عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 06:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

المسألة العاشرة: الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم".
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (المسألة العاشرة: الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم".
اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أحسنها وأجمعها:

قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته.
والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجئ قط رحمن بهم، فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته)ا.هـ.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: (الرّحمن} مجازه: ذو الرحمة، و{الرّحيم} مجازه : الراحم)ا.هـ.
ومما يدلّ لذلك أن صيغة "فعلان" في اللغة تدل على قيام الصفة بالموصوف وسَعَتها كما تقول: شبعان وريَّان وغضبان للممتلئ شبعاً وريَّا وغضباً؛ فهو وصف لما قام بذات الموصوف من بلوغ الغاية في هذه الصفة.
وصيغة فعيل: تدلّ على الفعل كالحكيم بمعنى الحاكم، والسميع بمعنى السامع، والبصير بمعنى المبصر، فالرحمن وصف ذات، والرحيم وصف فعل.
وقيل في هذه المسألة أقوال أخرى فيها نظر.
منها: أن الرحمن ذو الرحمة العامّة للخلق كلّهم ، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين، واستدلّوا بقوله تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيماً}، وهذا الاستدلال فيه نظر، وبناء الاسمين لا يساعد على هذا التأويل، ويردّ هذا التأويل قول الله تعالى ممتنّا على جميع خلقه مؤمنهم وكافرهم: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) }.
ومنها: أن المراد الإنباء عن رحمة عاجلة ورحمة آجله.
ومنها: أن المراد المشاكلة لأجل التأكيد، وهذا القول وإن كان فيه صواب من جهة أن جَمْع الاسمين فيه دلالة على تأكيد صفة الرحمة؛ إلا أنّ قصر التأويل عليه لا يصحّ). [تفسير سورة الفاتحة:140 - 141]

رد مع اقتباس