عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أثاثا قال هو المال ومتاعا إلى حين يقول أجل وبلغة). [تفسير عبد الرزاق: 1/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه جعل لكم من بيوتكم سكنًا، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا تستخفّونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حينٍ}.
يقول تعالى ذكره: {واللّه جعل لكم} أيّها النّاس {من بيوتكم} الّتي هي من الحجر والمدر، {سكنًا} تسكنون أيّام مقامكم في دوركم وبلادكم {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا} وهي البيوت من الأنطاع والفساطيط من الشّعر والصّوف والوبر {تستخفّونها} يقول: تستخفّون حملها ونقلها، {يوم ظعنكم} من بلادكم وأمصاركم لأسفاركم، {ويوم إقامتكم} في بلادكم وأمصاركم. ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا.
وبنحو الّذي قلنا في معنى السّكن قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى: {من بيوتكم سكنًا} قال: " تسكنون فيه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
أمّا الأشعار فجمع شعرٍ تثقّل عينه وتخفّف، وواحد الشّعر شعرةٌ
وأمّا الأثاث فإنّه متاع البيت لم يسمع له بواحدٍ، وهو في أنّه لا واحد له مثل المتاع، وقد حكي عن بعض النّحويّين أنّه كان يقول: واحد الأثاث أثاثةٌ، ولم أر أهل العلم بكلام العرب يعرفون ذلك. ومن الدّليل على أنّ الأثاث هو المتاع، قول الشّاعر:
أهاجتك الظّعائن يوم بانوا = بذي الرّئي الجميل من الأثاث
ويروى: " بذي الزّيّ " وأنا أرى أن أصل الأثاث اجتماع بعض المتاع إلى بعضٍ حتّى يكثر، كالشّعر الأثيث وهو الكثير الملتفّ، يقال منه، أثّ شعر فلانٍ يئثّ أثًّا: إذا كثر والتفّ واجتمع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أثاثًا} " قال يعني بالأثاث: المال "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى: {أثاثًا} قال: " متاعًا ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {أثاثًا} قال: " هو المال "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حربٍ الرّازيّ، قال: أخبرنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن حميد بن عبد الرّحمن، في قوله: {أثاثًا} قال: " الثّياب "
وقوله: {ومتاعًا إلى حينٍ} فإنّه يعني: أنّه جعل ذلك لهم بلاغًا، يتبلّغون ويكتفون به إلى حين آجالهم للموت كما:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومتاعًا إلى حينٍ} فإنّه يعني: زينةً، يقول: " ينتفعون به إلى حينٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ومتاعًا إلى حينٍ} قال: " إلى الموت "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " {ومتاعًا إلى حينٍ} إلى أجلٍ وبلغةٍ "). [جامع البيان: 14/317-320]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والله جعل لكم من بيوتكم سكنا تسكنون فيها). [تفسير مجاهد: 350]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأثاث المتاع). [تفسير مجاهد: 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 80.
أخرج ابن ابي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} قال: تسكنون فيها). [الدر المنثور: 9/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {جعل لكم من بيوتكم سكنا} قال: تسكنون وتقرون فيها {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا} وهي خيام الأعراب {تستخفونها} يقول في الحمل {ومتاعا إلى حين} قال: إلى الموت). [الدر المنثور: 9/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تستخفونها يوم ظعنكم} قال بعض: بيوت السيارة في ساعة وفي قوله: {وأوبارها} قال: الإبل {وأشعارها} قال: الغنم). [الدر المنثور: 9/91-92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أثاثا} قال: الأثاث المال {ومتاعا إلى حين} يقول تنتفعون به إلى حين). [الدر المنثور: 9/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن عطاء قال: إنما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب، ألا ترى إلى قوله: {ومن أصوافها وأوبارها} وما جعل الله لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر، ألا ترى إلى قوله: {والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا} وما جعل من السهل أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب جبال، إلا ترى إلى قوله: {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} وما يقي البرد أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر، ألا ترى إلى قوله: (من جبال فيها من برد) يعجبهم بذلك وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر ولكنهم كانوا لا يعرفونه). [الدر المنثور: 9/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ومتاعا إلى حين} قال: إلى أجل وبلغة). [الدر المنثور: 9/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه: أن أعرابيا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} قال الأعرابي: نعم قال: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها} قال الأعرابي: نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} فولى الأعرابي فأنزل الله {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}). [الدر المنثور: 9/93-94] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سرابيل تقيكم الحر قال هي من القطن والكتان وسرابيل تقيكم بأسكم قال هي سرابيل من حديد). [تفسير عبد الرزاق: 1/359]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (أكنانٌ: «واحدها كنٌّ مثل حملٍ وأحمالٍ» ، {سرابيل} [النحل: 81] : «قمصٌ» . {تقيكم الحرّ} [النحل: 81] «وأمّا» {سرابيل تقيكم بأسكم} [النحل: 81] : «فإنّها الدّروع»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أكنانًا واحدها كنّ مثل حملٍ وأحمالٍ هو تفسير أبي عبيدة وروى الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة في قوله أكنانا قال غير انا من الجبال يسكن فيها). [فتح الباري: 8/386]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سرابيل قمصٌ تقيكم الحرّ وأمّا سرابيل تقيكم بأسكم فإنّها الدّروع قال أبو عبيدة في قوله تعالى سرابيل تقيكم الحر أي قمصا وسرابيل تقيكم بأسكم أي دروعًا وروى الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة في قوله تعالى سرابيل تقيكم الحر قال القطن والكتان وسرابيل تقيكم بأسكم قال دروعٌ من حديدٍ). [فتح الباري: 8/386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سرابيل قمصٌ تقيكم الحرّ وأمّا سرابيل تقيكم بأسكم فإنّها الدّروع
أشار به إلى قوله تعالى: {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} وفسّر سرابيل الأول: بالقمص بضم القاف والميم جمع قميص من قطن وكتان وصوف، والسرابيل. الثّاني: بالدروع. قوله: (تقيكم الحر) أي: تحفظكم من الحر، ومن البرد أيضا، وهذا من باب الاكتفاء. قوله: (بأسكم) أراد به شدّة الطعن والضّرب والرّمي). [عمدة القاري: 19/16]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أكناناً واحدها كنٌّ مثل حمل وأحمالٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {وجعل لكم من الجبال أكناناً} وفسّر قتادة: أكناناً، بقوله: غيراناً من الجبال يسكن فيها، وقال البخاريّ: واحد الأكنان كن، بكسر الكاف مثل حمل بكسر الحاء المهملة واحد الأحمال، والكن كل شيء وقى شيئا وستره، وفي بعض النّسخ وقع هذا عقيب. قوله: (جماعة النعم) ). [عمدة القاري: 19/18]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أكنانًا}) يشير إلى قوله: {وجعل لكم من الجبال أكنانًا} [النحل: 81] (واحدها كن) بكسر الكاف (مثل حمل وأحمال) بكسر الحاء المهملة أي جعل مواضع تسكنون بها من الكهوف والبيوت المنحوتة فيها، وهذا ثابت لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/197]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سرابيل}) هي (قمص) بضم القاف والميم جمع قميص ({تقيكم الحر}) أي والبرد وخص الحر بالذكر اكتفاء بأحد الضدين عن الآخر أو لأن وقاية الحر كانت عندهم أهم ولأبي ذر هنا والقانت المطيع قاله ابن مسعود فيما رواه ابن مردويه وفي رواية أبي ذر في نسخة أخرى بعد قوله وقال ابن مسعود الأمة معلم الخير وهي الأولى (وأما {سرابيل تقيكم بأسكم} فإنها الدروع) [النحل: 81] والسربال يعم كل ما لبس من قميص أو درع أو جوشن أو غيره). [إرشاد الساري: 7/197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكنانًا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون}.
يقول تعالى ذكره: ومن نعمة اللّه عليكم أيّها النّاس أن جعل لكم ممّا خلق من الأشجار وغيرها ظلالاً تستظلّون بها من شدّة الحرّ، وهي جمع ظلٍّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن قتادة، في قوله: {ممّا خلق ظلالاً} قال: " الشّجر "
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالاً} إي واللّه، من الشّجر ومن غيرها "
وقوله: {وجعل لكم من الجبال أكنانًا} يقول: وجعل لكم من الجبال مواضع تسكنون فيها، وهي جمع كنٍّ كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {وجعل لكم من الجبال أكنانًا} يقول: غيرانًا من الجبال يسكن فيها وقوله " {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ} يعني ثياب القطن، والكتّان، والصّوف، وقمصها، كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ} من القطن والكتّان والصّوف "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {سرابيل تقيكم الحرّ} قال: " القطن والكتّان "
وقوله: {سرابيل تقيكم بأسكم} يقول: ودروعًا تقيكم بأسكم، والبأس: هو الحرب، والمعنى: تقيكم في بأسكم السّلاح أن يصل إليكم، كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {وسرابيل تقيكم بأسكم} من هذا الحديد "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وسرابيل تقيكم بأسكم} قال: " هي سرابيل من حديدٍ "
وقوله: {كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون} يقول تعالى ذكره: كما أعطاكم ربّكم هذه الأشياء الّتي وصفها في هذه الآيات نعمةً منه بذلك عليكم، فكذا يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون يقول: لتخضعوا للّه بالطّاعة، وتذلّ منكم بتوحيده النّفوس، وتخلصوا له العبادة
- وقد روي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأ: ( لعلّكم تسلمون ) بفتح التّاء
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن حنظلة، عن شهر بن حوشبٍ، قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: " ( لعلّكم تسلمون )، قال: يعني من الجراح "
- حدّثنا أحمد بن يوسف قال: حدّثنا القاسم بن سلاّمٍ، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن حنظلة السّدوسيّ، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأها: " لعلّكم تسلمون " قال من الجراحات، قال أحمد بن يوسف: قال أبو عبيدٍ: يعني بفتح التّاء
واللاّم فتأويل الكلام على قراءة ابن عبّاسٍ هذه: كذلك يتمّ نعمته عليكم بما جعل لكم من السّرابيل الّتي تقيكم بأسكم، لتسلموا من السّلاح في حروبكم.
والقراءة الّتي لا أستجيز القراءة بخلافها بضمّ التّاء من قوله: {لعلّكم تسلمون} وكسر اللاّم من أسلمت تسلم يا هذا، لإجماع الحجّة من قرّاء الأمصار عليها.
فإن قال لنا قائلٌ: وكيف جعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ، فخصّ بالذّكر الحرّ دون البرد، وهي تقي الحرّ والبرد؟ أم كيف قيل: {وجعل لكم من الجبال أكنانًا} وترك ذكر ما جعل لهم من السّهل؟
قيل له: قد اختلف في السّبب الّذي من أجله جاء التّنزيل كذلك، وسنذكر ما قيل في ذلك ثمّ ندلّ على أولى الأقوال في ذلك بالصّواب.
فروي عن عطاءٍ الخراسانيّ في ذلك ما؛
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه، قال: " إنّما نزل القرآن على قدر معرفتهم، ألا ترى إلى قول اللّه تعالى ذكره: {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالاً، وجعل لكم من الجبال أكنانًا} وما جعل لهم من السّهول أعظم وأكثر، ولكنّهم كانوا أصحاب جبالٍ، ألا ترى إلى قوله: {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حينٍ} وما جعل لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر، ولكنّهم كانوا أصحاب وبرٍ وشعرٍ ألا ترى إلى قوله: {وينزّل من السّماء من جبالٍ فيها من بردٍ}، يعجّبهم من ذلك؟ وما أنزل من الثّلج أعظم وأكثر، ولكنّهم كانوا لا يعرفون به، ألا ترى إلى قوله: {سرابيل تقيكم الحرّ} وما تقي من البرد، أكثر وأعظم؟ ولكنّهم كانوا أصحاب حرٍّ ".
فالسّبب الّذي من أجله خصّ اللّه تعالى ذكره السّرابيل بأنّها تقي الحرّ دون البرد على هذا القول، هو أنّ المخاطبين بذلك كانوا أصحاب حرٍّ فذكر اللّه تعالى ذكره بذلك نعمته عليهم بما يقيهم مكروه ما به عرفوا مكروهه دون ما لم يعرفوا مبلغ مكروهه، وكذلك ذلك في سائر الأحرف الأخر.
وقال آخرون: ذكر ذلك خاصّةً اكتفاءً بذكر أحدهما من ذكر الآخر، إذ كان معلومًا عند المخاطبين به معناه، وأنّ السّرابيل الّتي تقي الحرّ تقي أيضًا البرد وقالوا: ذلك موجودٌ في كلام العرب مستعملٌ، واستشهدوا لقولهم بقول الشّاعر:
وما أدري إذا يمّمت وجهًا = أريد الخير أيّهما يليني
فقال: أيّهما يليني: يريد الخير أو الشّرّ، وإنّما ذكر الخير لأنّه إذا أراد الخير فهو يتّقي الشّرّ.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب، قول من قال: إنّ القوم خوطبوا على قدر معرفتهم، وإن كان في ذكر بعض ذلك دلالةٌ على ما ترك ذكره لمن عرف المذكور والمتروك، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره إنّما عدّد نعمه الّتي أنعمها على الّذين قصدوا بالذّكر في هذه السّورة دون غيرهم، فذكر أياديه عندهم). [جامع البيان: 14/320-324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 81 - 83.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والله جعل لكم مما خلق ظلالا} قال: من الشجر ومن غيرها {وجعل لكم من الجبال أكنانا} قال: غارات يسكن فيها، {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} من القطن والكتان والصوف {وسرابيل تقيكم بأسكم} من الحديد {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم). [الدر المنثور: 9/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الكسائي عن حمزة عن الأعمش وأبي بكر وعاصم أنهم قرأوا {لعلكم تسلمون} برفع التاء من أسلمت). [الدر المنثور: 9/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {سرابيل تقيكم الحر} قال: يعني الثياب {وسرابيل تقيكم بأسكم} قال: يعني الدروع والسلاح {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} يعني من الجراحات، وكان ابن عباس يقرؤها {تسلمون}). [الدر المنثور: 9/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه: أن أعرابيا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} قال الأعرابي: نعم قال: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها} قال الأعرابي: نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} فولى الأعرابي فأنزل الله {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}). [الدر المنثور: 9/93-94]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين (82) يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها وأكثرهم الكافرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فإن أدبر هؤلاء المشركون يا محمّد عمّا أرسلتك به إليهم من الحقّ، فلم يستجيبوا لك وأعرضوا عنه، فما عليك من لومٍ ولا عذلٍ، لأنّك قد أدّيت ما عليك في ذلك، إنّه ليس عليك إلاّ بلاغهم ما أرسلت به.
ويعني بقوله {المبين} الّذي يبين لمن سمعه حتّى يفهمه). [جامع البيان: 14/324-325]

تفسير قوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن السدي في قوله: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال: هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم [الآية: 83]). [تفسير الثوري: 166]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في المعنيّ بالنّعمة الّتي أخبر اللّه تعالى ذكره عن هؤلاء المشركين أنّهم ينكرونها مع معرفتهم بها، فقال بعضهم: هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عرفوا نبوّته ثمّ جحدوها وكذّبوه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ: {يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها} قال: " محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن السّدّيّ، مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّهم يعرفون أنّ ما عدّد اللّه تعالى ذكره في هذه السّورة من النّعم من عند اللّه، وأنّ اللّه هو المنعم بذلك عليهم، ولكنّهم ينكرون ذلك، فيزعمون أنّهم ورثوه عن آبائهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها} قال: " هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها، والسّرابيل من الحديد والثّياب، تعرف هذا كفّار قريشٍ، ثمّ تنكره بأن تقول: هذا كان لآبائنا، فروّحونا إيّاه ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، إلاّ أنّه، قال: " فورّثونا إيّاها "
- وزاد في الحديث عن ابن جريجٍ، قال ابن جريجٍ: قال عبد اللّه بن كثيرٍ: " يعلمون أنّ اللّه خلقهم وأعطاهم ما أعطاهم، فهو معرفتهم نعمته، ثمّ إنكارهم إيّاها كفرهم بعد "
وقال آخرون في ذلك، ما
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عمرٍو، عن أبي إسحاق الفزاريّ، عن ليثٍ، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة: {يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها} قال: " إنكارهم إيّاها، أن يقول الرّجل: لولا فلانٌ ما كان كذا وكذا، ولولا فلانٌ ما أصبت كذا وكذا ".
وقال آخرون: معنى ذلك أنّ الكفّار إذا قيل لهم: من رزقكم، أقرّوا بأنّ اللّه هو الّذي رزقهم، ثمّ ينكرون ذلك بقولهم: رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب وأشبهها بتأويل الآية، قول من قال: عني بالنّعمة الّتي ذكرها اللّه في قوله {يعرفون نعمة اللّه} النّعمة عليهم بإرسال محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم داعيًا إلى ما بعثه بدعائهم إليه، وذلك أنّ هذه الآية بين آيتين كلتاهما خبرٌ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعمّا بعث به، فأولى ما بينهما أن يكون في معنى ما قبله وما بعده، إذ لم يكن معنًى يدلّ على انصرافه عمّا قبله وعمّا بعده فالّذي قبل هذه الآية قوله: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها} وما بعده: {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وهو رسولها فإذا كان ذلك كذلك، فمعنى الآية: يعرف هؤلاء المشركون باللّه نعمة اللّه عليهم يا محمّد بك، ثمّ ينكرونك ويجحدون نبوّتك {وأكثرهم الكافرون} يقول: وأكثر قومك الجاحدون نبوّتك، لا المقرّون بها). [جامع البيان: 14/325-327]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب يقول يعرف هذا كفار قريش ثم ينكرونه ويقولون كان هذا لآبائنا فورثناها منهم). [تفسير مجاهد: 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال: هي المساكن والأنعام وما ترزقون منها وسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش ثم تنكره بأن تقول: هذا كان لآبائنا فورثونا إياه). [الدر المنثور: 9/94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في الآية قال: يعلمون أن خلقهم وأعطاهم بعدما أعطاهم يكفرون فهو معرفهم نعمته ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد). [الدر المنثور: 9/94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله في قوله: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال: إنكارهم إياها أن يقول الرجل: لولا فلان أصابني كذا وكذا ولولا فلان لم أصب كذا وكذا). [الدر المنثور: 9/94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال محمد: ولفظ ابن أبي حاتم قال: هذا في حديث أبي جهل والأخنس حين سأل الأخنس أبا جهل عن محمد: فقال: هو نبي). [الدر المنثور: 9/95]


رد مع اقتباس