حذف اسم الموصول
في [المقتضب: 2/ 137]: «وفي كتاب الله عز وجل: {يسأله من في السموات والأرض} فالقول عندنا أن {من} مشتملة على الجميع؛ لأنها تقع للجميع على لفظ واحد.
وقد ذهب هؤلاء القوم إلى أن المعنى: ومن في الأرض؛ وليس المعنى عندي كما قالوا.
وقالوا في بيت حسان:
فمن يهجوا رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
إنما المعنى: ومن يمدحه وينصره. وليس الأمر عند أهل النظر كذلك ولكنه جعل من نكرة؛ وجعل الفعل وصفا لها، ثم أقام في الثانية الوصف مقام الموصوف، فكأنه قال:
وواحد يمدحه وينصره، لأن الوصف يقع في موضع الموصوف، إذا كان دالاً عليه».
وقال [الرضي في شرح الكافية: 2/ 57]: «وأجاز الكوفيون حذف غير الألف واللام من الموصولات الاسمية:
خلافًا للبصريين . . . ولا وجه لمنع البصريين من حيث القياس؛ إذ قد يحذف بعض حروف الكلمة، وإن كانت فاء أو عينا – وليس الموصول بألزق منهما».