عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (45) وداعيًا إلى اللّه بإذنه وسراجًا منيرًا (46) وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا (47) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد {إنّا أرسلناك شاهدًا} على أمّتك بإبلاغك إيّاهم ما أرسلناك به من الرّسالة، ومبشّرهم بالجنّة إن صدّقوك وعملوا بما جئتهم به من عند ربّك، {ونذيرًا} من النّار أن يدخلوها، فيعذّبوا بها إن هم كذّبوك، وخالفوا ما جئتهم به من عند اللّه.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} على أمّتك بالبلاغ، ومبشّرًا بالجنّة، {ونذيرًا} بالنّار). [جامع البيان: 19/125-126]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا أبو سهلٍ بشر بن سهلٍ اللّبّاد، ثنا عبد اللّه بن صالحٍ المصريّ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن سعيد بن سويدٍ، عن عبد الأعلى بن هلالٍ، عن عرباض بن سارية رضي اللّه عنه، صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول: «إنّي عبد اللّه، وخاتم النّبيّين، وأبي منجدلٌ في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمّي آمنة الّتي رأت» وكذلك أمّهات النّبيّين يرين، وأنّ أمّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم رأت حين وضعته له نورًا أضاءت لها قصور الشّام، ثمّ تلا {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (45) وداعيًا إلى اللّه بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/453]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45]
- عن ابن عبّاسٍ قال: «لمّا نزلت: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الأحزاب: 45] دعا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - عليًّا - رضوان اللّه عليه - ومعاذًا، وقد كان أمرهما أن يخرجا إلى اليمن، فقال: " انطلقا وبشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، فإنّه قد أنزلت عليّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] [على أمّتك] (ومبشّرًا) بالجنّة (ونذيرًا) من النّار {وداعيًا إلى اللّه} [الأحزاب: 46] إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه {بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] بالقرآن» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه العرزميّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فانه قد أنزل علي {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال: شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجا منيرا} بالقرآن). [الدر المنثور: 12/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال: أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تجزى ء بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتصفح). [الدر المنثور: 12/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني عبد الله وخاتم النبيين وأبي منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور السام، ثم تلا {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} إلى قوله {منيرا} ). [الدر المنثور: 12/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اجتمع عتبة، وشيبة، وأبو جهل، وغيرهم فقالوا: أسقط السماء علينا كسفا أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك الي، إنما بعثت اليكم داعيا ومبشرا ونذيرا). [الدر المنثور: 12/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79]

تفسير قوله تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وداعيًا إلى اللّه} يقول: وداعيًا إلى توحيد اللّه، وإفراد الألوهة له، وإخلاص الطّاعة لوجهه دون كلّ من سواه من الآلهة والأوثان.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وداعيًا إلى اللّه} إلى شهادة أنّ لا إله إلاّ اللّه.
وقوله: {بإذنه} يقول: بأمره إيّاك بذلك {وسراجًا منيرًا} يقول: وضياءً لخلقه يستضيء بالنّور الّذي أتيتهم به من عند اللّه عباده {منيرًا} يقول: ضياءٌ ينير لمن استضاء بضوئه، وعمل بما أمره. وإنّما يعني بذلك، أنّه يهدي به من اتّبعه من أمّته). [جامع البيان: 19/126]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45]
- عن ابن عبّاسٍ قال: «لمّا نزلت: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الأحزاب: 45] دعا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - عليًّا - رضوان اللّه عليه - ومعاذًا، وقد كان أمرهما أن يخرجا إلى اليمن، فقال: " انطلقا وبشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، فإنّه قد أنزلت عليّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] [على أمّتك] (ومبشّرًا) بالجنّة (ونذيرًا) من النّار {وداعيًا إلى اللّه} [الأحزاب: 46] إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه {بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] بالقرآن» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه العرزميّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/92] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فانه قد أنزل علي {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال: شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجا منيرا} بالقرآن). [الدر المنثور: 12/76] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في حم الأحقاف: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتّبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذيرٌ مبينٌ}؛ فنسختها الآية التي في سورة الفتح فقال: {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ويتمّ نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيماً}؛
فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين أنزلت عليه هذه الآية فبشرهم بأن الله قد غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر؛ فقال له رجلٌ من القوم: يا رسول الله، قد علمنا ما يفعل الله بك، فما يفعل بنا، يا رسول الله؛ فأنزل الله في سورة الأحزاب: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيراً}؛ وأنزل {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيّئاتهم وكان ذلك عند اللّه فوزًا عظيمًا ويعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات}، {ويتوب اللّه على المؤمنين والمؤمنات وكان اللّه غفوراً رحيماً}؛ فبين لهم ما يفعل به وبهم). [الجامع في علوم القرآن: 3/80-81]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا} يقول تعالى ذكره: وبشّر أهل الإيمان باللّه يا محمّد بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا؛ يقول: بأنّ لهم من ثواب اللّه على طاعتهم إيّاه تضعيفًا كثيرًا، وذلك هو الفضل الكبير من اللّه لهم). [جامع البيان: 19/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا: لما نزلت ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح الآية 2) قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} ). [الدر المنثور: 12/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "الدلائل " عن الربيع عن أنس قال: لما نزلت: (وما أدرى ما يفعل بي ولابكم) [الأحقاف: 9] . نزل بعدها: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) الفتح: 2] فقالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله: (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) ! قال: الفضل الكبير: الجنة). [الدر المنثور: 12/78] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ودع أذاهم قال اصبر على أذاهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} يقول: ولا تطع لقول كافرٍ ولا منافقٍ، فتسمع منه دعاءه إيّاك إلى التّقصير في تبليغ رسالات اللّه إلى من أرسلك بها إليه من خلقه {ودع أذاهم} يقول: وأعرض عن أذاهم لك، واصبر عليه، ولا يثنك ذلك عن القيام بأمر اللّه في عباده، والنّفوذ لما كلّفك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ودع أذاهم} قال: أعرض عنهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ودع أذاهم} أي اصبر على أذاهم.
وقوله: {وتوكّل على اللّه} يقول: وفوّض إلى اللّه أمورك، وثق به، فإنّه كافيك جميع من دونه، حتّى يأتيك بأمره وقضائه {وكفى باللّه وكيلاً} يقول: وحسبك باللّه قيّمًا بأمورك، وحافظا لك وكالئًا). [جامع البيان: 19/126-127]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ودع أذاهم يقول أعرض عنهم). [تفسير مجاهد: 518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ودع أذاهم} قال: اعرض عنهم). [الدر المنثور: 12/79]


رد مع اقتباس