عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 09:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (158) إلى الآية (159) ]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (62 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {إِلَّا أَن تأتيهم الْمَلَائِكَة} 158
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (تأتيهم الملائكة) بِالتَّاءِ وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يَأْتِيهم} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 273 - 274]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يأتيهم الملائكة)
[الغاية في القراءات العشر: 251]
وفي النحل بالياء، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 252]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يأتيهم) [158]، وفي النحل [33]: بالياء كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (إلا أن يأتيهم) بالياء هنا وفي النحل، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 211]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إلا أن يأتيهم} (158): بالياء، هنا وفي النحل.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (إلّا أن يأتيهم) هنا وفي النّحل بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 367]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَنْفَعُ) بالتاء (نَفْسًا إِيمَانُهَا) رفع أبو حنيفة، وروى عنه (إِيمَانَهَا) نصب (نَفْسٌ) رفع وهو خطأ، الباقون بالياء، وهو الاختيار؛ لأن الإيمان مذكر، (تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ)، وفي النحل بالياء عبد الوارث، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار لأن واحدهم ملاك " الباقون بالتاء " (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) بإِسكان الياء عبد الوارث، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على ما قبله). [الكامل في القراءات العشر: 550]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([158]- {تَأْتِيَهُمُ} هنا، وفي [النحل: 33] بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/645]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (678 - وَيَأْتِيَهُمْ شَافٍ مَعَ النَّحْلِ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([678] ويأتيهم (شـ)افٍ مع النحل فارقوا = مع الروم مداه خفيفًا وعدلا
الكلام في: {يأتينهم}، كما سبق في: (فناديه الملئكة) ). [فتح الوصيد: 2/920]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [678] ويأتيهم شافٍ مع النحل فارقوا = مع الروم مداه خفيفًا وعدلا
ح: (يأتيهم شافٍ): مبتدأ وخبر، (مع النحل): حال منه، (فارقوا مداه): مبتدأ وخبر، وضمير التثنية، لمدلول الشين، (خفيفًا): حال من مفعول (مداه)، (عدلا): عطف على (مداه).
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (أن يأتيهم الملائكة) [158] ههنا، مع ما في سورة النحل [33] بالتذكير، على أن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، وتقدم الفعل، واكتفى عن قيد التذكير باللفظ على ما وعد في قوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملةٌ = على لفظها أطلقت من قيد العلا
[كنز المعاني: 2/237]
والباقون: بالتأنيث على الأصل.
ثم قال: مد حمزة والكسائي: (فارقوا دينهم) مخففًا ههنا [159] مع ما في الروم [32]، فيبقى للباقين القصر والتشديد {فرقوا}، والمعنيان متقاربان؛ لأن من فرق فآمن ببعضٍ وكفر ببعض فقد فارق دينه الذي أُمر به.
وقوله: (عدلا): قابلا بين المد والتشديد، إذا أتيا بالمد لم يأتيا بالتشديد). [كنز المعاني: 2/238] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (678- وَيَأْتِيَهُمْ "شَـ"ـافٍ مَعَ النَّحْلِ فَارَقُوا،.. مَعَ الرُّومِ مَدَّاهُ خَفِيفًا وَعَدَّلا
يعني: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ}.
هنا وفي النحل قرأهما بالياء حمزة والكسائي على التذكير، والباقون بالتاء، ووجههما ظاهر؛ لأن تأنيث الجماعة غير حقيقي). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/161]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (678 - وياتيهم شاف مع النّحل فارقوا = مع الرّوم مدّاه خفيفا وعدّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 268]
قرأ حمزة والكسائي: هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الملائكة هنا وفي النحل.
بياء التذكير في تَأْتِيَهُمُ* وأخذ ذلك من لفظه، فتكون قراءة غيرهما بتاء التأنيث). [الوافي في شرح الشاطبية: 269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ هُنَا، وَفِي النَّحْلِ فَقَرَأَهُمَا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (625- .... .... .... .... .... = يأتيهم كالنّحل عنهم وصفا). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يأتيهم) يريد قوله تعالى: أن تأتيهم الملائكة هنا وفي النحل، قرأه بالتذكير على ما لفظ به فيهما حمزة والكسائي وخلف المذكورون قبل، والباقون بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفتح همزتها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ [ثلاثتهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/322]
أيضا] يأتيهم الملائكة هنا [الآية: 158] وفي النحل [الآية: 33] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/323]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَة" [الآية: 158] هنا و[النحل الآية: 33] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير فيهما، والباقون بالتأنيث؛ لأن لفظه مؤنث). [إتحاف فضلاء البشر: 2/39]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن تأتيهم} [158] قرأ الأخوان بالياء، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث، وإبداله لورش وسوسي جلي). [غيث النفع: 609]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)}
{أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (.. أن تأتيهم الملائكة) بالتاء؛ لأن لفظ الملائكة مؤنث.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف (.. أن يأتيهم الملائكة) بالياء على التذكير.
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني (تاتيهم) بإبدال الهمزة الساكنة إلفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{الْمَلَائِكَةُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{يَوْمَ يَأْتِي}
- قرأ زهير الفرقبي (يوم يأتي).
