الموضوع: الرزاقُ
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 05:37 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (18- الرزاق: هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته، فلم يختص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيل له ولا متكسب فيه كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي. قال سبحانه: {وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم} [العنكبوت: 60] وقال تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6].
وكان من دعاء داود، صلوات الله عليه: «يا رازق النعاب في عشه» يريد: فرخ الغراب، وذلك أنه يقال: إنه إذا تفقأت عنه البيضة خرج أبيض كالشحمة، فإذا رآه الغراب أنكره لبياضه؛ فتركه. فيسوق الله جل وعز إليه البق؛ فتقع عليه لزهومة ريحه فيلقطها ويعيش بها إلى أن يحمم ريشه فيسود، فيعاوده الغراب عند ذلك، ويألفه ويلقطه الحب. فهذا معنى: رزقه النعاب في عشه.
وقد يكون وصول الرزق بسبب وبغير سبب، ويكون ذلك بطلب وبغير طلب، وقد يرث الإنسان مالاً؛ فيدخل في ملكه من غير قصد إلى تملكه، وهو من جملة الرزق. وكل ما وصل منه إليه من مباح وغير مباح فهو رزق الله على معنى أنه قد جعله له قوتًا ومعاشًا. كقوله سبحانه: {رزقا للعباد} [ق: 11] إثر قوله سبحانه: {والنخل باسقات لها طلع نضيد} [ق: 10]. وكقوله: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} [الذاريات: 22] إلا أن الشيء إذا كان مأذونا له في تناوله فهو حلال حكما، وما كان منه غير مأذون له فيه فهو حرام حكما. وجميع ذلك رزق على المعنى الذي بيناه). [شأن الدعاء: 54-55]


رد مع اقتباس