عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 10:14 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ...} والربّيون الألوف.
تقرأ: قتل وقاتل. فمن أراد قتل جعل قوله: {فما وهنوا لما أصابهم} للباقين، ومن قال: قاتل جعل الوهن للمقاتلين. وإنما ذكر هذا لأنهم قالوا يوم أحد: قتل محمد صلى الله عليه وسلم، ففشلوا، ونافق بعضهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما محمد إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل}، وأنزل: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ}.
ومعنى {وكأين}: وكم.
وقد قال بعض المفسرين: "وكأين من نبي قتل" يريد: و"معه ربيون" والفعل واقع على النبي صلّى الله عليه وسلم، يقول: فلم يرجعوا عن دينهم ولم ينهوا بعد قتله. وهو وجه حسن). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ربّيّون} الرّبّيّون: الجماعة الكثيرة، والواحد منها ربّي). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
قال تعالى: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا} يجعل النبيّ هو الذي قتل وهو أحسن الوجهين لأنه قد قال: {أفإن مات أو قتل}.
وقال بعضهم {قاتل معه} وهي أكثر وبها نقرأ. لأنهم كانوا يجعلون {قتل} على {ربّيّون}. ونقول: "فكيف نقول "فكيف نقول {فما وهنوا} وقد قلنا إنهم قد قتلوا فإنه كما ذكرت لك أن القتل على النبي صلى الله عليه. وقوله: {ربّيّون} يعني: الذين يعبدون الرب تعالى وواحدها "ربّيّ").
[معاني القرآن: 1/183-184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ((الربيون): العلماء. الواحد ربي). [غريب القرآن وتفسيره: 110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وكأيّن من نبيٍّ}أي: كثير من نبي.
{قاتل معه ربّيّون} أي: جماعات كثيرة. ويقال: الألوف.
وأصله: من الربّة وهي الجماعة، يقال للجمع: ربّي كأنه نسب إلى الربّة، ثم يجمع ربّي بالواو والنون. فيقال: ربّيون.

[(فما وهنوا) أي: ضعفوا].
{و ما استكانوا} ما خشعوا وذلّوا. ومنه أخذ المستكين). [تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
تفسيرها " كم من نبي "، وفيها لغتان جيدتان بالغتان يقرأ بهما جميعا.
يقرأ. {وكأيّن} بتشديد (وكائن) على وزن فاعل.
وأكثر ما جاء الشعر على هذه اللغة قال جرير:
وكائن بالأباطح من صديق... يراني لو أصبت هو المصابا
وقال الشاعر أيضا:
وكائن رددنا عنكمو من مدجج... يجيء أمام الألف يردى مقنعا
ومثل التشديد قوله:
كائن في المعاشر من أناس... أخوهم فوقهم وهم كرام
أعلم اللّه جلّ وعزّ أن كثيرا من الأنبياء قاتل معه جماعة فلم يهنوا – فقال الله عزّ وجلّ: {ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا}.
{وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
معنى {فما وهنوا} فما فتروا، {وما ضعفوا}: وما جبنوا عن قتال عدوهم.
ومعنى{ما استكانوا}: ما خضعوا لعدوهم وتقرأ - وهو الأكثر {ربّيّون} بكسر الراء، وبعضهم يقرأ {ربّيّون} - بضم الراء.
وقيل في تفسير {ربّيّون كثير} أنهم الجماعات الكثيرة.
وقال بعضهم: الربوة عشرة آلاف وقيل الربيون العلماء الأتقياء: الصّبر على ما يصيبهم في الله - عزّ وجلّ - وكلا القولين حسن جميل، وتقرأ: (قتل معه)، (وقاتل معه).
فمن قرى قاتل، المعنى: إنهم قاتلوا وما وهنوا في قتالهم، ومن قرأ قتل، فالأجود أن يكون (قتل) للنبي عليه السلام المعنى.. وكأين من نبي قتل ومعه ربيون فما وهنوا بعد قتله، لأن هؤلاء الذين وهنوا كانوا توهموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل، فأعلم الله - عزّ وجلّ - أن الربانيين بعد قتل نبيهم ما وهنوا.
وجائز أن يكون (قتل) للربانيين، ويكون (فما وهنوا) أي ما وهن من بقي منهم). [معاني القرآن: 1/475-476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
ويقرأ {قاتل} فمن قرأ (قتل) معه ففيه عنده قولان:
أحدهما: روي عن عكرمة وهو أن المعنى وكأين من نبي قتل على أنه قد تم الكلام ثم قال: معه ربيون كثير، بمعنى معه ربيون كثير.
وهذا قول حسن على مذهب النحويين لأنهم أجازوا رأيت زيدا السماء تمطر عليه بمعنى والسماء تمطر عليه.
