قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): ("حتّى"
و"حتّى" تنصرف على أربعة اوجه:
1 - جارة، نحو قولك: قمت "حتّى" اللّيل، ومنه قوله تعالى: {سلام هي حتّى مطلع الفجر}.
2 - وعاطفة، نحو: قدم النّاس "حتّى" المشاة، وخرج النّاس "حتّى" الأمير، وتقول إن فلانا ليصوم الأيّام "حتّى" يوم الفطر، ويجوز النصب لأنّه لا يدخل في الصّوم، فتكون "حتّى" غاية بمعنى "إلى"، ولا يكون عطفا في هذه المسألة.
3 - وناصبة للفعل، نحو: سرت "حتّى" أدخل المدينة، بمعنى: سرت "إلى" أن أدخل المدينة، وتقول: صليت "حتّى" أدخل الجنّة، بمعنى صليت "كي" أدخل الجنّة، فهي تنصب بمعنى "إلى" "أن" و"كي".
4 - وحرف من حروف الابتداء، نحو قول الشّاعر: فواعجبا حتّى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع
وكقولك كلمته في الأمر "حتّى" يميل فيه أو "حتّى" يميل على الحال، فهذه ترفع الفعل بعدها، وكذلك قولك قد لج في أمره "حتّى" أظنه خارجا، تخبر عن ظن واقع في حال كلامه فترفع، وهذه الّتي هي حرف من حروف الابتداء يقع بعدها الاسم والفعل على الاستئناف). [منازل الحروف: 48 - 49]