الموضوع: مسائل في السحر
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 6 جمادى الأولى 1435هـ/7-03-2014م, 11:00 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

قِصة شِفاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم من السحر


دعاء النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم
قالَ مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:676هـ): (قَوْلُه: (حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ-أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ- دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا) هَذَا دَلِيلٌ لاسْتِحْبَابِ الدُّعَاءِ عِنْد حُصُولِ الأمُورِ المَكْرُوهَاتِ، وَتَكْرِيرِه، وَحُسْنِ الالتِجَاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى).[شرح صحيح مسلم: 14/398]
قال أحمدُ بنُ عليٍّ ابنُ حَجَرٍ العسْقَلانِيُّ (ت:852هـ): (قَوْلُه: (حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ)
شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي، وَأَظُنُّهُ مِنَ البُخَارِيِّ؛ لأنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ مِنْ بَدْء ِالخَلْقِ فَقَالَ: " حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ " وَلَمْ يَشُكَّ، ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ الشَّكَّ فِيهِ مِنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، وَأَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَويهِ أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِه عَنْهُ عَلَى الشَّكِّ، وَمِنْ طَرِيقِه أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، فَيُحْمَل ُالجَزْمُ المَاضِي عَلَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى شَيْخَ البُخَارِيِّ حَدَّثَهُ بِهِ تَارَةً بِالجَزْمِ وَتَارَةً بِالشَّكِّ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا سَأَذْكُرُهُ مِنْ الاخْتِلافِ عَنْهُ، وَهَذَا مِنْ نَوَادِرِ مَا وَقَعَ فِي البُخَارِيِّ أَنْ يُخْرِجَ الحَدِيثَ تَامًّا بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ بِلَفْظَيْنِ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَة َالآتِيَةِ قَرِيبًا " ذَاتَ يَوْمٍ " بِغَيْرِ شَكٍّ " وَذَاتَ " بِالنَّصْبِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ، ثُمَّ قِيلَ: إِنَّهَا مُقْحَمَةٌ، وَقِيلَ: بَلْ هِيَ مِنْ إِضَافَةِ الشَّيْءِ لِنَفْسِهِ عَلَى رَأْيِ مَنْ يُجِيزُهُ.
قَوْلُه: (وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا)
كَذَا وَقَعَ، وَفِي الرِّوَايَة المَاضِيَة فِي بَدْء ِالخَلْقِ: (حَتَّى كَانَ ذَات يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا) وَكَذَا عَلَّقَهُ المُصَنِّفُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الدَّعَوَاتِ، وَمِثْلُه فِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ.
قَالَ الكِرْمَانِيُّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الاسْتِدْرَاكُ مِنْ قَوْلِهَا: (عِنْدِي) أَيْ لَمْ يَكُنْ مُشْتَغِلاً بِي، بَل ِاشْتَغَلَ بِالدُّعَاءِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ التَّخَيُّل، أَيْ كَانَ السِّحْرُ أَضَرَّهُ فِي بَدَنِه لا فِي عَقْلِه وَفَهْمِه بِحَيْثُ إنَّهُ تَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ وَدَعَا عَلَى الوَضْعِ الصَّحِيحِ وَالقَانُونِ المُسْتَقِيمِ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة ِابْنِ نُمَيْرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ: (فَدَعَا، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا) وَهَذَا هُوَ المَعْهُودُ مِنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُكَرِّرُ الدُّعَاءَ ثَلاثًا.
وَفِي رِوَايَةِ وُهَيْبٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَابْنِ سَعْدٍ: (فَرَأَيْتُه يَدْعُو).
قَالَ النَّوَوِيُّ: فِيهِ اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ حُصُولِ الأمُورِ المَكْرُوهَاتِ وَتَكْرِيرِه الالتِجَاءَ إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي دَفْعِ ذَلِكَ.
قُلْتُ: سَلَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ القِصَّةِ مَسْلَكَيِ التَّفْوِيضِ وَتَعَاطِي الأسْبَابِ، فَفِي أَوَّلِ الأمْرِ فَوَّضَ وَسَلَّمَ لأمْرِ رَبِّه فَاحْتَسَبَ الأجْرَ فِي صَبْرِه عَلَى بَلائِهِ، ثُمَّ لَمَّا تَمَادَى ذَلِكَ وَخَشِيَ مِنْ تَمَادِيهِ أَنْ يُضْعِفَهُ عَنْ فُنُونِ عِبَادَتِه جَنَحَ إِلَى التَّدَاوِي ثُمَّ إِلَى الدُّعَاءِ، وَكُلٌّ مِن َالمَقَامَيْنِ غَايَةٌ فِي الكَمَالِ.
قَوْلُه: (أَشَعَرْتِ)
أَيْ عَلِمْتِ؟ وَهِيَ رِوَايَة ُابْنِ عُيَيْنَةَ كَمَا فِي البَابِ الَّذِي بَعْده.
قَوْلُه: (أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُه)
فِي رِوَايَةِ الحُمَيْدِيِّ:((أَفْتَانِي فِي أَمْر ٍاسْتَفْتَيْتُه فِيهِ)) أَيْ أَجَابَنِي فِيمَا دَعَوْتُه، فَأَطْلَقَ عَلَى الدُّعَاءِ اسْتِفْتَاءً؛ لأنَّ الدَّاعِيَ طَالِبٌ وَالمُجِيبَ مُفْتٍ، أَوِ المَعْنَى أَجَابَنِي بِمَا سَأَلْتُه عَنْهُ ؛لأنَّ دُعَاءَهُ كَانَ أَنْ يُطْلِعَهُ اللَّه عَلَى حَقِيقَةِ مَا هُوَ فِيهِ لِمَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الأمْرِ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ((إِنَّ اللَّهَ أَنْبَأَنِي بِمَرَضِي))أَيْ أَخْبَرَنِي). [فتح الباري:10/238-239]


نزول الملكينِ لإخبارِه صلى اللهُ عليه وسلم بالسحرِ وموضعِه
قالَ مُحْيِي الدِّينِ يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:676هـ): (قَوْلُه:((مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ)) ) المَطْبُوبُ: المَسْحُورُ، يُقَالُ: طُبَّ الرَّجُلُ إِذَا سُحِرَ، فَكَنَّوْا بِالطِّبِّ عَنِ السِّحْر، كَمَا كَنَّوْا بِالسَّلِيمِ عَنِ اللَّدِيغِ. قَالَ ابْنُ الأنْبَارِيِّ: الطِّبُّ مِنَ الأضْدَادِ، يُقَالُ لِعِلاجِ الدَّاءِ: طِبٌّ، وَلِلسِّحْرِ طِبٌّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأدْوَاءِ، وَرَجُلٌ طَبِيبٌ أَيْ حَاذِقٌ، سُمِّيَ طَبِيبًا لِحِذْقِهِ وَفِطْنَتِه). [شرح صحيح مسلم: 14/398]
قال أحمدُ بنُ عليٍّ ابنُ حَجَرٍ العسْقَلانِيُّ (ت:852هـ): (قَوْلُه (أَتَانِي رَجُلانِ)
وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ: (قُلْت: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: ((أَتَانِي رَجُلانِ)) )
وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عِنْدَ أَحْمَدَ، وَمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَام: ((أَتَانِي مَلَكَانِ))، وَسَمَّاهُمَا ابْنُ سَعْدٍ فِي رِوَايَةٍ مُنْقَطِعَةٍ: جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَكُنْتُ ذَكَرْتُ فِي المُقَدِّمَةِ ذَلِكَ احْتِمَالاً.
قَوْلُه: (فَقَعَدَ أَحَدُهمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ)
لَمْ يَقَعْ لِي أَيُّهمَا قَعَدَ عِنْد رَأْسِه، لَكِنَّنِي أَظُنُّهُ جِبْرِيلَ لِخُصُوصِيَّتِهِ بِهِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ.
ثُمَّ وَجَدْتُ فِي (السِّيرَةِ) لِلدِّمْيَاطِيِّ الجَزْمُ بِأَنَّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: (لأَنَّهُ أَفْضَلُ)، ثُمَّ وَجَدْتُ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بِنِ أَرْقَمَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ وَابْنِ سَعْدٍ وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَك عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا).
فَدَلَّ مَجْمُوعُ الطُّرُقِ عَلَى أَنَّ المَسْئُولَ هُوَ جِبْرِيلُ وَالسَّائِلَ مِيكَائِيلُ.
قَوْلُه: (فَقَالَ أَحَدُهمَا لِصَاحِبِهِ)
فِي رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ الآتِيَةِ بَعْدَ بَابٍ: ((فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلآخَرِ)) وَفِي رِوَايَةِ الحُمَيْدِيِّ: ((فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي)) وَكَأَنَّهَا أَصْوَبُ، وَكَذَا هُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْد َالبَيْهَقِيِّ. وَوَقَعَ بِالشَّكِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ.
قَوْلُه: (مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟) كَذَا لِلأكْثَرِ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ((مَا بَالُ الرَّجُلِ؟)) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ البَيْهَقِيِّ: ((مَا تَرَى))، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي المَنَامِ، إِذْ لَوْ جَاءَا إِلَيْهِ فِي اليَقَظَة لَخَاطَبَاهُ وَسَأَلاهُ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ بِصِفَةِ النَّائِمِ وَهُوَ يَقْظَانُ، فَتَخَاطَبَا وَهُوَ يَسْمَعُ.
وَأَطْلَقَ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ نَائِمًا، وَكَذَا فِي رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عِنْد الإِسْمَاعِيلِيِّ (فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِه ذَاتَ يَوْمٍ) وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْتُ، وَعَلَى تَقْدِيرِ حَمْلِهَا عَلَى الحَقِيقَةِ فَرُؤْيَا الأنْبِيَاءِ وَحْيٌ.
وَوَقَعَ فِي حَدِيث ِابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ سَعْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ جِدًّا (فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ وَهُوَ بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ).
قَوْلُه: (فَقَالَ: مَطْبُوبٌ) أَيْ مَسْحُورٌ، يُقَالُ: طُبَّ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ إِذَا سُحِرَ، يُقَالُ :كَنَّوْا عَنِ السِّحْرِ بِالطِّبِّ تَفَاؤُلاً، كَمَا قَالُوا لِلَّدِيغِ: سَلِيمٌ، وَقَالَ ابْنُ الأنْبَارِيِّ: الطِّبُّ مِنَ الأضْدَادِ، يُقَالُ لِعِلاجِ الدَّاءِ: طِبٌّ، وَالسِّحْرُ مِنَ الدَّاءِ، وَيُقَالُ لَهُ: طِبٌّ.
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ مُرْسَلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: (احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِه بِقَرْنٍ حِينَ طُبَّ).
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي سُحِرَ.
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: بَنَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمْرَ أَوَّلاً عَلَى أَنَّهُ مَرِضَ، وَأَنَّهُ عَنْ مَادَّةٍ مَالَتْ إِلَى الدِّمَاغِ وَغَلَبَتْ عَلَى البَطْنِ المُقَدَّمِ مِنْهُ، فَغَيَّرَتْ مِزَاجَه، فَرَأَى اسْتِعْمَالَ الحِجَامَةِ لِذَلِكَ مُنَاسِبًا، فَلَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ سُحِرَ عَدَلَ إِلَى العِلاج ِالمُنَاسِبِ لَهُ وَهُوَ اسْتِخْرَاجُه.
قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنَّ مَادَّةَ السِّحْرِ انْتَهَتْ إِلَى إِحْدَى قُوَى الرَّأْس ِ،حَتَّى صَارَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَا ذُكِرَ، فَإِنَّ السِّحْرَ قَدْ يَكُونُ مِنْ تَأْثِير الأرْوَاحِ الخَبِيثَةِ، وَقَدْ يَكُونُ مِن ِانْفِعَالِ الطَّبِيعَةِ، وَهُوَ أَشَدُّ السِّحْرِ، وَاسْتِعْمَال ُالحَجْمِ لِهَذَا الثَّانِي نَافِعٌ لأنَّهُ إِذَا هَيَّجَ الأخْلاطَ وَظَهَرَ أَثَرُه فِي عُضْوٍ كَانَ اسْتِفْرَاغُ المَادَّةِ الخَبِيثَةِ نَافِعًا فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: إِنَّمَا قِيلَ لِلسِّحْرِ: طِبٌّ لأنَّ أَصْلَ الطِّبِّ الحِذْقُ بِالشَّيْءِ وَالتَّفَطُّنُ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ كُلٌّ مِنْ عِلاج المَرَضِ وَالسِّحْرِ إِنَّمَا يَتَأَتَّى عَنْ فِطْنَةٍ وَحِذْقٍ أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ مِنْهُمَا هَذَا الاسْمُ). [فتح الباري:10/239]
قالَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابيُّ البُسْتِيُّ (ت:388هـ): (قالَ الأَصْمَعِيُّ : بئرُ ذي أَرْوَانَ معروفةٌ، وهي التي دُفِنَ فيها عُقَدُ السِّحْرِ للنبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ. وبعضُهُم يقولُ: ذَرْوَانُ، وهو غَلَطٌ). [إصلاح غلط المحدثين: ]


معنى مطبوب
قالَ أَبو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (قولُه : (طُبَّ) يعني سُحِرَ، يقالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَطْبُوبٌ.
وَنَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا قِيلَ لَهُ: مَطْبُوبٌ لأنَّهُ كنَى بالطِّبِّ عَنِ السِّحْرِ كَمَا كَنَوا عَنِ اللَّدِيغِ فَقَالُوا: (سَلِيمٌ) تَطَيُّرًا إِلَى السَّلامَةِ مِنَ الَّلدْغِ، وَكَمَا كَنَوا عَنِ الفَلاةِ وَهِيَ المَهْلَكَةُ الَّتِي لا مَاءَ فِيهَا).
[غريب الحديث:2/43]


رد مع اقتباس