والقول الآخر: أن يكون المعنى قتل معه بعض الربيين وهذا معروف في اللغة أن يقال جاءني بني فلان وإنما جاءك بعضهم فيكون المعنى على هذا قتل معه بعض الربين). [معاني القرآن: 1/488-489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}أي: فما ضعف من بقي منهم كما قرئ {ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلونكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم} بمعنى: فإن قتلوا بعضكم
والقول الأول: على أن يكون التمام عند قوله: {قتل} وهو أحسن والحديث يدل عليه.
قال الزهري: صاح الشيطان يوم أحد قتل محمد فانهزم جماعة من المسلمين.
قال كعب بن مالك: كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عينيه من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي هذا رسول الله فأومأ إلي أن اسكت فأنزل الله عز وجل:{وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
وقال عبد الله ابن مسعود: الربيون الألوف الكثيرة.
وقال مجاهد وعكرمة والضحاك: الربيون الجماعات.
وقال ابن زيد: الربيون الأتباع.
ومعروف أن: الربة الجماعة فهم منسبون إلى الربة ويقال للخرقة التي يجمع فيها القدح ربة وربة والرباب قبائل تجمعت.
وقال أبان بن تغلب: الربي عشرة آلاف.
وقال الحسن رحمة الله عليه: هم العلماء الصبر كأنه أخذ من النسبة إلى الرب تبارك وتعالى.
ثم قال تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}أي: فما ضعفوا
والوهن في اللغة: أشد الضعف.
{وما استكانوا} أي: وما ذلوا فعاتب الله عز وجل بهذا المسلمين بهذا لأنهم كانوا يتمنون القتال.
وقرأ مجاهد فيما روي عنه {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} وهي قراءة حسنة، والمعنى: ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل، أي: من قبل أن تلقوه). [معاني القرآن: 1/489-492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {وكأين من نبي} أي: وكم من نبي). [ياقوتة الصراط: 191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({رِبِّيُّونَ} أي: جماعات كثيرة، وأصله من الرِبَة وهي الجماعة. ويقال للواحد رِبَي، كأنه نُسب إلى الرِبَة ثم جمع.
{وَمَا اسْتَكَانُواْ} أي: وما خسئوا، وما ذلوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 53]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا...}
نصبت القول بكان، وجعلت أن في موضع رفع، ومثله في القرآن كثير والوجه أن تجعل (أن) في موضع الرفع؛ ولو رفع القول وأشباهه وجعل النصب في "أن" كان صوبا). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإسرافنا في أمرنا}: تفريطنا). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
قال تعالى: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا} وقال: {وما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا} و[قال] {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} فـ{أن قالوا} هو الاسم الذي يرفع بـ{وكان} لأن {أن} الخفيفة وما عملت فيه بمنزلة اسم تقول: "أعجبني أن قالوا" وإن شئت رفعت أول هذا كله وجعلت الآخر في موضع نصب على خبر كان. قال الشاعر:
لقد علم الأقوام ما كان داءها = بثهلان إلاّ الخزي ممّن يقودها
وإن شئت "ما كان داؤها إلا الخزي"). [معاني القرآن: 1/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {وما كان قولهم إلّا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
تقرأ {قولهم} بالنصب ويكون الاسم: {إلا أن قالوا} فيكون المعنى: ما كان قولهم إلا استغفارهم، أي: قولهم اغفر لنا - ومن قرأها بالرفع جعل خبر كان ما بعد إلا، والأكثر في الكلام أن يكون الاسم هو ما بعد إلا - قال اللّه عزّ وجل {فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا} {ما كان حجّتهم إلّا أن قالوا}.
ومعنى: {وثبّت أقدامنا} أي ثبتنا على دينك. وإذا ثبتهم على دينهم ثبتوا في حربهم - قال اللّه عزّ وجلّ - (فتزلّ قدم بعد ثبوتها) المعنى: تزلّ عن الدين). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا}
قال مجاهد: يعني الخطايا الكبار.
ثم قال تعالى: {وثبت أقدامنا} أي: ثبتنا على دينك وإذا ثبتهم على دينه ثبتوا في الحرب كما قال {فتزل قدم بعد ثبوتها}). [معاني القرآن: 1/492]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عز وجل: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين} أي: ظفّرهم وغنمهم. {وحسن ثواب الآخرة}
المغفرة وما أعد لهم من النعيم الدائم). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقال تعالى: {فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة}
قال قتادة: أعطوا النصر في الدنيا والنعيم في الآخرة). [معاني القرآن: 1/492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (وقوله - عز وجل: {ثواب الدنيا} الثواب يكون خيراً ويكون شرا، وكذلك: البشارة: تكون بخير، وتكون بشر، ومن الثواب الشر). [ياقوتة الصراط:191-192]

رد مع اقتباس