عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (161) إلى الآية (162) ]

{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {نغفر لكم خطيئاتكم} 161
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {نغفر} بالنُّون (خطيئتكم) بِالتَّاءِ مَهْمُوزَة على الْجمع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {نغفر لكم} بالنُّون (خطيكم) بِغَيْر همز مثل قضاياكم وَلَا تَاء فِيهَا
وروى مَحْبُوب عَن أَبي عَمْرو (تغْفر لكم) بِالتَّاءِ (خطيئتكم) بِالْهَمْز وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع {تغْفر} مَضْمُومَة التَّاء (خطيئتكم) مَرْفُوعَة التَّاء على الْجمعوَتَابعه ابْن عَامر على التَّاء من {تغْفر} وَضمّهَا وَقَرَأَ (خطيئتكم) وَاحِدَة مَهْمُوزَة مَرْفُوعَة). [السبعة في القراءات: 295 - 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تغفر) بالتاء مدني، وشامي، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خطيئتكم) رفع شامي، بالجمع، رفع مدني، ويعقوب، وسهل. بغير تاء أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تغفر) [161]، و(خطيئاتكم) [161]: بضم التاءين مدني، ودمشقي، وبصري غير أبوي عمرو، والمفضل.
التوحيد: دمشقي. (خطاياكم): نحو «قضایاكم»: أبو عمرو، وحمصي، زاد أبو عمرو في نوح [25] ). [المنتهى: 2/711]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر ونافع (تغفر لكم) بالتاء مضمومة، وقرأ الباقون بالنون مفتوحة، قرأ نافع (خطيتكم) بالجمع المسلم وضم التاء، ومثله ابن عمر غير أنه قرأ بالتوحيد، وقرأ أبو عمرو و(خطاياكم) مثل إجماعهم في سورة البقرة على مثل (قضاياكم)، وقرأ الباقون بالجمع المسلم وكسر التاء). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {تغفر لكم} (161): بالتاء مضمومة، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {خطاياكم} (161): على لفظ (قضاياكم)، من غير همز.
وابن عامر: {قال خطيئتكم}: بالهمز، ورفع التاء، من غير ألف، على التوحيد.
ونافع: كذلك إلا أنه على الجمع.
والباقون: كذلك إلا أنهم يكسرون التاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب: (تغفر لكم) بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء.
أبو عمرو: (خطاياكم) على لفظ (قضاياكم) من غير همز، وابن عامر (خطيئتكم) بالهمز ورفع التّاء من غير ألف على التّوحيد ونافع [وأبو جعفر] ويعقوب كذلك إلّا أنهم قرءوا على الجمع والباقون كذلك إلّا أنهم يكسرون التّاء). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَغفِر لَكُم) بالياء وضمها قَتَادَة، وبالتاء ضمها مدني دمشقي، والمفضل، وأبان، وبصري غير قَتَادَة، وأَبِي عَمْرٍو، وأيوب الجعفي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو كنافع، الباقون بالنون، وهو الاختيار على أن الفعل للًه عز وجل). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([161]- {نَغْفِرْ لَكُمْ}، و{خَطِيئَاتِكُمْ} بضم التاءين: نافع وابن عامر.
بالتوحيد: ابن عامر.
مثل "قضايا": أبو عمرو). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (702 - خَطِيئَاتُكُمْ وَحْدَهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ = كَمَا أَلَّفُوا وَالْضَّمِيرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلاَ
703 - وَلكِنْ خَطَايَا حَجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([702] خطئاتكم وحده عنه ورفعه = (كـ)ما ألفوا والغير بالكسر عدلا
(عنه)، أي عن ابن عامر.
و(كما ألفوا)، أي كما جمعوا.
[فتح الوصيد: 2/938]
إلا أن ابن عامر ونافعا يقرآن هنا: (تغفر)، كما سبق في البقرة لابن عامر.
(والغير بالكسر عدل)، لأنه يقرأ (نغفر) إلا أبا عمرو، وقد ذكر قراءته فقال:
[703] ولكن خطايا (حـ)ج فيها ونوحها = ومعذرةً ورفعٌ سوى (حفصهم) تلا
الضمير في (فيها) يعود إلى هذه السورة. وفي (نوحها)، يعود إلى خطايا). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([702] خطيئاتكم وحده عنه ورفعه = كما ألفوا والغير بالكسر عدلا
ح: (خطيئاتكم): مبتدأ، (وحده عنه): خبره، وضمير (عنه): لابن عامر، و(رفعه): مبتدأ، (كما ألفوا): خبره، و(الغير ... عدلا): مبتدأ وخبر.
ص: أي: وحد لفظ: (خطيئتكم سنزيد المحسنين) هنا [161] عن ابن عامر، والباقون: بالجمع.
ثم رفع (خطيئتكم) لابن عامر ونافع، لأنهما قرءآ (تغفر لكم) على بناء المفعول، والباقون: بكسر التاء لأنهم قرءوا (نغفر) على بناء الفاعل، وعبر عن ذلك بقوله: والغير عدل بالكسر.
و(كما ألفوا): إشارةٌ إلى أن غير ابن عامر جمع، لأن التأليف بمعنى الجمع.
[703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (702- خَطِيئَاتُكُمْ وَحِّدْهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ،.. "كَـ"ـمَا "أَ"لَّفُوا وَالغَيْرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلا
عنه؛ أي: عن ابن عامر ورفع التاء له ولنافع؛ لأنهما قرءا يغفر بإسناد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
الفعل إلى المفعول فلزم رفع خطيئتكم لابن عامر وخطيئاتكم لنافع، وإنما كسر الباقون التاء علامة للنصب في "خطيئاتكم"؛ لأنهم يقرءون نغفر بإسناد الفعل إلى الفاعل، فخطيئاتكم مفعوله وأبو عمرو قرأ خطايا على جمع التكسير، فموضعهما نصب ومعنى ألفوا: أجمعوا.
703- وَلكِنْ خَطَايَا "حَـ"ـجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا،.. وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلا
أي: وقرأ أبو عمرو في هذه السورة وفي سورة نوح "خطايا" على وزن مطايا، والذي في نوح: "مما خطاياهم أغرقوا"، وقرأ الباقون بجمع السلامة: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} وهو مشكل؛ إذ لقائل أن يقول: من أين يعلم ذلك؟ فلعل الباقين قرءوا بالإفراد أو بعضهم بجمع السلامة وبعضهم بالإفراد كما قرءوا في الأعراف، فلو أنه قال بعد قوله: والغير بالكسر عدلا كنوح خطايا فيهما حج وحده؛ أي: كحرف نوح، وأبو عمرو قرأ فيهما -أي: في الأعراف ونوح- خطايا لم يبق مشكلا، ولعله اجتزأ عن ذلك بقوله أولا: خطيئاتكم وحده عنه، فكأنه قال: وهذا اللفظ قرأه أبو عمرو هنا وفي نوح خطايا، فبقي الباقون في السورتين على ما لفظ به وهو خطيئاتكم.
فإن قلت: هلا قال: والغير بالخفض أو بالجر؛ لأنها حركة إعراب لا بناء؟
قلت: هذه العبارة جيدة في حرف نوح؛ لأنه مجرور، وأما الذي في الأعراف فمنصوب وعلامة نصبه الكسرة فعدل إلى لفظ الكسر؛ لأنه يشمل الموضعين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/185]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (702 - خطيئاتكم وحّده عنه ورفعه = كما ألّفوا والغير بالكسر عدّلا
703 - ولكن خطايا حجّ فيها ونوحها = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
قرأ ابن عامر: خطيئتكم بالتوحيد فالضمير في عنه يعود على ابن عامر في البيت قبله. وقرأ برفع التاء ابن عامر ونافع، وقرأ غيرهما بكسرها كما قال (والغير بالكسر عدلا) فتكون قراءة ابن عامر بالإفراد ورفع التاء، ونافع بالجمع ورفع التاء، والباقين بالجمع
[الوافي في شرح الشاطبية: 275]
وكسر التاء ما عدا أبا عمرو؛ فإنه يقرأ: خطاياكم هنا، ممّا خطاياهم أغرقوا في نوح). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... .... .... = .... .... تُغْفَرْ خَطِيْئَاتُ حُمِّلَا
117 - كَوَرْشٍ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تغفر خطيئات حملا كورش، أي قرأ مرموز (حا) حملا وهو يعقوب {نغفر لكم} [161] بتاء التأنيث مع الضم وفتح الفاء على التجهيل، و(خطيئات) بالجمع مع رفع تائه، وإلى هذه القيود أشار بقوله: كورش، لأنه من جملة من قرأ كذلك، وتخصيصه للتظلم، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، ولخلف (نغفر) بالنون وكسر الفاء،
[شرح الدرة المضيئة: 133]
و(خطيئات) بالجمع وكسر التاء). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَطِيئَاتِكُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ (خَطِيَّاتُكُمْ) بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْإِفْرَادِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو (خَطَايَاكُمْ) عَلَى وَزْنِ عَطَايَاكُمْ بِجَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَكَسْرِ التَّاءِ نَصْبًا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: خَطَايَاكُمْ فِي الْبَقَرَةِ مِنْ أَجْلِ الرَّسْمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي نَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {خطيئاتكم} [161] بالإفراد ورفع التاء، وأبو عمرو {خطاياكم} جمع تكسير، والباقون {خطيئاتكم} جمع سلامة. والمدنيان ويعقوب برفع التاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نغفر} [161] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (646- .... .... .... .... .... = واعكس خطيئات كما الكسر ارفع
