عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً ...} , ثم فسرهم فقال: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة...}.
عجّب نبيّه منهم فقال: ما أصحاب الميمنة؟, أي شيء هم؟ , وهم أصحاب اليمين، {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة...}، عجّبه أيضا منهم، وهم أصحاب الشمال، ثم قال: {والسّابقون السّابقون...}: فهذا الصنف الثالث، فإن شئت رفعت السابقين بالسابقين الثانية وهم المهاجرون، وكل من سبق إلى نبي من الأنبياء فهو من هؤلاء، فإذا رفعت أحدهما بالآخر، كقولك الأول السابق، وإن شئت جعلت الثانية تشديداً للأولى، , ورفعت بقوله: {أولئك المقرّبون...} ). [معاني القرآن: 3/122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "}: أصحاب الميسرة , ويقال لليد اليسرى: الشومى ويقال: أهو الجانب الأشمى الأيسر؛ سميت اليمنى لأنها عن يمين الكعبة والشام أنها عن شمال الكعبة). [مجاز القرآن: 2/248]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}
قال: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} , {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} , فقوله: {ما أصحاب المشأمة} هو الخبر.
وتقول العرب: "زيدٌ وما زيدٌ" تريد "زيد شديدٌ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المشأمة}: الميسرة لأنه يقال لليد اليسرى الشؤمي، والجانب الأيسر الأشام، ويروى أنهم يعطون كتبهم بشمائلهم).[غريب القرآن وتفسيره: 365-366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وكنتم أزواجاً ثلاثةً} , أي: أصنافا). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}؟!
على التعجب. كأنه قال: أي شيء هم؟!.
ويقال في الكلام: «زيد ما زيد!» أي أي رجل هو). [تفسير غريب القرآن: 446-445]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}؟! , أي: أصحاب الشمال.
والعرب تسمي اليد اليسرى: الشّؤمي، والجانب الأيسر: الجانب الأشأم. ومنه قيل: اليمن والشّؤم. فاليمن: كأنه ما جاء عن اليمين، والشؤم: ما جاء عن الشمال. ومنه سميت «اليمن» و«الشّام»). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكنتم أزواجا ثلاثة}
أي : أصنافا ثلاثة، يقال للأصناف التي بعضها مع بعض أزواج , كما يقال للخفين زوجان). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}
رفع بالابتداء, والمعنى : وأصحاب الميمنة ما هم، أي شيء هم , {وأصحاب المشأمة}, أي شيء هم.
وهذا اللفظ مجراه في العربية مجرى التعحب، ومجراه من اللّه - عزّ وجلّ - في مخاطبة العباد مجرى ما يعظم به الشأن عندهم..
ومثله {الحاقة. ما الحاقة}، و {القارعة * ما القارعة}
ومعنى {أصحاب الميمنة}: أصحاب اليمين.
{وأصحاب المشأمة}: أصحاب الشمال.
{وأصحاب اليمين}: هم أصحاب المنزلة الرفيعة.
و{أصحاب الشمال }: هم أصحاب المنزلة الدنيئة الخسيسة). [معاني القرآن: 5/108-109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والسّابقون السّابقون * أولئك المقرّبون}
معناه - واللّه أعلم - السابقون السابقون إلى طاعة اللّه عزّ وجل والتصديق بأنبيائه.
والسابقون الأول رفع بالابتداء، والثاني توكيد، ويكون الخبر : {أولئك المقربون}). [معاني القرآن: 5/108-109]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَشْأَمَةِ} : أي الشمال , يقال لليد اليسرى: الشُّؤْمَى، والجانب الأيسر: الأشأم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَيْمَنَةِ}: عن اليمين , {الميسرة}: عن اليسار). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى:{أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {والسّابقون السّابقون * أولئك المقرّبون}
معناه - واللّه أعلم - السابقون السابقون إلى طاعة اللّه عزّ وجل والتصديق بأنبيائه.
والسابقون الأول رفع بالابتداء، والثاني توكيد، ويكون الخبر {أولئك المقربون}). [معاني القرآن: 5/109](م)

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر أين محلهم فقال: {في جنّات النّعيم}
ويجوز أن يكون السابقون الأول رفعا بالابتداء.
ويكون خبره{السابقون}الثاني.
فيكون المعنى - واللّه أعلم - السابقون إلى طاعة اللّه السابقون إلى رحمة اللّه.
ويكون{أولئك المقربون}: من صفتهم). [معاني القرآن: 5/109]

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ثلّةٌ من الأوّلين }: تجيء جماعة وأمة , وتجيء بقية). [مجاز القرآن: 2/248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ثلة من الأولين}: تجيء جماعة وتجيء بقية). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ثلّةٌ}: جماعة). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ثلّة من الأوّلين * وقليل من الآخرين}
{ثلّة} رفع على معنى هم {ثلّة}.
والثّلّة: الجماعة، وهذا - واللّه أعلم - .
معنى {ثلّة من الأوّلين} : أي جماعة ممن عاين الأنبياء وصدق بهم.
فالذين عاينوا جميع النبيين وصدّقوا بهم أكثر ممن عاين النبي عليه السلام، وذلك قوله في قصة يونس: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتّعناهم إلى حين}
هؤلاء سوى سائر من آمن بجميع الأنبياء ممن عاينهم وصدّقهم , ويجوز أن يكون الثّلّة : بمعنى قليل من الأولين وقليل من الآخرين لأن اشتقاق الثلة من القطعة.
والثل : الكسر والقطع، والثّلّة نحو الفئة والفرقة). [معاني القرآن: 5/109]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ثلة من الأولين}: أي: جماعة). [ياقوتة الصراط: 501]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُلَّةٌ} أي: جماعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُلَّةٌ}: فرقة). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على سررٍ مّوضونةٍ...}
موضونه: منسوجة، وإنما سمت العرب وضين الناقة وضيناً لأنه منسوج، وقد سمعت بعض العرب يقول: فإذا الآجر موضون بعضه على بعض يريد: مشرج، (قال الفراء: الوضين الحزام] ). ) [معاني القرآن: 3/122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({على سرر موضونةٍ}: بعضها على بعض مداخلةٌ كما توضن كحلق الدرع بعضها في بعض مضاعفةٌ وقال الأعشى:
ومن نسج داؤد موضونةً تساق مع الحيّ عيراً فعيرا
والوضين البطان من السيور إذا نسج نساجةً بعضه على بعض مضاعفاً كالحلق حلق الدرع فهو وضينٌ وضع في موضع موضون كما يقولون: قتيل في موضع مقتول، قال:
إليك تعدو قلقاً وضينها
معترضاً في بطنها جنينها
مخالفاً دين النصارى دينها
وهي ليس لها، هو دينه , وهو قول رجل في الجاهلية، وقاله ابن عمر في الإسلام). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({موضونة}: مضاعفة بعضها في بعض. ويقال موضونة موصولة بالذهب). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({على سررٍ موضونةٍ}: أي منسوجة, كأن بعضها أدخل في بعض، أو نضّد بعضها على بعض.
ومنه قيل للدّرع: موضونة, ومنه قيل: وضين الناقة, وهو بطان من سيور يرصع ويدخل بعضه في بعض.
قال الفراء: «سمعت بعضهم يقول: الآجرّ موضون بعضه إلى بعض، أي مشرج (صفيف)» ). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {على سرر موضونة * متّكئين عليها متقابلين}
(متكئين، ومتقابلين): منصوبان على الحال، المعنى : {أولئك المقربون في جنات النعيم}: في هذه الحال.
والسرر : جمع سرير، مثل كثيب وكثب.
ومعنى{متقابلين}: ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ولا ينظر في أقفاء بعض.
وصفوا مع نعمهم بحسن العشرة , وتهذيب الأخلاق، وصفاء المودة ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}
وجاء في التفسير {موضونة}: مرمولة ومعنى مرمولة منسوجة، نحو نسج الدروع، وجاء في التفسير أنها من ذهب.
