الموضوع: لما
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 ذو الحجة 1438هـ/15-09-2017م, 12:04 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



تفسير "لما"
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت:200هـ): (
تفسير "لما" على ستة وجوه:
الوجه الأول: "لما" يعني "ما"
"لما" يعني "ما"، و"اللاّم" هاهنا صلة، وذلك قوله في سورة البقرة: {وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار} يعني "ما" يتفجّر منه الأنهار، و"اللاّم" هاهنا صلة، مثل قوله: {وإنّ منها لما يشّقّق} يعني "ما" يتشقّق {فيخرج منه الماء وإنّ منها لما يهبط من خشية الله} يعني "ما" يهبط. وقال في ن والقلم: {إنّ لكم لما تحكمون} يعني "ما" تحكمون. {إنّ لكم فيه لما} يعني "ما"، {تخيّرون}، و"اللاّم" صلة.

الوجه الثاني:
"لما" يعني "لم"
"لمّا" يعني "لم"، و"الألف" هاهنا صلة. وذلك قوله في آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله} يعني و"لم" ير الله {الذين جاهدوا منكم}، و"الألف" صلة. ومثلها في البقرة: {ولمّا يأتكم مّثل الذين}. وكقوله في براءة: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم} يعني و"لم" ير الله. وكقوله في سورة الجمعة: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم} يعني "لم" يلحقوا بهم. ونحوه كثير.


الوجه الثالث: "لمّا" يعني "إلاّ"
وذلك قوله في يس: {وإن كلٌّ لّمّا جميعٌ لّدينا محضرون} يعني "إلاّ" جميع لدينا محضرون. ومن خفّف "لما" جعل "اللاّم" تأكيدا للفعل. وفي الزّخرف مثلها: {وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدنيا} يعني "إلاّ" متاع. وكقوله في والسّماء والطّارق: {إن كلّ نفسٍ لّمّا عليها حافظٌ} يعني "إلاّ" عليها حافظ. ومن خفّف جعل "اللاّم" توكيدا للفعل.

الوجه الرابع: "لمّا" يعني "حين"
وذلك قوله في سورة يونس: {لمّا أمنوا كشفنا عنهم} يعني "حين" آمنوا. وقوله في سورة هود: {لّمّا جاء أمر ربّك} يعني "حين" جاء أمر ربّك.

الوجه الخامس: "لمّا" يعني شديدا
وذلك قوله في الفجر: {وتأكلون التراث أكلًا لّمًّا} يعني شديدا. وليس غيرها.

الوجه السادس:
"لما" يعني "الذي"
"لما" مخفّفة يعني "الّذي"، وذلك قوله في سورة البقرة: {مصدّقًا لّما بين يديه} يعني "للّذي" بين يديه. وكذلك في سورة المائدة: {مصدّقًا لّما بين يديه} يعني "للّذي" بين يديه. وكقوله في والسماء ذات البروج، قال: {فعّالٌ لّما يريد} يعني "للّذي" يريد. وكقوله في سورة هود {إنّ ربّك فعّالٌ لّما يريد} يعني "للّذي" يريد. وكل شيء "لما"، إذا كانت "اللاّم" مكسورة، مثل ذلك. غير أن في تنزيل السّجدة: {لمّا صبروا} فإنّها "بما" صبروا. ومن قرأها "لمّا" صبروا فإنّه يعني "حين" صبروا).[التصاريف: 205 - 208]


رد مع اقتباس