الموضوع: القوي
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 09:54 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (القوي
القوي: ذو القوة والأيد، ويقال لمن أطاق شيئًا وقدر عليه: «قد قوي عليه» ولمن لم يقدر عليه «قد ضعف عنه»، فالهل عز وجل قوي قادر على الأشياء كلها لا يعجزه شيء منها. ووزن القوي من الفعل «فعيل» بمنزلة كريم وقدير في الوزن، وأصله «قويو» فقلبت الواو التي بعد الياء ياء وأدغمت الياء الأولى في الثانية فقيل: «قوي» وذلك أن من حكم الياء والواو إذا اجتمعتا وسبقت إحداهما بسكون أن تقلب الواو ياء على كل حال، فلما اجتمعت في هذا الواو والياء وسبقت الياء بسكون وجب قلب الواو ياء وهو في القلب نظير قولهم: «سيد» و«ميت» وأصله «سيود» و«ميوت» فقلبت كما ذكرت لك.
وقوي من القوة وعينه ولامه واوان، ولا يستعمل فعله على تصحيح الواوين فيه فيرد إلى «فعل» بكسر العين لتقلب الواو التي هي لام ياء فيقال «قويت أقوى» فتعتل اللام وتصح العين، وكذلك يقال من الحوة «حويت تحوي» ويصح المصدر فيقال «القوة» و«الحوة» للسكون والإدغام.
والقوة: الطاقة من قوي الحبل المفتول، ويقال في جمع قوة قوي و«قوى» وقد قرئ {شديد القوى} والقوى. وتقول العرب «برئت قائبة من قوبها» إذا صلح الأمر.
قال أبو عمرو الشيباني: قال الداعي: «انقطع قوي من قاوية» في ذلك المعنى. قال أبو عمرو: وتفسيره: أن تنقطع القوة من القوة، وإنما يريد قوى الحبل.
والقواء بالمد: الأرض الخالية التي لا شيء بها وكذلك القي، قال العجاج:
وبلدة نياطها نطي = قي تناصيها بلاد قي
تناصيها: تواصلها.
والأقواء في الشعر عند أكثر العلماء رفع بيت وخفض بيت كما قال النابغة:
أمن آل مية رائح أو مغتدي = عجلان ذا زاد وغير مزود
ثم قال:
زعم البوارح أن رحلتنا غدا = وبذاك خبرنا الغداف الأسود
فخفض الأول ورفع الثاني كما ترى. وكما قال بشر:
ألم تر أن طول الدهر يسلي = وينسي مثل ما نسيت جذام
وكانوا قومنا فبغوا علينا = فسقناهم إلى البلد الشآم
وهو كثير في أشعار المتقدمين والفحولة. قال أبو عمرو: فحلان من الشعراء كانا يقويان في شعرهما، النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فغني له من شعره بما فيه أقواء ففطن له فلم يعد للأقواء بعد ذلك. وأما بشر ففطنه لذلك أخوه فلم يعد له.
قوال: واشتقاق الأقواء من اختلاف قوى الحبل وهو أن تختلف فتكون واحدة سوداء وأخرى بيضاء أو ما أشبه ذلك.
وذهب بعضهم إلى أن الأقواء هو أن يكون في وسط البيت نقصان في فاصلته لا يجوز مثله في الزحاف نحو قوله:
حنت نوار ولات هنا حنت = وبدا الذي كانت نوار أجنت
لما رأت ماء السلا مشروبا = والفرث يعصر في الإناء أرنت
فعروض البيت الأول «مستفعلن» منحطة من «متفاعلن» وعروض البيت الثاني «مفعول» فنقصها حرفًا وذلك غير جائز، لأن «مفعولن» لا تقع في عروض الكامل، ولو قال: «لما رأت ماء السلا مشروبها» لاستقام وزن البيت.
وقال هؤلاء أيضًا: اشتقاقه من أقواء الحبل، يقال أقوى الرجل حبله إذا جعل بعض قواه غليظة وبعضها دقيقة، وكذلك هذا لما نقص العروض عن مقدارها فقد أقوى). [اشتقاق أسماء الله: 149-152]


رد مع اقتباس