ومثل موضونة قول الأعشى:
ومن نسج داود موضونة = يساق بها الحيّ عيرا فعيرا)
[معاني القرآن: 5/109-110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّوْضُونَةٍ}: أي : منسوجة، أُدخل بعضها في بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّوْضُونَةٍ}: مضاعفة). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مّتّكئين عليها متقابلين}
وقال: {مّتّكئين عليها متقابلين}: على المدح نصبه على الحال يقول: (لهم هذا متّكئين)). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {على سرر موضونة * متّكئين عليها متقابلين}
(متكئين، ومتقابلين) منصوبان على الحال، المعنى أولئك المقربون في جنات النعيم في هذه الحال.
والسرر جمع سرير، مثل كثيب وكثب.
ومعنى{متقابلين} ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ولا ينظر في أقفاء بعض.
وصفوا مع نعمهم بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق، وصفاء المودة ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}). [معاني القرآن: 5/109-110](م)

تفسير قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولدانٌ مّخلّدون...}.
يقال: إنهم على سن واحدة لا يتغيرون، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه
لمخلّد، وإذا لم تذهب أسنانه عن الكبر قيل أيضاً: إنه لمخلد، ويقال: مخلّدون مقرّطون، ويقال: مسوّرون). [معاني القرآن: 3/122-123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولدانٌ مخلّدون }من الخلد أي لا يهرمون يبقون على حالهم لا يتغيرون ولا يكبرون). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولدانٌ مخلّدون} يقال: على سن واحدة لا يتغيرون، (لا يموتون).
ومن خلد وخلق للبقاء: لم يتغير , ويقال: مسورون.
ويقال: مقرطون وينشد فيه شعر:
ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن اقاوز الكثبان)
[تفسير غريب القرآن: 446-447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِلْدَانٌ}: وصائف, {مُّخَلَّدُونَ}: باقون). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بأكوابٍ وأباريق...}.
والكوب: ما لا أذن له ولا عروة له.
والأباريق: ذوات الآذان والعرا). [معاني القرآن: 3/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ بأكوابٍ وأباريق }:واحدها كوب,وهو الذي لا خرطوم له من الأباريق واسع الرأس.
{ وكأسٍ من معينٍ} شراب من معين والمعين الماء الطاهر). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{بأكوابٍ وأباريق}:لا عرى لها , ولا خراطم). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن توقع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، وتضمر للآخر فعله.
كقوله سبحانه: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 212-215](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {يطوف عليهم ولدان مخلّدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين}
الأكواب آنية لا عرى لها ولا خراطيم، والإبريق ما له خرطوم وعروة.
{وكأس من معين}: والكأس: الإناء فيه الشراب، فإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس.
وقوله: {من معين}:معناه من خمر تجري من العيون). [معاني القرآن: 5/110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَكْوَابٍ}: كيزان لا عرى لها
{أَبَارِيقَ}: لا خراطيم لها
{مَّعِينٍ}: جار على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 296-297]
تفسير قوله تعالى: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يصدّعون عنها...} :عن الخمر , {ولا ينزفون...} أي: لا تذهب عقولهم.
يقال للرجل إذا سكر؛ قد نزف عقله، وإذا ذهب دمه وغشي عليه أو مات قيل: منزوف.
ومن قرأ "ينزفون": يقول: لا تفنى خمرهم، والعرب تقول للقوم إذا فنى زادهم: قد أنزفوا وأقتروا، وأنفضوا، وأرملوا، وأملقوا). [معاني القرآن: 3/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لا يصدّعون عنها}:من الصداع في الرأس.
{ولا ينزفون}: لا يسكرون قال الأبيرد:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
وقوم يجعلون "المنزف" مثل المنزوف الذي قد نزف دمه). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وكأسٍ من معينٍ * لا يصدّعون عنها}.
كان بعضهم يذهب في قوله: لا يصدّعون إلى أن معناه: أي لا يتفرقون عنها. من قولك: صدعته فانصدع.
ولا أراه إلا من «الصّداع» الذي يعتري شراب الخمر في الدنيا،
لقول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم - في وصف الجنة -: «وأنهار من كأس ما أن بها صداع ولا ندامة».
