عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 08:40 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"إن"
قال محمد بن علي بن الحسن الحكيمُ الترمذي (ت: نحو 320هـ) :
(22- تفسير "إن"
وأما قوله في تفسير "إن": فإن "إن" حرفان من حروف المعجم، ففي "الألف" القوة، وفي "النون" القوام، لأن الأصل القوة فيها، فإن طلب طالب من أين هذا؟ قيل له: هذه الحكمة العليا، وهي حكمة الحكمة، مستورة عن الخلق إلا عن أنبياء الله وأهل الصفوة من أوليائه المختصين بمشيئته: فاكتف بهذا القدر الذي بيننا، فإن العلوم كلها في حروف المعجم لأن مبتدأ العلم: أسماء الله، ومنه خرج الخلق والتدبير في أحكام الله في حلاله وحرامه، والأسماء من الحروف ظهرت، وإلى الحروف رجعت فهذا مخزون من العلم، لا يعقله إلا أولياؤه الذين عقولهم عن الله عقلت، وقلوبهم بالله تعلقت، فولهت في ألوهيته، فهناك الغطاء عن هذه الحروف، وعن الصفات- صفات الذات، فقوله "إن" إنما هو "ألف" و"نون" مخففة، "فالألف" عماد، و"النون" قوام، فربما احتاج أمر إلى قائمتين فزيد "نونا" أخرى، فاندغمت إحداهما في الأخرى، فاشتدتا، فقيل «"إن" مشددة»، وربما استغنى بإحداهما عن الأخرى، كقوله "إن" مخففة، فما كانت مشددة فمن قوتها عملت في الأسماء عملت في الأسماء فنصبتها؛ وما كانت مخففة لم تعمل في الأسماء وحلت محل "ما" كقوله تعالى: {إن الكافرون إلا في غرور}، يقول: "ما" الكافرون إلا في غرور، إذا اشتدت "بأن" صارت "نونين" نصبت الاسم، كقوله تعالى: {إن المنافقين هم الفاسقون}). [تحصيل نظائر القرآن: 104 - 105]


رد مع اقتباس