قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ("بل": تأتي لتدارك كلام غلط فيه، تقول: رأيت زيدا "بل" عمرا، وتكون لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره، وهي في القرآن بهذا المعنى كثير.
قال الله تعالى: {ص والقرآن ذي الذّكر بل الّذين كفروا في عزّةٍ}، فترك الأول وأخذ "ببل" في كلام ثان، ثمّ قال تعالى حكاية عن المشركين: {أأنزل عليه الذّكر من بيننا بل هم في شكٍّ مّن ذكري}، فترك وأخذ "ببل" في كلام آخر.
وإذا كانت مبتدأة ووليت اسما شبهت "ربّ" و"بالواو" و"بأيّ"، وخفض بها قال أبو النّجم: بل منهلٍ ناءٍ من الغياض ... )
. [حروف المعاني والصفات: 14 - 15]