عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 12:37 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الباب التاسع:تفسير قول الله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}

مقصد الآية
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (مقصد الآية
فيما تقدم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم فإذا قال [أي: العبد]: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال [الله]: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل).

فهذه الآية قسمها الله تعالى بينه وبين عبده:
فقسمها الأوَّل: حقّه جلّ وعلا، وهو إفراده بالعبادة.
وقسمها الآخر: سؤال العبد الإعانةَ من الله وحده دون ما سواه.
فمن قام بحقّ الله تعالى في القسم الأول أعطاه الله ما سأله في القسم الآخر.

وقد اشتملت هذه الآية على:
1. التبرؤ من كلّ معبود يُعبد من دون الله تعالى؛ ففيها معنى "لا إله إلا الله".
2. و
التبرؤ من الاستعانة بغيره جلّ وعلا؛ وذلك مستلزم للإيمان بقدرته تعالى على الإعانة؛ ففيها معنى "لا حول ولا قوّة إلا بالله".
فإخلاص العبادة يستلزم الكفر بكلّ ما يُعبد من دون الله تعالى، وأن يكون القلب سليماً لله تعالى ليس فيه تعلّق بغيره.
وإخلاص الاستعانة يستلزم التوكّل على الله تعالى، وتفويض الأمور إليه، ورجاء عونه وتوفيقه.
قال ابن كثير رحمه الله: (الدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السّلف: الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ. وهذا المعنى في غير آيةٍ من القرآن، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه وما ربّك بغافلٍ عمّا تعملون} {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا}، وكذلك هذه الآية الكريمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين})ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (كثيراً ما سمعت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تدفع الرياء، {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تدفع الكبرياء)ا.هـ). [تفسير سورة الفاتحة:171 - 172]


رد مع اقتباس