"الباء"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (ومنها "الباء" ولها ستة مواضع:
تكون مكان "ما" قال الله تعالى: {يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرًا}، أي: يشرب منها.
وقال عنترة:
شربت بماء الدحر ضين فأصبحت ..... زوراء تنفر عن حياض الديلم
أي: شربت "من" ماء الدحرضين.
وقال آخر:
شربن بماء البحر ثم ترفعت
أي: شربن "من" ماء البحر.
وتكون مكان "عن" قال الله تعالى: {سأل سائل بعذابٍ واقعٍ}، أي: "عن" عذابٍ واقعٍ، وقال: {فاسأل به خبيرًا}، أي: "عنه".
وقال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ..... بصيرٌ بأدواء النساء طبيب
أي: فإن تسألوني "عن" النساء، وقال عنترة:
هلا سألت الخيل يابنة مالك ..... إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
أراد:"عما" لم تعلمي.
وقال الجعدي:
سألتني بأناسٍ هلكوا ..... شرب الدهر عليهم وأكل
أي: "عن" أناس، وقال النابغة الذبياني:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ..... بذي الجليل على مستأنسٍ وحد
أي: وقد زال النهار "عنا"، يعني: غابت الشمس.
وتكون مكان "على" قال عمرو:
بودك ما قومي على ما تركتهم ..... سليمي إذا هبت شمالٌ وريحها
أي: "على" ودك قومي، و"ما" زائدة.
وتكون مكان "في" قال الشاعر:
إن الرزية لا رزية مثلها ..... أخواي إذ قتلا بيومٍ واحدٍ
أراد: في يومٍ واحدٍ، فوضع "الباء" في موضع "في" ومنه قوله تعالى: {السماء منفطر به}، أي: "فيه"، يعني: يوم القيامة.
وتكون مكان "مع" قال الشاعر وذكر فرسًا.
داويته بالمحض حتى شتى .....يجتذب الآري بالمرود
أي: "مع" المرود، و«المرود»: الوتد.
وتكون بمعنى: "من أجل" قال لبيد:
غلبٍ تشذر بالذحول كأنها ..... جن البدي رواسيا أقدامها
أي: "من أجل" الذحول). [الأزهية: 283 - 287]