الموضوع: الرحمن - الرحيم
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 10:59 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (
2- الرحمن الرحيم: اختلف الناس في تفسير الرحمن، ومعناه، وهل هو مشتق من الرحمة، أم لا؟ فذهب بعضهم إلى أنه غير مشتق، واحتج بأنه لو كان مشتقًا من الرحمة لاتصل بذكر المرحوم، فجاز أن يقال: الله رحمان بعباده. كما يقال: رحيم بعباده.
فلما لم يستقم صلته بذكر المرحوم، دل على أنه غير مشتق من الرحمة. وقال: لو كان هذا الاسم مشتقًا من الرحمة، لم تنكره العرب حين سمعوه! إذ كانوا لا ينكرون رحمة ربهم. وقد حكى الله عنهم الإنكار له والنفور عنه في قوله: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن. قالوا: وما الرحمن} [الفرقان: 60]. وزعم بعضهم: أنه اسم عبراني [وذهب الجمهور من الناس إلى أنه اسم مشتق من الرحمة مبني على المبالغة. ومعناه: ذو الرحمة. الذي لا نظير له فيها، ولذلك لا يثنى ولا يجمع كما يثنى الرحيم ويجمع].
وبناء فعلان في كلامهم بناء المبالغة، يقال لشديد الامتلاء: ملآن، ولشديد الشبع: شبعان. ويدل على صحة مذهب الاشتقاق في هذا الاسم.
حديث عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه-: حدثناه: أحمد بن عبد الحكيم الكريزي، وعبد الله بن شاذان الكرانين قالا: حدثنا: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، قال: حدثنا: حجاج بن منهال، قال: حدثنا: حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومي أوصل لي منك. قال
عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه: «أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ثم أبته» اللفظ للكريزي، فالرحمن: ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم، وأسباب معاشهم، ومصالحهم، وعمت المؤمن، والكافر، والصالح والطالح.
وأما الرحيم: فخاص للمؤمنين، كقوله تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما} [الأحزاب: 43]، وقد سمى الله جل وعز الرزق، والمعاش في كتابه: رحمة، فقال: {أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} [الزخرف: 32].وقال: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق} [الإسراء: 100]. وكقوله جل جلاله:{وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها، فقل لهم قولاً ميسورا} [الإسراء: 28].والرحيم، وزنه: فعيل، بمعنى فاعل. أي: راحم. وبناء فعيل أيضًا للمبالغة. كعالم، وعليم، وقادر، وقدير. وكان أبو عبيدة يقول: تقدير هذين الاسمين، تقدير: ندمان، ونديم، من المنادمة.
[وجاء في الأثر: «أنهما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر».وهذا مشكل، لأن الرقة لا مدخل لها في شيء من صفات الله سبحانه ] ومعنى الرقيق هاهنا: اللطيف. يقول: أحدهما ألطف من الآخر، ومعنى اللطف في هذا: الغموض دون الصغر الذي هو نعت في الأجسام.
ويقال: إن الرحمن خاص في التسمية، عام في المعنى. والرحيم: عام في التسمية، خاص في المعنى). [شأن الدعاء: 35-38]


رد مع اقتباس