عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1434هـ/18-04-2013م, 07:19 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} أي: لعلامات دالة عليه والألباب العقول).[معاني القرآن: 1/523]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {الّذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم...}
يقول القائل: كيف عطف بعلى على الأسماء؟ فيقال: إنها في معنى الأسماء ألا ترى أن قوله: {وعلى جنوبهم}: ونياما، وكذلك عطف الأسماء على مثلها في موضع آخر، فقال: "دعانا لجنبه"، يقول: مضطجعا "أو قاعدا أو قائما" فلجنبه، وعلى جنبه سواء).[معاني القرآن: 1/250]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويتفكّرون في خلق السّموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً}: العرب تختصر الكلام ليخففوه لعلم المستمع بتمامه فكأنه في تمام القول: ويقولون: ربنا ما خلقت هذا باطلا). [مجاز القرآن: 1/111]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {الّذين يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السّماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار }
{الّذين يذكرون اللّه}
هذا من نعت {أولي الألباب} أي: فهؤلاء يستدلون على توحيد اللّه - عزّ وجلّ - بخلق السّماوات والأرض وأنهم يذكرون اللّه في جميع أحوالهم {قياما وقعودا وعلى جنوبهم}
معناه: ومضطجعين، وصلح في اللغة أن: يعطف (بعلى) على - {قياما وقعودا} لأن معناه ينبئ عن حال في أحوال تصرف الإنسان، تقول: أنا أسير
إلى زيد مماشيا وعلى الخيل، المعنى ماشيا وراكبا، فهؤلاء المستدلون على حقيقة توحيد الله يذكرون - اللّه في سائر هذه الأحوال.
وقد قال بعضهم: {يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم} أي: يصلون على جميع هذه الأحوال على قدر إمكانهم في صحتهم وسقمهم.
وحقيقته عندي - واللّه أعلم - أنهم موحدون اللّه في كل حال.
{ويتفكّرون في خلق السّماوات والأرض} فيكون ذلك أزيد في بصيرتهم، لأن فكرتهم تريهم عظيم شأنهما، فيكون تعظيمهم للّه على حسب ما يقفون عليه من آثار رحمته.
وقوله عزّ وجلّ: {ربّنا ما خلقت هذا باطلا}معناه: يقولون {ربّنا ما خلقت هذا باطلا}أي: خلقته دليلا عليك، وعلى صدق ما أتت به أنبياؤك. لأن الأنبياء تأتي بما يعجز عنه المخلوتون، فهو كالسماوات والأرض في الدليل على توحيد اللّه.
{سبحانك}معناه: براءة لك من السوء وتنزيها لك من أن تكون خلقتهما باطلا..
{فقنا عذاب النّار}أي: فقد صدقنا رسلك وأن لك جنة ونارا فقنا عذاب النّار). [معاني القرآن: 1/498-499]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}
في معنى الآية قولان:
أحدهما: روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من لم يستطيع أن يصلي قائما صلى قاعدا وإلا مضطجعا.
والقول الآخر: أنهم الذين يوحدون الله عز وجل على كل حال ويذكونه والقول الأول ليس بصحيح الإسناد.
وأيضا فإن الله تعالى إنما وصف أولي الألباب بالذكر له على كل الأحوال التي يكون الناس عليها
ويبين لك هذا حديث ابن عباس حين بات عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاستوى على فراشه قاعدا ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: ((سبحان الملك القدوس ثلاث مرات)) وقرأ {إن في خلق السموات والأرض}حتى ختم السورة). [معاني القرآن: 1/523-524]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {ويتفكرون في خلق السموات والأرض} أي: ليكون ذلك أزيد في بصيرتهم.
ثم قال عز وجل: {ربنا ما خلقت هذا باطلا} أي: يقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا فحذف يقولون.
ثم قال عز وجل: {سبحانك فقنا عذاب النار}
روي عن طلحة بن عبيد الله أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن سبحان فقال:((تنزيه الله عن السوء))
وأصل التنزيه في اللغة: البعد أي التنزيه الله عز وجل عن الأنداد والأولاد). [معاني القرآن: 1/525-526]



رد مع اقتباس