الآيات من سورة آل عمران. وقوله تعالت قدرته من سورة المائدة {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} الخ.
ثالثا: أن ما زعموه لو كان صحيحا لظهر أثر أهل الكتاب المدنيين فيمن معهم من عرب أهل المدينة وفيمن حولهم من أهل مكة وآفاق الجزيرة ولكانوا هم الأحرياء بهذه النبوة والرسالة ولسبق محمدا إليها كثير غيره من فصحاء العرب وتجار قريش الذين كانوا يختلطون بأهل الكتاب في المدينة والشام أيما اختلاط.
رابعا: أن القرآن تحدى الكافة من مكيين ومدنيين بل من جن وإنس فهلا كان أساتذته أولئك يستطيعون أن يجاروه ولو في مقدار سورة قصيرة واحدة يا لها فرية ثم يا لها صفاقة.
هذا كلام له خبئ ... معناه ليست لنا عقول

الشبهة الرابعة
...
الشبهة الرابعة
يقولون: إن القرآن أقسم كثيرا بالضحى والليل والتين والزيتون وطور سينين وكثير من المخلوقات. ولا ريب أن القسم بالأشياء الحسية يدل على تأثر القرآن بالبيئة في مكة لأن القوم فيها كانوا أميين لا تعدو مداركهم حدود الحسيات. أما بعد الهجرة واتصال محمد بأهل المدينة وهم قوم مثقفون مستنيرون،
فقد تأثر القرآن بهذا الوسط الراقي الجديد وخلا من تلك الأيمان الحسية الدالة على البساطة والسذاجة.
وهذه الشبهة مدفوعة:
أولا: بما قدمنا من أن أهل مكة كانوا أرقى ذوقا وأعلى كعبا وأعظم ذكاء من أهل المدينة وأن الخطاب معهم كان ملحوظا فيه اشتماله على أسرار وخصائص لا يدركها إلا المتفوقون والمتمهرون في صناعة البيان. فلا يستقيم إذن ما زعموه من أن مدارك أهل مكة كانت لا تعدو حدود الحسيات. والتاريخ خير شاهد وأعدل حاكم بامتياز العرب في مكة عن سائر القبائل على عهد نزول القرآن.

ثانيا: أن القسم بالأمور الحسية في القرآن كالضحى والليل ليس منشؤه انحطاط القوم كما يزعمون إنما منشؤه رعاية مقتضى الحل فيما سبق القسم لأجله وذلك أن القرآن كان بصدد علاج أفحش العقائد فيهم وهي عقيدة الشرك. ولا سبيل إلى استئصال هذه العقيدة وإقامة صرح التوحيد على أنقاضها إلا بلفت عقولهم إلى ما في الكون من شؤون الله وخلق الله وإلا بفتح عيونهم على طائفة كبيرة من نعم الخلق المحيطة بهم ليصلوا من وراء ذلك إلى أن يؤمنوا بالله وحده ما دام هو الخالق وحده لأنه لا يستحق العبادة عقلا إلا من كان له أثر الخلق في العالم فعلا. {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} ؟.
فعرض بعض المخلوقات على أنظار الجاحدين بالتوحيد بعد إقرارهم أن ليس لها خالق إلا الله إلزام لهم بطرح الشرك وتوحيد الخالق. وهذا مطمح نبيل أجاد القرآن في أساليب عرض نعم الله عليهم من أجله وكان في إجادته هذه موفيا على الغاية وأصلا إلى قمة الإعجاب كعادته متفننا في ذكر النعم منوعا في سردها وبيانها
فمرة يحدث عن خلق السماء ومرة عن خلق الأرض وثالثة عن أنفسهم ورابعة عن أنواع الحيوان والنبات والجماد وهلم جرا. وتارة يختار القرآن في عرضه طريقة السرد والشرح،
وتارة يختار طريقة الحلف والقسم لأن في الحلف والقسم معنى العظمة التي أودعها الله في هذه النعم دالة على توحيده وعظمته حتى صح أن يدور القسم عليها وأن يجيء الحلف بها.
ومن هنا أقسم الله بما أقسم من الأمور الحسية والمعنوية فالأمور الحسية كما ذكرنا والمعنوية مثل القرآن الكريم في قوله سبحانه: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} لينبههم إلى مدى إنعامه عليهم بتلك الأقسام كلها حسيها ومعنويها فيرعووا عن شركهم بتلك الآلهة المزيفة التي لا تملك ضرا ولا نفعا وليس لها أي شأن في هذا الخلق. على حد قوله سبحانه في سورة الأحقاف: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} .
وأنت خبير بأن المصاب بداء الشرك لا سبيل إلى إنقاذه منه إلا بمثل هذه الطريقة المثلى التي سلكها القرآن بعرض دلائل التوحيد من آيات الله في الآفاق على أنظار المشركين وهذا سبيل متعين في خطاب كل مشرك ولو كان واحد الفلاسفة ووحيد العباقرة وأستاذ المثقفين والمستنيرين. فحلف القرآن بأمثال هاتيك المخلوقات والحسيات ليس دالا على سذاجة المخاطبين وانحطاطهم وليس بالتالي سبيلا إلى الطعن في القرآن بأنه كلام محمد المتأثر بانحطاط البيئة المكية كما يرجفون: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} .
ثالثا: أن في مضامين تلك الأقسام بالحسيات أسرارا تنأى بها عن السذاجة والبساطة وتشهد ببراعة المخاطبين بها وتفوقهم في الفهم والذكاء والفصاحة و البيان.
ذلك أن القسم بها كما قلنا إشارة إلى الأسرار العظيمة التي وضعها الله في تلك الأمور التي أقسم بها. حتى صح أن يكون مقسما بها. وتلك الأسرار لا يدركها إلا اللبيب لأنها غير مشروحة ولا مفسرة في القرآن الكريم فلا يفهمها إلا من كمل عقله وسلم ذوقه. ولنشرح لك بعض الأسرار ليتبين الحال ولا يبق للشبهة مجال.
المثال الأول: أقسم الله سبحانه بالضحى والليل في قوله: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} وسبب نزول هذه الآيات: أن النبي صلى الله عليه وسلم فتر عنه الوحي مرة لا ينزل بقرآن فرماه أعداؤه بأن ربه ودعه وقلاه أي تركه وأبغضه فنزلت هذه الآيات مصدرة بهذا القسم مشيرة إلى أن ما كان من سطوع الوحي على قلبه صلى الله عليه وسلم بمنزلة الضحى تقوى به الحياة وتنمى به الناميات وما عرض بعد ذلك من فترة الوحي فهو بمنزلة الليل إذا سجى لتستريح فيه القوى وتستعد فيه النفوس لما يستقبلها من العمل. ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لاقى من الوحي شدة أول أمره حتى جاء إلى خديجة رضي الله عنها ترجف بوادره كما هو معروف في حديث الصحيحين. فكانت فترة الوحي لتثبيته عليه الصلاة والسلام وتقوية نفسه على احتمال ما يتوالى عليه منه حتى تتم به حكمة الله في إرساله إلى الخلق. ولهذا قال له: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} أي إن كرة الوحي ثانيا سيكمل بها الدين وتتم بها نعمة الله على أهله وأين بداية الوحي من نهايته؟ وأين إجمال الدين الذي جاء في قوله {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} الخ من تفصيل العقائد والأحكام الذي جاء في مثاني القرآن ثم زاد الأمر تأكيدا بقوله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} .
فمن هذا نعلم أن الحلف بالضحى والليل في هذا المقام ليس مجرد تذكير
بآياته ونعمه فحسب. بل هو أيضا إقامة دليل على أن تنزل الوحي أشبه بضحوة النهار وأن فترة الوحي أشبه بهدأة الليل فإذا كانوا يتقبلون الضحى والليل بالرضا والتسليم لما فيهما من نفع الإنسان بالسعي والحركة والحياة بالنهار والنوم والاستجمام بالليل يجب أن يتقبلوا أيضا ما يجري على محمد صلى الله عليه وسلم من نزول الوحي وفترته للمعنى الذي سلف.
المثال الثاني: أقسم الله سبحانه بالتين والزيتون في قوله جل ذكره: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ، لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} قال العلامة المرحوم الشيخ محمد عبده عند تفسيره لهذه السورة ما نصه:
وقد يرجح أنهما أي التين والزيتون النوعان من الشجر ولكن لا لفوائدهما كما ذكروا بل لما يذكران به من الحوادث العظيمة التي لها الآثار الباقية في أحوال البشر. قال صاحب هذا القول: إن الله تعالى أراد أن يذكرنا بأربعة فصول من كتاب الإنسان الطويل فإنه كان يستظل في تلك الجنة التي كان فيها بورق التين وعندما بدت له ولزوجته سوآتهما طفقا يخصفان عليهما من ورق التين. والزيتون إشارة إلى عهد نوح عليه السلام وذريته وذلك أنه بعد أن فسد البشر وأهلك من أهلك منه بالطوفان ونجى نوح في سفينته واستقرت السفينة نظر نوح إلى ما حوله فرأى المياه لا تزال تغطي وجه الأرض فأرسل بعض الطيور لعله يأتي إليه بخبر انكشاف الماء عن بعض الأرض فغاب ولم يأت بخبر فأرسل طيرا آخر فرجع إليه يحمل ورقة من شجر الزيتون فاستبشر وسر وعرف أن غضب الله قد سكن وقد أذن للأرض أن تعمر ثم كان منه ومن أولاده تجديد القبائل البشرية العظيمة في الأرض التي امحى عمرانها فعبر عن ذلك الزمن بزمن الزيتون. والإقسام هنا بالزيتون للتذكير بتلك الحادثة وهي من أكبر ما يذكر من الحوادث.
{وَطُورِ سِينِينَ} إشارة إلى عهد الشريعة الموسوية وظهور نور التوحيد في العالم،
بعد ما تدنست جوانب الأرض بالوثنية وقد استمر الأنبياء بعد موسى يدعون قومهم إلى التمسك بتلك الشريعة إلى أن كان آخرهم عيسى صلى الله عليه وسلم جاء مخلصا لروحها مما عرض عليه من البدع. ثم طال الأمد على قومه فأصابهم ما أصاب من قبلهم من الاختلاف في الدين وحجب نوره بالبدع وإخطاء معناه بالتأويل وإحداث ما ليس منه بسبيل فمن الله على البشر ببداية تاريخ ينسخ جميع تلك التواريخ ويفصل بين ما سبق من أطوار الإنسانية وبين ما يلحق وهو عهد ظهور النور المحمدي من مكة المكرمة. وإليه أشار بذكر البلد الأمين. وعلى هذا القول الذي فصلنا بيانه يتناسب القسم والمقسم عليه. ا. هـ ما أردنا نقله.

الشبهة الخامسة
...
الشبهة الخامسة
يقولون إن القسم المكي من القرآن قد اشتمل على لغو من الكلام في كثير من فواتح السور مثل الم وكهيعص. وذلك يبطل دعوى المسلمين أن القرآن بيان للناس وهدى وأنه كلام الله. وأي بيان وأي هدى في قوله: {الم} وقوله: {كهيعص} ؟ بل هذه الأحرف وأمثالها في غاية البعد عن الهدى بدليل أنه لم يهتد أحد منهم ولا الراسخون في العلم لإدراك معناها فالخطاب بها كالخطاب بالمهمل وإنما هذه الألفاظ من وضع كتبه محمد من اليهود تنبيها على انقطاع كلام واستئناف آخر ومعناها أوعز إلي محمد أو أمرني محمد يشيرون بذلك إلى براءتهم من الإيمان بما يأمرهم بكتابته. وقريب من هذا قول بعضهم: إن الحروف العربية غير المفهومة المفتتح بها أوائل بعض السور إما أن يكون قصد منها التعمية أو التهويل أو إظهار القرآن في مظهر عميق مخيف أو هي رمز للتمييز بين المصاحف المختلفة ثم ألحقها مرور الزمن بالقرآن فصارت قرآنا.

وننقض هذه الشبهة بأمور:
أولها: أنه لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم كتبة من اليهود أبدا. وها هو التاريخ حاكم عدل لا يرحم ولا يحابي فليسألوه إن كانوا صادقين.

ثانيا: أنه لا دليل لهم أيضا على أن فواتح هذه السور تستعمل في تلك المعاني التي زعموها وهي أوعز إلي محمد أو أمرني محمد لا عند اليهود ولا عند غيرهم في أية لغة من لغات البشر.
ثالثها: أن اليهود لم يعرف عنهم الطعن في القرآن بمثل هذا. ولو كان هذا مطعنا عندهم لكانوا أول الناس جهرا به وتوجيها له لأنهم كانوا أشد الناس عداوة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين يتمنون أن يجدوا في القرآن مغمزا من أي نوع يكون ليهدموا به دعوة الإسلام. كيف وهم يكفرون به حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق؟
رابعها: أن اشتمال القرآن على كلمات غير ظاهرة المعنى لا ينافي وصف القرآن بأنه بيان للناس وهدى ورحمة فإن هذه الأوصاف يكفي في تحققها ثبوتها للقرآن باعتبار جملته ومجموعة لا باعتبار تفصيله وعمومه الشامل لكل لفظ فيه. ولا ريب أن الكثرة الغامرة في القرآن كلها بيان للتعاليم الإلهية وهداية للخلق إلى الحق ورحمة للعالم من وراء تقرير أصول السعادة في الدنيا والآخرة.
وهذا الجواب مبني على أحد رأيين للعلماء في فواتح تلك السور وهو أن المعنى المقصود غير معلوم لنا بل هو من الأسرار التي استأثر الله بعلمها ولم يطلع عليها أحد من خلقه. وذلك لحكمة من حكمة تعالى السامية وهي ابتلاؤه سبحانه وتمحيصه لعباده حتى يميز الخبيث من الطيب وصادق الإيمان من المنافق بعد أن أقام لهم أعلام بيانه ودلائل هدايته وشواهد رحمته في غير تلك الفواتح من كتابه بين آيات وسور كثيرة لا تعتبر تلك الفواتح في جانبها إلا قطرة من بحر أو غيضا من فيض.
فأما الذين آمنوا فيعلمون أن هذه الفواتح حق من عند ربهم ولو لم يفهموا معناها ولم يدركوا مغزاها ثقة منهم بأنها صادرة من لدن حكيم عليم عمت حكمته ما خفي وما ظهر من معاني كتابه ووسع علمه كل شيء عرفه الخلق أو لم يعرفوه من أسرار تنزيله. {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} .
{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} .
ونظير ذلك أن يكون لك أصدقاء تريد أن تعرفهم أو تعرف منهم مدى صداقتهم لك فتبتليهم بأمور يزل عندها المزيفون ويظهر الصادقون.
على حد قول القائل:
وعلى حد المثل القائل: إن أخاك من واساك.
ابل الرجال إذا أردت إخاءهم ... وتوسمن فعالهم وتفقد
فإذا ظفرت بذي اللبانة والتقى ... فبه اليدين قرير عين فاشدد
ونظير ذلك أيضا أن تكون أستاذا معلما وتريد أن تقف على مدى انتباه تلاميذك ومبلغ ثقتهم فيك وفي علمك بعد أن زودتهم منك بدراسات واسعة وتعاليم واضحة فإنك تختبرهم في بعض الأوقات بكلمات فيها شيء من الإلغاز والخفاء ليظهر الذكي من الغبي والواثق بك الوامق لك من المتشكك فيك المتردد في علمك وفضلك. فأما الواثق فيك فيعرف أن تلك الألغاز والمعميات صدرت عن علم منك بها وإن لم يعلم هو تفسيرها ويعرف أن لك حكمة في إيرادها على هذه الصورة من الخلفاء وهي الاختبار والابتلاء. وأما المتشكك فيك فيقول: ماذا أراد بهذا؟ وكيف ساغ له أن يورده؟ وما مبلغ العلم الذي فيه؟ ثم ينسى تلك المعارف الواسعة الواضحة التي زودته بها من قبل ذلك وكلها من أعلام العلم وآيات الفضل.
ولا يفوتنك في هذا المقام أن تعرف أن إبتلاء الله لعباده ليس المراد منه أن يعلم سبحانه ما كان جاهلا منهم حاشاه حاشاه فقد وسع كل شيء علما. إنما المقصود منه إظهار مكنونات الخلق وإقامة الحجج عليهم من أنفسهم فلا يتهمون الله في عدله وجزائه إذا جعل من الناس أهلا لثوابه وآخرين لعقابه. {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} .
الرأي الثاني في فواتح السور أن لها معنى مقصودا معلوما. قالوا: لأن القرآن كتاب هداية والهداية لا تتحقق إلا بفهم المعنى خصوصا أننا أمرنا بتدبر القرآن والاستنباط منه وهذا لا يكون إلا إذا فهم المعنى أيضا.
غير أن أصحاب هذا الرأي تشعبت أقوالهم في بيان هذا المعنى المقصود بفواتح تلك السور فذهب بعضهم إلى أن فاتحة كل سورة اسم للسورة التي افتتحت بها واستدلوا بآثار تفيد ذلك منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يس قلب القرآن" وقوله: "من قرأ السجدة حفظ إلى أن يصبح" . ومنها اشتهار بعض السور بالتسمية بها. ثم إن ورودها في فواتح سور مختلفة بلفظ واحد ينافي كونها أسماء للسور. بل شأنها في ذلك شأن الأعلام المشتركة اشتراكا لفظيا كلفظ محمد المسمى به أشخاص كثيرون. فيضم إلى اسم كل منهم ما يميز مسماه عن غيره فيقال: محمد المصري ومحمد الشامي مثلا. وكذلك فواتح السور يقال فيها: الم البقرة والم آل عمران وحم السجدة وهلم جرا.
وبعضهم ذهب إلى أنها للحروف الهجائية التي وضعت بإزائها. وهؤلاء منهم من قال: إن المقصود من ذلك هو إفهام المخاطبين أن الذي سيتلى عليهم من الكلام الذي عجزوا عن معارضته والإتيان بمثله إنما تركب من مثل هذه الحروف التي في الفواتح وهي معروفة لهم يتخاطبون بما يدور عليها ولا يخرج عنها.
ومنهم من قال: إن المقصود منها هو الدلالة على انتهاء سورة والشروع في أخرى. ومنهم من قال: إن المقصود منها القسم بها لإظهار شرفها وفضلها إذ هي مبنى كتبه المنزلة. ومنهم من قال: إن المقصود منها بيان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية أنه ينطق بأسامي الحروف مع أنه أمي لم يقرأ ولم يكتب والمعروف أن النطق بأسامي الحروف من شأن القارئ وحده لا سبيل للأمي إلى معرفتها ولا النطق بها فإتيانه بها وترديده لها دليل مادي أمامهم على أنه لا يأتي بهذا القرآن من تلقاء نفسه إنما يتلقاه من لدن حكيم عليم.
ومنهم من قال: إن المقصود منها هو تنبيه السامعين وإيقاظهم. وذلك أن قرع السمع في أول الكلام بما يعيي النفوس فهمه أو بالأمر الغريب دافع لها أن تصغي وتتيقظ وتتأمل وتزداد إقبالا: فهي كوسائل التشويق التي تعرض في مقدمة الدرس على منهج التربية الحديثة في التعليم.
ومنهم من قال: إن المقصود منها سياسة النفوس المعرضة عن القرآن واستدراجها إلى الاستماع إليه. والمعروف أن أعداء الإسلام في صدر الدعوة كان يقول بعضهم لبعض: {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} .
فلما أنزلت السور المبدوءة بحروف الهجاء وقرع أسماعهم ما لم يألفوا التفتوا وإذا هم أمام آيات بينات استهوت قلوبهم واستمالت عقولهم فآمن من أراد الله هدايته وشارف الإيمان من شاء الله تأخيره وقامت الحجة في وجه الطغاة المكابرين وأخذت عليهم الطرق فلا عذر لهم في الدنيا ولا يوم الدين.

وقال العلامة المرحوم الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره لسورة آل عمران ما نصه:
اعلم أن القرآن كتاب سماوي. والكتب السماوية تصرح تارة وترمز تارة أخرى. والرمز والإشارة من المقاصد السامية والمعاني والمغازي الشريفة. وقديما كان ذلك في أهل الديانات ألم تر إلى اليهود الذين كانوا منتشرين في المدينة وفي بلاد الشرق أيام النبوة كيف كانوا يصطلحون فيما بينهم على أعداد الجمل المعروفة اليوم في الحروف العربية فيجعلون الألف بواحد والباء باثنين والجيم بثلاثة والدال بأربعة وهكذا مارين على الحروف الأبجدية إلى الياء بعشرة والكاف بعشرين وهكذا إلى القاف بمائة والراء بمائتين وهكذا إلى الغين بألف كما ستراه في هذا المقام.
كذلك ترى أن النصارى في إسكندرية ومصر وبلاد الروم وفي سوريا قد اتخذوا الحروف رموزا دينية معروفة فيما بينهم أيام نزول القرآن. وكانت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية في مصر. وكانوا يرمزون بلفظ إكسيس لهذه الجملة: يسوع المسيح ابن الله المخلص فالألف من إكسيس هي الحرف الأول من لفظ إيسوس يسوع.
والكاف منها هي الحرف الأول من كرستوس المسيح. والسين منها هي حرف الثاء التي تبدل منها في النطق في لفظ ثبو الله. والياء منها تدل على ايوث ابن. والسين الثانية منها تشير إلى ثوتير المخلص. ومجموع هذه الكلمات: يسوع المسيح ابن الله المخلص. ولفظ إكسيس اتفق أنه يدل على معنى سمكة فأصبحت السمكة عند هؤلاء رمزا لإلههم.
فانظر كيف انتقلوا من الأسماء إلى الرمز بالحرف ومن الرمز بالحرف إلى الرمز بحيوان دلت عليه الحروف.
قال الحبر الإنجليزي صموئيل موننج: إنه كان يوجد كثيرا في قبور رومة صور أسماك صغيرة مصنوعة من الخشب والعظم. وكان كل مسيحي يحمل سمكة إشارة للتعارف فيما بينهم ا هـ.
فإذا كان ذلك من طبائع الأمم التي أحاطت بالبلاد العربية وتغلغلت فيها ونزل
القرآن لجميع الناس من عرب وعجم كان لا بد أن يكون على منهج يلذه الأمم ويكون فيه ما يألفون
وستجد أنه لا نسبة بين الرموز التي في أوائل السور وبين الجمل عند اليهود ورموز النصارى إلا كالنسبة بين علم الرجل العاقل والصبي أو بين علم العلماء وعلم العامة. وبهذا تبين لك أن اليهود والنصارى كان لهم رموز وكانت رموز اليهود هي حروف الجمل.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مر أبو ياسر بن أخطب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو سورة البقرة: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} ثم أتى أخوه حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف فسألوه عن {الم} وقالوا: ننشدك الله الذي لا إله إلا هو أحق أنها أتتك من السماء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم كذلك نزلت)) . فقال حيي: إن كنت صادقا إني لأعلم أجل هذه الأمة من السنين. ثم قالوا: كيف ندخل في دين رجل دلت هذه الحروف بحساب الجمل على أن منتهى أجل أمته إحدى وسبعون سنة فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال حيي: فهل غير هذا؟ فقال: "نعم {المص} " . فقال حيي: هذا أكثر من الأول هذا مائة وإحدى وستون سنة فهل غير هذا؟ قال: "نعم {الر} " فقال حيي: هذا أكثر من الأولى والثانية فنحن نشهد إن كنت صادقا ما ملكت أمتك إلا مائتين وإحدى وثلاثين سنة. فهل غير هذا؟ فقال: "نعم {المر} " . قال حيي: فنحن نشهد أنا من الذين لا يؤمنون ولا ندري بأي أقوالك نأخذ. فقال أبو ياسر: أما أنا فأشهد على أن أنبياءنا قد أخبرونا عن ملك هذه الأمة ولم يبينوا أنها كم تكون؟ فإن كان محمد صادقا فيما يقول إني لأراه سيجتمع له هذا كله. فقام اليهود وقالوا اشتبه علينا أمرك كله فلا ندري أبالقليل نأخذ أم بالكثير؟
فبهذا تعرف أيها الذكي أن الجمل كانت للتعارف عند اليهود وهو نوع من
الرموز الحرفية فكانت هذه الحروف لا بد من نزولها في القرآن ليأخذ الناس في فهمها كل مذهب ويتصرف الفكر فيها.
ولأقتصر لك مما قرأته على ثلاث طرائق فيما ترمز إليه هذه الحروف:
الطريقة الأولى: أن تكون هذه الحروف مقتطعات من أسماء الله كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الألف آلاء الله واللام لطفه والميم ملكه. وعنه أن آلر وحم ون مجموعها الرحمن. وعنه أن آلم معناه أنا الله أعلم ونحو ذلك في سائر الفواتح. وعنه أن الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد أي القرآن منزل من الله بلسان جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام. أقول: إنما أراد ابن عباس بذلك أن تكون الحروف مذكرة بالله عز وجل في أكثر الأحوال وذكر الله أجل شيء. ويرجع الأمر إلى أنها أسماء مرموز لها بالحروف كما تقدم عن الأمم السالفة من النصارى في اسكندرية ورومة. ولكن لا بد أن يكون هناك ما هو أعلى وأجل.
الطريقة الثانية: أن هذه الحروف من أعجب المعجزات والدلالات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا مما ترضاه النفوس. ألا ترى أن حروف الهجاء لا ينطق بها إلا من تعلم القراءة.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي قد نطق بها. والذي في أول السور أربعة عشر حرفا منها وهي كلها ثمانية وعشرون حرفا إن لم تعد الألف حرفا برأسه فالأربعة عشر نصفها. وقد جاءت في تسع وعشرين سورة وهي عدد الحروف الهجائية إذا عدت فيها الألف.
وقد جاءت من الحروف المهموسة العشرة وهي فحثه شخص سكت بنصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف.

ومعلوم أن الحروف إما مهموسة أي يضعف الاعتماد عليها وهي ما تقدم وإما مجهورة وهي ثمانية عشر نصفها وهو تسعة ذكرت في فواتح السور ويجمعها "لن يقطع أمر".
والحروف الشديدة ثمانية وهي أجدت طبقك أربعة منها في الفواتح وهي "أقطك".
والحروف الرخوة عشرون وهي الباقية نصفها عشرة وهي في هذه الفواتح. يجمعها "حمس على نصره".
والحروف المطبقة أربعة الصاد والضاد والطاء والظاء. وفي الفواتح نصفها: الصاد والطاء.
وبقية الحروف وهي أربعة وعشرون حرفا تسمى منفتحة نصفها وهو اثنا عشر في الفواتح المذكورة.
فانظر كيف أتى في هذه الفواتح بنصف الحروف الهجائية إن لم تعد الألف وجعلها في تسع وعشرون سورة عدد الحروف وفيها الألف؟ وكيف أتى بنصف المهموسة ونصف المجهورة ونصف الشديدة ونصف الرخوة ونصف المطبقة ونصف المنفتحة؟.
ولقد ذكرت لك قلا من كثر مما ذكره العلماء في هذا المقام ولا أطيل عليك خيفة السآمة والملل وكفاك ما أمليته عليك في هذه الطريقة الثانية لتعرف كيف أتى بهذه الأوصاف؟ وكيف وضعت الحروف على هذا النظام؟.
وإني موقن أن المتعلم لو طلب منه أن يأتي بهذه الحروف منصفة على هذا الوجه ما استطاع إلى ذلك سبيلا فإنه إن راعى نصف الحروف المطبقة فكيف يراعي الحروف الشديدة؟ وكيف يراعي نصف المجهورة في نفس العدد؟.
إن ذلك دلائل على صدق صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم. ففائدة هذا الوجه أهم من الوجه الأول فالأول فائدته تذكير الإنسان بأسماء الله تعالى. وأما الوجه الثاني ففيه إعجاز للعقول وحيرة. فيقال: كيف تنصف الحروف الهجائية وتنصف أنواعها من مهموسة
وشديدة الخ.
وهذه الأنواع لم يدرسها أحد في العالم أيام النبوة. ثم لما ظهرت تلك الدراسات وافقت تلك الحروف بأنصافها.

إن ذلك ليعطي العقول مثلا من الغرابة الدالة على أن هذا لا يقدر عليه المتعلمون فإذا هو من الوحي. وهذا الوجه على قوته يفضله ما بعده.
الطريقة الثالثة: أن الله تعالى خلق العالم منظما محكما متناسقا متناسبا. والكتاب السماوي إذا جاء مطابقا لنظامه موافقا لإبداعه سائرا على منهاجه دل ذلك على أنه من عنده. وإذا جاء الكتاب السماوي مخالفا لنهجه منافرا لفعله منحرفا عن سننه كان ذلك الكتاب مصطنعا مفتعلا منقولا مكذوبا {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} .
والعالم المشاهد فيه عدد الثمانية والعشرين. وذلك فيما يأتي:
1- مفاصل اليدين في كل يد أربعة عشر.
2- خرزات عمود ظهر الإنسان منها أربع عشرة في أسفل الصلب وأربع عشرة في أعلاه.
3- خرزات العمود التي في أصلاب الحيوانات التامة الخلقة كالبقر والجمال والحمير والسباع وسائر الحيوانات التي تلد أولادها منها أربع عشرة في مؤخر الصلب وأربع عشرة في مؤخر البدن.
4- عدد الريشات التي في أجنحة الطير المعتمدة عليها في الطيران أربع عشرة ريشة ظاهرة في كل جناح.
5- عدد الخرزات التي في أذناب الحيوانات الطويلة الأذناب كالبقر والسباع.
6- عمود صلب الحيوانات الطويلة الخلقة كالسمك والحيات وبعض الحشرات.
7- عدد الحروف التي في لغة العرب التي هي أتم اللغات ثمان وعشرون حرفا.
منها أربعة عشرة يدغم فيها لام التعريف وهي: ت ث د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ل ن. وأربعة عشر لا تدغم اللام فيها وهي: أ ب ج ح خ ع غ ف ق ك م ه و ي.
8- والحروف التي تخط بالقلم قسمان: منها أربعة عشر معلمة بالنقط وهي: ب ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن وأربعة عشر غير معلمة وهي: ا ح د ر س ص ط ع ك و ه ل م لا. وهذا الحرف هو الألف التي هي من حروف العلة. أما الأولى فهي الهمزة. فهذه أربعة عشر حرفا. وبقيت الياء وهي تنقط في وسط الكلمة ولا تنقط في آخرها. فأصبحت الحروف المعلمة أربعة عشر وغير المعلمة أربع عشر والحرف التاسع والعشرون معلم وغير معلم لتكون القسمة عادلة.
والفضل في هذا العدل للحكيم الذي وضع حروف الهجاء العربية فإنه كان حكيما والحكيم هو الذي يتشبه بالله بقدر الطاقة البشرية.
وهذا جعل ثمانية وعشرين حرفا مقسمة قسمين كل منها أربعة عشر كما في مفاصل اليدين وفقرات بعض الحيوانات.

9- منازل القمر ثمان وعشرون منزلة في البروج الشمالية أربع عشرة وفي الجنوبية أربع عشرة. فهذا يفيد أن الموجودات التي عددها ثمانية وعشرون تكون قسمين كل منهما أربعة عشر. فهكذا هنا في القرآن جاءت الحروف العربية مقسمة قسمين قسم منهما أربعة عشر منطوق به في أوائل السور وقسم منهما أربعة عشر غير منطوق به في أوائلها. وكأنه تعالى يقول أي عبادي إن منازل القمر ثمان وعشرون وهي قسمان ومفاصل الكف ثمانية وعشرون وهي قسمان وهكذا.
والحروف التي تدغم في حرف التعريف والتي هي معلمة كل منها أربعة عشر. وضدها أربعة عشر فلتعلموا أن هذا القرآن هو تنزيل مني لأني نظمت حروفه على هذا النمط الذي أخترته في صنع المنازل والأجسام الإنسانية والأجسام الحيوانية ونظام الحروف الهجائية فمن أين لبشر كمحمد أو غيره
.
أن ينظم هذا النظام ويجعل هذه الأعداد موافقة للنظام الذي وضعته والسنن الذي رسمته والنهج الذي سلكته؟ إن القرآن تنزيل مني وقد وضعت هذه الحروف في أوائل السور لتستخرجوا منها ذلك فتعلموا أني ما خلقت السموات والأرض وما بينهما باطلا بل جعلت النظام في العالم وفي الوحي متناسبا. وهذا الكتاب سيبقى إلى آخر الزمان ولغته ستبقى معه إلى آخر الأجيال. إن اللغات متغيرة وليس في العالم لغة تبقى غير متغيرة إلا التي حافظ عليها دين. وهل غير اللغة العربية حافظ عليها دين؟.
هذا ولا يخفى عليك أن ذاك الرأي الثاني في فواتح السور أبلغ في نقض الشبهة من الرأي الأول لأنه ينفي ما زعموه من أساس الاتهام وهو أنه ليس لهذه الفواتح معنى مفهوم ويقرر أن معانيها مفهومة على ما تبين في تلك الوجوه السابقة. وإذا كان بعض الناس لا يفهم تلك المعاني فليس ذلك عيبا في القرآن إنما هو عيب في استعداد بعض أفراد الإنسان. وكتاب الله خوطب به الخواص كما خوطب به العوام فلا بدع أن يكون فيه ألفاظ لا يفهمها إلا الخاصة دون العامة.
وعلى كلا هذين الرأيين يتضح لك أن اشتمال القرآن على هذه الألفاظ ليس من قبيل اشتماله على لغو الكلام أو إظهار القرآن بمظهر عميق مخيف ولا يفهم منه أنها رموز للمصاحف ألحقها مرور الزمن بالقرآن إلى غير ذلك من الهذيان. بل ثبوت هذه الفواتح لا يقدح في كون القرآن من عند الله سواء أفادت معنى ظاهرا أم لم تفد على ما بيناه من حكمة الله البالغة في إيرادها. والله هو الحكيم العليم.

الشبهة السادسة
...
الشبهة السادسة
يقولون: إن القرآن في قسمه المكي قد خلا من الأدلة والبراهين بخلاف قسمه المدني فإنه مليء بالأدلة مدعم بالحجة وهذا برهان جديد على تأثر القرآن بالوسط الذي كان فيه محمد.
وننقض شبهتهم:
أولا: بما أسلفنا من أن القرآن لو كان نتيجة تأثر محمد بالوسط الذي يعيش فيه لكان الوسط أولى بتوجيه هذا المطعن عليه ولكان أعرف بهذا النقض فيه فيظفر عليه ويدخل إلى إبطال دعوته من هذا الباب الواسع لا سيما أن الرسول في مكة والمدينة كان له أعداء ألداء ليس لعداوتهم دواء.

ثانيا: أنه لو صح هذا لبطلت نبوته ولصح أن تكون النبوة لهم باعتبار أنهم مصدرها وأنهم أساتذته فيها. وهذا النقض يقال في رد شبهاتهم الماضية الساقطة التي تدل على فساد فطرتهم وعلى مقدار تبجحهم وتجنبهم على الحقيقة والتاريخ والاستخفاف بعقول الناس.
ثالثا: أن كذبهم في هذه الشبهة صريح مكشوف لأن القسم المكي حافل بأقوى الأدلة وأعظم الحجج على عقيدة الإسلام في الإلهيات والنبوات والسمعيات. استمع إليه في سورة المؤمنون المكية وهو يرفع قواعد التوحيد ويزلزل بنيان الشرك إذ يقول: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
وإذ يقول في سورة الأنبياء المكية: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ. هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} .
وأنصت إليه في سورة العنكبوت المكية وهو يدلل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ. بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ. وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
وتدبر حجته التي أقامها لتقرير اقتداره على البعث بعد الموت في قوله سبحانه من سورة ق المكية: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ, وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ, رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} وقوله فيها أيضا: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} .

وانظر إليه يقيم الدليل العقلي على البعث والجزاء في سورة المؤمنون المكية إذ يقول: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} وفي سورة السجدة إذ يقول: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا} الخ.
وفي سورة الجاثية المكية إذ يقول: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ. وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .

وتأمل مناقشته ونقضه بالحجة أوهام المشركين في احتجاجهم لأباطيلهم بالمشيئة الإلهية إذ يقول في سورة الأنعام المكية: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ. قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} . إلى غير ذلك من أدلة ساطعة وبراهين بارعة لا تكاد تخلو منها سورة من السور المكية. ولكن القوم استحبوا العمى على الهدى فاستمرؤوا هذا الكذب والافتراء. نسأل الله أن يكفينا شر الفتنة وأن يثبتنا على الحق فإن قلوب الخلق بيديه والأمر كله منه وإليه. {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ. وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ). [مناهل العرفان:؟؟]


الساعة الآن 03:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة