عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 22 ربيع الثاني 1435هـ/22-02-2014م, 01:22 AM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

بيان معنى النزغ والهمز والنفخ والنفث


خطر اتباع خطوات الشيطان

قال الله تعالى: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.
وقال تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}
فجعل سبب ضلالتهم أنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله.
وهذا يبيّن لك خطورة اتباع خطوات الشيطان؛ لأنها قد تفضي بالعبد إلى أن يتولّى الشيطان فإذا تولّى الشيطان استحوذ الشيطان عليه فصار وليّا من أولياء الشيطان، والعياذ بالله يصدّ عن سبيل الله، ويعادي أولياء الله، ويؤذيهم ويبسط لسانه ويده في أهل الحق بالسوء؛ ويدعو إلى الباطل بقوله وعمله، ويسكت عن بيان الحق، فهو بهذه الأعمال القبيحة قد صار ولياً للشيطان ومناصراً له، يحب ما يحبه الشيطان، ويبغض ما يبغضه الشيطان، وإن لم يصرح بأنه يحب الشيطان بل ربما لعنه في الظاهر، وأما في حقيقة الحال فمقاصده وأعماله هي مقاصد الشيطان وأعماله، وغايتهم واحده إخراج الناس من النور إلى الظلمات، وصدهم عن سبيل الله عز وجل، وإن كانوا يحسبون أنهم مهتدون.

فهذا بيان درجات تسلط الشيطان على الإنسان، وقد ثبت في النصوص أن الشيطان يوسوس وينزغ ويهمز وينفخ وينفث ويحضر العبد في شأنه كله.
وقد أمر الله بالاستعاذة من شر الشيطان وشركه.
وبهذا تعلم أن هذا الأذى كثير متعدد متنوع، وأنه لا يُعصم منه إلا من عصمه الله، وأنه لا أمان للعبد إلا بالإيمان والتوكل على الله جل وعلا.
وقد قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}.
فالمؤمنون المتوكلون على ربهم لا تتسلط عليهم الشياطين بل هم في حفظ الله ورعايته، والله معهم يؤيدهم ويهديهم وينصرهم حتى تكون لهم العاقبة الحسنة.
وبحسب ما يكون مع العبد من تحقيق للإخلاص يعظم إيمانه ويعظم توكله على الله جل وعلا حتى يكون من عباد الله المخلَصين وينال بذلك أعظم تحصين من كيد الشيطان الرجيم.
كما قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً}.
وقال في قسم الشيطان لربه لما أبى السجود لآدم: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}
بل ربما بلغ العبد في كمال الإيمان وصدق التوكل والقوة في الحق مبلغاً عظيماً حتى يفرّ منه الشيطان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: ((والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قطّ سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)). متفق عليه.
الفج: الطريق الواسع.

رد مع اقتباس