عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 05:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فحملته فانتبذت به مكانًا قصيًّا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا (23)}
يقول تعالى مخبرًا عن مريم أنّها لـمّا قال لها جبريل عن اللّه تعالى ما قال، إنّها استسلمت لقضاء اللّه تعالى فذكر غير واحدٍ من علماء السّلف أنّ الملك -وهو جبريل عليه السّلام-عند ذلك نفخ في جيب درعها، فنزلت النّفخة حتّى ولجت في الفرج، فحملت بالولد بإذن اللّه تعالى. فلمّا حملت به ضاقت ذرعًا به ولم تدر ماذا تقول للنّاس، فإنّها تعلم أنّ النّاس لا يصدّقونها فيما تخبرهم به، غير أنّها أفشت سرّها وذكرت أمرها لأختها امرأة زكريّا. وذلك أنّ زكريّا عليه السّلام، كان قد سأل اللّه الولد، فأجيب إلى ذلك، فحملت امرأته، فدخلت عليها مريم فقامت إليها فاعتنقتها، وقالت: أشعرت يا مريم أنّي حبلى؟ فقالت لها مريم: وهل علمت أيضًا أنّي حبلى؟ وذكرت لها شأنها وما كان من خبرها وكانوا بيت إيمانٍ وتصديقٍ، ثمّ كانت امرأة زكريّا بعد ذلك إذا واجهت مريم تجد الّذي في جوفها يسجد للّذي في بطن مريم، أي: يعظّمه ويخضع له، فإنّ السّجود كان في ملّتهم عند السّلام مشروعًا، كما سجد ليوسف أبواه وإخوته، وكما أمر اللّه الملائكة أن تسجد لآدم، عليه السّلام، ولكن حرّم في ملّتنا هذه تكميلًا لتعظيم جلال الرّبّ تعالى.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكينٍ وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرّحمن بن القاسم قال: قال مالكٌ رحمه اللّه: بلغني أنّ عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريّا ابنا خالةٍ، وكان حملهما جميعًا معًا، فبلغني أنّ أمّ يحيى قالت لمريم: إنّي أرى أنّ ما في بطني يسجد لما في بطنك. قال مالكٌ: أرى ذلك لتفضيل عيسى عليه السّلام؛ لأنّ اللّه جعله يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص.
ثمّ اختلف المفسّرون في مدّة حمل عيسى عليه السّلام فالمشهور عن الجمهور أنّها حملت به تسعة أشهرٍ. وقال عكرمة: ثمانية أشهرٍ -قال: ولهذا لا يعيش ولدٌ لثمانية أشهرٍ.
وقال ابن جريج: أخبرني المغيرة بن عثمان بن عبد اللّه الثّقفيّ، سمع ابن عبّاسٍ وسئل عن حبل مريم، قال: لم يكن إلّا أن حملت فوضعت.
وهذا غريبٌ، وكأنّه أخذه من ظاهر قوله تعالى: {فحملته فانتبذت به مكانًا قصيًّا فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة} فالفاء وإن كانت للتّعقيب، ولكنّ تعقيب كلّ شيءٍ بحسبه، كما قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ثمّ جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ ثمّ خلقنا النّطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظامًا} [المؤمنون: 12 -14] فهذه الفاء للتّعقيب بحسبها. وقد ثبت في الصّحيحين: أنّ بين كلّ صفتين أربعين يومًا وقال تعالى: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فتصبح الأرض مخضرّةً} [الحجّ: 63] فالمشهور الظّاهر -واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ-أنّها حملت به كما تحمل النّساء بأولادهنّ؛ ولهذا لـمّا ظهرت مخايل الحمل عليها وكان معها في المسجد رجلٌ صالحٌ من قراباتها يخدم معها البيت المقدّس، يقال له: يوسف النّجّار، فلمّا رأى ثقل بطنها وكبره، أنكر ذلك من أمرها، ثمّ صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها، ثمّ تأمّل ما هي فيه، فجعل أمرها يجوس في فكره، لا يستطيع صرفه عن نفسه، فحمل نفسه على أن عرّض لها في القول، فقال: يا مريم، إنّي سائلك عن أمرٍ فلا تعجلي عليّ. قالت: وما هو؟ قال: هل يكون قطّ شجرٌ من غير حبٍّ؟ وهل يكون زرعٌ من غير بذرٍ؟ وهل يكون ولدٌ من غير أبٍ؟ فقالت: نعم -فهمت ما أشار إليه-أمّا قولك: "هل يكون شجرٌ من غير حبٍّ وزرعٌ من غير بذرٍ؟ " فإنّ اللّه قد خلق الشّجر والزّرع أوّل ما خلقهما من غير حبٍّ، ولا بذرٍ "وهل خلقٌ يكون من غير أبٍ؟ " فإنّ اللّه قد خلق آدم من غير أبٍ ولا أمٍّ. فصدّقها، وسلّم لها حالها.
ولـمّا استشعرت مريم من قومها اتّهامها بالرّيبة، انتبذت منهم مكانًا قصيًّا، أي: قاصيًا منهم بعيدًا عنهم؛ لئلّا تراهم ولا يروها.
قال محمّد بن إسحاق: فلمّا حملت به وملأت قلّتها ورجعت، استمسك عنها الدّم وأصابها ما يصيب الحامل على الولد من الوصب والتّرحّم وتغيّر اللّون، حتّى فطر لسانها، فما دخل على أهل بيتٍ ما دخل على آل زكريّا، وشاع الحديث في بني إسرائيل، فقالوا: "إنّما صاحبها يوسف"، ولم يكن معها في الكنيسة غيره، وتوارت من النّاس، واتّخذت من دونهم حجابًا، فلا يراها أحد ولا تراه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 221-223]

تفسير قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة} [أي: فاضطرّها وألجأها الطّلق إلى جذع النّخلة] وهي نخلةٌ في المكان الّذي تنحّت إليه.
وقد اختلفوا فيه، فقال السّدّيّ: كان شرقيّ محرابها الّذي تصلّي فيه من بيت المقدس.
وقال وهب بن منبّه: ذهبت هاربةً، فلمّا كانت بين الشّام وبلاد مصر، ضربها الطّلق. وفي روايةٍ عن وهبٍ: كان ذلك على ثمانية أميالٍ من بيت المقدس، في قريةٍ هناك يقال لها: "بيت لحمٍ".
قلت: وقد تقدّم في حديث الإسراء، من رواية النّسائيّ عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، والبيهقيّ عن شدّاد بن أوسٍ، رضي اللّه عنه: أنّ ذلك ببيت لحمٍ، فاللّه أعلم، وهذا هو المشهور الّذي تلقّاه النّاس بعضهم عن بعضٍ، ولا يشكّ فيه النّصارى أنّه ببيت لحمٍ، وقد تلقّاه النّاس. وقد ورد به الحديث إن صحّ.
وقوله تعالى إخبارًا عنها: {قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا} فيه دليلٌ على جواز تمنّي الموت عند الفتنة، فإنّها عرفت أنّها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الّذي لا يحمل النّاس أمرها فيه على السّداد، ولا يصدّقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدةً ناسكةً، تصبح عندهم فيما يظنّون عاهرةً زانيةً، فقالت: {يا ليتني متّ قبل هذا} أي قبل هذا الحال، {وكنت نسيًا منسيًّا} أي لم أخلق ولم أك شيئًا. قاله ابن عبّاسٍ.
وقال السّدّيّ: قالت وهي تطلق من الحبل -استحياءً من النّاس: يا ليتني متّ قبل هذا الكرب الّذي أنا فيه، والحزن بولادتي المولود من غير بعل {وكنت نسيًا منسيًّا} نسي فترك طلبه، كخرق الحيض إذا ألقيت وطرحت لم تطلب ولم تذكر. وكذلك كلّ شيءٍ نسي وترك فهو نسيّ.
وقال قتادة: {وكنت نسيًا منسيًّا} أي: شيئًا لا يعرف، ولا يذكر، ولا يدرى من أنا.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {وكنت نسيًا منسيًّا} وهو السّقط.
وقال ابن زيدٍ: لم أكن شيئًا قطّ.
وقد قدّمنا الأحاديث الدّالّة على النّهي عن تمنّي الموت إلّا عند الفتنة، عند قوله: {توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} [يوسف: 101]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 223]

تفسير قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فناداها من تحتها ألّا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريًّا (24) وهزّي إليك بجذع النّخلة تساقط عليك رطبًا جنيًّا (25) فكلي واشربي وقرّي عينًا فإمّا ترينّ من البشر أحدًا فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا فلن أكلّم اليوم إنسيًّا (26)}
قرأ بعضهم {من تحتها} بمعنى الّذي تحتها. وقرأ آخرون: {من تحتها} على أنّه حرف جرٍّ.
واختلف المفسّرون في المراد بذلك من هو؟ فقال العوفيّ وغيره، عن ابن عبّاسٍ: {فناداها من تحتها} جبريل، ولم يتكلّم عيسى حتّى أتت به قومها، وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، والضّحّاك، وعمرو بن ميمونٍ، والسّدّيّ، وقتادة: إنّه الملك جبريل عليه الصّلاة والسّلام، أي: ناداها من أسفل الوادي.
وقال مجاهدٌ: {فناداها من تحتها} قال: عيسى ابن مريم، وكذا قال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة قال: قال الحسن: هو ابنها. وهو إحدى الرّوايتين عن سعيد بن جبيرٍ: أنّه ابنها، قال: أولم تسمع اللّه يقول: {فأشارت إليه} [مريم: 29]؟ واختاره ابن زيدٍ، وابن جريرٍ في تفسيره
وقوله: {ألا تحزني} أي: ناداها قائلًا لا تحزني، {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} قال سفيان الثّوريّ وشعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} قال: الجدول. وكذا قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: السّريّ: النّهر. وبه قال عمرو بن ميمونٍ: نهرٌ تشرب منه.
وقال مجاهدٌ: هو النّهر بالسّريانيّة.
وقال سعيد بن جبير: السّريّ: النّهر الصّغير بالنّبطيّة.
وقال الضّحّاك: هو النّهر الصّغير بالسّريانيّة.
وقال إبراهيم النّخعي: هو النّهر الصّغير.
وقال قتادة: هو الجدول بلغة أهل الحجاز.
وقال وهب بن منبّه: السّريّ: هو ربيع الماء.
وقال السّدّيّ: هو النّهر، واختار هذا القول ابن جريرٍ. وقد ورد في ذلك حديثٌ مرفوعٌ، فقال الطّبرانيّ:
حدّثنا أبو شعيبٍ الحرّاني: حدّثنا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي حدّثنا أيّوب بن نهيك، سمعت عكرمة مولى ابن عبّاسٍ يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ السّريّ الّذي قال اللّه لمريم: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} نهرٌ أخرجه اللّه لتشرب منه" وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا من هذا الوجه. وأيّوب بن نهيكٍ هذا هو الحبليّ قال فيه أبو حاتمٍ الرّازيّ: ضعيفٌ. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وقال آخرون: المراد بالسّريّ: عيسى، عليه السّلام، وبه قال الحسن، والرّبيع بن أنسٍ، ومحمّد بن عبّاد بن جعفرٍ. وهو إحدى الرّوايتين عن قتادة، وقول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، والقول الأوّل أظهر؛ ولهذا قال بعده: {وهزّي إليك بجذع النّخلة} أي: وخذي إليك بجذع النّخلة. قيل: كانت يابسةً، قاله ابن عبّاسٍ. وقيل: مثمرةً. قال مجاهدٌ: كانت عجوةً. وقال الثّوريّ، عن أبي داود نفيع الأعمى: كانت صرفانة
والظّاهر أنّها كانت شجرةً، ولكن لم تكن في إبّان ثمرها، قاله وهب بن منبّهٍ؛ ولهذا امتنّ عليها بذلك، أن جعل عندها طعامًا وشرابًا، فقال: {تساقط عليك رطبًا جنيًّا فكلي واشربي وقرّي عينًا} أي: طيبي نفسًا؛ ولهذا قال عمرو بن ميمونٍ: ما من شيءٍ خيرٌ للنّفساء من التّمر والرّطب، ثمّ تلا هذه الآية الكريمة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا شيبان، حدّثنا مسرور بن سعيدٍ التّميميّ حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرٍو الأوزاعيّ، عن عروة بن رويم، عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أكرموا عمّتكم النّخلة، فإنّها خلقت من الطّين الّذي خلق منه آدم عليه السّلام، وليس من الشّجر شيءٌ يلقّح غيرها". وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطبٌ فتمرٌ، وليس من الشّجرة شجرةٌ أكرم على اللّه من شجرةٍ نزلت تحتها مريم بنت عمران".
هذا حديثٌ منكرٌ جدًّا، ورواه أبو يعلى، عن شيبان، به
وقرأ بعضهم قوله: "تسّاقط" بتشديد السّين، وآخرون بتخفيفها، وقرأ أبو نهيك: {تساقط عليك رطبًا جنيًّا} وروى أبو إسحاق عن البراء: أنّه قرأها: "تساقط" أي: الجذع. والكلّ متقاربٌ.
وقوله: {فإمّا ترينّ من البشر أحدًا} أي: مهما رأيت من أحدٍ، {فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا فلن أكلّم اليوم إنسيًّا} المراد بهذا القول: الإشارة إليه بذلك. لا أنّ المراد به القول اللّفظيّ؛ لئلّا ينافي: {فلن أكلّم اليوم إنسيًّا}
قال أنس بن مالكٍ في قوله: {إنّي نذرت للرّحمن صومًا} أي: صمتًا وكذا قال ابن عبّاسٍ، والضّحّاك. وفي روايةٍ عن أنسٍ: "صومًا وصمتًا"، وكذا قال قتادة وغيرهما.
والمراد أنّهم كانوا إذا صاموا في شريعتهم يحرم عليهم الطّعام والكلام، نصّ على ذلك السدي، وقتادة، وعبد الرّحمن بن زيدٍ.
وقال أبو إسحاق، عن حارثة قال: كنت عند ابن مسعودٍ، فجاء رجلان فسلّم أحدهما ولم يسلّم الآخر، فقال: ما شأنك؟ قال أصحابه: حلف ألّا يكلّم النّاس اليوم. فقال عبد اللّه بن مسعودٍ: كلّم النّاس وسلّم عليهم، فإنّما تلك امرأةٌ علمت أنّ أحدًا لا يصدّقها أنّها حملت من غير زوجٍ. يعني بذلك مريم، عليها السّلام؛ ليكون عذرًا لها إذا سئلت. ورواه ابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ، رحمهما اللّه.
وقال عبد الرّحمن بن زيدٍ: لمّا قال عيسى لمريم: {ألا تحزني} قالت: وكيف لا أحزن وأنت معي؟! لا ذات زوجٍ ولا مملوكةٌ، أيّ شيءٍ عذري عند النّاس؟ يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا، قال لها عيسى: أنا أكفيك الكلام: {فإمّا ترينّ من البشر أحدًا فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا فلن أكلّم اليوم إنسيًّا} قال: هذا كلّه من كلام عيسى لأمّه. وكذا قال وهبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 223-226]

رد مع اقتباس