"من"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (
"من"
تكون لابتداء الغاية، كقولك: خرجت "من" البصرة. وتكون للتّبعيض، كقولك: أخذت درهما "من" المال.
وتكون واقعة في أعم الواجب دالّة على أن ما بعدها واحد في معنى جنس، كقولك: ما جاءني "من" رجل، فقد نفيت قليل الجنس وكثيره، والواحد وما فوقه.
وعلى هذا مخرج "من" في قول الله تعالى: {ما اتّخذ اللّه من ولدٍ}.
وتكون دالّة على ضرب "من" النّعت، كقوله تعالى: {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان}، وليس معناه اجتنبوا الرجس "منها"، على أن فيها رجسا وغير رجس، وهذا محال، بل اجتنبوا الرجس الوثني.
وقد تأتي بمعنى "الباء"، كقوله تعالى: {يحفظونه من أمر الله}، أي: بأمر الله، وقال تعالى: {يلقي الرّوح من أمره}، أي: بأمره.
وقد توضع موضع "على"، كقوله تعالى: {ونصرناه من القوم الّذين كذبوا بآياتنا}، أي: "على" القوم). [حروف المعاني والصفات: 50]