شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (32- الخبير: هو العالم بكنه الشيء. المطلع على حقيقته كقوله تعالى: {فاسأل به خبيرا} [الفرقان: 59]. يقال فلان بهذا الأمر خبير؛ وله به خبر، وهو أخبر به من فلان؛ أي: أعلم. إلا أن الخبر في صفة المخلوقين إنما يستعمل في نوع العلم الذي يدخله الاختبار، ويتوصل إليه بالامتحان، والاجتهاد، دون النوع المعلوم ببدائه العقول.
وعلم الله سبحانه سواء فيما غمض من الأشياء و فيما لطف، وفيما تجلى به منه وظهر. وإنما تختلف مدارك علوم الآدميين الذين يتوصلون إليها بمقدمات من حس، وبمعاناة من نظر، وفكر؛ ولذلك قيل لهم: ليس الخبر كالمعاينة، وتعالى الله عن هذه الصفات علوًا كبيرًا). [شأن الدعاء : 62]