باب: مواضع "ليس"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "ليس" اعلم أن لها أربعة مواضع:
تكون استثناء: فتنصب المستثنى بعدها بخبرها، وتضمر الاسم كقولك: «قام القوم "ليس" زيدًا»، تريد: "ليس" أحدهم زيدًا.
وتكون فعلًا: بمنزلة "كان" ترفع الاسم وتنصب الخبر، كقولك: «"ليس" زيدٌ قائمًا».
وتكون حرفًا: بمعنى "ما" ويبطل عملها إذا دخل "إلا" على الخبر، كقولك: «"ليس" زيدٌ "إلا" قائمٌ» كما تقول: «"ما" زيدٌ "إلا" قائمٌ».
وحكي عنهم: «"ليس" الطيب "إلا" المسك» بالرفع على معنى "ما" الطيب "إلا" المسك.
وحكي عنهم: «"ليس" خلق الله مثله»، ومعناه: "ما" خلق الله مثله، لأن "ليس" لابد لها من اسم و«خلق» فعل، ولا يكون اسم "ليس"، وقد يجوز أن تضمر لـ "ليس" ها هنا اسمًا بمعنى «الأمر» كأنك قلت: "ليس" الأمر خلق الله مثله.
كما تقول: «كان يقوم زيدٌ»، تريد: كان الأمر يقوم زيدٌ، لأن الفعل لا يلي الفعل.
وتكون نسقًا: على مذهب الكوفيين بمنزلة "لا" تقول: «جاءني زيدٌ "ليس" عمرو» تريد: "لا" عمرو، و«اضرب زيدًا "ليس" عمرًا»، قال لبيد:
وإذا جوزيت قرضًا فاجزه .... إنما يجزي الفتى ليس الجمل
يريد: لا الجمل هكذا رواه الكوفيون، ورواه البصريون:
إنما يجزى الفتى غير الجمل
وقال بعضهم معناه: "ليس" الجمل يجزي، فحذف الفعل، وقال جرير:
ترى أثرًا بركبتها مضيئًا ..... من التبراك ليس من الصلاة
يريد: "لا" من الصلاة).[الأزهية: 195 - 196]