عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 رجب 1433هـ/30-05-2012م, 11:26 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

بدء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

أوّل ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي: الرؤيا الصالحة.
قالَ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ البخاريُّ(ت:256هـ): (حدّثنا يحيى بن بكيرٍ قال حدّثنا اللّيث عن عقيلٍ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزّبير عن عائشة أمّ المؤمنين أنّها قالت: (أوّل ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح) ). [صحيح البخاري/كتاب بدء الوحي]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ محمد ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (من الوحي) يحتمل أن تكون من تبعيضية أي من أقسام الوحي، ويحتمل أن تكون بيانية، ورجحه القزاز.
والرؤيا الصالحة وقع في رواية معمر ويونس عند المصنف في التفسير الصادقة، وهي التي ليس فيها ضغث.
وبدئ بذلك ليكون تمهيدا وتوطئة لليقظة، ثم مهد له في اليقظة أيضا رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر.
قوله: (في النوم) لزيادة الإيضاح أو ليخرج رؤيا العين في اليقظة لجواز إطلاقها مجازا.
قوله: (مثلَ فلق الصبح) بنصب مثل على الحال أي مشبهة ضياء الصبح، أو على أنه صفة لمحذوف أي جاءت مجيئا مثل فلق الصبح.
والمراد بفلق الصبح ضياؤه وخصَّ بالتشبيه لظهوره الواضح الذي لا شك فيه). [فتح الباري:؟؟]


مدة الرؤيا
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر، وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة). [فتح الباري:]

ما قيل في الحكمة من بدء الوحي بالرؤيا
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (فقول أم المؤمنين عائشة: (أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) يُقوّي ما ذكره محمد بن إسحاق بن يسار عن عبيد بن عمر الليثي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فجاءني جبريل وأنا نائم بنمطٍ من ديباج فيه كتاب؛ فقال: اقرأ، فقلت ما اقرأ؟ فغتّني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني..)) وذكر نحو حديث عائشة سواء؛ فكان هذا كالتوطئة لما يأتي بعده من اليقظة، وقد جاء مصرحا بهذا في مغازي موسى بن عقبة عن الزهري أنه رأى ذلك في المنام ثم جاءه الملك في اليقظة.
وقد قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جناب بن الحارث، حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، قال: (إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحي بعدُ).
وهذا من قِبَل علقمة بن قيس نفسه، وهو كلام حسن يؤيده ما قبله ويؤيده ما بعده). [البداية والنهاية:3/7]
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (قال أبو شامة: (وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عجائب قبل بعثته فمن ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لاعرفه الآن)انتهى كلامه). [البداية والنهاية:3/9]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ محمد ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت:852هـ): (وقد وقع في رواية أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه يرى في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد، صرخ جبريل: يا محمد؛ فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا، فرفع بصره؛ فإذا هو على أفق السماء؛ فقال: يا محمد جبريل جبريل فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئا ثم خرج عنهم فناداه فهرب ثم استعلن له جبريل من قبل حراء فذكر قصة اقرائه اقرأ باسم ربك ورأى حينئذ جبريل له جناحان من ياقوت يختطفان البصر، وهذا من رواية بن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة ضعيف.
وقد ثبت في صحيح مسلم من وجه آخر عن عائشة مرفوعا لم أره يعني جبريل على صورته التي خلق عليها الا مرتين وبين أحمد في حديث بن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها والثانية عند المعراج وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة في أجياد وهذا يقوي رواية بن لهيعة وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله تعالى ووقع في السيرة التي جمعها سليمان التيمي فرواها محمد بن عبد الأعلى عن ولده معتمر بن سليمان عن أبيه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم في حراء وأقرأه أقرأ باسم ربك ثم انصرف فبقي مترددا فأتاه من أمامه في صورته فرأى أمرا عظيما). [فتح الباري:؟؟]

خبر نزول جبريل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدّثنا يحيى بن بكيرٍ قال حدّثنا اللّيث عن عقيلٍ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزّبير عن عائشة أمّ المؤمنين أنّها قالت: أوّل ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراءٍ؛ فيتحنّث فيه - وهو التّعبّد - اللّياليَ ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة؛ فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراءٍ؛ فجاءه الملك فقال: اقرأ
قال: (( ما أنا بقارئٍ ))
قال: (( فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني؛ فقال: اقرأ.
قلت: ما أنا بقارئٍ؛ فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني؛ فقال: اقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئٍ؛ فأخذني فغطّني الثّالثة، ثمّ أرسلني؛ فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3)} )).
فرجع بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلدٍ رضي اللّه عنها فقال: (( زمّلوني زمّلوني )) فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع؛ فقال لخديجة وأخبرها الخبر: (( لقد خشيت على نفسي )).
فقالت خديجة: كلّا واللّه، ما يخزيك اللّه أبدًا، إنّك لتصل الرّحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتقري الضّيف وتعين على نوائب الحقّ.
فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابنَ عمّ خديجة، وكان امرأً قد تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء اللّه أن يكتب وكان شيخًا كبيرًا قد عمي؛ فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا النّاموس الّذي نزّل اللّه على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أومخرجيّ هم.
قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزّرًا، ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّي، وفتر الوحي.
قال ابن شهابٍ وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال - وهو يحدّث عن فترة الوحي- فقال في حديثه: (( بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء فرفعت بصري فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ جالس على كرسيٍّ بين السّماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت زمّلوني زمّلوني؛ فأنزل اللّه تعالى: { يا أيّها المدّثّر قم فأنذر إلى قوله والرّجز فاهجر } )).
فحمي الوحي وتتابع).
تابعه عبد اللّه بن يوسف وأبو صالحٍ، وتابعه هلال بن ردّادٍ عن الزّهريّ، وقال يونس ومعمر: بوادره). [صحيح البخاري:؟؟]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، كانت تجيء مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان بحراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق فقال: يا محمد أنت رسول الله.
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فجثوت لركبتي، ثم تزحفت يرجف فؤادي فدخلت –يريد على خديجة- فقلت: زملوني، حتى ذهب عني الروع، ثم أتاني فقال: يا محمد أنت رسول الله، فلقد هممت أن أطرح نفسي من جبل، فتبدى لي حين هممت بذلك فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله. فقال: اقرأ: فقلت ما أقرأ.
فأخذني فغتني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد.
فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقرأت.
فأتيت خديجة فقلت: لقد أشفقت على نفسي، فأخبرتها خبري.
فقالت: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل بن أسد، فقالت: اسمع من ابن أخيك، فسألني، فأخبرته، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران، ليتني أكون فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك.
قلت: أمخرجي هم؟! قال: نعم، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به إلا عودي، ولئن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا)).) [جمال القراء :1/5-6]

ما قيل في سبب تعبّد النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (وإنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخلاء والانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الاوثان والسجود للأصنام، وقويت محبته للخلوة عند مقاربة إيحاء الله إليه صلوات الله وسلامه عليه.
وقد ذكر محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة - قال: وكان واعية - عن بعض أهل العلم قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة يتنسك فيه.
وكان من نسك قريش في الجاهلية، يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا انصرف من مجاورته وقضائه لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة.
وهكذا روى عن وهب بن كيسان أنه سمع عبيد بن عمير يحدث عبد الله بن الزبير مثل ذلك، وهذا يدل على أن هذا كان من عادة المتعبدين في قريش أنهم يجاورون في حراء للعبادة، ولهذا قال أبو طالب في قصيدته المشهورة:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه......وراق ليرقى في حراء ونازل
هكذا صوابه على رواية هذا في البيت كما ذكره السهيلي وأبو شامة وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمهم الله، وقد تصحف على بعض الرواة فقال فيه: (وراق ليرقى في حر ونازل) وهذا ركيك ومخالف للصواب والله أعلم). [البداية والنهاية:3/9]

ما قيل في خبر توكيل إسرافيل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين
قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي: (ت:458هـ): (أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن عامر قال: « نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل القرآن فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل ، عليه السلام ، فنزل القرآن على لسانه عشرين : عشرا بمكة ، وعشرا بالمدينة ، فمات وهو ابن ثلاث وستين صلى الله عليه وسلم » ). [دلائل النبوة:؟؟]
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (عُمْرُهُ صلى الله عليه وسلم وقت بعثته وتاريخها
قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشئ، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة عشرا بمكة وعشرا بالمدينة.
فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
فهذا إسناد صحيح إلى الشعبي وهو يقتضي أن اسرافيل قُرِن معه بعد الاربعين ثلاث سنين ثم جاءه جبريل.
وأما الشيخ شهاب الدين أبو شامة فإنه قد قال: وحديث عائشة لا ينافي هذا فإنه يجوز أن يكون أول أمره الرؤيا، ثم وكل به إسرافيل في تلك المدة التي كان يخلو فيها بحراء؛ فكان يلقي إليه الكلمة بسرعة ولا يقيم معه تدريجا له وتمرينا إلى أن جاءه جبريل؛ فعلمه بعدما غطه ثلاث مرات، فحكت عائشة ما جرى له مع جبريل ولم تحك ما جرى له مع إسرافيل اختصارا للحديث، أو لم تكن وقفت على قصة إسرافيل). [البداية والنهاية:3/8]
قلت: (لأبي شامة رسالة مطبوعة بعنوان "شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى").
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشعبي أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق، وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر.
وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة، وابتداء وحي اليقظة وقع في رمضان.
وليس المراد بفترة الوحي المقدره بثلاث سنين وهي ما بين نزول أقرأ ويا أيها المدثر عدم مجيء جبريل إليه بل تأخر نزول القرآن فقط.
ثم راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد ولفظه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي: أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه؛ فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل؛ فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة) وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ: (بعث لأربعين ووكل به إسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل)
فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة؛ فقد قيل: ثلاث عشرة، وقيل: عشر ولا يتعلق ذلك بقدر مدة الفترة والله أعلم.
وقد حكى بن التين هذه القصة لكن وقع عنده ميكائيل بدل إسرافيل، وأنكر الواقدي هذه الرواية المرسلة، وقال: لم يقرن به من الملائكة إلا جبريل) انتهى، ولا يخفى ما فيه؛ فإن المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم).
[فتح الباري:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة: أخرج الإمام أحمد في تاريخه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة .
قال ابن عساكر والحكمة في توكيل إسرافيل أنه الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ونبوته صلى الله عليه وسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي كما وكل بذي القرنين ريافيل الذي يطوي الأرض وبخالد بن سنان مالك خازن النار .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سابط قال في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة فوكل ثلاثة بحفظه إلى يوم القيامة من الملائكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء وبالنصر عند الحروب وبالمهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوما ووكل ميكائيل بالقطر والنبات ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء .
وأخرج أيضا عن عطاء بن السائب قال أول ما يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله على رسله). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]


رد مع اقتباس