عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 22 ربيع الثاني 1435هـ/22-02-2014م, 01:07 AM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


معنى الاستعاذة ولوازمها

{أعوذ} أي: ألجأ وأعتصم، فمقصود المستعيذ هو العصمة من شر المستعاذ منه.
قال الحصين بن الحمام المري:

فعوذي بأفناء العشيرة إنما ..... يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما
فالمستعيذ ملتجئ معتصم بمن يرجو منه العصمة مما يخافه؛ والعصمة هي المنَعَة والحماية ، قال الله تعالى: {لا عاصم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}.
والاستعاذة فيها معنى الإقرار بالذلِّ والضعف والافتقار إلى عزة المستعاذ به ورحمته، وقدرته على عصمة من يستعيذ به.
فهذه العبادة تستلزم عبادات جليلة أخرى، وتستلزم الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ فيؤمن بعلم الله وسمعه وبصره وعزته ورحمته وقدرته ولطفه وملكه وغير ذلك من أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي تقتضيها عبادة الاستعاذة.
وقيام هذه المعاني التعبدية في قلب المؤمن خالصةً لله جلّ وعلا هو مظهر من مظاهر العبودية لله جل وعلا، ودليل من دلائل التوحيد .
وبهذا تعلم شيئاً من الحكمة من وجود الأشياء الضارة والمؤذية، وأن من مقاصد ذلك أن يلتجئ العباد إلى ربهم جل وعلا ويستعيذوا به.
ولو قُدّر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يُستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به، وفاتهم من المعارف الإيمانية الجليلة ما يناسب ذلك.
فحياة العباد وما يعترضهم من الحوادث والابتلاءات هي ميدان عظيم ليتعرفوا على ربهم جل وعلا ويؤمنوا به وبأسمائه وصفاته، وليجدوا ما أخبرهم به وما وعدهم به على لسان رسله صدقاً وحقاً.
وهذا الأمر العظيم بالاستعاذة بالله جل وعلا يتضمن وعداً كريماً من الله جل وعلا بأن يعيذ من استعاذ به.

رد مع اقتباس