يوم: بالرفع على الابتداء.
[معجم القراءات: 2/593]
والخبر (لا ينفع).
والعائد محذوف، أي: لا ينفع فيه.
- وقرأ ابن عمر وابن سيرين وأبو العالية وابن الزبير (يوم تأتي).
يوم: بالنصب، تأتي: بالتاء.
قال القرطبي: (مثل: تلتقطه بعض السيارة)، وذهبت بعض أصابعه، ومثله عند السمين وغيره.
- وقراءة الجماعة (يوم يأتي) بالنصب، والياء.
{يَأْتِيَ ... يَأْتِيَ ... يَأْتِي}
- حكم الهمزة في الثلاثة كحكمها في (تأتيهم).
{بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ}
- قرئ (بعض آية ربك) على التوحيد وهي جنس يراد به أكثر من الواحد؛ ولذلك صحت إضافته بعض إليها.
{لَا يَنْفَعُ}
- قرأ أبو العالية وابن سيرين وابن عمر (لا تنفع) بالتاء.
قال أبو حاتم: (هذا غلط من ابن سيرين).
قال أبو جعفر بعد هذا: (في هذا شيء دقيق في النحو ذكوه سيبويه، وذلك أن الإيمان والنفس كل واحد منهما مشتمل على الآخر فجاز التأنيث...
وفيه قول آخر: أن يؤنث الإيمان لأنه مصدر كما يذكر المصدر المؤنث مثل: (فمن جاءه موعظة 258 سورة البقرة)؛ لأن موعظة بمعنى الوعظ..).
[معجم القراءات: 2/594]
ونقل أبو حيان نص الزمخشري في القراءة، وكذلك نص النحاس عن سيبويه ثم قال معقبًا على الزمخشري: (وهو غلط لأن الإيمان ليس بعضًا للنفس، ويحتمل أن يكون أنث على معنى الإيمان وهو المعرفة أو العقيدة فكان مثل: جاءته كتابي فاحتقرها على معنى الصحيفة).
- وقراءة الجماعة بالياء (لا ينفع).
{خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
- وقرأ أبو هريرة: (أو كسبت في إيمانها صالحًا)، كذا: صالحًا في موضع (خيرًا).
{انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}
- ترقيق الراء فيهما بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/595]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (63 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الرَّاء وتخفيفها وَإِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {فرقوا دينهم} 159
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {فرقوا} مُشَدّدَة وَكَذَلِكَ في سُورَة الرّوم 32
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {فرقوا} بِأَلف وَكَذَلِكَ في سُورَة الرّوم). [السبعة في القراءات: 274]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فارقوا) وفي الروم، حمزة، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 252]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فارقوا) [159]، وفي الروم [32]: بألف هما، وأبو عبيد، وابن غالب، وافق الشموني هاهنا). [المنتهى: 2/694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فارقوا) بألف هنا وفي الروم، وقرأهما الباقون بغير ألف وتشديد الراء). [التبصرة: 211]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فارقوا} (159)، ههنا، وفي الروم (32): بالألف مخففًا.
والباقون: بغير ألف، مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ (فارقوا) هنا وفي الرّوم [بالألف] مخففا، والباقون بغير ألف مشددا). [تحبير التيسير: 367]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَارَقُوا)، وفي الروم بألف الكسائي، والزَّيَّات غير الأزرق، وافق ابن حبيب ها هنا، وابن غالب، وابْن مِقْسَمٍ فيهما، الباقون مشدد وهو الاختيار على تكرار الفعل قال أبو الحسين: خلف كالزَّيَّات وهو خلاف الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 550]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([159]- {فَرَّقُوا} هنا، وفي [الروم: 32] بألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/645]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (678- .... .... .... فَارَقُوا = مَعَ الرُّومِ مَدَّاهُ خَفِيفًا وَعَدَّلاَ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{فرقوا دينهم} و{فرقوا} سواء، لأنهم إذا فرقوا دينهم فقد فارقوه؛ ومثل ذلك: صعَّر وصاعَر، وضعَّف وضاعَف؛ أي أنهم اختلفوا في دينهم وتفرقت مذاهبهم. ويقوي ذلك: {وكانوا شيعًا}.
وقيل: فارقوا دينهم: تركوه وباینوه.
[فتح الوصيد: 2/920]
قال أبو علي: «(فارقوا)، يرجع إلى معن (فرقوا)؛ ألا ترى أن من فرق دینه فآمن بعض وكفر ببعض، فقد فارق الدين» ). [فتح الوصيد: 2/921]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [678] ويأتيهم شافٍ مع النحل فارقوا = مع الروم مداه خفيفًا وعدلا
ح: (يأتيهم شافٍ): مبتدأ وخبر، (مع النحل): حال منه، (فارقوا مداه): مبتدأ وخبر، وضمير التثنية، لمدلول الشين، (خفيفًا): حال من مفعول (مداه)، (عدلا): عطف على (مداه).
