"من"
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): ("من"
تفسير "من" على أربعة وجوه:
فوجه منها: "من". صلة في الكلام، فذلك قوله عز وجل في سورة نوح: {يغفر لكم من ذنوبكم} [4]، يغفر لكم ذنوبكم جميعا. وقال في حم عسق: {شرع لكم من الدين} [13] "فمن" صلة، إنما هو شرع لكم الدين. وفي النور: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} [30] يعني: أبصارهم، و"من" هنا صلة. وكذلك قال: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} [31] يعني: أبصارهن، و"من" هنا صلة. وكذلك قال في يوسف صلى الله عليه وسلم: {رب قد آتيتني من الملك} [101] و"من" صلة. ونحوه.
الوجه الثاني: "من" أمره. يعني: بأمره، فذلك قوله تعالى في النحل: {ينزل الملائكة بالروح من أمره} [2] يعني: بأمره. وفي إنا أنزلناه: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} [4] يعني بكل أمر. وقال: {وأنزلنا من المعصرات} يعني: بالمعصرات. وقوله في الرعد: {يحفظونه من أمر الله} [11] يعني: بأمر الله.
الوجه الثالث: "من". يعني: "في"، فذلك قوله: {فآتوهن من حيث أمركم الله} يعني: الفرج، "من" حيث أمركم الله. وقوله في الملائكة: {أروني ماذا خلقوا من الأرض} يعني: "في" الأرض.
الوجه الرابع: "من". يعني: "على"، فذلك قوله في الأنبياء: {ونصرناه من القوم} [77] على القوم، يعني: نوحا). [الوجوه والنظائر: 191 - 192]