الموضوع: بلى
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 11:01 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



(فصل) "بل" و"لابل" و"بلى" و"بله"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ( (فصل) "بلى"
وأما
"بلى" فإن أصلها "بل" وصلت بها "ألف" لتكون دليلًا على كلام محذوف هذا قول جماعة وقال بعضهم: هي "ألف" التأنيث بدليل إمالتها، وقال الباقون هي حرف أصلي، ومعناها الجواب بإثبات نفي قد تقدم قبلها فهي مخصصة بجواب النفي لأنها نقيضة "لا"، نحو قول القائل: ما خرج زيد فتقول: "بلى"، كأنك قلت: "بل" خرج زيد، وكذلك إذا دخل الاستفهام على النفي فإنه جار مجرى النفي كقوله تعالى: {ألست بربكم قالوا بلى}، عن ابن عباس وغيره رضي الله عنهم أنهم لو قالوا: "نعم" كفروا.
ووجه: أن "نعم" تصديق للمخبر سواء أخبر بنفي أم إيجاب، ونازع جماعة في المحكي عن ابن عباس قالوا: الاستفهام التقريري خبر موجب و "نعم" بعد الإيجاب تصديق له، وحينئذٍ لا يكون الجواب بها كفرا وسيأتي الكلام على هذا عند الكلام على "نعم" .
قال ابن هشام: ويشكل عليهم حيث قالوا: إن "بلى" لا يجاب بها الإيجاب ما وقع في كتب الحديث ففي صحيح البخاري في كتاب الإيمان أنه عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قالوا: بلى»، وفي صحيح مسلم: «أيسرك أن يكونوا في البر سواء، قال: بلى، قال: فلا إذًا»، وفيه أيضًا أنه قال: «أنت الذي لقيتني بمكة، فقال له المجيب بلى».
قلت: ولا إشكال في ذلك جميعه، فإنهم إنما أجابوا النبي صلى الله عليه وسلم بالإضراب، لكونه نزلهم منزلة النافي فوبخهم منبهًا ومذكرًا لهم وتقدير الكلام: أما ترضون أما يسرك، أما أنت الذي لقيتني، وإنما حذف حرف النفي اختصارًا.
ويظهر لي تقرير ما حكي عن ابن عباس وأن الآية معناها الاستفهام التوبيخي لا التقريري لما علمه سبحانه من إعراضهم في الدنيا عن توحيده فكأنه وبخهم بما يؤول إليه أمرهم في الدنيا ويدل على هذا ما أشار إليه سبحانه من ذكر العلة في الآية بقوله تعالى: {أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}.
فحينئذٍ لو قالوا: "نعم" كفروا لاستمرارهم على الإعراض والجحود والله أعلم). [مصابيح المغاني: 214 - 216]


رد مع اقتباس