تفاسير القرن السادس الهجري
تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انشقّت * وأذنت لربّها وحقّت * وإذا الأرض مدّت * وألقت ما فيها وتخلّت * وأذنت لربّها وحقّت * يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحًا فملاقيه * فأمّا من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا * وينقلب إلى أهله مسرورًا * وأمّا من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورًا * ويصلى سعيرًا * إنّه كان في أهله مسرورًا * إنّه ظنّ أن لّن يحور * بلى إنّ ربّه كان به بصيرًا}.
هذه أوصاف يوم القيامة.
و(انشقاق السّماء) هو تفطّرها لهول يوم القيامة، كما قال تعالى: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ}.
وقال الفرّاء، والزّجّاج، وغيرهما: هو تشقّقها بالغمام. وقال قومٌ: تشقّقها هو تفتّحها أبواباً لنزول الملائكة وصعودهم في هول يوم القيامة.
وقرأ أبو عمرٍو: (انشقّت) يقف على التاء كأنه يشمّها شيئاً من الجرّ، وكذلك في أخواتها. قال أبو حاتمٍ: وسمعت أعرابيًّا فصيحاً في بلاد قيسٍ يكسر هذه التّاءات، وهي لغةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 567]
تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أذنت} معناه: استمعت وسمعت أمره ونهيه، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أذن اللّه لشيءٍ أذنه لنبيٍّ يتغنّى بالقرآن». ومنه قول الشاعر:
صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به ....... وإذا ذكرت بسوءٍ عندهم أذنوا
وقوله تعالى: {وحقّت} قال ابن عبّاسٍ، وابن جبيرٍ: معناه: وحقّ لها أن تسمع وتطيع. ويحتمل أن يريد: وحقّ لها أن تشقّق؛ لشدّة الهول وخوف اللّه تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 567-568]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(مدّ الأرض): هو إزالة جبالها حتى لا يبقى فيها عوجٌ ولا أمتٌ، فذلك مدّها، وفي الحديث: «إنّ اللّه تعالى يمدّ الأرض يوم القيامة مدّ الأديم العكاظيّ»). [المحرر الوجيز: 8/ 568]
تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{ألقت ما فيها} يريد: من الموتى. قاله الجمهور. وقال الزّجّاج: من الكنوز. وهذا ضعيفٌ؛ لأنّ ذلك يكون وقت خروج الدجّال، وإنما تلقي يوم القيامة الموتى.
و{تخلّت} معناه: خلت عمّا كان فيها، أي: لم تتمسّك منهم بشيءٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 568]
تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}