جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   قواعد الأسماء والصفات (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=1062)
-   -   مراتب إحصاء أسماء الله تعالى (http://jamharah.net/showthread.php?t=26412)

جمهرة علوم العقيدة 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م 09:18 AM

مراتب إحصاء أسماء الله تعالى
 
مراتب إحصاء أسماء الله تعالى


جمهرة علوم العقيدة 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م 09:52 PM

العلم بأسماء الله وإحصاؤها أصل للعلم بكل معلوم

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[السادسَ عشرَ]: (إحصاءُ الأسماءِ الْحُسنى والعلْمُ بها أصلٌ للعلْمِ بكلِّ معلومٍ، فإنَّ المعلوماتِ سِواهُ إمَّا أن تكونَ خَلْقاً لهُ تعالى أوْ أَمْراً، إما علمٌ بما كَوَّنَهُ أوْ عِلْمٌ بما شَرَعَهُ.
ومَصْدَرُ الخلْقِ والأمْرِ عنْ أسمائِهِ الْحُسْنَى، وهما مُرْتَبِطانِ بها ارتباطَ المقتضَى بمقْتَضِيهِ. فالأمرُ كلُّهُ مَصدرُهُ عنْ أسمائِهِ الْحُسْنَى، وهذا كلُّهُ حَسَنٌ لا يَخْرُجُ عنْ مَصالِحِ العِبادِ والرأفةِ والرحمةِ بهم، والإحسانِ إليهم بتكميلِهم بما أَمَرَهم بهِ ونَهاهُمْ عنهُ، فأمْرُهُ كلُّهُ مَصلحةٌ وحِكمةٌ ورحمةٌ ولُطْفٌ وإحسانٌ؛ إذ مَصْدَرُهُ أسماؤُهُ الْحُسْنَى، وفِعْلُهُ كلُّهُ لا يَخْرُجُ عن العَدْلِ والحكمةِ والمصلَحَةِ والرحمةِ؛ إذ مَصدرُهُ أسماؤُهُ الْحُسْنَى، فلا تَفاوُتَ في خَلْقِهِ ولا عَبَثَ، ولم يَخْلُقْ خَلْقَهُ باطِلاً، ولا سُدًى ولا عَبَثاً.
وكما أنَّ كلَّ مَوجودٍ سِواهُ فبِإيجادِهِ، فوُجودُ مَنْ سِواهُ تابعٌ لوُجودِهِ تَبَعَ المفعولِ المخلوقِ لخالقِهِ، فكذلكَ العلْمُ بها أَصْلٌ للعلْمِ بكلِّ ما سِواهُ، فالعلْمُ بأسمائِهِ وإحصاؤُها أَصْلٌ لسائرِ العلومِ، فمَنْ أَحْصَى أسماءَهُ كما يَنبغِي للمخلوقِ أَحْصَى جميعَ العلومِ؛ إذ إِحصاءُ أسمائِهِ أصْلٌ لإحصاءِ كلِّ معلومٍ؛ لأنَّ المعلوماتِ هيَ مِنْ مُقتضاها ومُرتبطةٌ بها.
وَتَأَمَّلْ صدورَ الخلْقِ والأمرِ عنْ عِلْمِهِ وحِكمتِهِ تعالى، ولهذا لا تَجِدُ فيها خَلَلاً ولا تَفاوُتاً؛ لأن الخلَلَ الواقعَ فيما يَأمُرُ بهِ العبدُ أوْ يَفعلُهُ إمَّا أن يكونَ لِجَهْلِهِ بهِ أوْ لعَدَمِ حِكمتِهِ. وأمَّا الربُّ تعالى فهوَ العليمُ الحكيمُ فلا يَلْحَقُ فِعْلَهُ ولا أَمْرَهُ خللٌ ولا تَفاوُتٌ ولا تَناقُضٌ)([46]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([46]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 163).

جمهرة علوم العقيدة 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م 09:53 PM

مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[السابعَ عشرَ]: (في بيانِ مَراتبِ إحصاءِ أسمائِهِ التي مَنْ أَحصاهَا دَخَلَ الجنَّةَ، وهذا هوَ قُطْبُ السعادةِ ومَدارُ النجاةِ والفلاحِ:
الْمَرتبةُ الأُولَى: إحصاءُ ألفاظِها وعَدَدِها.
الْمَرتبةُ الثانيَةُ: فَهْمُ مَعانِيهَا ومَدلولِها.
المرتبةُ الثالثةُ: دُعاؤُهُ بها كما قالَ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: 180] وهوَ مَرتبتانِ:
- إحداهما: دُعاءُ ثناءٍ وعِبادةٍ.
- والثاني: دُعاءُ طَلَبٍ ومسألةٍ.
فلا يُثْنَى عليهِ إلاَّ بأسمائِهِ الْحُسْنَى وصفاتِهِ العُلَى، وكذلكَ لا يُسألُ إلاَّ بها، فلا يُقالُ: يا موجودُ أوْ يَا شيءُ أوْ يا ذاتُ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي، بلْ يُسأَلُ في كلِّ مطلوبٍ باسمٍ يكونُ مُقْتَضِياً لذلكَ المطلوبِ، فيكونُ السائلُ مُتَوَسِّلاً إليهِ بذلكَ الاسمِ؛ ومَنْ تَأَمَّلَ أَدعيَةَ الرسُلِ - ولا سِيَّما خاتَمُهم وإمامُهم - وَجَدَها مُطابِقَةً لهذا.
وهذه العبارةُ أَوْلَى مِنْ عبارةِ مَنْ قالَ: يَتَخَلَّقُ بأسماءِ اللهِ؛ فإنَّها ليستْ بعبارةٍ سَديدةٍ، وهيَ مُنْتَزَعَةٌ مِنْ قولِ الفَلاسفةِ بالتَّشَبُّهِ بالإلهِ على قَدْرِ الطاقةِ.
وأَحْسَنُ منها عبارةُ أبي الحكَمِ بنِ بَرهانَ وهيَ: التعَبُّدُ.
وأحسَنُ منها العِبارةُ المطابِقَةُ للقرآنِ وهيَ: الدُّعاءُ، المتضمِّنُ للتَّعَبُّدِ والسُّؤالِ.
فمَراتبُها أربعةٌ:
- أشَدُّها إنكاراً عبارةُ الفلاسفةِ وهيَ التَّشَبُّهُ.
- وأحسَنُ منها عبارةُ مَنْ قالَ: التخَلُّقُ.
- وأحسَنُ منها عِبارةُ مَنْ قالَ: التعَبُّدُ.
- وأَحْسَنُ مِن الجميعِ الدعاءُ ، وهيَ لفظُ القرآنِ)([47]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([47]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 164).


الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة