عرض مشاركة واحدة
  #140  
قديم 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م, 12:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}:
لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة، وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.

وقد اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: هي زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
والقول الثاني: بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه، لكن أجمع القراء على تركها لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
والقول الثالث: لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا القول ذكره ابن فارس في «الصاحبي» وقال به مكي بن أبي طالب في «الهداية» والواحدي في «البسيط».
قال ابن فارس تعقيباً على كلام لأبي عبيدة: (أما قوله إنّ «لا» في {وَلا الضَّالِّينَ} زائدة؛ فقد قيل فيه: إن «لا» إنما دخلت ها هنا مُزِيلةً لتوهُم متوهم أن الضّالين هم المغضوب عليهم، والعرب تنعت بالواو، يقولون: مررت بالظريف والعاقل فدخلت «لا» مُزِيلةً لهذا التوهم ومُعلمة أن الضّالين هم غير المغضوب عليه).
و
قال الواحدي: (لو لم تدخل (لا) لاحتمل أن يكون قوله: (والضالين) منسوقا على قوله: (صراط الذين أنعمت عليهم والضالين)، فلما احتمل ذلك أدخل فيه (لا) ليحسم هذا الوهم)ا.هـ
والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
والقول الخامس: لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً). [تفسير سورة الفاتحة:252 - 253]


رد مع اقتباس