{ولا ينزفون}: قد ذكرناه). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وتبيّن قوله في وصف خمر أهل الجنة: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} كيف نفى عنها بهذين اللفظينِ جميعَ عيوبِ الخمر، وجمعَ بقوله: (ولا ينزفون) عدمَ العقل، وذهابَ المال، ونفادَ الشراب). [تأويل مشكل القرآن:7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون}
تأويله لا ينالهم عن شربها ما ينال أهل الدنيا من الصّداع.
{ولا ينزفون}: لا يسكرون، والنزيف السكران، وإنما قيل له نزيف ومنزوف لأنه نزف عقله.
ويقرأ {ولا ينزفون}: معناه لا ينزف شرابهم). [معاني القرآن: 5/110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا يُصَدَّعُونَ} أي: لا يتفرّقون. وقيل: لا ينالهم الصُّداع الذي يعرض لشُرّاب الخمر في الدنيا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا يُصَدَّعُون}: لا ينالهم صداع, {وَلَا يُنزِفُونَ}: لا يفنى شرابهم). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولحم طيرٍ }: جماعة طائر وقد يجوز أن يكون واحدا). [مجاز القرآن: 2/249]

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن توقع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، وتضمر للآخر فعله.
كقوله سبحانه: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}
ثم قال: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ} والفاكهة واللحم والحور العين لا يطاف بها، وإنما أراد: ويؤتون بلحم طير.
ومثله قوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} أي: وادعوا شركاءكم، وكذلك هو في مصحف عبد الله.
قال الشاعر:
تراهُ كأنّ الله يجدع أنفَهُ = وعينيه إنْ مولاه ثابَ له وَفْرُ
أي يجدع أنفه، ويفقأ عينيه.
وأنشد الفراء:
علَّفْتُهَا تِبناً وماءً باردًا = حَتى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيناهَا
أي علفتها تبنا، وسقيتها ماء باردا.
وقال آخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما = وَزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا
والعيون لا تزجّج، وإنما أراد: وزجّجن الحواجب، وكحّلن العيون.
وقال الآخر:
ورأيتُ زوجَكِ في الوَغَى = متقلِّدًا سَيفًا وَرُمْحَا
أي متقلدا سيفا، وحاملا رمحا). [تأويل مشكل القرآن: 212-215]

تفسير قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وحورٌ عينٌ}
وقوله: {وحورٍ عينٍ...} خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع؛ لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك: ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في أخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب:
إذا ما الغانيات برزن يوماً وزجّجن الحواجب والعيونا
بالعين لا تزجج إنما تكحّل فردّها على الحواجب
لأن المعنى يعرف، وأنشدني آخر:
ولقيت زوجك في الوغى متقلداً سيفاً ورمحاً
والرمح لا يتقلد فردّه على السيف
وقال آخر:
تسمع للأحشاء منه لغطاً ولليدين جسأةً وبددا
وأنشدني بعض بني دبير:
علفتها تبناً وماءً بارداً حتى شتت همالةً عيناها
والماء لا يعتلف؛ إنما يشرب، فجعله تابعاً للتبن، وقد كان ينبغي لمن قرأ: وحورٌ عين لأنهن ـ زعم ـ لا يطاف بهن أن يقول: "وفاكهةٌ ولحم طير"؛ لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما ـ ليس بطاف إلاّ بالخمر وحدها ففي ذلك بيان؛ لأن الخفض وجه الكلام. وفي قراءة أبي بن كعب: وحورا عيناً أراد الفعل الذي تجده في مثل هذا من الكلام كقول الشاعر:
جئني بمثل بني بدرٍ لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار)
[معاني القرآن: 3/123-124]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وحور عين * كأمثال اللّؤلؤ المكنون}
بالخفض، وقرئت بالرفع، والذين قرأوها بالرفع كرهوا الخفض لأنّه عطف على قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلّدون * بأكواب...}
فقالوا: الحور ليس مما يطاف به، ولكن مخفوض على غير ما ذهب إليه هؤلاء لأن معنى (يطوف عليهم ولدان مخلدون) ينعمون بهذا، وكذلك ينعمون بلحم طير وكذلك ينعمون بحور عين.
