عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من شيعته}، قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي: الضمير عائد على نوح عليه السلام، والمعنى: في الدين والتوحيد، وقال الطبري وغيره عن الفراء: الضمير عائد على محمد صلى الله عليه وسلم، والإشارة إليه. وذلك كله محتمل; لأن "الشيعة" معناها: الصنف الشائع الذي يشبه بعضه بعضا، والشيع: الفرق، وإن كان الأعرف أن المتأخر في الزمن هو شيعة للمتقدم، ولكن قد يجيء من الكلام عكس ذلك، قال الشاعر:
وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مشعب الحق مشعب
فجعلهم شيعة لنفسه). [المحرر الوجيز: 7/ 295]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {بقلب سليم}، قال المفسرون: يريد: من الشك والشرك وجميع النقائص التي تلحق قلوب بني آدم كالغل والحسد والكبر ونحوه، قال عروة بن الزبير: لم يلعن شيئا قط). [المحرر الوجيز: 7/ 295]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أإفكا آلهة دون الله تريدون}، "أئفكا" استفهام بمعنى التقرير، أي: أكذبا ومحالا آلهة دون الله تريدون؟ ونصب "آلهة" على البدل من إفكا، وسهلت الهمزة الأصلية من الإفك).[المحرر الوجيز: 7/ 295-296]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ({فما ظنكم} توبيخ وتحذير وتوعد). [المحرر الوجيز: 7/ 296]

تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن نظرة إبراهيم عليه السلام في النجوم، وروي أن قومه كان لهم عيد يخرجون إليه، فدعوا إبراهيم عليه السلام للخروج معهم، فنظر حينئذ واعتذر بالسقم، وأراد البقاء خلافهم إلى الأصنام، وقال ابن زيد، عن أبيه: أرسل إليه ملكهم أن غدا عيد فاحضر معنا، فنظر إلى نجم طالع فقال: إن هذا يطلع مع سقمي، فقالت فرقة: معنى فنظر نظرة في النجوم أي: فيما نجم إليه من أمور قومه وحاله معهم، وقال الجمهور: نظر نجوم السماء، وروي أن علم النجوم كان عندهم منظورا فيه مستعملا، فأوهمهم هو من تلك الجهة، وذلك أنهم كانوا أهل رعاية وفلاحة، وهاتان المعيشتان يحتاج فيهما إلى نظر في النجوم). [المحرر الوجيز: 7/ 296]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف في قوله: {إني سقيم}، فقالت فرقة: هي كذبة في ذات الله، أخبرهم عن نفسه أنه مريض، وأن الكوكب أعطاه ذلك، وقال ابن عباس وغيره: أشار لهم إلى مرض وسقم يعدي كالطاعون، ولذلك تولوا مدبرين، أي: فارين منه. وقال بعضهم: بل تولوا مدبرين لكفرهم واحتقارهم لأمره، وعلى هذا التأويل - في أنها كذبة - يجيء الحديث: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله: {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله في سارة: هي أختي".
وقالت فرقة: ليست بكذبة، ولا يجوز الكذب عليه، ولكنها من المعاريض، أخبرهم بأنه سقيم في المال، وعلى عرف ابن آدم; لأن ابن آدم لابد أن يسقم ضرورة. وقيل على هذا -: أراد: إني سقيم النفس من أموركم وكفركم، فظهر لهم من كلامه أنه أراد سقما بالجسد حاضرا، وهكذا هي المعاريض. وهذا التأويل لا يرده الحديث وذكر الكذبات; لأنه قد يقال لها كذب على الاتساع بحسب اعتقاد المخبر، والكذب الذي هو قصد قول الباطل والإخبار بضد ما في النفس بغير منفعة شرعية هو الذي لا يجوز على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 7/ 296-297]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين * فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون * قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين}
"راغ" معناه: مال، ومنه قول عدي بن زيد:
حيث لا ينفع الرياغ ولا ين ... فع إلا المصادق النحرير
وقوله تعالى: {ألا تأكلون} هو على جهة الاستهزاء بعبدة تلك الأصنام، وروي أن عادة أولئك كانت أنهم يتركون الطعام في بيوت الأصنام، ويعتقدون أنها تصيب منه شميما، ونحو هذا من المعتقدات الباطلة، ثم كان خدم البيت يأكلونه. فلما دخل إبراهيم عليهالسلام وقف على الأكل، والنطق والمخاطبة للأصنام والقصد الاستهزاء بعابديها، ثم مال عند ذلك إلى ضرب تلك الأصنام بفأس حتى جعلها جذاذا.
واختلف في معنى قوله: "باليمين"، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: يمنى يديه، وقيل: أراد: بقوته; لأنه كان يجمع يديه بالفأس، وقيل: أراد يمين القسم في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم}، و"ضربا" نصب على المصدر بفعل مضمر من لفظه، وفي مصحف عبد الله: [صفقا باليمين]). [المحرر الوجيز: 7/ 297-298]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله: (أقبلوا) لكفار قومه، وقرأ الجمهور: "يزفون" بفتح الياء، من: زف إذا أسرع، وزفت الإبل إذا أسرعت، ومنه قول الفرزدق:
فجاء قريع الشول قبل إفالها ... يزف وجاءت خلفه وهي زفف
ومنه قول الهذلي:
وزفت الشول من برد العشي كما ... زف النعام إلى حفانه الروح
وقرأ حمزة وحده: "يزفون" بضم الياء، من: أزف إذا دخل في الزفيف، وليست بهمزة تعدية، هذا قول، وقال أبو علي: معناها: يحملون غيرهم على الزفيف، وحكاه عن الأصمعي، وهي قراءة مجاهد، وابن وثاب، والأعمش. وقرأ مجاهد، وعبد الله بن زيد، "يزفون" بفتح الياء وتخفيف الفاء من: وزف يزف، وهي لغة منكرة، قال الكسائي: والفراء لا نعرفها بمعنى: زف، وقال مجاهد: الوزيف: السيلان.
وذهبت فرقة إلى أن "يزفون" معناه: يتمهلون في مشيهم كزفاف العروس، والمعنى أنهم كانوا على طمأنينة من أن ينال أحد آلهتهم بسوء لعزتهم، فكانوا لذلك متمهلين. وزف بمعنى أسرع هو المعروف).[المحرر الوجيز: 7/ 298-299]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن إبراهيم عليه السلام قال لهم في جملة محاورة طويلة قد تضمنتها الآية: أتعبدون ما تنحتون، أي: تجعلون إلها معظما شيئا صنعتموه من عود أو حجر، وعملتموه بأيديكم؟ أخبرهم بخبر لا يمكنهم إنكاره وهو قوله: {والله خلقكم}، واختلف المتأولون في قوله: {وما تعملون}، فمذهب جماعة من المفسرين أن "ما" مصدرية، والمعنى: وأعمالكم، وهذه الآية عندهم قاعدة في خلق أفعال العباد، وذلك موافق لمذهب أهل السنة في ذلك. وقالت فرقة: هي بمعنى الذي، وقالت فرقة: "ما" استفهام، وقالت فرقة: هي نفي، بمعنى: وأنتم لا تعملون شيئا في وقت خلقكم ولا قبله، ولا تقدرون على شيء، والمعتزلة مضطرة إلى الزوال عن أن تجعل "ما" مصدرية). [المحرر الوجيز: 7/ 299]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"البنيان" قيل: كان في موضع إيقاد النار، وقيل: بل كان للمنجنيق الذي رمي عنه، وقد تقدم قصص نار إبراهيم عليه السلام، وجعلهم الله الأسفلين بأن غلبوا وذلوا ونالتهم العقوبات). [المحرر الوجيز: 7/ 299]

رد مع اقتباس