"إلى"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (ومنها "إلى" ولها ثلاثة مواضع:
تكون مكان "مع" قال الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}، أي "مع" أموالكم، وقال: {من أنصاري إلى الله}، أي: "مع" الله، وقال: {وإذا خلوا إلى شياطينهم}، أي: "مع" شياطينهم.
وقال امرؤ القيس:
له كفل كالدعص لبده الثرى ..... إلى حارك مثل الغبيط المذأب
أي "مع" حارك، وقال ابن مفرغ الحميري:
شدخت غرة السوابق فيهم .... في وجوه إلى اللمام الجعاد
أي: "مع" اللمام الجعاد.
وتكون مكان "في" قال النابغة الذبياني.
ولا تتركني بالوعيد كأنني ..... إلى الناس مطلي به القار أجرب
يريد: "في" الناس، وقال طرفة:
وإن تلتق الحي الجميع تلاقني .... إلى ذروة البيت الكريم المصمد
أي "في" ذروة البيت الذي يُصمد "إليه" ويقصد، ويقال: «جلست "إلى" القوم» أي: "فيهم".
وتكون مكان "الباء"، قال كثير:
ولد لهوت إلى الكواعب كالدمى ..... بيض الوجوه حديثهن رخيم
أراد: لهوت بكواعب.
وقال النابغة الذبياني:
فلا عمرو الذي أثني عليه ..... وما رفع الحجيج إلى ألال
أراد: وما رفع الحجيج أصواتهم "إليه" بألال، وهو جبيل بعرفة).[الأزهية: 272 - 274]