عرض مشاركة واحدة
  #142  
قديم 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م, 02:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

1. معنى قول" آمين"
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (1. معنى قول" آمين"
آمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" ، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك، كما أنّ "صه" اسم فعل يفيد طلب السكوت، و"مه" اسم فعل يفيد طلب الكفّ، وهكذا.

وهذا قول جمهور اللغويين والمفسّرين، وهو الصحيح إن شاء الله.
قال أبو إسحاق الزجاج: (معناه "اللهم استجب" وهما موضوعان في موضع اسم الاستجابة كما أن " قولنا: (صه) موضوع موضع سكوتاً)ا.هـ.
وقال ابن عطية: (ومعنى «آمين» عند أكثر أهل العلم: "اللهم استجب"، أو "أجب يا رب"، ونحو هذا، قاله الحسن بن أبي الحسن وغيره، ونصَّ عليه أحمد بن يحيى ثعلب وغيره)ا.هـ.
وقال أبو البقاء العكبري: ( وأما "آمين" فاسْمٌ للفعل، ومعناها "اللهم استجب"، وهو مبني لوقوعه موقع المبني، وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره، كما فتحت "أين"، والفتح فيها أقوى؛ لأن قبل الياء كسرة، فلو كُسِرَت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين)ا.هـ.
وفي معنى "آمين" أقوال لأهل العلم:
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل" وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين:
أحدهما: طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، ذكره السيوطي في الدر المنثور.
والآخر: طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رواه الثعلبي في تفسيره.
القول الثاني: معناها "اللهم استجب" وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.
قال ابن الأنباري: (أَخبرني أَبو علي المقرئ، قال: حدَّثنا الحسن بن الصباح، قال: حدَّثنا الخفاف، قال: قال إِسماعيل [بن مسلم]: كان الحسن إِذا سُئل عن تفسير آمين، قال: اللهمَّ استجب)ا.هـ.
وروى ابن شاهين في تفسيره عن الحسن البصري نحوه كما في الدرّ المنثور.
وقال به: أبو إسحاق الزجاج، وابن الأنباري وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة.
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير.
ومال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهم.
قال ابن خالويه: (ومعنى "آمين": يا أمين أي يا الله، فأمين اسم من أسماء الله).
وأنكره جماعة من الأئمة، وعدّوه خطأ، وسيأتي بيان علّته إن شاء الله تعالى.
قال النووي في التبيان: (قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وأنكر المحققون والجماهير هذا)ا.ه.
القول الرابع: معناها "كذلك يكون" ، وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً.
وقريب منه قول الجوهري في الصحاح: (ويقال معناه. كذلك فليكن).
وقريب منه ما ذكره ابن قتيبة في غريب القرآن أنها بمعنى "كذلك فعل الله".
وذكر هذا القول أيضاً: أبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم، وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام})ا.هـ.
وأبو نصر القشيري هو عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وهو أشعريّ متكلّم، معدود من فقهاء الشافعية، وله تفسير مفقود، أكثر القرطبي من النقل عنه.
وأبوه أبو القاسم القشيري هو صاحب الرسالة القشيرية في التصوّف، وصاحب التفسير المسمّى "لطائف الإشارات"، وقد طُبع بعضه.
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش.
قال الباقولي: (وروي عن الأخفش أنه اسم أعجمي، مثل: هابيل وقابيل؛ فإن سمّيت به رجلاً لم ينصرف)ا.هـ.
وهو قول باطل.
وفي معنى "آمين" أقوال أخرى غير مشتهرة، وعامّتها معلول، كقول بعضهم: معناها "أمّنا بخير"، وهذا قول في معنى "اللهمّ" نُقلَ خطأ إلى معنى "آمين".
وقال بعضهم: معناها "لا تخيّب رجاءنا"، وقد نُسب هذا في بعض كتب التفسير إلى الترمذي، ولم أقف على أصله.
وقيل: طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وهذا القول مأخوذ من حديث ضعيف يأتي ذكره إن شاء الله.
وقيل غير ذلك). [تفسير سورة الفاتحة:257 - 261]

رد مع اقتباس