دراسة (ما) النافية في القرآن الكريم
تعمل (ما) النافية عمل (ليس) في لغة أهل الحجاز بشروط معينة.
فالاسم المنصوب خبر (ما) عند البصريين، وقال الكوفيون: هو منصوب على نزع الخافض.
في [معاني القرآن:2/42] : «وقوله: {ما هذا بشرا} [12: 31]. نصبت (بشرا) لأن الباء قد استعملت فيه، فلا يكاد أهل الحجاز ينطقون إلا بالباء، فلما حذفوها أحبوا أن يكون لها أثر فيما خرجت منه، فنصبوا على ذلك؛ ألا ترى أن كل ما في القرآن أتى بالباء إلا هذا وقوله: {ما هن أمهاتهم} [58: 2]. وأما أهل نجد فيتكلمون بالباء وغير الباء، فإذا أسقطوها رفعوا، وهو أقوى الوجهين في العربية».
وفي [الخصائص:2/260] : «أكثر المسموع منهم إنما هو لغة أهل الحجاز، وبها نزل القرآن».
وفي [الكشاف:2/254] : «وإعمال (مال) عمل (ليس) هي اللغة القدمى الحجازية وبها ورد القرآن».
وفي [سيبويه:1/28] : «وبنو تميم يرفعونها إلا من عرف كيف هي في المصحف؟».
وزعم الأصمعي أن (ما) لم تقع في الشعر إلا على لغة تميم.
قال بعض النحويين: تصفحت ذلك فوجدته كما ذكر إلا ثلاثة أبيات: منها اثنان فيهما خلاف . . . والثالث.
أبناؤها متكنفون أباهم = حنقو الصدور وما هم أولادها
[البحر المحيط:1/55]، [الأشباه والنظائر:2/58].