647 - عمّ ظبىً وقل خطايا حصره = مع نوح .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واعكس) أي قرأه بالإفراد الذي هو ضد الجمع المتقدم، يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطيئاتكم» ابن عامر والباقون بالجمع، وقرأه برفع التاء نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون بكسرها نصبا إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياكم كما سنبينه في البيت الآتي، وتقدم اختلافهم في «نغفر لكم» في البقرة وأن ابن عامر ونافعا وأبا جعفر ويعقوب يقرءونه بالتاء المضمومة وفتح الفاء على التأنيث، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذرة
يعني أن مدلول عم ظبي يرفعون التاء كما قدمنا، ولكن ابن عامر منهم تقدم له الإفراد، فيبقى نافع وأبو جعفر ويعقوب بالجمع والرفع فيصير في الرفع قراءتان، ويبقى الباقون بالجمع المفهوم من ضد قراءة ابن عامر وبقى منهم أبو عمرو بجمع التكسير كما ذكره، وغيره بجمع السلامة مع كسر التاء قدمناه فيصير في الجمع قراءتان فيبقى في خطيئات أربع قراءات، فإذا ضمت إلى الخلاف في «يغفر» يكون فيهما القراءات الأربع: الأولى تغفر بالتأنيث على ما لم يسم فاعله خطيئتكم بالإفراد والرفع ابن عامر. والثاني تغفر كذلك خطيئاتكم بالرفع والجمع نافع وأبو جعفر ويعقوب. الثالثة نغفر بالنون على تسمية الفاعل خطاياكم على
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
جمع التكسير أبو عمرو. الرابعة نغفر كذلك خطيئاتكم بجمع السلامة مع كسر التاء، الباقون وهم ابن كثير والكوفيون، ويخرج جمع السلامة لمن قرأ به من لفظه المتقدم وجمع التكسير من قوله وقل خطايا قوله: (حصر) أي ضبطه وقيده بهذا اللفظ، من الحصر؛ وهو الحبس قوله: (مع نوح) الذي في سورة نوح «مما خطاياهم أغرقوا» قرأه أبو عمرو خطايا على جمع التكسير، والباقون على جمع السلامة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل لهم" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تغفر" [الآية: 161] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالنون مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَطِيئَاتِكُم" [الآية: 161] فنافع وأبو جعفر ويعقوب "خَطِيئَاتِكُم" بجمع السلامة ورفع التاء على النيابة عن الفاعل، وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء كذلك وهو واقع موقع الجمع لفهم المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر، وافقه اليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا على المفعولية، وأما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا والباقون بجمع السلامة، مخفوضا بالكسرة، واتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "قيل" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تغفر} [161] قرأ نافع وشامي بالتاء الفوقية المضمومة، وفتح الفاء، والباقون بالنون المفتوحة، وكسر الفاء). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطيئاتكم} قرأ نافع بكسر الطاء، وبعدها ياء، وبعد الياء همزة مفتوحة، بعدها ألف، وضم التاء، على جمع السلامة، والشامي مثله إلا أنه يقصر الهمزة، على الإفراد، والبصري بفتح الطاء والياء، وألف بعدهما، على وزن (عطاياكم) جمع تكسير، والباقون كنافع، إلا أنهم يكسرون التاء، وهي علامة النصب.
تفريع: إذا اعتبرت حكم {خطيئاتكم} مع {تغفر}:
[غيث النفع: 642]
فنافع {تغفر} بالتاء والبناء لما لم يسم فاعله {خطيئاتكم} بجمع السلامة مع ضم التاء.
والشامي كذلك لكن بإفراد {خطيئاتكم}.
والبصري { نغفر} و{خطاياكم} بوزن (عطاياكم).
والباقون بالنون {خطيئاتكم} بجمع التصحيح، مع كسر التاء). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
{قِيلَ}
- إشمام القاف الضم عن هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
{قِيلَ لَهُمُ}
- وإدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{حَيْثُ شِئْتُمْ}
- أدغم الثاء في الشين أبو عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما.
- والباقون على الإظهار.
وانظر الآية/19 من هذه السورة (حيث شئتما).
{شِئْتُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (شيتم) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز (شئتم).
[معجم القراءات: 3/189]
{حِطَّةٌ}
- قراءة الجماعة (حطة) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: سؤالنا حطة، أو مسألتنا حطة، ومعناه: حط عنا ذنوبنا.
- وقرأ الحسن وقتادة (حطة) بالنصب على المصدر، أي: حط عنا ذنوبنا حطةً.
ويجوز أن ينتصب بـ(قولوا) على حذف، والتقدير: وقولوا قولًا حطة، أي حطة، فحذف (ذا)، وصار (حطة) وصفًا للمصدر المحذوف.
وتقدم مثل هذا في الآية/58 من سورة البقرة في الجزء الأول، عن ابن أبي عبلة والأخفش وطاوس.
{نَغْفِرْ لَكُمْ}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري ووافقه ابن محيصن واليزيدي.
{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وخلف (نغفر لكم خطيئاتكم) نغفر: بنون العظمة، خطيئاتكم: جمع السلامة،
[معجم القراءات: 3/190]
وهو الاختيار عند مكي.
- وقرأ نافع ويعقوب ومحبوب عن أبي عمرو وأبو جعفر وسهل والمفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم) تغفر: بالتاء، مبنيًا للمفعول، وخطيئاتكم: جمع السلامة نائب عن الفاعل.
وتقدمت هاتان القراءتان وغيرهما في الآية/58 من سورة البقرة.
- وقرأ ابن عامر (تغفر لكم خطيئتكم) الفعل بالتاء، مبنيًا للمفعول خطيئتكم: مفرد نائب عم الفاعل.
- وقرأ ابن هرمز (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بالتاء مبنيًا للفاعل، وهو الحطة على معني: أن الحطة تغفر؛ إذ هي سبب الغفران.
خطيئاتكم: بجمع السلامة.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بخلاف عنه والحسن والأعمش (نغفر لكم خطاياكم).
نغفر: بنون العظمة.
[معجم القراءات: 3/191]
خطاياكم: جمع التكسير، مفعول (نغفر).
- وقرأ الحسن (تغفر لكم خطاياكم).
تغفر: بالتاء المثناة من فوق، مبنيًا للمفعول.
خطاياكم: جمع تكسير.
وقرأ الحسن (نغفر لكم خطياتكم).
- وقرأ أبو زيد عن المفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بنون العظمة.
خطياتكم: جمع السلامة، وبإبدال الهمزة ياء وإدغامها بالياء.
- وقرأ أبو حيوة: (تغفر لكم خطياتكم).
تغفر: بالمثناة من فوق، والفعل مبني للمفعول.
خطياتكم: بإبدال الهمزة كالقراءة السابقة.
- وذكر ابن خالويه عن الحسن أنه قرأ (يغفر لكم...) كذا بالياء، ولم يضبط الفعل بقيد البناء للفاعل أو المفعول، غير أن الزمخشري ضبطه بالبناء للمفعول، وساق القراءة على جمع السلامة (يغفر لكم خطيئاتكم).
- وقرأ الأهوازي عن أبي جعفر (تغفر لكم خطيتكم) بالتشديد ورفع الفاء (خطيتكم).
{خَطِيئَاتِكُمْ}
- إذا وقف حمزة عليه، أبدل الهمزة ياء وأدغمها في الياء التي قبلها
[معجم القراءات: 3/192]
(خطياتكم)، وهي كقراءة الحسن وأبي حيوة). [معجم القراءات: 3/193]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" لام "ظلموا" الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
{ظَلَمُوا}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/160 (ظلمونا).
{قَوْلًا غَيْرَ}
- أخفى أبو جعفر التنوين عند الغين.
{قِيلَ}
- تقدم إشمام القاف الضم في الآية السابقة.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم في الآية السابقة إدغام اللام في اللام.
{عَلَيْهِمْ}
- سبق مذهب يعقوب في الهاء في سورة الفاتحة، الآية/7.
{يَظْلِمُونَ}
- تقدم في الآية السابقة/160 تغليظ اللام). [معجم القراءات: 3/193]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس