جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   منتدى جمهرة التفاسير (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=660)
-   -   مسائل كتاب تفسير سورة الفاتحة (http://jamharah.net/showthread.php?t=26471)

جمهرة التفاسير 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م 02:46 PM

18. متى يقول المأموم: "آمين" ؟
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (18. متى يقول المأموم: "آمين" ؟
قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»
والحديثان في الصحيحين، وقد تقدّم ذكرهما، ويدلّ لذلك عمل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان.
ويكون معنى قوله صلى الله عليه وسلّم: ((إذا أمّن….)) أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، وهو كما قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنه ما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء.
وهذا قول جمهور أهل العلم، يقولون إنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه.
قال أبو سليمان الخطابي: (وقوله: ((إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين)) معناه قولوا مع الإمام حتى يقع تأمينكم وتأمينه معاً، فأما قوله: ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) فإنّه لا يخالفه ولا يدل على أنهم يؤخرونه عن وقت تأمينه، وإنما هو كقول القائل: "إذا رحل الأمير فارحلوا" يريد إذا أخذ الأمير في الرحيل فتهيأوا للارتحال؛ ليكون رحيلكم مع رحيله، وبيان هذا في الحديث الآخر: ((إن الإمام يقول: "آمين" والملائكة تقول: "آمين" فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ فأحب أن يجتمع التأمينان في وقت واحد رجاء المغفرة)ا.هـ.
وقال النووي: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) فمعناه إذا أراد التأمين، قال أصحابنا: وليس في الصلاة موضع يستحب أن يقترن قول المأموم بقول الإمام إلا في قوله: "آمين"، وأما في الأقوال الباقية فيتأخر قول المأموم)ا.هـ.
قلت: يريد فيما يجهر فيه الإمام من الأقوال.
وقال ابن رجب: (ويكون تأمين المأمومين مع تأمين الإمام، لا قبله ولا بعده عند أصحابنا وأصحاب الشافعي، وقالوا: لا يستحب للمأموم مقارنة إمامه في شيء غير هذا، فإن الكل يؤمنون على دعاء الفاتحة، والملائكة يؤمّنون أيضاً على هذا الدعاء، فيشرع المقارنة بالتأمين للإمام والمأموم، ليقارن ذلك تأمين الملائكة في السماء؛ بدليل قوله في رواية معمر: ((فإن الملائكة تقول: آمين، والإمام يقول: آمين)) ، فعلل باقتران تأمين الإمام والملائكة، ويكون معنى قوله ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) أي: إذا شرع في التأمين، أو أراده)ا.هـ.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.
قال ابن رجب: (وورد أثر يدل على تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام، من رواية ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن عتاب العدوي، قال: صليت مع أبي بكر وعمر والأئمة بعدهما، فكان إذا فرغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب فقال: {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوته، ثم أنصت، وقال من خلفه: آمين، حتى يرجع الناس بها، ثم يستفتح القراءة، إسناده ضعيف)ا.هـ). [تفسير سورة الفاتحة:295 - 297]

جمهرة التفاسير 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م 02:48 PM

19. حكم من نسي قول آمين
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (19. حكم من نسي قول آمين
من نسي قول "آمين" أو فاته التأمين مع المأمومين لاشتغاله بعطاس أو تثاؤب أو ألم عارض أو غير ذلك؛ ففي تأمينه بعد ذلك أقوال لأهل العلم:
القول الأول: يؤمّن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، وهو قول عند الشافعية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والقول الثاني: يؤمّن ما لم يركع، وهو قول عند الشافعية؛ ذكره الماوردي والنووي.
والقول الثالث: لا يؤمّن إذا فاته التأمين مع المأمومين ولو لم يشرع الإمام في القراءة؛ لأنّه ذكر مستحبّ مؤقّت بوقت، فلا يقال بعد فوات وقته، وهو أظهر الأقوال عند الشافعية، وقال النووي: (وهو ظاهر نصّ الشافعي).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا ترك التأمين في موضعه لم يأتِ به بعد ذلك, مثل أن يأخذ في قراءة السورة حتى يشرع في القراءة, فقد فات في محله فلا يعيده, وإن ذكر قبل أن يطول الفصل أتى به؛ لأن محله باقٍ, ولا يجب عليه سجود السهو, نص عليه؛ لأنه دعاء لا يتميز بفعل فلم يشرع له سجود السهو، كالتعوذ من أربع في التشهد).
ولا أعلم خلافاً في أنّه لا سجود على من ترك التأمين.
قال ابن جريج: قلت لعطاء: نسيت آمين قال: «لا تعد، ولا تسجد السهو» رواه عبد الرزاق). [تفسير سورة الفاتحة:297 - 298]

جمهرة التفاسير 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م 02:50 PM

20. حكم قول "آمين ربّ العالمين"
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (20. حكم قول "آمين ربّ العالمين"
قال السيوطي: (أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين).
وهذا مرسل عن عطاء، ولم أقف على إسناده إلى عطاء، ولا يصحّ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يظهر من أقوال بعض الفقهاء أنّ هذه العبارة اشتهرت؛ فكان بعضهم يزيدها في آمين، فيقول في التأمين: "آمين ربّ العالمين".
ولذلك اختلف الفقهاء فيها؛ فقال الشافعي في الأمّ: (ولو قال مع: آمين رب العالمين، وغير ذلك من ذكر الله كان حسنا، لا يقطع الصلاة شيء من ذكر الله)ا.هـ.
وقال ابن تيمية: (فإن قال: آمين رب العالمين؛ فقال القاضي والآمدي وغيرهما: قياس قول أحمد أنه غير مستحب، كما لم يستحب الزيادة على تكبيرة الافتتاح, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» وهو صلى الله عليه وسلم إنما قال: "آمين" من غير زيادة)ا.هـ.
وقال ابن مفلح: (وإن قال: "آمين ربّ العالمين" فقياس قول أحمد لا يستحبّ).
وقال ابن رجب: (ولا يستحب أن يصل آمين بذكر آخر، مثل أن يقول: "آمين رب العالمين"؛ لأنه لم تأت به السنة، هذا قول أصحابنا)ا.هـ.

تمّ تفسير سورة الفاتحة ، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وأستغفر الله وأتوب إليه، وأسأله العفو والتجاوز عن الخطأ والتقصير، وأن يمنّ بالقبول إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين). [تفسير سورة الفاتحة:298 - 299]


الساعة الآن 11:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة