قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "أنزلت سورة" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/100]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "زادته" و"فزادتهم" ابن ذكوان وهشام بخلاف عنهما وحمزة والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/100]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)}
{أُنْزِلَتْ سُورَةٌ}
- أدغم التاء في السين أبو عمرو وهشام بخلاف عنه وحمزة والكسائي وخلف.
- وأظهر التاء ابن كثير وعاصم ونافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن ورش.
{أَيُّكُمْ}
- قراءة الجمهور (أيكم) بالرفع على الابتداء.
قال الأخفش: (مرفوع بالابتداء لسقوط الفعل على الهاء).
- وقرأ زيد بن علي وعبيد بن عمير، وحكاه الكسائي عن بعض القراء (أيكم) بالنصب على الاشتغال، والنصب عند الأخفش فيه أفصح كهو بعد أداة الاستفهام نحو: أزيدًا ضربته.
{زَادَتْهُ}
- أماله حمزة، وهشام وابن ذكوان بخلاف عنهما.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 3/480]
{زَادَتْهُ هَذِهِ}
- أدغم أبو عمرو الهاء بالهاء بخلاف عنه، وكذا القراءة عن يعقوب.
{فَزَادَتْهُمْ}
الإمالة فيه كالإمالة في (زادته).
{يَسْتَبْشِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والجماعة على التفخيم). [معجم القراءات: 3/481]
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)}
{فَزَادَتْهُمْ}
- الإمالة فيه كالإمالة في (زادته) في الآية السابقة.
{كَافِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/481]
قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - قَوْله {أَو لَا يرَوْنَ} 126
قَرَأَ حَمْزَة وَحده (أَولا ترَوْنَ) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 320]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو لا ترون) بالتاء، حمزة، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 272]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو لا ترون) [126]: بالتاء حمزة، ويعقوب إلا المنهال). [المنتهى: 2/733]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (أولا ترون)، بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 229]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {أولا ترون} (126): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة ويعقوب: (أولا ترون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 395]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَوَلَا يَرَونَ) بالتاء الْأَعْمَش، وطَلْحَة، والزَّيَّات، ويَعْقُوب إلا المنهال، الباقون بالياء والاختيار لقوله: (يُفتَنُونَ) ولقوله: (وَمَاتُوا وَهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 565] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([126]- {أَوَلَا يَرَوْنَ} بالتاء: حمزة). [الإقناع: 2/659]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (737- .... .... يَرَوْنَ مُخَاطَبٌ = فَشًا .... .... .... ). [الشاطبية: 58]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({ترون}: أيها المؤمنون.
ويرون بالياء للكفار). [فتح الوصيد: 2/966]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([737] يزيغ على فصلٍ يرون مخاطبٌ = فشا ومعي فيها بياءين جملا
ب: (جملا): أي جعل ذا جمال.
ح: (يزيغ): مبتدأ، (على فصلٍ): خبر، (يرون): مبتدأ، (مخاطبٌ): خبر، أسند الخطاب إليه إذ فيه خطاب، (فشا): صفته، ضمير (فها): للسورة، وضمير (جملا): إما مفرد للفظ (معي)، أو مثنًى باعتبار أن {معي}في موضعين.
ص: يعني: {يزيغ قلوب فريقٍ} [117]: قرأ حفص وحمزة بالتذكير، ويفهم ذلك من الإطلاق؛ لأن تأنيث القلوب غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل.
وقوله: (على فصلٍ) إشارة إلى أن في {كاد} ضميرًا فاصلًا، وإلا فكيف يجوز دخول الفعل على الفعل.
[كنز المعاني: 2/291]
وقرأ (أولا ترون أنهم) [126] حمزة بالخطاب، والباقون: بالغيبة، فالخطاب للمؤمنين، والغيبة للمنافقين.
وياء الإضافة فيها اثنان، كلاهما في {معي}: {لن تخرجوا معي أبدًا} [83]، {ولن تقاتلوا معي عدوًا} [83]). [كنز المعاني: 2/292] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: يرون مخاطب: جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه يعني: {أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً}، الخطاب للمؤمنين والغيبة للمنافقين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/214]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (737 - .... .... .... يرون مخاطب = فشا .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة: أولا ترون أنّهم يفتنون بتاء الخطاب في يَرَوْنَ فتكون قراءة غيره بياء الغيبة). [الوافي في شرح الشاطبية: 284]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (127 - يَرَوْنَ خِطَابًا حُزْ وَبِالْغَيْبِ فِدْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يرون خطابًا حز أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب أيضًا {أولا يرون أنهم} [126] بالخطاب وقرأ مرموز (فا) فد وهو خلف بالغيبكأبي جعفر فاتفقا). [شرح الدرة المضيئة: 143]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوَلَا يَرَوْنَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة ويعقوب {أولا يرون} [126] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 539]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (676- .... .... .... .... .... = .... يرون خاطبوا فيه ظعن). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يرون) يريد قوله تعالى: أفلا يرون بالتاء على الخطاب حمزة ويعقوب، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
مع أسّس اضمم واكسر (ا) علم (ك) م معا، = إلّا إلى أن (ظ) فر تقطّعا
ضمّ (ا) تل (ص) ف (حبرا) (روى) يزيغ (ع) ن = (ف) وز يرون خاطبوا (ف) يه (ظ) عن
ش: أي: قرأ ذو همزة (اعلم) نافع وكاف كم ابن عامر: أفمن أسّس بنيانه [109]، وأ مّن أسّس بنيانه [109] بضم الهمزة، وكسر السين الأولى، ورفع بنيانه في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/363]
والباقون بفتح الهمزة والسين فيهما.
وقرأ ذو ظاء (ظفر) يعقوب إلى أن تقطع [110] بحرف جر مكان حرف الاستثناء، [والتسعة إلّا أن بحرف استثناء].
وقرأ ذو ألف (اتل) نافع، وصاد (صف) أبو بكر، ومدلولي (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، و(روى) الكسائي وخلف: تقطّع قلوبهم بضم التاء، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو عين (عن) حفص وفاء (فوز) حمزة كاد يزيغ قلوب [117] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو فاء (فيه) حمزة وظاء (ظعن) يعقوب أولا ترون أنهم يفتنون [126] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه فتح أسّس: بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير من، ونصب بنينه به.
ووجه ضمه: بناؤه للمفعول، ورفع بنيانه نيابة عن فاعله على حد: لّمسجد أسّس [108].
ووجه إلى أن [أنه] جعلها غاية، والتخصيص على هذا حاصل، لكن بالغاية، وعلى الأخرى حاصل لكن بالاستثناء.
ووجه فتح تقطّع: بناؤه للفاعل، وأصله: «تتقطع» مضارع «تقطع»، فحذف إحدى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/364]
التاءين.
ووجه ضمه: بناؤه للمفعول مضارع: «قطع»، أي: يقطع الله قلوبهم؛ [فحذف] الفاعل، ورفع قلوبهم لنيابته.
ووجه تذكير: يزيغ: اعتبار معناه، وتقدير: جمع.
ووجه تأنيثه: اعتبار لفظه، وتقدير: جماعة.
ووجه خطاب ترون: إسناده للمؤمنين على جهة التعجب، أي: أفلا ترون أيها المؤمنون [تكرر] افتتانهم وغفلتهم عن التوبة والاعتبار؟! ووجه غيبه: إسناده إلى المنافقين على جهة التوبيخ، أي: أفلا يرى المنافقون اختبارهم بالقحط والمرض والأمر بالجهاد، ولا يحصل لهم إخلاص؟! ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/365] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَوَلا يَرَوْن" [الآية: 126] فحمزة ويعقوب بالخطاب للمؤمنين على جهة التعجب وافقهما الأعمش والباقون بالغيب، رجوعا على الذين في قلوبهم مرض). [إتحاف فضلاء البشر: 2/100] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أولا يرون} [126] قرأ حمزة بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 681]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}
{أَوَلَا يَرَوْنَ}
- قرأ حمزة ويعقوب وأبي والأعمش (أولا ترون) بتاء الخطاب للمؤمنين على جهة التعجب، وهو إخبار عن المنافقين.
- وقراءة الجماعة (أولا يرون) بياء الغيبة، والضمير عائد على الذين
[معجم القراءات: 3/481]
في قلوبهم مرض، فإنه لما ذكر أنهم بموتهم على الكفر رائحون إلى عذاب الآخرة ذكر أنهم أيضًا في الدنيا لا يخلصون من عذابها.
- وقرئ (أولا يرون) بالياء، والبناء للمفعول، وهذا معناه أنهم فزعوا على ترك الاعتبار بالمشاهدة، وأنهم مع ذلك لا يتوبون ولا يذكرون فيعتبروا وينتبهوا على ما يلزمهم الانتهاء والإقلاع عنه.
- وقرأ أبي وابن مسعود والأعمش وطلحة بن مصرف (أولا ترى)، أي: أنت يا محمد.
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود أولم تر أنهم يفتنون)، أي يا محمد.
- وقرأ الأعمش (أولم تروا) بتاء الخطاب على الجمع.
- وروى أبو حاتم عن الأعمش (أولم يروا) بتاء الغيبة على الجمع.
{وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}
- قرأ ابن مسعود: (ولاهم يتذكرون) بالتاء.
- وجاءت عند الألوسي: (وما يتذكرون).
- وقراءة الجماعة (ولاهم يذكرون) ). [معجم القراءات: 3/482]
قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)}
{أُنْزِلَتْ سُورَةٌ}
- سبق بيان إظهار التاء وإدغامها في السين، انظر الآية/124 من
[معجم القراءات: 3/482]
هذه السورة.
{هَلْ يَرَاكُمْ}
- أمال (يراكم) حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والبزي والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على القراءة بالفتح.
{بِأَنَّهُمْ}
- تقدمت قراءة حمزة بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة في الوقف.
انظر الآية/111 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/483]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين