عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 09:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما كان من جمع المؤنث بالألف والتاء
فهذا الجمع في المؤنث نظير ما كان بالواو والنون في المذكر؛ لأنك فيه تسلم بناء الواحد كتسليمك إياه في التثنية. والتاء دليل التأنيث، والضمة علم الرفع، واستوى خفضه ونصبه، كما استوى ذلك في مسلمين. والتنوين في مسلماتٍ عوضٌ من النون في قولك: مسلمين. فإن سميت بمسلمات رجلاً أو امرأة لحقه التنوين؛ لأنه عوض فلذلك كان لازماً. وعلى ذلك قوله عز وجل: {فإذا أفضتم من عرفات} وعرفات معرفة؛ لأنه اسم موضع بعينه. هذا في قول من قال: هؤلاء مسلمون، ومررت بمسلمين يا فتى، وكل ما كان على وزن المسلمين فالوجه فيه أن يجري هذا المجرى وإن لم يكن في الأصل جمعاً؛ كما أن كرسياً وبختياً كالمنسوب وإن لم يكن فيه معنى نسب إلى حيٍّ، ولا إلى أرضٍ، ولا غير ذلك. فمن ذلك عشرون، وثلاثون. قال الله عز وجل: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون}. وتقول على هذا: قنسرون، ومررت بقنسرين، وهذه يبرون، ومررت بيبرين. ومن لم يقل هذا، وقال: قنسرين كما ترى، وجعل الإعراب في النون، وقال: هذه سنونٌ فاعلم، فإنه يفعل مثل هذا بالمؤنث إذا كان واحداً، ويجيزه في الجمع؛ كما تقول: هؤلاء مسلمينٌ فاعلم، كما قال الشاعر:

وماذا يدري الشعراء مني = وقد جاوزت حد الأربعين
وقال الآخر:
إني أبيَّ أبي ذو محافظةٍ = وابن أبيٍّ أبي من أبيين
وقال الله عز وجل فيما كان واحدا: {ولا طعامٌ إلا من غسلينٍ} فمن رأى هذا قال: هذه عرفات مباركاً فيها، وعلى هذا ينشد هذا البيت:
تنورتها من أذرعات وأهلهـا = بيثرب أدنى دارها نظرٌ عالي
وقال الآخر:
تخيرها أخو عانات دهرا
والوجه المختار في الجمع ما بدأت به. وأما الواحد؛ نحو: غسلين، وعليين، فالوجهان مقولان معتدلان). [المقتضب: 3/331-334] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن قال: هذا مسلمين كما ترى قال في مسلمات إذا سمي به رجلاً: هذا مسلمات فاعلم، أجراها مجرى الواحد، فلم يصرف، لأن فيها علامة التأنيث، وتقول: مررت بمسلمات يا فتى فلا تنون لأنها لا تصرف، ولا يجوز فتحها؛ لأن الكسرة ها هنا كالياء في مسلمين. وعلى هذا ينشدون بيت امرئ القيس:
تنورتها من أذرعات وأهلهـا = بيثرب أدنى دارها نظر عالى
لأن أذرعات اسم موضع بعينه، والأجود ما بدأنا به من إثبات التنوين في أذرعات ونحوها؛ لأنها بمنزلة النون في مسلمين إذا قلت: هؤلاء مسلمون، ومررت بمسلمين. ومن ذلك قول الله عز وجل: {فإذا أفضتم من عرفات} بالتنوين. ونظير هذا قولهم: هذه قنسرون، ويبرون.
فمن ذهب إلى أنها جمع في الأصل، أو شبهها به، فيصيرها جمعاً. وقد تقدم باب الحكاية، والتسمية بالجمع يعتدل فيه الأمران. قد جاء القرآن بهما جميعاً. قال الله عز وجل: {ولا طعام إلا من غسلين} وقال: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون}.
فالقياس في جميع هذا ما ذكرت لك). [المقتضب: 4/37-38] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (أما قوله: "إلا الخلائف من بعد النّبيين"، فخفض هذه النون، وهي نون الجمع، وإنما فعل ذلك لأنه جعل الإعراب فيها لا فيما قبلها، وجعل هذا الجمع كسائر الجمع، نحو أفلس، ومساجد. وكلاب، فإن إعراب هذا كإعراب الواحد، وإنما جاز ذلك لأن الجمع يكون على أبنية شتّى، وإنما يلحق منه بمنهاج التثنية ما لاختلاف معانيه، ما كان على حد التثنية لا يكسّر الواحد عن بنائه، وإلاّ فلا، فإنّ الجمع كالواحد، لاختلاف معانيه، كما تختلف معاني الواحد، والتثنية ليست كذلك، لأنه ضربٌ واحدٌ، ولا يكون اثنان أكثر مت اثنين عددًا، كما يكون الجمع أكثر من الجمع، فمما جاء على هذا المذهب قولهم: هذه سنينٌ، فاعلم، وهذه عشرينٌ فاعلم، قال العدوانيّ:

إنّي أبيٌّ ذو محافظةٍ = وابن أبي من أبيّين
وأنتم معشرٌ زيدٌ على مائةٍ = فأجمعوا كيدهم طرًّا فكيدوني
وقال سحيم بن وثيل:

وماذا يدّري الشعراء منّي = أخو خمسين مجتمعٌ أشدّي
وقد جاوزت حدّ الأربعين = ونجّذني مداورة الشّؤون
وفي كتاب الله عز وجل: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ}.
فإن قال قائل: فإن "غسلينا" واحدٌ، فإنه كلّ ما كان على بناء الجمع من الواحد فإعرابه كإعراب الجمع، ألا ترى أنّ "عشرين" ليس لها واحد من لفظها، وإعرابها كإعراب "مسلمين" واحدهم "مسلمٌ"! وكذلك جميع الإعراب. وتقول: "هذه فلسطون" يا فتى، و"رأيت فلسطين" يا فتى، هذا القول الأجود وكذلك "يبرين" وفي الرفع "يبرون" يا فتى، وكلّ ما أشبه هذا فهو بمنزلته، تقول: "قنّسرون"، و"رأيت قنسرين"، والأجود في هذا البيت:
وشاهدنا الجلّ والياسمو = ن والمسمعات بقضّابها
وفي القرآن ما يصدق ذلك قول الله عزّ وجل: {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ}، فمن قال: "هذه قنّسرون ويبرون". فنسب إلى واحد منهما رجلاً أو شيئًا قال: "هذا رجل قنّسريّ ويبريّ"، بحذف النون والواو، لمجيء حرفي النّسب، ولو أثبتهما لكان في الاسم رفعان ونصبان وجرّان، لأن الياء مرفوعةٌ، والواو علامة الرفع. ومن قال: "قنّسرين" كما ترى قال في النّسب: "قنّسرينّي" لأن الإعراب في حرف النّسب، وانكسرت النون كما ينكسر كلّ ما لحقه النّسب.
وأما قوله: "ونجّذني مداورة الشّؤون"، فمعناه: فهّمني وعرّفني، كما يقال: حنّكته التّجارب، والناجذ: آخر الأضراس، ذلك قولهم: ضحك حتى بدت نواجذه. والشؤون: جمع "شأن" مهموز، وهو الأمر.
وقال المفسرون من أهل الفقه وأهل اللغة في قول الله تبارك وتعالى: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} هو غسالة أهل النار. وقال النحويّون: هو "فعلينٌ" من الغسالة). [الكامل: 2/633-635] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ({إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} قال: كل جمع لا عدد له يجمع بالواو والنون - يعني مجهول الواحد). [مجالس ثعلب: 20]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)}

تفسير قوله تعالى: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)}

تفسير قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
عانية قرقف لم تطلع سنة = يجنها مدمج بالطين مختوم
...
ومختوم معلم عليه يقال ختمته إذا أعلمت عليه فهو مختوم ويقال رجل متختم إذا كان ذا خاتمٍ والخاتم والخاتم والخيتام والخاتام. ويقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. وقول الله عز وجل: {ختامه مسك} أي: آخر ما تجد من طعمه إذا أنت قطعته عن فيك رائحة المسك وطعمه ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل:
صرف ترقرق في الناجود ناطفها = بالفلفل الجون والرمان مختوم
ناطفها ما نطف منها ويروى نأطلها وهو المكيال والمعنى آخر ما تجد من طعمها طعم الفلفل والرمان ويقال رجل متختم أي معتم: قال الراعي:
متختمين على معارفهم = تثنى لهن حواشي العصب).
[شرح المفضليات: 814] (م)

تفسير قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، في قوله ختامه مسك قال: ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا. قال أبو عبيد: وأحسب يحيى أسند الحديث إلى عبد الله). [فضائل القرآن: 343]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (

عانية قرقف لم تطلع سنة = يجنها مدمج بالطين مختوم
...
ومختوم معلم عليه يقال ختمته إذا أعلمت عليه فهو مختوم ويقال رجل متختم إذا كان ذا خاتمٍ والخاتم والخاتم والخيتام والخاتام. ويقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. وقول الله عز وجل: {ختامه مسك} أي: آخر ما تجد من طعمه إذا أنت قطعته عن فيك رائحة المسك وطعمه ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل:
صرف ترقرق في الناجود ناطفها = بالفلفل الجون والرمان مختوم
ناطفها ما نطف منها ويروى نأطلها وهو المكيال والمعنى آخر ما تجد من طعمها طعم الفلفل والرمان ويقال رجل متختم أي معتم: قال الراعي:
متختمين على معارفهم = تثنى لهن حواشي العصب).
[شرح المفضليات: 814]

تفسير قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا} قال: من ماء تسنم عينًا، أي تسنم عينًا تأتي من معال). [مجالس ثعلب: 271]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا} قال: من ماء تسنم عينًا، أي تسنم عينًا تأتي من معال). [مجالس ثعلب: 271] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهي مع الظاء والثاء والذال جائزة وليس كحسنه مع هؤلاء لأن هؤلاء من أطراف الثنايا وقد قاربنا مخرج الفاء.
ويجوز الإدغام لأنهن من الثنايا كما أن الطاء وأخواتها من الثنايا وهن من حروف طرف اللسان كما أنهن منه.
وإنما جعل الإدغام فيهن أضعف وفي الطاء وأخواتها أقوى لأن اللام لم تسفل إلى أطراف اللسان كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها وهي مع الضاد والشين أضعف لأن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان والشين من وسطه ولكنه يجوز إدغام اللام فيهما لما ذكرت لك من اتصال مخرجهما قال طريف بن تميمٍ العنبري:
تقول إذا استهلكت مالاً للذّةٍ = فكيهة هشّيءٌ بكفّيك لائق
يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين
وقرأ أبو عمرو: (هثوب الكفار) يريد {هل ثوب الكفار} فأدغم في الثاء.
وإما التاء فهي على ما ذكرت لك وكذلك أخواتها وقد قرئ بها: (بتؤثرون الحياة الدنيا) فأدغم اللام في التاء). [الكتاب: 4/548-459]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ثم نذكر الحرف المنحرف، وهو أكثر في الكلام من غيره، وله اتصال بأكثر الحروف وهو اللام.
ومخرجه من حرف اللسان متصلا بما يحاذيه منت الضحاك والثنايا والرباعيات.
وهو يدغم إذا كان للمعرفة في ثلاثة عشر حرفا، لايجوز في اللام معهن إلا الإدغام. فمنها أحد عشر حرفا تجاور اللام، وحرفان يتصلان بها.
وإنما كان ذلك لازما في لام المعرفة؛ لعلّتين: إحداهما كثرة لام المعرفة، وأنه لا يعرى منكور منها إذا أردت تعريفه، والأخرى: أن هذه اللام لازم لها السكون، فليست بمنزلة ما يتحرك في بعض المواضع.
فإن كانت اللام غير لام المعرفة جاز إدغامها في جميع ذلك، وكان في بعض أحسن منه في بعض. ونحن ذاكروها مستقصاة إن شاء الله.
فهذ الحروف منها أحد عشر حرفا مجاورة لللام وهي: الراء، والنون، والطاء، وأختاها: الدال، والتاء، والظاء، وأختاها: الذال، والثاء، والزاي، وأختاها: الصاد، والسين.
والحرفان اللذان يبعدان من مخرجها ويتصلان بها في التفشّي الذي فيهما: الشين، والضاد.
فأما الشين فتخرج من وسط اللسان من مخرج الميم، والياء، ثم تتفشى حتى تتصل بمخرج الللام.
فلام المعرفة مدغمة في هذه الحروف لا يجوز إلا ذلك، لكثرتها ولزومها، نحو: التمر، والرسول، والطرفاء، والنمر. فكل هذه الحروف في هذا سواء.
فإن كان الام لغير المعرفة جاز الإدغام والإظهار، والإدغام في بعض أحسن منه في بعض.
إذا قلت: هل رأيت زيدا وجعل راشدا، جاز أن تسكّن فتقول: جعرّاشد، كما تسكن في المثلين. والإدغام ههنا أحسن إذا كان الأول ساكنا.
فإن كان منتحركا اعتدل البيان والادغام.
فإن قلت: هل طرقك؟، أو هل دفعك؟ أو هل تم لك؟ فالإدغام حسن، والبان حسن.
وهو عندى أحسن، لتنراخي المخرجين.
وقرأ أبو عمرو (بتؤثرون) فأدغم وقرأ ( هثّوّب الكفّار ) ). [المقتضب: 1/348-349] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن كل مدغم فيما بعده إذا كانا من كلمتين فإظهار الأول جائز، لأنه غير لازم للثاني، إلا أنه في بعض أحسن منه في بعض على قدر تداني المخارج وبعدها .
فإذا لقيت التاء دالا أو طاء، كان الإدغام أحسن، لأن مخرج الثلاثة واحد، وإنما يفصل بينها أعراض فيها. وذلك قولك: ذهبطلحة، الإدغام أحسن. وكذلك هد مدارٌ زيدٍ ومثل ذلك: لم يعد تميم، ولم يعد طاهر.
فان قلت: انقط داود كان الإدغام بأن تطبق موضع الطاء أحسن لأن في الطاء إطباقا فيكرهون ذهابه. تقول: انقطا ود.
ولو قلت: انقداود كان حسنا. ولكن الاختيار ما ذكرت لك. وإن لم تدغم فجائز .
والظاء، والثاء، والذال هذا أمر بعضهن مع بعض في تبقية الإطباق وحذفه، وحسن الإدغام وجواز التبيين.
وفيما ذكرت لك من قرب المخارج وبعدها كفاية.
فأما قراءة أبي عمرو (هثوب الكفار ما كانوا يفعلون) فإن التبيين أحسن مما قرأ، لأن الثاء لا تقرب من اللام كقرب التاء وأختيها. وكذلك التاء في قراءته ( بتؤثرون الحياة الدنيا ).
وليست هذه اللام كلام المعرفة لازمة لكل اسم تريد تعريفه. فليس يجوز فيها مع هذه الحروف التي ذكرت لك وهي ثلاثة عشر حرفا إلا إلادغام. وقد ذكرناها بتفسيرها.
وإنما يلزم الإدغام على قدر لزوم الحرف، ألا ترى أنها إذا كانت في كلمة واحدة لم يجز الإظهار: إلا أن يضطر الشاعر فيرد الشيء إلى أصله، نحو: رد، وفر، ودابة، وشابة، لأن الباء الأولى تلزم الثانية.
فأما قولهم: أنما تكلمانني، وتكلماني، وقوله: {أفغير الله تأمروني} وفي القرآن: {لم تؤذونني وقد تعلمون} فلان الثانية منفصلة من الأولى، لأنها اسم المفعول. تقول: أنما تظلمان زيدا، وأنتم تظلمون عمرا). [المقتضب: 1/386-387]


رد مع اقتباس