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (أن يأتيهم الملائكة) [158] ههنا، مع ما في سورة النحل [33] بالتذكير، على أن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، وتقدم الفعل، واكتفى عن قيد التذكير باللفظ على ما وعد في قوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملةٌ = على لفظها أطلقت من قيد العلا
[كنز المعاني: 2/237]
والباقون: بالتأنيث على الأصل.
ثم قال: مد حمزة والكسائي: (فارقوا دينهم) مخففًا ههنا [159] مع ما في الروم [32]، فيبقى للباقين القصر والتشديد {فرقوا}، والمعنيان متقاربان؛ لأن من فرق فآمن ببعضٍ وكفر ببعض فقد فارق دينه الذي أُمر به.
وقوله: (عدلا): قابلا بين المد والتشديد، إذا أتيا بالمد لم يأتيا بالتشديد). [كنز المعاني: 2/238] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ حمزة والكسائي أيضا: "فارقوا دينهم".
وفي الروم على وزن قاتلوا، والباقون "فرقوا" بتشديد الراء من التفريق، والأول من المفارقة وهما متقاربان؛ لأن من فرق دينه فآمن ببعض وكفر ببعض فقد فارق الدين المأمور به والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/161]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (678 - .... .... .... .... فارقوا = مع الرّوم مدّاه خفيفا وعدّلا
....
وقرآ أيضا: إنّ الّذين فارقوا دينهم هنا من الّذين فارقوا دينهم في الروم.
بالمد أي بإثبات ألف بعد الفاء مع تخفيف الراء في الموضعين فالألف في (مداه) ضمير يعود على حمزة والكسائي و(خفيفا) منصوب على الحال من الضمير المنصوب في (مداه) العائد على لفظ فَرَّقُوا، والمراد تخفيف رائه كما سبق، وقرأ غيرهما بالقصر أي بحذف الألف بعد الفاء مع تشديد الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (111- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَقُلْ فَرَّقُوا فُلَا). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقل فرقوا فلا، أي قرأ مرموز (فا) فلا وهو خلف {فرقوا دينهم} [159] هنا والروم [32] بغير ألف مشددة كما نطق به كالآخرين علممن الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 129]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَرَّقُوا هُنَا وَالرُّومِ فَقَرَأَهُمَا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، (فَارَقُوا) بِالْأَلِفِ مَعَ تَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ مَعَ التَّشْدِيدِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {فرقوا} هنا [159]، وفي الروم [32] بالألف وتخفيف الراء، والباقون بغير ألف مع التشديد فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 516]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (626 - وفرّقوا امدده وخفّفه معا = رضىً .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفرّقوا امدده وخفّفه معا = (رضى) وعشر نوّنن بعد ارفعا
يعني قرأ «إن الذين فآرقوا دينهم» بالمد، وهو إثبات الألف بعد الفاء وتخفيف الراء هنا وفي الروم حمزة والكسائي، والباقون بالتشديد من غير ألف كما لفظ به قوله: (معا) أي في الموضعين هنا وفي الروم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفرّقوا امدده وخفّفه معا = (رضى) وعشر نوّنن بعد ارفعا
خفضا ليعقوب ودينا قيّما = فافتحه مع كسر بثقله (سما)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/323]
ش: أي: قرأ مدلول (رضا) حمزة والكسائي إن الذين فارقوا دينهم هنا [الآية: 159]، ومن الذين فارقوا دينهم بالروم [الآية: 32]- بألف بعد الفاء وتخفيف الراء من المفارقة، أي: تركوا دينهم، والباقون: بالقصر وتشديد الراء؛ لأنه من التفريق والتجزئة، أي: آمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/324]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فرقوا" [الآية: 159] هنا و[الروم الآية: 32] فحمزة والكسائي بألف بعد الفاء وتخفيف الراء من المفارقة وهي الترك؛ لأن من آمن بالبعض وكفر بالبعض فقد ترك الدين القيم، أو فاعل بمعنى فعل من التفرقة والتجزئة أي: آمنوا ببعضه وافقهما الحسن، والباقون بتشديد الراء بلا ألف فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/39]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فرقوا} [159] قرأ الأخوان بألف بعد الفاء، مع تخفيف الراء، والباقون بغير ألف، مع التشديد). [غيث النفع: 609]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
{فَرَّقُوا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر
[معجم القراءات: 2/595]
ويعقوب (فرقوا) بالتشديد من التفريق، أي: عضوه أعضاء، فخالفوا بين بعضه وبعض، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض.
- وقرأ حمزة والكسائي وعلي والحسن وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن مسعود والأعمش (فارقوا) بألف من الترك.
قال الطوسي: والمعنيان متقاربان؛ لأن القراءتين تؤولان إلى شيء واحد).
- وقرأ إبراهيم النخعي والأعمش وأبو صالح مولى ابن هانئ ويحيى ابن وثاب (فرقوا) بتخفيف الراء، أي مازوه عن غيره من سائر الأديان، وقد يكون معناه معنى القراءة بالتثقيل.
{شَيْءٍ}
- تقدم الحديث فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{يُنَبِّئُهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 2/596]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس