عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن من شيعته لإبراهيم قال على دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/154]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ من شيعته لإبراهيم (83) إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ (84) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (85) أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ من أشياع نوحٍ على منهاجه وملّته واللّه لإبراهيم خليل الرّحمن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} يقول: من أهل دينه.
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على منهاج نوحٍ وسنّته.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على منهاجه وسنّته.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه وملّته.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: من أهل دينه.
وقد زعم بعض أهل العربيّة أنّ معنى ذلك: وإنّ من شيعة محمّدٍ لإبراهيم، وقال: ذلك مثل قوله: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم} بمعنى: أنّا حملنا، ذرّيّة من هم منه، فجعلها ذرّيّةً لهم، وقد سبقتهم). [جامع البيان: 19/563-564]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإن من شيعته لإبراهيم قال يعني على منهاجه وسنته). [تفسير مجاهد: 542]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن المثنّى العنبريّ، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل بن عبّادٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] قال: " من شيعة نوحٍ إبراهيم على منهاجه وسنّته بلغ معه السّعي شبّ حتّى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلمّا أسلما ما أمرا به وتلّه للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ اربط يديّ إلى رقبتي، ثمّ ضع وجهي على الأرض فلمّا أدخل يده ليذبحه فلم يحكّ المدية حتّى نودي {أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] فأمسك يده ورفع قوله {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] بكبشٍ عظيمٍ متقبّلٍ «وزعم ابن عبّاسٍ أنّ الذّبيح إسماعيل» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم) الآيات.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن من شيعته} قال: من أهل ذريته). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح إبراهيم، على منهاجه وسننه {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال: ليس فيه شك). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بقلب سليم قال سليم من الشرك). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} يقول تعالى ذكره: إذ جاء إبراهيم ربّه بقلبٍ سليمٍ من الشّرك، مخلصٌ له التّوحيد.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} واللّه من الشّرك.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} قال: سليمٍ من الشّرك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ {بقلبٍ سليمٍ} قال: لا شكّ فيه.
وقال آخرون في ذلك بما:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، قال: حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، قال: يا بنيّ لا تكونوا لعّانين، ألم تروا إلى إبراهيم لم يلعن شيئًا قطّ، فقال اللّه: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} ). [جامع البيان: 19/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم) الآيات.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن من شيعته} قال: من أهل ذريته). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح إبراهيم، على منهاجه وسننه {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال: ليس فيه شك). [الدر المنثور: 12/424] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون (86) فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون} يقول حين قال: يعني إبراهيم لأبيه وقومه: أيّ شيءٍ تعبدون). [جامع البيان: 19/565]

تفسير قوله تعالى: (أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون} يقول: أكذبًا معبودًا غير اللّه تريدون). [جامع البيان: 19/565]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما ظنّكم بربّ العالمين (87) فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ (89) فتولّوا عنه مدبرين (90) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل إبراهيم لأبيه وقومه: {فما ظنّكم بربّ العالمين}؟ يقول: فأيّ شيءٍ تظنّون أيّها القوم أنّه يصنع بكم إن لقيتموه وقد عبدتم غيره.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فما ظنّكم بربّ العالمين} يقول: إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [جامع البيان: 19/565-566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون (86) فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} ذكر أنّ قومه كانوا أهل تنجيمٍ، فرأى نجمًا قد طلع، فعصب رأسه وقال: إنّي مطعونٌ، وكان قومه يهربون من الطّاعون، فأراد أن يتركوه في بيت آلهتهم، ويخرجوا عنه، ليخالفهم إليها فيكسرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: قالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج، فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} رأى نجمًا طلع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه رأى نجمًا طلع فقال {إنّي سقيمٌ} قال: كايد نبيّ اللّه عن دينه، فقال: إنّي سقيمٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قالوا لإبراهيم وهو في بيت آلهتهم: اخرج معنا، فقال لهم: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة أن يعديهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه، في قول اللّه: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: أرسل إليه ملكهم، فقال: إنّ غدًا عيدنا، فاحضر معنا، قال: فنظر إلى نجمٍ فقال: إنّ ذلك النّجم لم يطلع قطّ إلاّ طلع بسقمٍ لي، فقال: {إنّي سقيمٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} يقول اللّه: {فتولّوا عنه مدبرين} ). [جامع البيان: 19/566-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: رأى نجما طالعا فقال {إني سقيم} قال كايديني في النجوم قال: كلمة من كلام العرب يقول الله عز دينه). [الدر المنثور: 12/424-425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: كلمة من كلام العرب يقول إذا تفكر، نظر في النجوم). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: في السماء {فقال إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال مر إبراهيم وسارة بجبار من الجبابرة فأخبر الجبار بهما فأرسل إلى إبراهيم فقال من هذه معك فقال أختي قال أبو هريرة ولم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث مرات مرتين في الله وواحدة في امرأته قوله {إني سقيم} وقوله {بل فعله كبيرهم} هذا وقوله للجبار في امرأته هي أختي فلما خرج من عند الجبار دخل على سارة فقال لها إن الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي فأنت أختي في الله فإن سألك فأخبريه أنك أختي فأرسل إليها الجبار فلما دخلت عليه دعت الله أن يكفه عنها قال أيوب فضبث بيده فأخذ أخذة شديدة فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثانية فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثالثة فأخذ أخذة أشد من الأوليين فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه فقال للذي أدخلها عليه أخرجها عني فإنك إنما أدخلت علي شيطانا ولم تدخل علي إنسانا وأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم وهو يصلي ويدعو الله فقالت فقد كف الله يد الفاجر الكافر وأخدم هاجر ثم صارت هاجر لإبراهيم بعد فولدت له إسماعيل قال أبو هريرة فتلكم أمكم يا بني ماء السماء كانت أمة لأم إسحاق يعني العرب.
أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: قال النبي إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة وإن لهم رحما). [تفسير عبد الرزاق: 2/35-36]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة عن ابن المسيب في قوله إني سقيم قال رأى نجما طالعا فقال إني مريض غدا قال ابن المسيب كايد نبي الله عن دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ}
- أخبرنا الرّبيع بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا شيبان أبو معاوية، قال: حدّثنا قتادة، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا على ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا هذا، فينطلقون حتّى يأتوا آدم عليه السّلام، فيقولون: يا آدم، أنت أبو النّاس، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيءٍ، فاشفع لنا عند ربّك حتّى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من أكل الشّجرة، ولكن ائتوا نوحًا عليه السّلام، فإنّه أوّل رسولٍ بعثه الله، فيأتون نوحًا، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من سؤاله ربّه ما ليس له به علمٌ، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السّلام خليل الرّحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر كذباته الثّلاث، قوله: إنّي سقيمٌ، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله لسارة حين أتى على الجبّار: أخبري أنّي أخوك، فإنّي سأخبر أنا أنّك أختي، فإنّا أخوان في كتاب الله، ليس في الأرض مؤمنٌ ولا مؤمنةٌ غيرنا، ولكن ائتوا موسى عليه السّلام الّذي كلّمه الله وأعطاه التّوراة، فيأتون موسى عليه السّلام، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من قتل الرّجل، ولكن ائتوا عيسى عليه السّلام عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه، فيأتون عيسى، فيقول: إنّي لست هناكم، ولكن ائتوا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، عبدًا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فيأتوني، فأستأذن على ربّي فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربّي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقول لي: ارفع رأسك يا محمّد، قل تسمع، واشفع تشفّع، وسل تعطه، فأرفع رأسي وأحمد ربّي بحمد يعلّمنيه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا، فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة، ثمّ أعود إلى ربّي الثّانية، فأخرّ ساجدًا، فيقول لي مثل ذلك، فأرفع رأسي فيحدّ لي حدًّا، فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة، ثمّ أعود إلى ربّي الثّالثة، فأخرّ له ساجدًا، فيقول: لي مثل ذلك، فأرفع رأسي، فيجعل لي حدًّا فأخرجه من النّار، ثمّ أعود الرّابعة، فأقول: يا ربّ، ما بقي في النّار إلّا من حبسه القرآن، فيقول: أي وجب عليه الخلود "، قال قتادة: وهو المقام المحمود). [السنن الكبرى للنسائي: 10/231-232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} ذكر أنّ قومه كانوا أهل تنجيمٍ، فرأى نجمًا قد طلع، فعصب رأسه وقال: إنّي مطعونٌ، وكان قومه يهربون من الطّاعون، فأراد أن يتركوه في بيت آلهتهم، ويخرجوا عنه، ليخالفهم إليها فيكسرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: قالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج، فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} رأى نجمًا طلع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه رأى نجمًا طلع فقال {إنّي سقيمٌ} قال: كايد نبيّ اللّه عن دينه، فقال: إنّي سقيمٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قالوا لإبراهيم وهو في بيت آلهتهم: اخرج معنا، فقال لهم: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة أن يعديهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه، في قول اللّه: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: أرسل إليه ملكهم، فقال: إنّ غدًا عيدنا، فاحضر معنا، قال: فنظر إلى نجمٍ فقال: إنّ ذلك النّجم لم يطلع قطّ إلاّ طلع بسقمٍ لي، فقال: {إنّي سقيمٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} يقول اللّه: {فتولّوا عنه مدبرين} ). [جامع البيان: 19/566-567] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّي سقيمٌ} أي طعينٌ، أو لسقمٍ كانوا يهربون منه إذا سمعوا به، وإنّما يريد إبراهيم أن يخرجوا عنه، ليبلغ من أصنامهم الّذي يريد.
واختلف في وجه قيل إبراهيم لقومه: {إنّي سقيمٌ} وهو صحيحٌ، فروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: لم يكذب إبراهيم إلاّ ثلاث كذباتٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثني هشامٌ، عن محمّدٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ولم يكذب إبراهيم غير ثلاث كذباتٍ، ثنتين في ذات اللّه، قوله: {إنّي سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله في سارة: هي أختي.
- حدّثنا سعيد بن يحيى، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني أبو الزّناد، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لم يكذب إبراهيم في شيءٍ قطّ إلاّ في ثلاثٍ ثمّ ذكر نحوه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن المسيّب بن رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: ما كذب إبراهيم غير ثلاث كذباتٍ، قوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وإنّما قاله موعظةً، وقوله حين سأله الملك، فقال أختي لسارة، وكانت امرأته.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن محمّدٍ، قال: إنّ إبراهيم ما كذب إلاّ ثلاث كذباتٍ، ثنتان في اللّه، وواحدةٌ في ذات نفسه؛ فأمّا الثّنتان فقوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقصّته في سارة، وذكر قصّتها وقصّة الملك.
وقال آخرون: إنّ قوله {إنّي سقيمٌ} كلمةٌ فيها معراضٌ، ومعناها أنّ كلّ من كان في عقبة الموت فهو سقيمٌ، وإن لم يكن به حين قالها سقمٌ ظاهرٌ.
والخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بخلاف هذا القول، وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الحقّ دون غيره). [جامع البيان: 19/567-569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: رأى نجما طالعا فقال {إني سقيم} قال كايديني في النجوم قال: كلمة من كلام العرب يقول الله عز دينه). [الدر المنثور: 12/424-425] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: في السماء {فقال إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إني سقيم} قال: مريض). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: طعين وكانوا يفرون من المطعون). [الدر المنثور: 12/425-426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن قال: خرج قوم إبراهيم عليه السلام إلى عيد لهم وأرادوا إبراهيم عليه السلام على الخروج فأضطجع على ظهره و{فقال إني سقيم} لا أستطيع الخروج وجعل ينظر إلى السماء فلما خرجوا أقبل على آلهتهم فكسرها). [الدر المنثور: 12/426]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {فتولّوا عنه مدبرين} يقول: فتولّوا عن إبراهيم مدبرين عنه، خوفًا من أن يعديهم السّقم الّذي ذكر أنّه به
- كما حدّثت عن يحيى بن زكريّا، عن بعض أصحابه عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّي سقيمٌ} يقول: مطعونٌ فتولّوا عنه مدبرين قال سعيدٌ: إن كان الفرار من الطّاعون لقديمًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فتولّوا} فنكصوا عنه {مدبرين} منطلقين). [جامع البيان: 19/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: أرسل إليه ملكهم فقال: إن غدا عيدنا فأخرج قال: فنظر إلى نجم فقال: إن ذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقم لي {فتولوا عنه مدبرين} ). [الدر المنثور: 12/426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426]

تفسير قوله تعالى: (فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فراغ إلى آلهتهم} يقول تعالى ذكره: فمال إلى آلهتهم بعدما خرجوا عنه وأدبروا؛ وأرى أنّ أصل ذلك من قولهم: راغ فلانٌ عن فلانٍ: إذا حاد عنه، فيكون معناه إذا كان كذلك: فراغ عن قومه والخروج معهم إلى آلهتهم؛ كما قال عديّ بن زيدٍ:
حين لا ينفع الرّواغ ولا ينـ = فع إلاّ المصادق النّحرير
يعني بقوله: لا ينفع الرّواغ: الحياد أمّا أهل التّأويل فإنّهم فسّروه بمعنى فمال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فراغ إلى آلهتهم} أي فمال إلى آلهتهم، قال: ذهب.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {فراغ إلى آلهتهم} قال: ذهب). [جامع البيان: 19/570]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون} هذا خبرٌ من اللّه عن قيل إبراهيم للآلهة؛ وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطّعام فلم يرها تأكل، فقال لها: {ألا تأكلون} فلمّا لم يرها تأكل قال لها: ما لكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: {ما لكم لا تنطقون} مستهزئًا بها، وكذلك ذكر أنّه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبل.
