"حتى"
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): ("حتى"
تفسير "حتى" على ثلاثة وجوه:
فوجه منها: "حتى". يعني: "إلى"، فذلك قوله في يونس: {لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} يعني: "حتى" يحين آجالهم. وقوله في الذاريات لقوم صالح: {إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} [43] يعني: "إلى" حين آجالهم. وقال في قد أفلح {فذرهم في غمرتهم حتى حين} [54] يعني: "إلى" آجالهم. وقال في إنا أنزلناه: {حتى مطلع الفجر} [5] يعني: "إلى" مطلع الفجر.
الوجه الثاني: "حتى". يعني "فلما"، فذلك قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} يعني: "فلما" استيأس الرسل من إيمان قومهم. وقال في الأنبياء: {حتى إذا تحت يأجوج ومأجوج} [96]. وقال في قد أفلح: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} [64]. وقال في هود: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} [40].
الوجه الثالث: تفسيره: قرابة، وهو وقت الشيء يكون، فذلك قوله في براءة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} إلى قوله {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [29] يقول: قاتلوهم أبدا "حتى" يقروا بالخراج، هذا وقت لهم. وقال: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}. وقال في الأنفال: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [39] يقول: "حتى" يذهب الشرك. مثلها في البقرة، وقال أيضا: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} ). [الوجوه والنظائر: 291]