عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 07:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون (71) وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72) ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون (73)}
يذكر تعالى ما أنعم به على خلقه من هذه الأنعام الّتي سخّرها لهم، {فهم لها مالكون}: قال قتادة: مطيقون أي: جعلهم يقهرونها وهي ذليلةٌ لهم، لا تمتنع منهم، بل لو جاء صغيرٌ إلى بعيرٍ لأناخه، ولو شاء لأقامه وساقه، وذاك ذليلٌ منقادٌ معه. وكذا لو كان القطار مائة بعيرٍ أو أكثر، لسار الجميع بسير صغيرٍ.
وقوله: {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} أي: منها ما يركبون في الأسفار، ويحملون عليه الأثقال، إلى سائر الجهات والأقطار. {ومنها يأكلون} إذا شاؤوا نحروا واجتزروا). [تفسير ابن كثير: 6/ 592]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولهم فيها منافع} أي: من أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حينٍ، {ومشارب} أي: من ألبانها وأبوالها لمن يتداوى، ونحو ذلك. {أفلا يشكرون}؟ أي: أفلا يوحّدون خالق ذلك ومسخّره، ولا يشركون به غيره؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 592]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون (74) لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جندٌ محضرون (75) فلا يحزنك قولهم إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون (76)}
يقول تعالى منكرًا على المشركين في اتّخاذهم الأنداد آلهةً مع اللّه، يبتغون بذلك أن تنصرهم تلك الآلهة وترزقهم وتقرّبهم إلى اللّه زلفى). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {لا يستطيعون نصرهم} أي: لا تقدر الآلهة على نصر عابديها، بل هي أضعف من ذلك وأقلّ وأذلّ وأحقر وأدخر، بل لا تقدر على الانتصار لأنفسها، ولا الانتقام ممّن أرادها بسوءٍ؛ لأنّها جمادٌ لا تسمع ولا تعقل.
وقوله: {وهم لهم جندٌ محضرون}: قال مجاهدٌ: يعني: عند الحساب، يريد أنّ هذه الأصنام محشورةٌ مجموعةٌ يوم القيامة، محضرةٌ عند حساب عابديها؛ ليكون ذلك أبلغ في خزيهم، وأدلّ عليهم في إقامة الحجّة عليهم.
وقال قتادة: {لا يستطيعون نصرهم} يعني: الآلهة، {وهم لهم جندٌ محضرون}، والمشركون يغضبون للآلهة في الدّنيا وهي لا تسوق إليهم خيرًا، ولا تدفع عنهم سوءًا، إنّما هي أصنامٌ.
وهكذا قال الحسن البصريّ. وهذا القول حسنٌ، وهو اختيار ابن جريرٍ، رحمه اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلا يحزنك قولهم} أي: تكذيبهم لك وكفرهم باللّه، {إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون} أي: نحن نعلم جميع ما هم عليه، وسنجزيهم وصفهم ونعاملهم على ذلك، يوم لا يفقدون من أعمالهم جليلًا ولا حقيرًا، ولا صغيرًا ولا كبيرًا، بل يعرض عليهم جميع ما كانوا يعملون قديمًا وحديثًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

رد مع اقتباس