7- "ألف" الضمير
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"ألف الضمير" تكون في الأفعال دون الأسماء، نحو قولك: الزيدان قاما، و: العمران قعدا، و"ألف الضمير" تبنى على "ألف الإعراب"، لأن الأسماء قبل الأفعال، وذلك أنها لا تستغني عن الأسماء، يقولون: رجلان في الدار، ويقولون: الله ربنا ومحمد نبينا، فاستغنى الاسم عن الفعل، وهم إذا قالوا: قاما وقعدا، لم يستغن الاسم عن الفعل مضمرًا أو مظهرًا). [المحلى: 211 ]
8- "ألف" الخروج
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف الخروج" والترنم فلا يكون إلا في رءوس الآي أو عند القوافي، وإنما فعلوا ذلك لبعد الصوت، من ذلك قوله: {وتظنون بالله الظنونا}، ومثله: {فأضلونا السبيلا}.
قال جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابا ..... وقولي إن أصبت: لقد أصابا
و"الباء" لا يلزمه الإعراب إذا كان في أوله "ألف" و"لام"، ولكنه إنما دخله للترنم وبعد الصوت.
قال الشاعر:
كرهت على المواصلة العتابا ..... وأمسى الشيب قد ورث الشبابا
ومثله كثير). [المحلى: 212 ]
9- "الألف" التي تكون عوضًا من "النون" الخفيفة
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "الألف" التي تكون عوضًا من "النون" الخفيفة، تقول: يا زيدُ اضربا، ولا تتحول "النون" الخفيفة "ألفًا" إلا عند الوقف عليها، كقوله تبارك وتعالى: {ليسجنن وليكونًا من الصاغرين}، وقالت ليلى الأخيلية:
تساور سوارًا إلى المجد والعلا ..... وأقسم حقًا إن فعلت ليفعلا
وقال العجاج:
يحسبه الجاهل ما لم يعلما ..... شيخًا على كرسيه معممًا
أراد: ما لم يعلمن، و: ليفعلن، فقلب "النون" "ألفًا" عند الوقف.
وقال الفرزدق:
نبتم نبات الخيزرانة في الثرى .... حديثًا متى ما جاءني الخير ينفعا
وقال آخر:
اضرب عنك الهموم طارقها ..... ضربك بالسوط قونس الفرس.
كأنه أراد: اضربن، فأسقط "النون" لثقله وترك "الباء" مفتوحًا.
وزعموا أن قول الله تبارك وتعالى: {ألقيا في جهنم}، معناه: ألقين، للواحد "بالنون".
ومثله قول الشاعر:
يا هند ما أسرع ما تسعسا .... فقلت: يا هناد لومًا أو دعا
أي: لومن أو دعن، للواحد.
ومثله قول امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل ..... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
معناه: قفن، والله أعلم). [المحلى: 213 - 215]
10- "ألف" النفس
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"ألف النفس" مفتوحة أبدًا، نحو قولك: أنا أضرب، أنا أخرج، أنا أكتب، لأنك تقول: يضرب ويخرج ويكتب.
وتقول في الماضي: اكتتب، انتسخت، فانكسرت "الألف" لأنها صارت "ألف الوصل"، وتقول في المستقبل: أكتتب، أنتسخ، فتح "الألف" لأنها "ألف النفس".
وما كان "ياء" «يفعل» فيه مضمومة، "فألف النفس" منها مضمومة، تقول من ذلك: أنا أكرمُ، أنا أرسل، أنا أنفق، أنا أعطي، ضممت "الألف" لأنها "ألف النفس"، ولأن "ياء" «يفعل» من هذه الأفعال مضمومة، تقول: يُكرم ويعطي ويرسل وينفق). [المحلى: 215 ]
11- "ألف" التأنيث
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التأنيث" فمثل: حمراء وصفراء وخضراء، ألحقت في آخر المؤنث ما كان في أول المذكر ليبلغ بنات الأربع، والمذكر أخضر وأحمر وأصفر). [المحلى: 216 ]
12- "ألف" التعريف
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التعريف" فمثل قولك: النساء والمرأة والرجل والفرس، وسمي "ألف التعريف" لأنك تدخله مع "اللام" في أول اسم النكرة، فيصير ذلك الاسم معرفة).[المحلى: 216 ]
13- "ألف" الجيئة
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف الجيئة" فيكون مقصورًا "بهمزة"، تقول: أتيتك، أي: جئتك، قصرت "الألف بهمزة"، قال الله جل ذكره: {إن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها}، أي: جئنا بها، وقد قرش هذا الحرف «آتينا بها»، أي: جازينا، ومثله قوله: {وكلٌ أتوه داخرين}، أي: جاءوه). [المحلى: 217 ]
14- "ألف" العطية
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"ألف العطية" ممدودة، تقول: آتيتك مالًا، أي: أعطيتك مالًا، قال الله جل وعز: {ولقد آتينا موسى الكتاب}، أي: أعطينا، وكذلك قوله: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}، وما كان من نحو هذا، فصارت "ألف الجيئة" مقصورة، و"ألف العطية" ممدودة). [المحلى: 217 ]
15- "الألف" التي تكون بدلًا من "الواو"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الألف" التي تكون بدلًا من "الواو" قول الله جل ذكره: {وإذا الرسل أقتت}، أصله: «وقتت» من الوقت). [المحلى: 218 ]
16- "ألف" التوبيخ
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التوبيخ" فمثل قوله: {أأذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}، كما تقول لمن توبخه بفعله: أأهلكت نفسك، أأفسدت عليك).[المحلى: 218 ]
17- "الألف" التي تكون مع "اللام" بمنزلة حرف واحد لا يفرق بينهما
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "الألف" التي تكون مع "اللام" بمنزلة حرف واحد لا يفرق بينهما، وربما قطعت في الوصل كما قطعت في الابتداء، قال الشاعر:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا ..... ألقدر ينزلها بغير جمال
قطع "الألف" وهو من الوصل.
