عرض مشاركة واحدة
  #133  
قديم 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م, 12:01 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الأحاديث المروية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الأحاديث المروية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية:
ذكر المفسّرون وأهل الحديث ثلاثة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسيرهم هذه الآية:

الحديث الأوَّل: حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان والطبراني في الكبير من طرق عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي به، وعباد بن حبيش مجهول.
ورواه ابن جرير الطبري والطبراني في الأوسط وتمام في فوائده من طريق عبد الله بن جعفر الرقّي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عديّ بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى».
وهذا الإسناد ظاهره الصحّة ورجاله ثقات، لكن له علة وهي أن سعيد بن منصور رواه عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد مرسلاً، وهو كذلك في تفسير سفيان بن عيينة كما في الدر المنثور.
وهو جزء من حديث طويل في خبر إسلام عديّ بن حاتم رضي الله عنه.
والحديث الثاني: حديث بديل بن ميسرة العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود.
قال: فمن هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء الضالون)) يعني النصارى.
قال: وجاءه رجل، فقال: استشهد مولاك، أو قال: غلامك فلان، قال: ((بل يجر إلى النار في عباءة غلها)) رواه عبد الرزاق وأحمد ومحمد بن نصر، وأبو يعلى.
ورواه ابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير - من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم، قال: ((اليهود)) ، قلت: الضالين؟ قال: ((النصارى)).
وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.
والحديث له طرق أخرى فيها اضطراب فمنها الموصول والمنقطع، وتخريجها يطول.
والحديث الثالث: حديث سليمان بن أرقم البصري عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال: «قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلت عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: فـ{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}، والتي بيني وبينك: {إياك نعبد وإياك نستعين} منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: فـ{اهدنا الصراط المستقيم} هذه لك: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}: اليهود، {ولا الضالين}: النصارى» رواه الطبراني في الأوسط.
وسليمان بن أرقم متروك الحديث، قال فيه أحمد: (لا يسوى حديثه شيئاً) ، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء، ليس يسوى فلساً).
وأبو سلمة لم يسمع من أبيّ بن كعب، إنما ولد أبو سلمة عام 22هـ.
لكن العمدة على حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه، فقد صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة من أهل العلم، ومن أوفاهم عبارةً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ إذ قال: (وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} وهم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق أهل التفسير، وسياق الآية يدل عليه.
وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وذكر في آل عمران قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم.
وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} الآية.
واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه)ا.ه). [تفسير سورة الفاتحة:237 - 240]

رد مع اقتباس