الموضوع: كي
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:24 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("كي"
"كي": على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون اسما مختصرا من "كيف"، كقوله:
(كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ... قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم)
أراد "كيف" فحذف "الفاء"، كما قال بعضهم: "سو" أفعل، يريد: "سوف".
الثّاني: أن تكون بمنزلة "لام" التّعليل معنى وعملا، وهي الدّاخلة على "ما" الاستفهامية في قولهم في السّؤال عن العلّة "كيمة"، بمعنى: "لمه"، وعلى "ما" المصدرية في قوله:
(إذا أنت لم تنفع فضر فإنّما ... يرجى الفتى كيما يضر وينفع)
وقيل "ما" كافّة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو: جئتك "كي" تكرمني، إذا قدرت النصب "بأن".
الثّالث: أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا، وذلك في نحو: {لكي لا تأسوا}، ويؤيّده صحة حلول أن محلها؛ ولأنّها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل، ومن ذلك جئتك "كي" تكرمني، وقوله تعالى: {كي لا يكون دولة}، إذا قدرت "اللّام" قبلها، فإن لم تقدر فهي تعليلية جارة ويجب حينئذٍ إضمار "أن" بعدها، ومثله في الاحتمالين قوله:
(أردت لكيما أن تطير بقربتي ... )
فكي إمّا تعليلية مؤكدة "للام" أو مصدريّة مؤكدة "بأن"، ولا تظهر "أن" بعد "كي" إلّا في الضّرورة، كقوله:
(فقالت أكل النّاس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا)
وعن الأخفش أن "كي" جارة دائما، وأن النصب بعدها بـ "أن" ظاهرة أو مضمرة ويرده، نحو: {لكي لا تأسوا}، فإن زعم أن"كي" تأكيد "للام"، كقوله:
( ... ولا للما بهم أبدا دواء)
رد بأن الفصيح المقيس لا يخرج على الشاذ.
وعن الكوفيّين أنّها ناصبة دائما، ويرده قولهم "كيمه"، كما يقولون "لمه"، وقول حاتم:
(وأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها ... وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله)
لأن "لام" الجرّ لا تفصل بين الفعل وناصبه.
وأجابوا عن الأول بأن الأصل "كي" تفعل ماذا، ويلزمهم كثرة الحذف، وإخراج "ما" الاستفهامية عن الصّدر، وحذف "ألفها" في غير الجرّ، وحذف الفعل المنصوب مع بقاء عامل النصب، وكل ذلك لم يثبت نعم وقع في صحيح البخاريّ في تفسير {وجوه يومئذٍ ناضرة}، فيذهب "كيما" فيعود ظهره طبقًا واحدًا، أي: "كيما" يسجد، وهو غريب جدا لا يحتمل القياس عليه.

تنبيه
إذا قيل جئت لتكرمني بالنّصب، فالنصب "بأن" مضمرة، وجوز أبو سعيد كون المضمر "كي"، والأول أولى؛ لأن "أن" أمكن في عمل النصب من غيرها، فهي أقوى على التّجوّز فيها بأن تعمل مضمرة). [مغني اللبيب: 3 / 31 - 40]


رد مع اقتباس