وقال قتادة في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فقال ألا تأكلون} يستنطقهم {ما لكم لا تنطقون}؟ ). [جامع البيان: 19/570-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون} هذا خبرٌ من اللّه عن قيل إبراهيم للآلهة؛ وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطّعام فلم يرها تأكل، فقال لها: {ألا تأكلون} فلمّا لم يرها تأكل قال لها: ما لكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: {ما لكم لا تنطقون} مستهزئًا بها، وكذلك ذكر أنّه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبل.
وقال قتادة في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فقال ألا تأكلون} يستنطقهم {ما لكم لا تنطقون}؟ ). [جامع البيان: 19/570-571] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فراغ عليهم ضربًا باليمين (93) فأقبلوا إليه يزفّون (94) قال أتعبدون ما تنحتون (95) واللّه خلقكم وما تعملون}.
يقول تعالى ذكره: فمال على آلهة قومه ضربًا لها باليمين بفأسٍ في يده يكسرهنّ.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا خلا جعل يضرب آلهتهم باليمين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، فذكر مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فراغ عليهم ضربًا باليمين} فأقبل عليهم يكسرهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ثمّ أقبل عليهم كما قال اللّه ضربًا باليمين، ثمّ جعل يكسرهنّ بفأسٍ في يده.
وكان بعض أهل العربيّة يتأوّل ذلك بمعنى: فراغ عليهم ضربًا بالقوّة والقدرة، ويقول: اليمين في هذا الموضع: القوّة وبعضهم كان يتأوّل اليمين في هذا الموضع: الحلف، ويقول: جعل يضربهنّ باليمين الّتي حلف بها بقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين}.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (فراغ عليهم صفقًا باليمين). وروي نحو ذلك عن الحسن.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا خالد بن عبيد عبيد العتكيّ، قال: سمعت الحسن، قرأ: فراغ عليهم صفقًا باليمين: أي ضربًا باليمين). [جامع البيان: 19/571-572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله يزفون قال يزفون على أقدامهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يزفّون} [الصافات: 94] : «النّسلان في المشي» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يزفّون النّسلان في المشي سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله عبد بن حميدٍ من طريق شبلٍ عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله فأقبلوا إليه يزفّون قال الوزيف النّسلان انتهى والنّسلان بفتحتين الإسراع مع تقارب الخطا وهو دون السّعي). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان). [تغليق التعليق: 4/294] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يزفون: النّسلان في المشي
أشار به إلى قوله تعالى: {فأقبلوا إليه يزفون} (الصافات: 94) وفسّر الزف الّذي يدل عليه يزفون، بقوله: (النسلان في المشي) والنسلان بفتحتين: الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السّعي، وقيل: هو من زفيف النعام وهو حال بين المشي والطيران. وقال الضّحّاك: يزفون معناه يسعون، وقرأ حمزة بضم أوله وهما لغتان). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يزفون}) في قوله: {فأقبلوا إليه يزفون} [الصافات: 94] هو (النسلان) بفتحتين الإسراع (في المشي) مع تقارب الخطا وهو دون السعي). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: {فأقبلوا إليه يزفّون} بفتح الياء وتشديد الفاء من قولهم: زفّت النّعامة، وذلك أوّل عدوها وآخر مشيها؛ ومنه قول الفرزدق:
وجاء قريع الشّول قبل إفالها = يزفّ وجاءت خلفه وهي زفّف
وقرأ ذلك جماعةٌ من أهل الكوفة: (يزفّون) بضمّ الياء وتشديد الفاء من أزفّ فهو يزفّ وكان الفرّاء يزعم أنّه لم يسمع في ذلك إلاّ زففت، ويقول: لعلّ قراءة من قرأه: (يزفّون) بضمّ الياء من قول العرب: أطردت الرّجل: أي صيّرته طريدًا، وطردته: إذا أنت خسئته إذا قلت: اذهب عنّا؛ فيكون يزفّون: أي جاءوا على هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحالة، فتدخل الألف كما تقول: أحمدت الرّجل: إذا أظهرت حمده، وهو محمّدٍ: إذا رأيت أمره إلى الحمد، ولم تنشر حمده؛ قال: وأنشدني المفضّل:
تمنّى حصينٌ أن يسود جذاعه = فأمسى حصينٌ قد أذلّ وأقهرا
فقال: أقهر، وإنّما هو قهر، ولكنّه أراد صار إلى حال قهرٍ.
وقرأ ذلك بعضهم يزفون بفتح الياء وتخفيف الفاء من وزف يزف، وذكر عن الكسائيّ أنّه لا يعرفها، وقال الفرّاء: لا أعرفها إلاّ أن تكون لغةً لم أسمعها.
وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقول: الوزف: النّسلان.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إليه يزفّون} قال: الوزيف: النّسلان.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه بفتح الياء وتشديد الفاء، لأنّ ذلك هو الصّحيح المعروف من كلام العرب، والّذي عليه قراءة الفصحاء من القرّاء.
وقد اختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم: معناه: فأقبل قوم إبراهيم إلى إبراهيم يجرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} فأقبلوا إليه يجرون.
وقال آخرون: أقبلوا إليه يمشون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} قال: يمشون.
وقال آخرون: معناه: فأقبلوا يستعجلون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه {فأقبلوا إليه يزفّون} قال: يستعجلون، قال: يزفّ: يستعجل). [جامع البيان: 19/572-574]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فاقبلوا إليه يزفون يعني النسلان في المشي). [تفسير مجاهد: 543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يجرون). [الدر المنثور: 12/426-427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {فأقبلوا إليه يزفون} قال: ينسلون، والزفيف النسلان). [الدر المنثور: 12/427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يزفون} قال: يسعون). [الدر المنثور: 12/427]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال أتعبدون ما تنحتون} يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: أتعبدون أيّها القوم ما تنحتون بأيديكم من الأصنام.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {قال أتعبدون ما تنحتون} الأصنام). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واللّه خلقكم وما تعملون} يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل إبراهيم لقومه: واللّه خلقكم أيّها القوم وما تعملون.
وفي قوله: {وما تعملون} وجهان: أحدهما: أن يكون قوله: ما بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: واللّه خلقكم وعملكم والآخر أن يكون بمعنى الّذي، فيكون معنى الكلام عند ذلك: واللّه خلقكم والّذي تعملونه: أي والّذي تعملون منه الأصنام، وهو الخشب والنّحاس والأشياء الّتي كانوا ينحتون منها أصنامهم.
وهذا المعنى الثّاني قصد إن شاء اللّه قتادة بقوله الّذي:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {واللّه خلقكم وما تعملون} بأيديكم). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله صانع كل صانع وصنعته، وتلا عند ذلك {والله خلقكم وما تعملون} ). [الدر المنثور: 12/427]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين (98) وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين (99) ربّ هب لي من الصّالحين}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم إبراهيم لمّا قال لهم إبراهيم: {أتعبدون ما تنحتون واللّه خلقكم وما تعملون} ابنوا لإبراهيم بنيانًا ذكر أنّهم بنوا له بنيانًا يشبه التّنّور، ثمّ نقلوا إليه الحطب، وأوقدوا عليه {فألقوه في الجحيم} والجحيم عند العرب: جمر النّار بعضه على بعضٍ، والنّار على النّار). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي قال {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم} قال: فحبسوه في بيت وجمعوا له حطبا حتى إن كانت المرأة لتمرض فتقول: لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب حتى إن كانت الطير لتمر بها فتحترق من شدة وهجها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع إبراهيم عليه السلام رأسه إلى السماء فقالت السماء والأرض والجبال والملائكة إبراهيم يحرق فيك فقال: أنا أعلم به وإن دعاكم فأغيثوه، وقال إبراهيم عليه السلام حين رفع رأسه إلى السماء: اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض ولد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل فناداها (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (الأنبياء 69) ). [الدر المنثور: 12/427-428]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأرادوا به كيدًا} يقول تعالى ذكره: فأراد قوم إبراهيم بإبراهيم كيدًا، وذلك ما كانوا أرادوا من إحراقه بالنّار يقول اللّه: {فجعلناهم} أي فجعلنا قوم إبراهيم {الأسفلين} يعني الأذلّين حجّةً، وغلّبنا إبراهيم عليهم بالحجّة، وأنقذناه ممّا أرادوا به من الكيد.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم بعد ذلك حتّى أهلكهم). [جامع البيان: 19/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)


رد مع اقتباس