ومن قرأ بالرفع فهو أحسن الوجهين لأن معنى :{يطوف عليهم ولدان مخلّدون}: بهذه الأشياء بمعنى ما قد ثبت لهم فكأنه قال: ولهم حور عين.
ومثله مما حمل على المعنى قول الشاعر:
بادت وغيّر آيهن مع البلي إلاّ رواكد جمرهنّ هباء
ومشجج أما سواء قذا له فبدا وغيره ساره المعزاء
لأنه قال: إلّا رواكد، كان المعنى بها رواكد، فحمل ومشجج على المعنى.
وقد قرئت {وحورا عينا} بالنّصب على الحمل على المعنى أيضا، لأن المعنى يعطون هذه الأشياء يعطون حورا عينا، إلا أن هذه القراءة تخالف المصحف الذي هو الإمام، وأهل العلم يكرهون أن يقرا بما يخالف الإمام.
ومعنى الحور: الشديدات البياض، والعين الكبيرات العيون حسانها). [معاني القرآن: 5/110-111]

تفسير قوله تعالى: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى {كأمثال اللّؤلؤ المكنون}
أي كأمثال الدر حين يخرج من صدفه وكنّه.
لم يغيره الزّمان واختلاف أحوال الاستعمال وإنما يعنى بقوله: {كأمثال اللّؤلؤ}:أي : في صفائهن وتلألئهن كصفاء الدّرّ وتلألئه). [معاني القرآن: 5/111]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {جزاء بما كانوا يعملون} منصوب مفعول له، المعنى : يفعل بهم ذلك لجزاء أعمالهم.
ويجوز أن يكون {جزاء}: منصوبا على أنه مصدر.
لأن معنى {يطوف عليهم ولدان مخلّدون} يجازون جزاء بأعمالهم, وهذا الوجه عليه أكثر النحويين). [معاني القرآن: 5/111-112]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً }: مجازه مجاز " أكلت خبزاً ولبناً " واللبن لا يؤكل فجاز إذا كان معها شيء يوكل، والتأثيم لا يسمع إنما يسمع اللغو). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَغْوًا}: الباطل , {تَأْثِيمًا}: أثماً). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً...}.
إن شئت جعلت السلام تابعاً للقيل، وهو هو، وإن شئت أردت ـ إلاّ قيل سلامٍ سلامٍ، فإذا نونت نصبت، لأن الفعل واقع عليه، ولو كان مرفوعاً ـ قيلا سلامٌ سلامٌ لكان جائزاً . وأنشدني بعض العرب وهو العقبلي:
فقلنا السلام فاتقت من أميرها فما كان إلا ومؤها بالحواجب
أراد حكاية المبتدي بالسلام.
وسمع الكسائي العرب يقولون: التقينا , فقلنا: سلام سلام، ثم تفرقنا , أراد قلنا: سلام عليكم , فردوا علينا). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إلّا قيلاً} نصب "يسمعون" ؛ "سلاماً سلاماً" نصبت على المصدر). [مجاز القرآن: 2/250]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً}
وقال: {إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً}: إن شئت نصبت السلام بالقيل وإن شئت جعلت السلام عطفا على القيل كأنه تفسير له وإن شئت جعلت الفعل يعمل في السلام تريد "لا تسمع إلاّ قيلاً الخير" تريد: إلاّ أنّهم يقولون الخير، والسلام هو الخير). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا قيلا سلاما سلاما}
{قيلا}: منصوب بقوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلّا قيلا سلاما سلاما}
فالمعنى: لا يسمعون إلّا قيلا سلاما سلاما، منصوب من جهتين:
- إحداهما: أن يكون من نعت لـ {قيلا} ، فيكون المعنى لا يسمعون إلا قيلا , يسلم فيه من اللغو والإثم.
- والوجه الثاني: أن يكون{سلاما} : منصوبا على المصدر، فيكون المعنى لا يسمعون فيها إلا أن يقول بعضهم لبعض سلاما سلاما.
ودليل هذا قوله تعالى: {تحيّتهم فيها سلام} ). [معاني القرآن: 5/112]


رد مع اقتباس