عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يجادلون} الآية. ظاهرها أنها في الكفار المجادلين في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي جاء به، بدليل قوله: {الذين كذبوا بالكتاب} الآية، وهذا قول ابن زيد والجمهور من المفسرين، وقال محمد بن سيرين وغيره: قوله: {ألم تر إلى الذين يجادلون} الآية إشارة إلى أهل الأهواء من الأمة، وروت هذه الفرقة في نحو هذا حديثا، وقالوا: هي في أهل القدر ومن جرى مجراهم، ويلزم قائلي هذه المقالة أن يجعلوا قوله: {الذين كذبوا} الآية. كلاما مقطوعا مستأنفا في الكفار، "الذين" ابتداء، وخبره فسوف يعلمون، ويحتمل أن يكون خبر الابتداء محذوفا، والفاء متعلقة به). [المحرر الوجيز: 7/ 456]

تفسير قوله تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إذ الأغلال} يعني يوم القيامة، والعامل في الظرف "يعلمون"، وعبر عن ظرف الاستقبال بظرف لا يقال إلا في الماضي، وذلك لما تيقن وقوع الأمر حسن تأكيده بالإخراج في صيغة الماضي، وهذا كثير في القرآن، كما قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى}، قال الحسن بن أبي الحسن: لم تجعل السلاسل في أعناق أهل النار، لأنهم أعجزوا الرب تعالى ولكن لترسبهم إذا أطفاهم اللهب. وقرأ الجمهور: [والسلاسل] رفعا عطفا على [الأغلال]، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما، وابن مسعود: رضي الله عنه [والسلاسل] بالنصب [يسحبون] بفتح الحاء وإسناد الفعل إليهم وإيقاع الفعل على السلاسل، وقرأت فرقة: [والسلاسل] بالخفض على تقدير: إذ أعناقهم في الأغلال والسلاسل، فعطف على المراد من الكلام لا على ترتيب اللفظ; إذ ترتيبه فيه قلب، وهو على حد قول العرب: "أدخلت القلنسوة في رأسي"، وفي مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه: [وفي السلاسل يسحبون]، و[يسحبون] معناه: يجرون، والسحب: الجر). [المحرر الوجيز: 7/ 456-457]

تفسير قوله تعالى: {فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الحميم": الذائب الشديد الحر من النار، ومنه يقال للماء السخن: حميم. ويسجرون قال مجاهد: معناه: توقد النار بهم، والعرب تقول: "سجرت التنور" إذا ملأتها نارا، وقال السدي: "يسجرون": يحرقون). [المحرر الوجيز: 7/ 457]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أنهم يوقفون يوم القيامة على جهة التوبيخ والتقريع، فيقال لهم: أين الأصنام التي كنتم تعبدون في الدنيا؟ فيقولون: ضلوا عنا، أي تلقوا النار وغابوا واضمحلوا، ثم تضطرب أقوالهم ويفزعون إلى الكذب، فيقولون: بل لم نكن نعبد شيئا، كذلك يضل الله الكافرين، أي كهذه الصفة المذكورة وبهذا الترتيب). [المحرر الوجيز: 7/ 457]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون * ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين * فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون * ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون}
المعنى: يقال للكفار المعذبين: ذلكم العذاب، الذي أنتم فيه بما كنتم تفرحون في الدنيا بالمعاصي والكفر وتمرحون، قال مجاهد: معناه: الأشر والبطر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الفخر والخيلاء.
وقوله تعالى: {[ادخلوا]}، معناه: يقال لهم قبل هذه المحاورة في أول الأمر: ادخلوا، لأن هذه المخاطبة إنما هي بعد دخولهم وفي الوقت الذي فيه الأغلال في أعناقهم، وأبواب جهنم هي السبعة المؤدية إلى طبقاتها وأدراكها السبعة. و"المثوى": موضع الإقامة).[المحرر الوجيز: 7/ 457]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آنس تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ووعده بقوله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق} في نصرك وإظهار أمرك، فإن ذلك أمر إما أن ترى بعضه في حياتك فتقر به عينك، وإما أن تموت قبل ذلك، فإلى أمرنا وتعذيبنا يصيرون ويرجعون، وقرأ الجمهور: "[يرجعون]" بضم الياء، وقرأ أبو عبد الرحمن، ويعقوب: [يرجعون] بفتح الياء، وقرأ طلحة بن مصرف، ويعقوب - في رواية الوليد بن حسان -: [ترجعون] بفتح التاء منقوطة من فوق). [المحرر الوجيز: 7/ 457]

رد مع اقتباس