الموضوع: حاشا
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


حرف "الحاء" المهملة
"حاشا"

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الحاء" المهملة
"حاشا"
حاشا على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون فعلا متعدّيا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، ومنه الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أسامة أحب النّاس إليّ ما حاشى فاطمة».
"ما" نافية والمعنى: أنه صلى الله عليه وسلم لم يستثن فاطمة، وتوهم ابن مالك أنّها "ما" المصدرية، و"حاشا" الاستثنائية بناء على أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، فاستدل به على أنه قد يقال: قام القوم "ما" "حاشا" زيدا، كما قال:
رأيت النّاس ما حاشا قريشًا ... فإنّا نحن أفضلهم فعالا
ويرده أن في معجم الطّبرانيّ "ما" "حاشى" فاطمة ولا غيرها، ودليل تصرفه قوله:
ولا أرى فاعلا في النّاس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
وتوهم المبرد أن هذا مضارع "حاشا" الّتي يستثنى بها، وإنّما تلك حرف أو فعل جامد لتضمّنه معنى الحرف.
الثّاني: أن تكون تنزيهية، نحو: {حاش لله}، وهي عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل قالوا لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم
إيّاها على الحرف.
وهذان الدليلان ينافيان الحرفية ولا يثبتان الفعلية، قالوا والمعنى في الآية جانب يوسف المعصية لأجل الله، ولا يتأتّى هذا التّأويل في مثل: {حاش لله ما هذا بشرا}، والصّحيح أنّها اسم مرادف للبراءة من كذا بدليل قراءة بعضهم ("حاشا" لله) بالتّنوين، كما يقال براءة لله من كذا، وعلى هذا فقراءة ابن مسعود رضي الله عنه ("حاش" الله) كمعاذ الله ليسا جارا ومجرورا كما وهم ابن عطيّة؛ لأنّها إنّما تجر في الاستثناء ولتنوينها في القراءة الأخرى؛ ولدخولها على "اللّام" في قراءة السّبعة؛ والجار لا يدخل على الجار؛ وإنّما ترك التّنوين في قراءتهم
لبناء "حاشا" لشبهها "بحاشا" الحرفية؛ وزعم بعضهم أنّها اسم فعل معناها أتبرأ أو برئت؛ وحامله على ذلك بناؤها ويرده إعرابها في بعض اللّغات.
الثّالث: أن تكون للاستثناء فذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أنّها حرف دائما بمنزلة "إلّا"، لكنّها تجر المستثنى.
وذهب الجرمي والمازني والمبرد والزجاج والأخفش وأبو زيد والفراء وأبو عمرو الشّيبانيّ إلى أنّها تستعمل كثيرا حرفا جارا، وقليلا فعلا متعدّيا جامدا لتضمّنه معنى "إلّا"، وسمع اللّهمّ اغفر لي، ولمن يسمع "حاشا" الشّيطان، وأبا الأصبغ.
وقال:
حاشا أبا ثوبان إن به ... ضنا على الملحاة والشتم
ويروى أيضا "حاشا" أبي "بالياء"، ويحتمل أن تكون رواية "الألف" على لغة من قال:
إن أباها وأبا أباها ...
وفاعل "حاشا" ضمير مستتر عائد على مصدر الفعل المتقدّم عليها أو اسم فاعله، أو البعض المفهوم من الاسم العام فإذا قيل: قام القوم "حاشا" زيدا، فالمعنى جانب هو أي قيامهم، أو القائم منهم أو بعضهم زيدا). [مغني اللبيب: 2 / 247 - 259]


رد مع اقتباس