عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:39 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً مّاذا يستعجل منه المجرمون...}
إن شئت جعلت {ماذا} استفهاما محضا على جهة التعجّب؛ كقوله: ويلهم ماذا أرادوا باستعجال العذاب؟! وإن شئت عظّمت أمر العذاب فقلت: بماذا استعجلوا!
وموضعه رفع إذا جعلت الهاء راجعة عليه، وإن جعلت الهاء في {منه} للعذاب وجعلته في موضع نصب أوقعت عليه الاستعجال). [معاني القرآن: 1/467]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن أتاكم عذابه بياتاً} أي بيّتكم ليلا وأنتم بائتون). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً مّاذا يستعجل منه المجرمون}
وقال: {ماذا يستعجل منه المجرمون} فإن شئت جعلت {ماذا} اسما بمنزلة {ما} وإن شئت جعلت {ذا} بمنزلة "الذي"). [معاني القرآن: 2/35]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون}
البيات كل ما كان بليل، وهو منصوب على الوقت.
وقوله: {ماذا يستعجل منه المجرمون}.
{ما} في موضع رفع من جهتين:
إحداهما أن يكون ذا بمعنى.. " ما الّذي "
يستعجل منه المجرمون، ويجوز أن يكون " ماذا " اسما واحدا، ويكون المعنى: أي شيء يستعجل منه المجرمون والهاء في منه يعود على العذاب نصب،
فيكون المعنى: أي شيء يستعجل المجرمون من اللّه - جلّ وعزّ -.
والأجود أن تكون الهاء تعود على العذاب، لقوله: {أثمّ إذا ما وقع آمنتم به}.
وقوله: {آلآن وقد كنتم به تستعجلون}.
المعنى: آلآن تؤمنون، فزعم القراء أن.. " آلأن " إنما هو " أأن كذا
وكذا "، وأن الألف واللام دخلت على جهة الحكاية.
وما كان على جهة الحكاية نحو قولك " قام " إذا سميت به فجعلته مبنيا على الفتح لم تدخله الألف واللام.
و " الآن " عند سيبويه مبني على الفتح. نحو " نحن لن الآن نصير إليك). فتفتح لأن الألف واللام إنما تدخل لعهد.
و " الآن " لم تعهده قبل هذا
الوقت، فدخلت الألف واللام للإشارة إلى الوقت.
والمعني نحن من هذا الوقت نفعل، فلما تضمنت معنى هذا، وجب أن تكون موقوفة ففتحت لالتقاء السّاكنين، وهما الألف واللام). [معاني القرآن: 3/24-25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون}
يجوز أن يكون المعنى ماذا يستعجل من الله
ويجوز أن يكون ماذا يستعجل من العذاب المجرمون
قال أبو جعفر وهذا أشبه بالمعنى لقوله تعالى: {أثم إذا ما وقع آمنتم به} ). [معاني القرآن: 3/298]

تفسير قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الآن وقد كنتم به تستعجلون...}
{الآن} حرف بني على الألف واللام لم تخلع منه، وترك على مذهب الصفة؛ لأنه صفة في المعنى واللفظ؛ كما رأيتهم فعلوا في (الذي) و(الذين) فتركوهما على مذهب الأداة،
والألف واللام لهما غير مفارقتين.
ومثله قال الشاعر:

فإن الألاء يعلمونك منهم =كعلمي مظّنّوك ما دمت أشعرا
فأدخل الألف واللام على {ألاء} ثم تركها مخفوضة في موضع النصب؛ كما كانت قبل أن تدخلها الألف واللام.
ومثله قوله:

وأني حبست اليوم والأمس قبله =ببابك حتى كادت الشمس تغرب
فأدخل الألف واللام على (أمس) ثم تركه مخفوضا على (جهته الأولى).
ومثله قول الآخر:
تفقّأ فوقه القلع السواري =وجنّ الخازباز به جنونا
فمثل (الآن) بأنها كانت منصوبة قبل أن تدخل عليها الألف واللام، ثم أدخلتهما فلم يغيراها. وأصل الآن إنما كان (أوان) حذفت منها الألف وغيّرت واوها إلى الألف؛
كما قالوا في الراح: الرياح؛ أنشدني أبو القمقام الفقعسي:
كأن مكاكي الجواء غديّةً = نشاوى تساقوا بالرياح المفلفل
فجعل الرياح والأوان على جهة فعل ومرة على جهة فعال؛ كما قالوا: زمن وزمان. وإن شئت جعلت (الآن) أصلها من قولك: آن لك أن تفعل، أدخلت عليها الألف واللام، ثم تركتها على مذهب فعل فأتاها النصب من نصب فعل. وهو وجه جيّد؛ كما قالوا: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال،
فكانتا كالاسمين فهما منصوبتان. ولو خفضتا على أنهما أخرجتا من نيّة الفعل كان صوابا؛ سمعت العرب تقول: من شبّ إلى دبّ بالفتح، ومن شبٍّ إلى دبٍّ؛ يقول: مذ كان صغيرا إلى أن دبّ، وهو فعل). [معاني القرآن: 1/467-469]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الآن
الآن: هو الوقت الذي أنت فيه، وهو حدّ الزّمانين: حدّ الماضي من آخره، وحدّ الزمان المستقبل من أوله.
قال الفراء: «هو حرف بني على الألف واللام، ولم يخلعا منه، وترك على مذهب الصّفة، لأنه في المعنى واللفظ، كما رأيتهم فعلوا بالذي، فتركوه على مذهب الأداة، والألف واللام له لازمة غير مفارقة.
وأرى أصله: أوان، حذفت منه الألف، وغيّرت واوه إلى الألف، كما قالوا في الرّاح: الرّياح. وأنشد:
كأنّ مكاكيّ الجواء غديّة نشاوى تساقوا بالرّياح المفلفل
قال: فهي مرّة على تقدير (فعل) ومرّة على تقدير (فعال) كما قالوا: زمن، وزمان.
وإن شئت جعلتها من قولك: آن لك أن تفعل كذا وكذا، أدخلت عليها الألف واللام ثم تركتها على مذهب (فعل) منصوبة، كما قالوا:
«نهى رسول الله، صلّى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السّؤال»
فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان، ولو خفضتا على النّقل لهما من حدّ الأفعال إلى الأسماء في النّية- كان صوابا.
وسمعت العرب تقول: من شبّ إلى دبّ، ومن شبّ إلى دبّ، مخفوض منون، يذهبون به مذهب الأسماء. والمعنى: مذ كان صغيرا فشبّ إلى أن دبّ كبيرا.
قال الله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} {آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} أي أفي هذا الوقت وفي هذا الأوان تتوب وقد عصيت قبل؟).
[تأويل مشكل القرآن: 523-524]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {الآن وقد كنتم به تستعجلون} وفي الكلام حذف والمعنى الآن تؤمنون به). [معاني القرآن: 3/298]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي إنّه لحقٌّ وما أنتم بمعجزين}
وقال: {ويستنبئونك أحقٌّ هو} كأنه قال "ويقولون أحقّ هو"). [معاني القرآن: 2/35]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {إي وربي} فإنك إذا قلت: إي الله، فأدخلت ألف الوصل قلت: إي الله إنه لحق؛ فقال يونس: أقول: إي الله، فيحرك الياء بكسرة لالتقاء الساكنين.
[وروى محمد بن صالح]:
إي الله، وغي الله جميعًا؛ وذلك عندنا مثل: الله لا أفعل.
وقال أيضًا فيما يغلب علي: إي الله، يقولهما جميعًا؛ والقياس القول الآخر؛ لأن الياء منكسر ما قبلها، فصارت مثل: يرمي القوم ويعي الشيء، ولا تكسر لانكسار ما قبلها، كما لم يكسروها في الإعراب، في مثل: قاض وغاز؛ وكأن يونس أثبت الياء في قوله الأول، كراهة أن يجحف بالحرف؛ لأنه على حرفين فيبقى على حرف واحد؛ فأظهر الياء وحركها؛ والثاني أقيس). [معاني القرآن لقطرب: 665]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (إي): بمعنى بلى، قال الله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} ولا تأتي إلا قبل اليمين، صلة لها).
[تأويل مشكل القرآن: 562]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنّه لحقّ وما أنتم بمعجزين}
أي لستم ممن يعجز أن يجازى على كفره). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويستنبئونك أحق هو}
المعنى ويستخبرونك فيقولون أحق هو
{قل أي وربي إنه لحق} أي المعنى نعم
وقوله جل وعز: {وما أنتم بمعجزين}
أي ما أنتم ممن يعجز عن أن يجازى بكفره). [معاني القرآن: 3/299]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ويستنبئونك أحق هو} أي: يستخبرونك). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قل إي وربي} أي: نعم). [ياقوتة الصراط: 256]


رد مع اقتباس