الموضوع: مسائل في السحر
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 6 جمادى الأولى 1435هـ/7-03-2014م, 10:29 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

أحاديث أخرى في حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم
حديث ابن عبّاس رضِي الله عنه
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ المَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): (روَى أبو صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اشْتَكَى شَكْوَى شديدةً، فبَيْنَا هو بينَ النائمِ واليَقْظَانِ إذا مَلَكانِ أَحَدُهُمَا عندَ رأسِه، والآخَرُ عندَ رِجلَيْهِ، فقالَ أَحَدُهُمَا: ما شَكواهُ؟ فقالَ الآخَرُ: مَطْبُوبٌ، -أي: مَسحورٌ، والطِّبُّ: السِّحْرُ - قالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قالَ: لَبيدُ بنُ الأعصمِ اليهوديُّ، فطَرَحَه في بِئْرِ ذَرْوانَ تحتَ صَخرةٍ فيها، فبَعَثَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عمَّارَ بنَ ياسِرٍ فاستخْرَجَ السحْرَ منها.
ويُرْوَى أنَّ فيهِ إحدى عَشْرَةَ عُقدةً، فأمَرَ بحَلِّ العُقَدِ، فكانَ كلَّمَا حَلَّ عُقدةً وَجَدَ راحةً، حتى حُلَّتِ العُقَدُ كلُّها، فكأنَّما أُنْشِطَ مِن عِقالٍ؛ فنَزَلَتْ عليهِ المُعَوِّذَتَانِ، وهما إِحْدَى عَشْرةَ آيةً بعَدَدِ العُقَدِ، وأُمِرَ أنْ يَتَعَوَّذَ بهما). [النكت والعيون: 6/ 376]
قَالَ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ البَيْهَقِيُّ (ت: 458 هـ): (أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، وأبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ، أنبأنا عبدُ الوهَّابِ بنُ عَطَاءٍ، أنبأنا محمدُ بنُ السائبِ، عن أبي صالحٍ، عنِ ابنِ عباسٍ قال: مرِضَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مرضًا شديدًا، فأتاه ملكانِ فقعدا أحدُهما عندَ رأسِه والآخَرُ عندَ رِجليْه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسِه: ما ترى؟ قال: طُبَّ.
قال: وما طَبَّهُ ؟ قال: سُحِرَ، قال: وما سَحَرَهُ؟ قال: لَبيدُ بنُ أعصمَ اليهوديُّ، قال: أين هو؟ قال: في بِئرِ آلِ فلانٍ تحتَ صخرةٍ في رَكِيَّةٍ، فأتوا الرَّكِيَّ فانْزَحُوا ماءَها وارفَعُوا الصخرةَ، ثم خذوا الكَرَبَةَ فأَحْرِقُوها. فلما أصبح رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بعَث عمَّارَ بنَ ياسرٍ في نَفَرٍ فأتوُا الرَّكِيَّ فإذا ماؤُها مثلُ ماءِ الحِنَّاءِ، فنزحوا الماءَ ثم رفعوا الصخرةَ وأخرجوا الْكَرَبَةَ فأحرقوها، فإذا فيها وَتَرٌ فيه إحدى عشْرةَ عُقْدَةً، فأنزلت عليه هاتانِ السورتانِ، فجعَلَ كلما قرأ آيةً انحلَّتْ عُقدةٌ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، وُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس: 1] ). الاعتمادُ على الحديثِ الأولِ). [دلائل النبوة: جماع أبواب دعوات نبينا صلى الله عليه وسلم]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (قولُ البيهقيِّ: (الاعتمادُ على الحديثِ الأولِ) يريدُ به حديثَ هشامِ بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشةَ).
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (ك، وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي دَلائِلِ النُّبُوَّةِ مِن طَرِيقِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضًا شَدِيدًا، فأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهما عندَ رأسِهِ، والآخرُ عندَ رِجْلَيهِ، فقالَ الذي عندَ رِجْلَيْهِ للذي عندَ رأسِه: ما تَرَى؟ قَالَ: طُبَّ. قَالَ: ومَا طُبَّ؟ قَالَ: سُحِرَ. قَالَ: ومَنْ سَحَرَهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ. قَالَ: أَيْنَ هو؟ قَالَ: في بِئْرِ آلِ فُلانٍ تَحْتَ صَخْرَةٍ في رَكِيَّةٍ، فأْتُوا الرَّكِيَّةَ فانْزَحُوا مَاءَهَا، وارْفَعُوا الصَّخْرَةَ، ثُمَّ خُذُوا الرَّكِيَّةَ، وأَحْرِقُوهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ في نَفَرٍ، فأَتَوُا الرَّكِيَّةَ، فإِذَا ماؤُها مِثْلُ مَاءِ الحِنَّاءِ، فنَزَحُوا المَاءَ ثُمَّ رَفَعُوا الصَّخْرَةَ، وأَخْرَجُوا الرَّكِيَّةَ وأَحْرَقُوها، فإذا فيها وَتَرٌ، فيه إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، وأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَاتَانِ السُّورَتانِ، فجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1)} [الفلق:1] وُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1].
لأَصْلِه شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ بدُونِ نُزُولِ السُّورَتَيْنِ، ولَهُ شَاهِدٌ بنُزُولِهِمَا). [لباب النقول: 270]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ لَبِيدَ بْنَ الأَعْصَمِ اليهوديَّ سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ فِيهِ تِمْثَالاً فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ وَجَعٌ شَدِيدٌ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ومِيكَائِيلُ يَعُودَانِهِ، فَقَالَ ميكائيلُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ صَاحِبَكَ شَاكٍ؟ قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: أَصَابَهُ لَبِيدُ بْنُ الأعصمِ اليَهُودِيُّ, وَهُوَ فِي بِئْرِ مَيْمُونٍ فِي كَرَبَةٍ تَحْتَ صخرةٍ في المَاءِ.
قَالَ: فَمَا دَوَاءُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تُنْزَحُ البِئْرُ، ثُمَّ تُقْلَبُ الصخرةُ فَتُؤْخَذُ الكَرَبَةُ فِيهَا تِمْثَالٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَتُحْرَقُ، فَإِنَّهُ يَبْرَأُ بإذنِ اللَّهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى رَهْطٍ فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَنَزَحَ المَاءَ فَوَجَدُوهُ قَدْ صَارَ كَأَنَّهُ مَاءُ الحِنَّاءِ، ثُمَّ قُلِبَتِ الصخرةُ فإِذَا كَرَبَةٌ فِيهَا تِمثالٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{قُلْ} يَا مُحَمَّدُ {أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]: الصُّبْحِ. فَانْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} [الفلق: 2]: مِن الجِنِّ وَالإِنْسِ. فَانْحَلَّتْ عقدةٌ، {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)} [الفلق: 3]: اللَّيْلِ وَمَا يَجِيءُ بِهِ النَّهارُ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4)} [الفلق: 4] السَّحَّارَاتِ المُؤْذِيَاتِ فَانْحَلَّتْ عُقدةٌ، {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [الفلق: 5] ). [الدر المنثور: 15/794-795]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: ((أَمَا شَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَخْبَرَنِي بِدَائِي؟)). ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وعَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ، فَنَزَحُوا مَاءَ تِلْكَ البِئْرِ كأنَّه نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، ثم رَفَعُوا الصخْرَةَ، وهي الراعُوفَةُ - صَخْرةٌ تُتْرَكُ أسْفَلَ البِئْرِ يَقُومُ عليها المائِحُ- وأَخْرَجُوا الجُفَّ، فإِذَا مُشَاطَةُ رَأْسِ إِنسانٍ، وأَسْنَانٌ مِنْ مُشْطٍ، وَإِذَا وَتَرٌ مَعْقُودٌ فيه إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مُغَرَّزَةً بِالإِبَرِ، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ، وهما إِحْدَى عَشْرَةَ آيةً على عدَدِ تِلكَ العُقَدِ، وأمَرَ أنَّ يُتَعَوَّذَ بِهِمِا؛ فجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَوَجَدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِفَّةً، حتَّى انْحَلَّتِ العُقْدَةُ الأخيرةُ، فكأَنَّما أُنْشِطَ مِن عِقَالٍ. وقالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ).
[الجامع لأحكام القرآن: 20/253]

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في الدَّلائِلِ مِن طَرِيقِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عن الرَّبِيعِ بنِ أَنَسٍ، عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَتِ اليَهُودُ لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئاً، فأَصَابَهُ مِن ذَلِكَ وَجَعٌ شَدِيدٌ، فدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُه، فظَنُّوا أَنَّه لما به، فأَتَاهُ جِبْرِيلُ بالمُعَوِّذَتَيْنِ، فعَوَّذَهُ بِهِمَا، فخَرَجَ إلى أَصْحَابِه صَحِيحاً). [لباب النقول: 270]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (لم أجِدْه فيما طُبعَ من دلائلِ النبوةِ لأبي نعيمٍ ولا أعرِفُ الإسنادَ إلى أبي جعفرٍ الرازيِّ، وعلى ذلك فأبو جعفرٍ الرازيُّ لا يُحتملُ تفرُّدُه بمثلِ هذا الأمرِ لسوءِ حفظِه، واسمُه: عيسى بنُ عبدِ اللهِ بنِ ماهانَ، قال عنه الحافظُ في التقريبِ: (صدوقٌ سيئُ الحفظِ)، وقد طَعَنَ عددٌ من الأئمةِ الحفاظِ في حفظِه كالإمامِ أحمدَ وابنِ مَعينٍ في أحدِ قوليهما فيه، والنَّسائيُّ وابنُ خِراشٍ والساجيُّ وعمرُو بنُ عليٍّ وابنُ حِبَّانَ والعِجْلِيُّ، وجرحُهم فيه مفسَّرٌ، فيُقدَّمُ على توثيقِ مَن وثَّقَه من الأئمةِ).


رد مع اقتباس