ومثله قول حسان:
لتسمعن وشيكًا في دياركم ..... ألله أكبرُ يا ثارات عُثمانا
والدليل على أنه لا يفرق بين "الألف" و"اللام" في اسم الله جل وعز أنك تقول: يا ألله، ولا يجوز أن تقول: يا أللرجل. وإنما قطعت هذه "الألف" على الأصل، كما قرأت القراء: {الم الله لا إله هو الحي القيوم} ). [المحلى: 219 ]
18- "ألف" الإقحام
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف الإقحام" قولهم للعقرب: عقراب، قال الله جل وعز: {وكذبوا بآياتنا كذابًا}.
قال الشاعر:
أعوذ بالله من العقراب ..... الشائلات عقد الأذناب).
[المحلى: 220 ]
19- "ألف" الإلحاق
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف الإلحاق" التي تلحق به "الواو"، وتسمى "ألف الوصل"، وإنما أثبتوا هذه "الألف" بعد "الواو" لأنهم عافوا أن يلحق لما بعده من الكلام، فيتوهم أنه منه، نحو قولهم في «كفر»: كفروا، و «فعل»: فعلوا، و «أورد»: أوردوا، و «نزل»: نزلوا، وأشباه ذلك، فميزت "الواو" لما قبلها "ألف الوصل"، وألحقوا هذه "الألف" في مثل: يدعوا، يغزوا، عيافة مما أخبرتك فافهم). [المحلى: 220 ]
20- "ألف" التعجب
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التعجب"، قولهم: أكرم بزيدٍ وأظرف بعمروٍ، و: ما أكرم زيدًا، وما أظرف عمرًا، قال الله جل وعز: {أسمع بهم وأبصر}، أي: ما أسمعهم وأبصرهم.
قال الشاعر:
أكرم بقومٍ بطون الطير قبرهم .... لم يخلطوا دينهم كفرًا وطغيانا
أي: ما أكرم قومًا هذه حالهم.
ويقال: إن قول الله عز وجل حكاية عن الكفار: {أئذا كنا ترابًا وآباؤنا أئنا لمخرجون}، إن هذه "الألف" "ألف التعجب"، لأن الكفار لا تستفهم). [المحلى: 221 ]
21- "ألف" التقرير
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التقرير"، كقول الرجل لغلامه، إذا أبلغ عنه شيئًا يعلم أنه لم يفعله: أأنت فعلت كذا وكذا، يقرره، ومثله قوله الله تعالى: {يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}، فهذه "ألف التقرير"، وقد علم الله تعالى أن المسيح لم يقل للناس ما قالوا فيه).[المحلى: 221 ]
22- "ألف" التحقيق والإيجاب
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التحقيق والإيجاب"، قول الرجل للرجل: أأنت فعلت كذا وكذا؟ أأنت قلت كذا وكذا؟ وقد علم أنه قد فعل، فهو كأنه يستخبره، بمعنى أوجب عليه ذلك، ومنه قول الله تبارك وتعالى تخبيرًا عن ملائكته حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها}، معناهم معنى الإيجاب، أي: سيجعل، والله عز وجل لا يستخبر.
ومنه قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ..... وأندى العالمين بطون راح
قوله: «ألستم» تحقيق أوجب عليهم بفعلهم، بمعنى أنهم خير من ركب المطايا، ولو كان استفهامًا لم يكن مدحًا، ولكان قريبًا من الهجاء، ولم يعط جرير بقوله مائة ناقة برعاتها.
وقالوا في قول الله جل وعز: {سواءٌ عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم}، وهذه "الألف" "ألف الإيجاب"، لا "ألف الاستفهام"). [المحلى: 222 ]
23- "ألف" التنبيه
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "ألف التنبيه" فإنها تقوم مقام حرف النداء، كقول: يا زيد، ثم تقول: أزيدٌ، فهو بدل من حروف النداء، وهو تنبيه، قال أبو كبير الهذلي:
أزهير هل عن شيبةٍ من معدل .....أم لا سبيل إلى الشباب الأول
معناه: يا زهيرة، فرخم "الهاء"، فرخم "الهاء"، وترك "الراء" مفتوحة على أصلها). [المحلى: 223]