عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفجر

[ من الآية (1) إلى الآية (14) ]
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}

قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1)}
قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}
قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والشّفع والوتر (3).
قرأ حمزة والكسائي " والوتر " بكسر الواو.
وقرأ الباقون " الوتر " بفتح الواو.
قال أبو منصور: هما لغتان، يقال للفرد: وتر، ووتر.
وكذلك الذّحل وتر، ووتر.
وقيل في التفسير: الشفع والوتر: إن الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة.
وقيل: الوتر من أسماء الله، معناه: الواحد.
والشفع: الخلق خلقوا أزواجًا وقيل: الأعداد كلها شفع ووتر). [معاني القراءات وعللها: 3/142]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {والشفع والوتر} [3].
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: {والوتر} بفتح الواو.
وقرأ الباقون: {الوتر} بالكسر. فقال أهل العربية: هما لغتان وتر ووتر.
وقال آخرون: الوتر: الفرد، والوتر: في الذحل والعداوة، من قولهم: قد وتر فلان إذا قتل أهله وأصيب ببلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» فهذا الحديث يصحح أن الصلاة الوسطى [صلاة] العصر؛ لأن تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الصلاة دون غيرها، والأمر بالمحافظة عليها تبيين لقوله تعالى: {حافظوا على الصلوت والصلوة الوسطي} ويؤيد ذلك الحديث الآخر: «شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/476]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ حمزة والكسائي: والشفع والوتر [3] كسرا، وقرأ الباقون: والوتر بفتح الواو.
الفتح لغة أهل الحجاز، والكسر لغة تميم. حدّثنا محمد بن السري أن الأصمعي قال: كل فرد وتر وأهل الحجاز يفتحون ويقولون: وتر في الفرد، ويكسرون الوتر في الذّحل، ومن تحتهم من قيس وتميم يسوّونهما في الكسر، فيقال في الوتر الذي هو الإفراد: أوترت فأنا أوتر إيتارا، أي: جعلت أمري وترا. قال: ويقال في الذّحل: وترته فأنا أتره وترا وترة. قال أبو بكر: قولهم: وترته، في الذّحل إنما هو أفردته من ماله وأهله، قال: وقال الفرّاء: التّرة:
الظلم، قال: وقال قتادة: والشفع والوتر إن من الصلاة شفعا، وإن منها وترا، وكان الحسن- رحمه اللّه- يقول: هو العدد، منه شفع ومنه وتر، وكان يقول: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة). [الحجة للقراء السبعة: 6/402]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والشّفع والوتر * واللّيل إذا يسر} 4 3
قرأ حمزة والكسائيّ {والشّفع والوتر} بكسر الواو وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان مثل الجسر والجسر). [حجة القراءات: 761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {وَالْوَتْرِ} قَرَأَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَالْفَتْحُ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَالْكَسْرُ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (وَالْوِتْرِ) [آيَةُ/ 3] بِكَسْرِ الْوَاوِ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَالْوَتْرِ} بِفَتْحِ الْوَاوِ.
وَرُوِيَ عَنْ يَعْقُوبَ بِالْكَسْرِ أَيْضًا عَلَى اخْتِلافٍ عَنْهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْوَتْرَ بِفَتْحِ الْوَاوِ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَالْوِتْرُ بِكَسْرِ الْوَاوِ لُغَةُ تَمِيمٍ). [الموضح: 1365]

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّيل إذا يسر (4).
قرأ ابن كثير ويعقوب (واللّيل إذا يسري) بياء في الوصل والوقف.
و"بالوادى " بياء في الوصل والوقف.
وقرأ الباقون " يسر " بغير ياء
[معاني القراءات وعللها: 3/142]
في الوصل والوقف.
وقرأ نافع وأبو عمرو (يسرى) بياء في الوصل، والوقف بغير ياء.
و (بالواد) بغير ياء في الوصل والوقف.
قال أبو منصور: من قرأ (يسر) بغير ياء فلأنه رأس آية وافقت رءوس آيات بغير ياء، ودلت كسرة الراء على الياء.
ومن قرأ (يسري) فلأنه الأصل.
واختير حذف الياء لأنها لم تثبت في المصحف). [معاني القراءات وعللها: 3/143]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والليل إذا يسر} [4].
قرأ ابن كثير: {يسري} بالياء؛ لأن الياء لام الفعل من سرى يسري مثل قضى يقضي، فأثبتها وصلاً، ووقفًا على الأصل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/476]
وكان أبو عمرو ونافع يثبتان الياء وصلا ويحذفانها وقفا ليكونا قد تبعا المصحف في الوقف، والأصل في الوصل.
وقرأ الباقون بغير ياء على لتوافق رؤوس الآي نحو: {والفجر وليال عشر... والوتر} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير: يسري* [الفجر/ 4] بالياء وصل أو وقف، وجابوا الصخر بالوادي [الفجر/ 9] مثله، وقرأ نافع بالياء في الوصل، وبغير ياء في الوقف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: يسر بغير ياء في وصل ولا وقف، وقال أبو عبيدة: كان الكسائي يقرأ: يسري* بالياء دهرا ثم رجع إلى غير ياء.
وقرأ أبو عمرو فيما روى عباس قال: سألت أبا عمرو فقرأ: يسر* جزم إذا وصل أو وقف، قال: وهي قراءته، وقال أبو زيد فيما أخبرني به أبو حاتم عن أبي زيد عن أبي عمرو يسر، في الوقف بغير ياء. قال: وهو لا يصل يسري*،
وقال عبيد عن أبي عمرو يسر: يقف عند كل آية، فإذا وصل قال: يسري*، وقال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ: إذا يسر يقف عندها لأنها رأس آية، فإذا كان وسط آية، أشبعها الجرّ مثل: ما كنا نبغي [الكهف/ 64] أثبت الياء، دعوة الداعي إذا دعاني [البقرة/ 186]، فإذا وقف قال: الداع*، وقال اليزيدي: الوصل بالياء والسكت بغير ياء على الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/403] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (واللّيل إذا يسري) بالياء في الوصل وأثبتها ابن كثير في الوقف لأن الياء لام الفعل من سرى يسري مثل قضى يقضي فوقف على الأصل ومن أثبت الياء في الوصل وحذف في الوقف تبع المصحف في الوقف والأصل في الوصل وحذفها أهل الشّام والكوفة والكسرة تنوب عن الياء). [حجة القراءات: 761]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (إِذَا يَسْرِي) [آيَةُ/4] بِالْيَاءِ فِي الْحَالَيْنِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ كَثِيرٍ ويَعْقُوبُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّهُ مُضَارِعُ سَرَى، وَالأَصْلُ إِثْبَاتُ الْيَاءِ فِيهِ مِثْلُ قَضَى يَقْضِي، فَإِنَّ الْفِعْلَ لا يُحْذَفُ مِنْهُ فِي الْوَقْفِ كَمَا يُحْذَفُ مِنَ الأَسْمَاءِ نَحْوُ قَاضٍ.
[الموضح: 1365]
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو (يَسْرِي) بِالْيَاءِ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ فِي الْوَصْلِ أُجْرِيَ عَلَى أَصْلِهِ مِنْ إِثْبَاتِ الْيَاءِ؛ لأَنَّ الْوَصْلَ مَوْضِعٌ تَثْبُتُ فِيهِ الأُصُولُ.
وَحُذِفَتْ مِنْهُ الْيَاءُ، فِي حَالِ الْوَقْفِ؛ لأَنَّ الْوَقْفَ مَوْضِعُ تَغْيِيرٍ، سِيَّمَا إِذَا كَانَ فَاصِلَةً، وَهُوَ هَاهُنَا فَاصِلَةٌ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ {يَسْرِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مَوْضِعُ فَاصِلَةٍ، وَالْفَوَاصِلُ كَالْقَوَافِي، يُعْتَبَرُ فِيهَا التَّشَاكُلُ، فَلَمَّا كَانَتِ الآيُ الَّتِي قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا رَاءَاتٍ وَلَيْسَ فِيهَا يَاءَاتٌ، حُذِفَتِ الْيَاءُ أَيْضًا هَاهُنَا، إِرَادَةَ تَشَاكُلِ الْفَوَاصِلِ). [الموضح: 1366]

قوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد} [6].
كان أبو عمرو وحده يقرأ: {كيف فعل ربك} بالإدغام.
والباقون بالإظهار، لأن الياء قبل الفاء ساكنة، والإظهار أخف.
واتفق القراء على إجراء «عاد»إلا الحسن فإنه قرأ: {بعاد} غير مصروف جعله اسم قبيلة. واتفقوا على ترك الصرف من إرم؛ لأنهم جعلوه اسم بلدة لقوله: {ذات العماد} [7].
وروي عن الضحاك أنه قرأ: {بعاد أرم ذات العماد} أي: رمهم بالعذاب رما وأرمهم. واتفقوا على رفع اللام في قوله: {مثلها في البلاد} إلا ابن الزبير. فإنه قرأ: {لم يخلق مثلها} [8] على تقدير: لم يخلق الله مثلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/477]

قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ ابن عباس -وروى ذلك أيضا عن الضحاك-: [بِعَادٍ، أرَمَّ ذَاتُ الْعِمَادِ].
وروى أيضا عن الضحاك: [بِعَادٍ أرْمَ ذَاتِ الْعِمَادِ]، الألف مفتوحة، والراء ساكنة.
وروى عن ابن الزبير: [بِعَادٍ أرِمَ ذَاتِ الْعِمَادِ].
وروى عن ابن الزبير أيضا: [بِعَادِ إِرَمِ ذَاتِ الْعِمَادِ]، بكسر الميم.
[المحتسب: 2/359]
قال أبو الفتح: أما [أرَمَّ ذَاتَ الْعِمَادِ] فجعلها رميما، رمت هي واسترمت، وأرمها غيرها، ورم العظم يرم رما ورميما: إذا بلي، ونخر. قال:
والنيب إن تعرمني رمة خلقا ... بعد الممات فإني كنت أثئر
وأما [أَرْمَ] فتخفيف أرم المروية عن ابن الزبير.
وأما [بِعَادِ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ] فأضاف [عاد] إلى [إرم]، المدينة التي يقال لها: ذات العماد، أي: أصحاب الأعلام هذه المدينة، والأرم: العلم، وجمعه آرام. قال لبيد:
مثلا آرامها
أي: أعلامها.
وقوله تعالى: [أرَمَّ ذَاتَ الْعِمَادِ] تفسير لقوله: فعل بعاد، فكأن قائلا قال: ما صنع بها؟ فقال: [أرَمَّ ذَاتَ الْعِمَادِ]، أي: مدينتهم، وهذا يدل على هلاكهم.
وأما [بِعَادٍ، أرِمَ ذَاتِ الْعِمَادِ] فعلى أنه أراد: أهل أرم، هذه المدينة، فحذف المضاف وهو يريده، كما مضى من قوله: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب}، أي: زينة الكواكب). [المحتسب: 2/360]

قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)}
قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقرأ ابن كثير: {الصخر بالوادي} [9] بالياء وصل أو وقف.
والباقون قرأوا مثل: {يسر} من حذف ذاك وصلا ووقفا حذف هذه، ومن أثبت ذاك وصلا وحذفه وقفا فعل بهذه مثل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير: يسري* [الفجر/ 4] بالياء وصل أو وقف، وجابوا الصخر بالوادي [الفجر/ 9] مثله، وقرأ نافع بالياء في الوصل، وبغير ياء في الوقف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: يسر بغير ياء في وصل ولا وقف، وقال أبو عبيدة: كان الكسائي يقرأ: يسري* بالياء دهرا ثم رجع إلى غير ياء.
وقرأ أبو عمرو فيما روى عباس قال: سألت أبا عمرو فقرأ: يسر* جزم إذا وصل أو وقف، قال: وهي قراءته، وقال أبو زيد فيما أخبرني به أبو حاتم عن أبي زيد عن أبي عمرو يسر، في الوقف بغير ياء. قال: وهو لا يصل يسري*،
وقال عبيد عن أبي عمرو يسر: يقف عند كل آية، فإذا وصل قال: يسري*، وقال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ: إذا يسر يقف عندها لأنها رأس آية، فإذا كان وسط آية، أشبعها الجرّ مثل: ما كنا نبغي [الكهف/ 64] أثبت الياء، دعوة الداعي إذا دعاني [البقرة/ 186]، فإذا وقف قال: الداع*، وقال اليزيدي: الوصل بالياء والسكت بغير ياء على الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/403] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- (بِالْوَادِي) [آيَةُ/9] بِالْيَاءِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مِثْلُ (يَسْرِي)؛ لأَنَّ الْيَاءَ فِيهِمَا لامُ الْكَلِمَةِ، فَإِثْبَاتُ الْيَاءِ فِيهِمَا أَصْلٌ، وَلِهَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِثْبَاتُ الْيَاءَاتِ فِي مِثْلِ هَذَا أَقْيَسُ الْكَلامَيْنِ وَالْحَذْفُ جَائِزٌ عَرَبِيٌّ.
أَرَادَ أَنَّ إِثْبَاتَ الْيَاءِ هُوَ الأَصْلُ.
- ش عَنْ نَافِعٍ يَصِلُ بِيَاءٍ، وَيَقِفُ بِغَيْرِِ يَاءٍ.
[الموضح: 1366]
وَالْوَجْهُ مِثْلُ مَا ذَكَرْنَا فِي {يَسْرِ}.
وقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ إِنَّمَا حُذِفَ مِنَ الْفَاصِلَةِ لِمَكَانِ الْوَقْفِ عَلَيْهَا، وَإِذَا لَمْ يَقِفْ عَلَيْهَا صَارَ بِمَنْزِلَةِ غَيْرِهَا مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي لا يُوقَفُ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَحْذِفْ مِنَ الْفَاصِلَةِ إِذْ لَمْ يَقِفْ عَلَيْهَا، وَحَذَفَهَا لَمَّا وَقَفَ عَلَيْهَا مِنْ أَجْلِ الْوَقْفِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بِالْوَادِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْحَذْفَ أَوْجَهُ مِنَ الإِثْبَاتِ فِي هَذَا؛ لأَنَّهُ فِي فَاصِلَةٍ، وَجَمِيعُ مَا يُخْتَارُ فِيهِ أَلاَّ يُحْذَفَ يُخْتَارُ فِيهِ الْحَذْفُ إِذَا كَانَ فِي فَاصِلَةٍ، نَحْوُ {التَّنَادِ} وَ{الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ} لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ إِرَادَةِ التَّشَاكُلِ.
وَإِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فِي كَلامٍ تَامٍّ وَلَيْسَ فَاصِلَةً فَقَدْ يُسْتَحْسَنُ حَذْفُهَا نَحْوُ قَوْلِهِ {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْفَاصِلَةِ.
وَإِنَّمَا ذَلِكَ لأَنَّ الْفَوَاصِلَ وَالْقَوَافِيَ مَوَاضِعُ وُقُوفٍ، وَالْوَقْفُ مَوْضِعُ تَغْيِيرٍ.
وَإِذَا كَانُوا قَدْ حَذَفُوا مِنْ مَوَاضِعَ لَيْسَتْ بِمَوَاضِعَ وُقُوفٍ نَحْوُ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ} فُلأَنْ يَحْذِفُوا مِمَّا كَانَ مَوْضِعَ وَقْفٍ أَوْلَى.
الْكِسَائِيُّ يَقِفُ بِالْيَاءِ.
وَوَجْهُهُ أَنَّهُ وَجَدَ إِثْبَاتَ الْيَاءِ فِي مِثْلِ هَذَا حَالَةَ الْوَقْفِ أَوْلَى مِنْ حَذْفِهَا نَحْوُ
[الموضح: 1367]
الْقَاضِي بِالأَلِفِ وَاللاَّمِ إِذَا كَانَ فِي غَيْرِ الْفَاصِلَةِ فَأَجْرَاهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى الْفَاصِلَةِ. وَرُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ الرُّجُوعُ عَنْهُ، وَالْمَصِيرُ إِلَى الْحَذْفِ). [الموضح: 1368]

قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)}
قوله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)}
قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)}
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس